عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-05-2023, 02:22 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي طرق التعبير عن الرضا عند البكر البالغة



طرق التعبير عن الرضا عند البكر البالغة

د ايمان محمد




بسم الله الرحمن الرحيم
مع خلاف الفقهاء فى جواز إجبار البكر البالغة على النكاح ، إلا انهم اتفقوا على مشروعية استئذانها ، وهذا الاسئذان يكونواجباعند من لم يجز إجبارها ، ويكون مندوبا ومستحبا عند من يجيز إجبارها .
واستئذان الثيب لابد أن يكون صريحا ، أما والحال هنا أن المستأذنة بكرا فبماذا يعرف رضاها ؟
ذهب الفقهاء الى ان هناك ثلاثة طرق يعرف بها رضا البكر عند الإستئذان هى : ـ
أولا : ـ القول وهو بالتنصيص على الرضا أو ما يجرى مجراه ، مثل أن تقول رضيت أونحو ذلك
وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم ( البكر تستامر ) أى لا يعقد عليها حتى يطلب الأمر منها ، والأمر منها لا يكون إلا بالقول .
ثانيا ـالفعلمثل أن تطالب بالمهر والنفقة ، أو أن تسعى لتمكين نفسها للزواج لقوله صلى الله عليه وسلم لبريرة ( إن وطئك زوجك فلا خيار لك ) فالرسول صلى الله عليه وسلم نفى عنها الخيار لتمكينها زوجها ، وهذا فعل فيدل على الرضا .
ثالثا : ـ السكوت وقد أجمع الفقهاء على اعتبار سكوت البكر عند الإستئذان رضا ، وهذا عن طريق الإستحسان ، إذ القياس ان لا يكون سكوتها رضا .
ووجه القياس ان السكوت يحتمل الرضا ويحتمل السخط ، فلا يصلح دليلا على الرضا مع الشك والاحتمال
والدليل على اعتبار السكوت رضا قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تنكح الأيم حتى تستامر ، ولا تنكح البكر حتى تستاذن ، قالوا يارسول الله : وكيف إذنها قال :إذنها أن تسكت )
والمراد بالسكوت السكوت عن الرد لا مطلق السكوت ، فلو استاذنها فتكلمت بكلام اجنبى فهو سكوت فيكون إجازة .
*ولأنه مع كون السكوت محتمل إلا أنه يترجح جانب الرضا على جانب السخط ، لأنها لو لم تكن راضية لردت ، لأنها إن كانت تستحى عن الإذن فلا تستحى عن الرد ، فلما سكتت دل على أنها راضية .
ولكن هل إذا صاحب السكوت ضحك أو بكاء بعد الإستئذان يعد ذلك رضا ام لا ؟
أما الضحك: فقد أجمع الفقهاء فقد أجمع الفقهاء على أن الضحك بعد الإستئذان يعد إذنا ورضا ، وسواء كان ضحكا أو تبسما حيث هو عادة يكون مصاحبا للفرح والرضا . أما لو ضحكت مستهزئة فلا يكون الضحك هنا إذنا .
أما البكاء فقد اختلف الفقهاء فى حكمه هل يعد إذنا أم لا ؟
الرأى الأول: للمالكية والشافعية والحنابلة ، والرواية الأولى للأحناف وقد ذهبوا الى اعتبار اعتبار البكاء إذنا ، طالما لم يصابه صياح ولا ضرب خد .لاحتمال بكائها على فقد ابيها ، إذا لم يكن لها أب وتقول فى نفسها : لو كان أبى حيا لما احتجت الى الاستئذان .
* ولأن البكاء قد يكون للحزن ، وقد يكون لشدة الفرح ، فلا يجعل ردا ولا إجازة للتعارض فصار كأنها سكتت فكان رضا .
الرأى الثانى : ـ الرواية الثانية للأحناف ، وهذا الرأى ينص على عدم اعتبار البكاء إذنا .
وذلك لأن البكاء لا يكون الا من حزن عادة ، فكان دليل السخط والكراهية.
وقد حاول الأحناف التوفيق بين الروايتين فذهبوا الى أن الصحيح المختار للفتوى أنها لو بكت بلا صوت فهو إذن لأنه دليل حزن على مفارقة أهلها ، اما لو بكت بصوت فليس بإذن لأنه دليل السخط والكراهية غالبا
واعتقد ان هذا هو الصحيح لأنها لأنها إن بكت بلا صوت كان سكوتا ايضا ، حيث لم يصدر منها أى قول ، ولا يلتفت الى بكائها لأنه قد يكون للفرح ، وهى إن كانت كارهة فلا يمنعها شئ من الرد ، أما إذا صاحبه صياح وعويل فلا يجعل دليلا على الإذن لأن هذه الأفعال يعبر بها عن الحزن فقط .





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.03 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.40 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.69%)]