تفسير: (فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم)
♦ الآية: ï´؟ فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ï´¾.
♦ السورة ورقم الآية: هود (116).
♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ï´؟ فلولا كان من القرون من قبلكم ï´¾ أَيْ: ما كان منهم ï´؟ أولو بقية ï´¾ دينٍ وتميزٍ وفضلٍ ï´؟ ينهون عن الفساد في الأرض ï´¾ عن الشِّرك والاعتداء في حقوق الله والمعصية ï´؟ إلاَّ قليلاً ï´¾ لكن قليلاً ï´؟ ممن أنجينا منهم ï´¾ وهم أتباع الأنبياء وأهل الحقِّ نهوا عن الفساد ï´؟ واتَّبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه ï´¾ آثروا الَّلذات على أمر الآخرة وركنوا إلى الدُّنيا والأموال وما أُعطوا من نعيمها.
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ï´؟ فَلَوْلا ï´¾، فَهَلَّا، ï´؟ كانَ مِنَ الْقُرُونِ ï´¾، الَّتِي أهلكناهم، ï´؟ مِنْ قَبْلِكُمْ ï´¾، الآية للتوبيخ، ï´؟ أُولُوا بَقِيَّةٍ ï´¾، أي: أولوا تمييز. وقيل: أولوا طاعة. وقيل: أولوا خَيْرٍ. يُقَالُ: فُلَانٌ ذُو بَقِيَّةٍ إِذَا كَانَ فِيهِ خَيْرٌ. مَعْنَاهُ: فَهَلَّا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ مَنْ فِيهِ خَيْرٌ يَنْهَى عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ؟ وَقِيلَ: معناه أولوا بَقِيَّةٍ مِنْ خَيْرٍ. يُقَالُ: فُلَانٌ عَلَى بَقِيَّةٍ مِنَ الْخَيْرِ إِذَا كَانَ عَلَى خَصْلَةٍ مَحْمُودَةٍ. ï´؟ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِي الْأَرْضِ ï´¾، أَيْ: يَقُومُونَ بِالنَّهْيِ عَنِ الْفَسَادِ، وَمَعْنَاهُ جحدا، أي: لم يكن فيهم أولوا بَقِيَّةٍ. ï´؟ إِلَّا قَلِيلًا ï´¾، هَذَا اسْتِثْنَاءٌ مُنْقَطِعٌ مَعْنَاهُ: لَكِنَّ قَلِيلًا، ï´؟ مِمَّنْ أَنْجَيْنا مِنْهُمْ ï´¾، وَهُمْ أَتْبَاعُ الْأَنْبِيَاءِ كَانُوا يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ. ï´؟ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا ï´¾، نُعِّمُوا، ï´؟ فِيهِ ï´¾، وَالْمُتْرَفُ: الْمُنَعَّمُ. وَقَالَ مُقَاتِلُ بْنُ حَيَّانَ: خُوِّلُوا. وقال الفراء: عوّدوا، أَيْ: وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا عُوِّدُوا مِنَ النَّعِيمِ وَاللَّذَّاتِ وَإِيثَارِ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ. ï´؟ وَكانُوا مُجْرِمِينَ ï´¾، كَافِرِينَ.
تفسير القرآن الكريم