عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21-01-2021, 04:28 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,947
الدولة : Egypt
افتراضي فوائد من مصنفات العلامة ابن عثيمين

فوائد من مصنفات العلامة ابن عثيمين (1)
مدرسة العلم والعمل
فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ





الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.. أما بعد:
فالعلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, من العلماء المتأخرين الذين يقلُّ نظيرهم: علماً, وعملاً, ودعوةً, أسال الله الكريم أن يجزيه خير الجزاء, وأن يرحمه رحمة الأبرار, وأن يعلى درجته في الجنان, والشيخ رحمه الله له مؤلفات كثيرة, منها: ما خرج في حياته ومنها ما خرج بعد وفاته, ومنها: ما كتبها وحررها ومنها ما كانت تفريغاً لدروسه العلمية.
وتلك المؤلفات مليئة بالفوائد, وقد يسَّر الله الكريم لي جمع شيءٍ منها.
أسأل الله الكريم أن ينفع بها كاتبها, وقارئها, ومن أعان على نشرها, في الدنيا والآخرة, إنه جواد كريم.
* * * *

فوائد من مصنفات العلامة ابن عثيمين
(1) مدرسة العلم والعمل

فائدة العلم وثمرتُه العملُ به, والعلامة ابن عثيمين رحمه الله, من العلماء الذين عرفوا بالعلم النافع, والعمل المثمر, وقد كان الشيخ يوجه إلى أهمية العمل بالعلم, قال رحمه الله: فإننا نعلم كُلُّنا أنَّ المقصود من العلم هو العمل, فالعلم وسيلة والعمل ثمرة, وإذا لم ينتفع الإنسان بعلمه, فالجاهل خير منه, وكثير من المسائل العِلمية يفهمها كثير من الطلبة, لكنهم لا يُنفِّذونها, سواء كانت في العبادات, أم في المعاملات مع الخلق, وهذا لا شك أنه نقص وسبب للنقص -أي لنقص العلم- فإن الإنسان إذا عمل بعلمه انتفع وازداد علمه ومن عَمِلَ بما علم ورَّثه الله علم ما لم يعلم.
وقال رحمه الله: في آداب طالب العلم.. أن يعمل طالب العلم بعلمه عقيدة, وعبادة, وأخلاقاً, وآداباً, ومعاملة, لأن هذا هو ثمرة العلم, وهو نتيجة العلم.
وقال رحمه الله: إنني أقول للمعلمين: إن عند التلاميذ ملاحظة دقيقة عجيبة على صغر سنهم, إن المعلم إذا أمرهم بشيء ثم رأوه يخالفهم فيما أمرهم به, فإنهم سوف يضعون علامات الاستفهام أمام وجه هذا المعلم, كيف يعلمنا بشيء ويأمرنا به وهو يخالف ما كان يعلمنا ويأمرنا به, لا تستهن أيها المعلم بالتلاميذ حتى ولو كانوا صغاراً فعندهم أمر الملاحظة من الأمور العجيبة.
وقال رحمه الله: نحن ينقصنا في علمنا أننا لا نطبق ما علمناه على سلوكنا, وأكثر ما عندنا أننا نعرف الحكم الشرعي, أما أن نطبق فهذا قليل, نسأل الله أن يعاملنا بعفوه, وفائدة العلم هو التطبيق العملي, بحيث يظهر أثر العلم على صفحات وجه الإنسان, وسلوكه وأخلاقه وعبادته ووقاره وخشيته وغير ذلك, وهذا هو المهم.
وقد تمثل العمل بالعلم عند الشيخ في صور شتى, منها:

عمل الشيخ بما يُفتى به:
قال الشيخ رحمه الله: المفتي إذا أفتى... يكون هو أول الناس عملاً بهذه الفتوى.
والشيخ كان يعمل بما يفتي به, ومن أمثلة ذلك:
قال الشيخ رحمه الله في شرحه لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( غُسل الجمعة واجب على كل محتلم) : الصواب عندي كالمقطوع به: أن غسل الجمعة واجب على كل إنسان.
وقد عمل الشيخ رحمه الله بما ذكره, فقال: ما تركته منذ علمت بهذا الحديث, لا صيفاً, ولا شتاءً, ولا حراً, ولا برداً, ولا إذا كان فيَّ مرض أتحمل معه الاغتسال, وقلت هذا حتى تعلموا أنني لا أشك في وجوبه, وأرى أنه لا بد أن يغتسل الإنسان.
وقال رحمه الله: مسألة العزاء, فالعزاء إنما كان تركه قطيعة رحم لأن الناس اعتادوه فصار الذي يتخلف عنه عندهم قاطع رحم, لكن لو أن الناس تركوه كما تركه الصحابة-رضي الله عنهم- والتابعون-رحمهم الله- ما صار تركه قطيعة رحم...ولهذا لو أن طلبة العلم بينوا للناس هذا الأمر وبدأوا بأنفسهم هم.
وقد عمل الشيخ رحمه الله بما ذكره, فقال: والدنا توفي ولم نجلس للعزاء, ووالدتنا توفيت ولم نجلس للعزاء, لو أن أهل العلم فعلوا ذلك لكان فيه خير كثير, ولترك الناس هذه العادات, لاسيما في بعض البلاد إذا مررت ببيت مات فيه ميت تقول: هذا بيت فيه زواج, لأنك ترى فيه من الأنوار في الداخل والكراسي والأشياء التي تنافي الشرع, وفيها إسراف وفيها بذخ.

قبول الشيخ للحق والانقياد له:
قال بعض السلف: التواضعُ: أن تقبل الحق من كل من جاء به وإن كان صغيراً"
قال الشيخ رحمه الله: الواجب على المؤمن ولاسيما طلاب العلم أن ينقادوا للحق ولا يجادلوا مجادلة مستكرهة وتأويلات مستكرهة من أجل أن يتم قوله, فهم طالبون للحق مريدون للحق داعون للحق لا لأنفسهم, والغالب أن من دعا لنفسه والعياذ بالله أن الله تعالى لا يجعل في علمه بركة...فعود نفسك أن تهينها للحق ومن تواضع لله رفعه الله عز وجل, وقال رحمه الله: التواضع للحق بمعنى: أنه متى بان له الحق خضع له ولم يبغ سواه بديلاً, وقال رحمه الله: عليك يا أخي بقبول الحق...فمتى تبين لك الحق فقل: سمعنا وأطعنا وآمنا وصدقنا.
وقد عمل الشيخ رحمه الله بما ذكره, فقال: تكبيرة الهوي إلى السجود كتكبيرة القيام للجلوس ولا فرق, لأن أبا هريرة رضي الله عنه لم يقل: وكان يطيل التكبيرة في المكان الفلاني, أو يقصرها في المكان الفلاني, وهذا هو الأصل, لأنه لو كان تغيير لنُقِل وذُكِر, فلما لم يُنقل ويذكر عُلِم أنه لا تغيير, وأن التكبيرات على حد سواء, وهذا هو الراجح, وهو الذي أظنه سنة النبي صلى الله عليه وسلم, وكنا قَبلُ حسب ما يعمله مشايخنا_رحمهم الله_ نفرق بين التكبيرات, بين تكبيرة الجلوس بين السجدتين, وتكبيرة الجلوس للتشهد الأول وللتشهد الأخير حتى صلى معنا بعض طلبة الحديث وقال لي ما دليلك على هذا التفريق؟ فقلت: ما عندي إلا عمل المشايخ, فقال: عمل المشايخ ليس بحجة, عمل المشايخ يُحتج له ولا يُحتج به, وظاهر السنة أولى بالإتباع فقلت: جزاك الله خيراً. هذا هو إن شاء الله هو الحق, وبدأنا والحمد لله على هذا.

عدم ردّ الشيخ على إخوانه من أهل العلم في المسائل الاجتهادية:
قال الشيخ رحمه الله: لا أحبُّ من أهل العلم أن يجهد كل واحد نفسه في الرد على الآخر في المسائل الاجتهادية التي تتجاذبها الأدلة, لأن قول كل واحد ليس حجة على الآخر, وفهمه للنصوص ودلالاتها, وعلمه بمصادرها ومواردها لا يلزم أن يكون مساوياً للثاني.
وقد عمل الشيخ رحمه الله بما ذكره, فقد رد على أحد إخوانه فقال:
من محمد الصالح العثيمين إلى الأخ المكرم...... حفظه الله تعالى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتابكم الكريم المؤرخ.... وصل, وقد قرأت رسالة الشيخ...التي أرفقتموها بكتابكم.. وهي بعنوان... وهي في الحقيقة تعليق على الفتوى الصادرة مني في...
وأفيدكم بأني لن أرد على رسالة الشيخ...حول الفتوى...لأنني لا أحب أن يجهد الإنسان نفسه في الأخذ والرد بين إخوانه من أهل العلم في المسائل الاجتهادية التي تتجاذبها الأدلة لما في ذلك من ضياع الوقت, وفتح باب الجدل والانتصار للرأي, وإنما على المرء أن ينظر في كلام من ردّ عليه فإن تبين أن الصواب معه وجب عليه أن يحمد الله تعالى حيث هيأ له من يبين له الصواب ويفتح له باب الحق, ووجب عليه أن يرجع إلى الصواب...أسأل الله تعالى فاطر السموات والأرض, عالم الغيب والشهادة, الحاكم بين عباده فيما كانوا فيه يختلفون أن يهديني لما اختلف فيه من الحق بإذنه, إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم...
والله يحفظكم,
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تورع الشيخ عن الفتوى وقول: لا أدري, لا أعلم, أنا متوقف:
قال الشيخ رحمه الله: إننا نُحذر إخواننا طلبة العلم والعامة أيضاً أن يفتوا بلا علم, بل عليهم أن يلتزموا الورع, وأن يقولون لما لا يعلمون: لا نعلم, فإن هذا والله هو العلم...فإني أُعيدُ وأكرر: التحذير من الفتوى بغير علم, وأقول للإنسان: أنت في حلٍّ إذا لم يكن عندك علم أن تصوف المستفتي إلى شخص آخر, وكان الإمام أحمد رحمه الله إذا سُئل عن شيء ولا علم له به, يقول: أسأل العلماء.
وقال رحمه الله: إن من العقل والإيمان ومن تقوى الله وتعظيمه أن يقول الرجل: عما لا يعلم لا أعلم, لا أدري, أسال غيري.
وقد عمل الشيخ رحمه الله بما ذكره:
فقد سئل رحمه الله: بعض النساء يقمن ببيع حليهن قبل وقت الوجوب بقليل, وبعد مضي وقت الوجوب تشتري بالدراهم حلياً أخرى فما حكم هذا العمل ؟ فأجاب: هذه المسألة تحتاج إلى نظر وتأمل.
وسئل رحمه الله: هل يشترط في الأربعين رجلاً الذين يصلون على الميت أن لا يشركوا بالله شيئاً الشرك الأصغر أو الأكبر؟ فأجاب: في الحديث قال عليه الصلاة والسلام: ( ما من رجل مسلم يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلاً لا يشركون بالله شيئاً إلا شفعهم الله فيه ) فظاهر قوله ( لا يشركون بالله شيئاً ) أنهم لا يشركون شركاً أصغر ولا أكبر, ويُحتمل أن يُقال: إن المراد لا يشركون بالله شركاً أكبر, وأنا لم يترجح عندي شيء.
وقال رحمه الله: اختلف العلماء في العسل, هل تجب فيه الزكاة أو لا تجب ؟ فمنهم من قال: إنها تجب, ومنهم من قال: إنها لا تجب, واستدلوا على ذلك بقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه, والمسألة عندي محل توقف, والعلم عند الله.
وقال رحمه الله: ما ورد من أن بعض السلف يرى الله في المنام, فالله أعلم, فأنا متوقف في هذا, وإلا فقد نُسِبَ هذا القول للإمام أحمد, أما النبي صلى الله عليه وسلم فقد رأى ربَّه في المنام.
وقال رحمه الله: في المسجد النبوي يوجد حاجز بين الرجال والنساء, فهل يشرع لهن الاعتكاف ؟ والله لا أدري وأنا أتوقف في هذا.
وسئل رحمه الله: عندما ظهر الشيطان في يوم بدر في صورة سراقة, هل هو سراقة الذي لحق النبي صلى الله عليه وسلم أثناء هجرته ؟ فأجاب: لا أدري.
وسئل رحمه الله جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حدث عن ربه أنه قال: ( إن عبداً أصححت له جسمه, ووسعت عليه يمضى عليه خمسة أعوام لا يفد إليَّ لمحروم) هل هذا الحديث ثابت ؟ فأجاب : لا أدري عن صحته
وسئل رحمه الله تعالى: إذا أخَّر الحاج طواف الإفاضة بدون عذر على غير رأي الحنابلة وانتهت أشهر الحج فكيف يصنع ؟ فأجاب: لا أدري ماذا يقولون في هذه المسألة, هل يقولون: إنه يقضيه كما تقضى الصلاة, أو يقال: عبادة فات وقتها فلا تقضى, ويكون الحج لم يتم, ولا يكتب له الحج, لا أدري ماذا يقولون في هذا.




يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 26.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 25.93 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.36%)]