باب الإستنجاء والإستجمار
رغم أن قضاء الحاجة هي أساس من الأشياء الأساسية التي تحتاجها كل المخلوقات ، إلا أن الإسلام كرم الإنسان وأدّبه وفضله عن بقية المخلوقات ، ثم حتى في قضاء الحاجة يمكن للمسلم أن ينال أجرا وثوابا إذا نوى وأحسن النية ، فيا لعظمة هذا الدين .
تعريف الإستنجاء
لغة: نجوت الشجرة أي قطعتها.
إصطلاحا: إزالة الخارج من السبيل بماء .
تعريف الإستجمار
يرادف الإستنجاء الإستجمار : وهو إزالة الخارج من السبيل بالحجارة .
سمي إستجمار من الجِـمَار وهي الحجارة الصغيرة .
لا يجوز عند الحنابلة الوضوء قبل إنقطاع الموجب ( البول و الغائط ) ولذلك بعد أن ذكر باب الطهارة عرّج بذكر الإستنجاء والإستجمار .
آداب الخلاء:
- يستحب أن يدخل بالقدم اليسرى أولا ثم اليمنى ، ويستحب أن يخرج باليمنى أولا ثم اليسرى.
عكس الدخول إلى المسجد أو المنزل ولبس النعل والثوب ، فاليسرى تقدم للأذى ، واليمنى لما سواه.
منظمة الصحة العالمية الآن تدعوا إلى إستخدام يد للتنظف وأخرى للطعام ، وهذا أصل وأساس في ديننا الإسلامي ، فسبحان الله.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا إنتعل أحدكم ، فليبدأ باليمنى ، وإذا خلع فليبدأ باليسرى ) أخرجه مسلم في صحيحه.
- يستحب أن يقول عند دخول الخلاء : ( اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ) ، وعندما يخرج يقول : غفرانك ، الحمدلله الذي أذهب عني الأذى و عافاني.
ماهي الخبث والخبائث؟ أنتظر الإجابة منكم
لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء قال : اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث . متفق عليه.
وحديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الخلاء قال: غفرانك .
روى ابن ماجد عن أنس بن مالك رضي الله عنهما : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الخلاء قال: الحمدلله الذي أذهب عني الأذى وعافاني ) أخرجه ابن ماجه.
- يستحب أن يعتمد على رجله اليسرى حال جلوسه لقضاء الحاجة .
عن سراقة بن مالك رضي الله عنه قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتكئ على اليسرى ، وأن ننصب اليمنى . أخرجه الطبراني في الكبير.
- يستحب بُعْده عن أعين الناس إذا كان في فضاء – يعني مكان واسع كالصحراء أو البر مثلا – حتى لا يراه أحد.
- يستحب إستتاره وارتياده لبوله مكانا رخوا .
لحديث : ( من أتى الغائط فليستتر ) أخرجه أبو داوود.
وحديث : ( إذا بال أحدكم فليرتد لبوله مكانا رخوا ويقصد مكانا علوا ) رواه أحمد وغيره .
ما معنى ليرتد لبوله ؟ وما الحكمة في أن يقصد مكانا عاليا؟
يعني لا يبول الإنسان وأمامه صخرة فيعود رذاذ البول له ويلوث ثيابه ، بل عليه أن يختار مكانا رخوا يعني مكان به تراب يشرب الخارج منه ، فإن لم يجد مكانا رخوا ألصق ذكره ليأمن بذلك من رشاش البول .
وسبب المكان العالي لينحدر عنه البول ولا يلوث ثيابه .
- يستحب أن يمسح بيده اليسرى إذا فرغ من بوله لئلا يبقى من البول شيء ينجس ثيابه.
- يستحب تحوله من مكانه ويستنجي في غيره إن خاف تلوثا بإستنجائه في مكانه وحتى لا تنجس ثيابه ، ويبدأ بالقبل حتى لا تتلوث يده إذا بدأ بالدبر .
- يكره أن يدخل إلى الخلاء بشيء فيه ذكر الله ، لأن الإنسان قد يحمل دنانير ولو تركها خارجا لسرقت منه أو خاتما ذهبيا ونحو ذلك ، ويحرم إدخال المصحف إلى الخلاء ، ولو كان المصحف في حقيبة مغلقة وخاف من تركها خارجا فتسرق جاز له أن يدخلها ، ولو كان في الجوال المصحف كاملا جاز له أن يدخله بشرط أن لا يخرجه من جيبه ويقرأ فيه .
سئل الشيخ المطلق حفظه الله عن هذه المسألة فقال : المصحف في الحقيبة كالمصحف في ذهن القارئ ، لو إستطاع أن يترك رأسه خارجا فليترك حقيبته خارجا أيضا .
:d هو الشيخ أسلوبه فُكَاهي الله يحفظه .
- يكره التحدث داخل الخلاء إلا للضرورة كتنبيه ضرير من السقوط من مرتفع.
- يكره أن يبول في شق ، لأنه بيت للحشرات وغيرها.
- يكره أن يستقبل النـيـّرين ( الشمس والقمر ) عند قضاء حاجته في الفضاء ، كالبر أو البحر مثلا لما فيهما من نور الله.
- يحرم إستقبال القبلة وإستدبارها عند قضاء الحاجة في الفضاء ، ويكره في البنيان . لماذا؟ أنتظر جوابها منكن
لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام : ( إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ، ولكن شرقوا وغربوا ) متفق عليه .
أماكن يحرم فيها قضاء الحاجة:
1- في طريق العامة .
2- في الظل النافع عند الحر ، والمكان المشمس في الشتاء .
3- التبول في موارد المياه ( وأثبت الطب الحديث أن التبول في موارد المياه يسبب مرض الدزنطاريا ، نسأل الله السلامة ).
4- التغوط في الماء مطلقا .
- يكره أن يبول في إناء بلا حاجة .
- يكره مس الفرج باليد اليمنى لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام : ( لا يمسن أحدكم ذكره بيمينه وهو يبول ، ولا يتمسح من الخلاء بيمينه ) متفق عليه .
- من السنة أن يستجمر بحجر أو نحوه مثل المناديل أو القماش ، ثم يستنجي بالماء.
يكره العكس ، ويكفيه الإستجمار حتى مع وجود الماء ، ولكن الماء أفضل.
شروط الإستجمار:
أن يكون الإستجمار بحصيات طاهرات مباحات منقيات ، ناعمة الملمس لا تجرح .
ويشترط للإكتفاء بالإستجمار ثلاث مسحات منقية ، ولم لم يحصل النقاء زاد عن ثلاثة ، ومن السنة قطعه على وتر ، ولا يكفي أقل من الثلاث.
- يمكن الإستجمار بالمنديل أو الخرق أو الخشب ونحو ذلك.
- يحرم الإستجمار لا بالعظم ، ولا بالروث ولا بالطعام ، ولا بالكتب النافعة أو الورق النافع ، ولا بصوف البهيمة المتصل بها ، ولا بجلد السمك أو جلد حيوان مذبوح تم سلخه ، ولا بحشيش رطب.
لماذا؟ أنتظر جوابها منكن
هل يجوز الاستجمار مع وجود الماء ؟
نعم بشروط:
أن لا يجاوز الخارج موضع العادة ، وأن يكون الاستجمار بشروطه.
بهذا نكون إنتهينا من الدرس السابع ، وإنتهينا أيضا من باب الإستنجاء والإستجمار بفضل الله .
لأي سؤال أو إستفسار أنا جاهزة .
حياكم الله.