عرض مشاركة واحدة
  #694  
قديم 27-06-2008, 05:48 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

يتبــع موضوع ....من أسرار تعدية الفعل في القرآن الكريم

وأما قوله تعالى:
﴿ وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ( يوسف: 36)
فالمفعول به هنا هو ( السجن ). و( معه ) حال من الفاعل. والأصل: ودخلالسجن معه فتيان. أي: مصاحبين له. وهذا ما أشار إليه الزمخشري بقوله:مع: يدلعلى معنى الصحبة واستحداثها. تقول: خرجت مع الأمير. تريد: مصاحبًا له. فيجب أن يكوندخولهما السجن مصاحبين له .
فتعلق( مع ) هنا بالفعل هو من تعلق المفعول فيه، لا من تعلق المفعول به؛ ولهذا يخطىء من يقول: إن ( دخل ) يتعدَّى بـ( مع )؛ كما يخطىء من يقول: إنه يتعدَّى بـ( على ).
وأما قوله تعالى:
﴿ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَجُنَاحَ عَلَيْكُمْ ﴾(النساء: 23)
فالمفعول في الأصل محذوف تقديره: فإن لم تكونوادخلتم الستر بهن. ولكن حذف المفعول، وعدِّيَ بالباء؛ لأنه كنِّيَّ بالدخول عنالجماع. وهذا ما أشار إليه أبو حيان بقوله:الدخول هنا كناية عن الجماع؛ لقولهم: بنى عليها. وضرب عليها الحجاب. والباء للتعدية، والمعنى: اللائي أدخلتموهن الستر.
قاله ابن عباس، وطاوس، وابن دينار .
فقوله تعالى:﴿ دَخَلْتُم بِهِنَّ ﴾، عدِّيالفعل فيه بالباء؛ لأنه كُنِّيَ به عن الجماع، لا لأن الفعل ( دخل ) يتعدى بالباء،وهذا واضح.
ولو كان الضمير المجرور بـ( على )، و( الباء )، و( مع ) يعود علىمفعول ( دخل ) الظاهر ، أو المضمر في الآيات السابقة، لجاز لنا أن نقول: إنه تعدى إلىمفعولين: الأول بنفسه، والثاني بحرف الجر. وهذا بعيد جدًّا.
أما قولهتعالى:
﴿ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي *وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾(الفجر: 29- 30 )
فقال فيهأبو حيان:تعدى( فادخلي ) أولاً بـ( في ). وثانيًا بغير( في )؛ وذلك أنه إذا كانالمدخول فيه غير ظرف حقيقي، تعدت إليه بـ( في ): دخلت في الأمر، ودخلت في غمارالناس، ومنه:﴿فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ﴾. وإذا كان المدخول فيه ظرفًا حقيقيًّا،تعدت إليه في الغالب بغير وساطة: في
الفعل الثاني( خرج )
ذكر الدكتورالأنصاري أن ( خرج ) يتعدى بـ( من ) و( إلى ) و( على ) و( اللام ) و( مع ) و( في ).
وذكر من تعديته بـ( من ) قوله تعالى:
﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْمِن دِيَارِهِمْ ﴾(البقرة: 243)
ومن تعديته بـ( إلى ) ذكر قوله تعالى:
﴿ وَلَوْأَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ ﴾(الحجرات: 5)
ومن تعديته بـ( على ) ذكر قوله تعالى:
﴿ فَخَرَجَعَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهٍِ ﴾(القصص: 79)
ومن تعديته بـ( اللام ) ذكر قولهتعالى:
﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ(الأعراف: 32(
ومن تعديته بـ( مع ) ذكر قولهتعالى:
﴿ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً(الحشر: 11)
ومن تعديته بـ( في ) ذكر قوله تعالى:
﴿ لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّازَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ﴾(التوبة: 47)
أما قوله بتعديته بـ( من ) و(إلى ) و( على ) فهو قول صحيح، لا غبار عليه..وأما قوله بتعديته بـ( اللام ) فيقوله تعالى:
﴿ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ
ففيه خلط واضح بين الفعل( خرج ) والفعل( أخرج ). والأول لازم يتعدى بـ( إلى )، أو بـ( من ).. والثاني يتعدى بنفسه؛ إذالهمزة فيه للتعدية، وحذف مفعوله؛ لأنه يعود على ( زينة الله ) و( الطيبات من الرزق ).
ولو كان عائدًا على الزينة فقط، لوجب أن يقال( أخرجها لعباده ). أي: لأجلهم. ولو كان العباد مفعولاً، لقلنا إنه تعدى إليه باللام؛ ولكنه ليس بمفعول، ويسمِّيالنحاة هذه الهمزة: همزة النقل، وهي التي تنقل غير المتعدي إلى المتعدي؛ كقولك: قاموأقمته، وذهب وأذهبته. وعلى هذا يكون قوله تعالى( لِعِبَادِهِ ) متعلقًا بالفعل(أخرج )؛ لأنه مفعول لأجله. والمعنى: أخرج لأجل عباده.
أي: أحرج الزينة والطيبات منالرزق لأجلهم.
وأما قوله بتعديته بـ( مع ) في قوله تعالى:
﴿ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً
فليس كذلك؛ لأن التقدير: لئن أخرجتم لنخرجن معكم، إلى حيث تخرجون. فالفعلمتعد إلى مفعوله المحذوف للعلم به بـ( إلى ). و( معكم ) مثلها في قوله تعالى:
﴿وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ ﴾
ومثل ذك يقال في قوله تعالى:
﴿ لَوْخَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ﴾
لأن التقدير: لو خرجوا إليهمفيكم. أو إلى حيث يريدون. و( في ) للظرفية المكانية، وتعلقها بالفعل من تعلق الظرفبه.
وأخيرًا أذكِّر القارىء الكريم بما بدأ بهالدكتور الأنصاري في مقدمة كتابه، فقال:إن أهمية هذا الموضوع تعود إلىأمرين:
أولهما: لارتباطه بفقه الدلالة.. وثانيهما: لدقة مسلكه وغموضه وخفائهعلى بعض العلماء.
وأود أن أشير هنا إلى أن الباعث على كتابة هذه المقالة النقدية ما دار من حوار على الرابط الآتي:
http://tafsir.org/vb/showthread.php?...5+%D5%CD%ED%CD
حول معنى قوله تعالى:
﴿ فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ﴾(النحل: 29 )
وقوله تعالى:
﴿لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ(يوسف: 67 )
وفي الختام أسأل الله تعالى أن يمنَّ على عباده بنعمة الفهم لمعانيكلامه، وبنعمة الإدراك للكشف عن أسرار بيانه، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آلهوأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
الأستاذ: محمد إسماعيل عتوك
الباحث
في الإعجاز اللغوي والبياني للقرآن
[email protected]
 
[حجم الصفحة الأصلي: 26.71 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 26.12 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (2.24%)]