عرض مشاركة واحدة
  #1620  
قديم 22-12-2013, 08:43 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

مقدمة إسلام العلوم والمعارف

صورة للدكتور حسني حمدان
بقلم الأستاذ حسني حمدان حمامة
أستاذ علوم الأرض في جامعة المنصورة ـ مصر
شرف كبير أن يسعى علماء المسلمين على اختلاف تخصصاتهم في إسلام العلوم والمعارف. إن إسلامية أو "أسلمة" المعارف والعلوم تجعل لغة العلم عبادة لله. والبون شاسع, بين أن تتحدث عن المراحل التي يمر بها نزول المطر من السماء، من جمع السحب بنظام دقيق وبتأليف مخصوص وتراكب طبقات السحاب, وفسيحات خلال السحب المتراكمة, وقطرات ماء نامية من جبال فيها من برد ينشأ عنها برق, والفرق كبير بين تناول تلك المراحل مجردة بذاتها دون ربطها بمسببها وخالقها. وتأمل الجلال والبهاء والسمو بين قرآه العقل والتدبر في قدرة الله, وحضور الخشية من الله وأنت تذكر تلك المراحل في ضوء قوله تعالى {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ }النور43.
تربطك الآية دائما بالله، ففي قوله" أَلَمْ تَرَ" تنبيه للحواس وإيقاظ للعقل بأنه سبحانه وتعالى هو الذي يجمع السحاب بلطف, وهو الذي يؤلفه بينه لتحقيق غاية, وهو الذي يركبه فوق بعضه, ويراقبه في زمن التراكب, وبحكمته جعل خللا في ذلك السحاب المركوم، ولم يجعله سدا لييسر لقطرات الماء سبيلا للحركة صعودا وهبوطا , وسبحانه كما نصب جبال الأرض أقام جبال السحاب, ثم أخرج سنا البرق , وفى النهاية يأتي مردود ذلك على الخلائق. إن استلهام الآية السابقة يبرز لنا أهمية المصطلح العلمي القرآني. فلا يمكن أن نتحدث عن الإعجاز العلمي في القرآن المتعلق بنزول الماء من السماء في الآية السابقة دون تعريف مصطلحات السحب أولا, وإزجاء السحاب ثانيا, و وقبل ذلك مطاح الإزجاء على إطلاقه, وثالثا تأليف السحب, ورابعا تراكم السحب, وخامسا الخلل بين السحب, وسادسا جبال السحب, وسابعا البرد, وثامنا البرق والسنا, وأخيرا تحديد معنى الإصابة والصرف.
بالله عليكم أليس هذا حديث خالق؟ أليست تلك كلمات قادر حكيم, نزلت على قلب رجل أمين هو محمد صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين الذي لم ينطق عن الهوى, وصدق الحق إذ يقول: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ }الرعد43 وفى البداية أوضح لماذا أفضل استعمال مصطلح إسلام العلوم والمعارف عن "أسلمة" العلوم؟ لأن أولا المعرفة أشمل من العلم, وثانيا عدم حصر إعجاز القرآن العلمي في العلوم التجريبية, بل نجعله يصهر في بوتقته كل المعارف الإنسانية والكونية, ثالثا حتى يكون حديثنا للناس كافة نخاطب به كل مستويات العقول، سواء العوام منهم أو المتخصصين.
ولا غرو في ذلك فالإسلام قد اكتمل, والنعمة قد تمت بنزول القرآن الكريم وحفظ سنة النبي صلى الله عليه وسلم. واللبنة الأولى في إسلام المعرفة والعلوم تكمن أولا في بيان مفردات المعرفة والعلوم في القرآن الكريم. ولأكون واضحا, فإن قصدى هي قضية المصطلح. وسأعطى أمثلة في شتى فروع العلم والمعرفة مع التركيز على علوم الكون والفلك والجيولوجيا. وسأبدأ بقضية محورية تتعلق بنشأة ذلك الكون, أمن عدم هو أم من شيء محسوس؟ وإذا كان من بداية محسوسة ما الذي سبق البداية.
إنها حقا قضية فلسفية شائكة تتعلق بالوجود الكونى. قضية لن يصل فيها العلم مهما تقدم إلى حقيقة مطلقة. وهنا تأتى حتمية فهم المصطلح بوضوح وبلا غموض. هنا يبرز إلى عالم العلوم والمعرفة مصطلح فتق الرتق. وبقدر فهمنا لحقيقة المصطلح اللغوي المتعلق بالرتق والفتق سنفهم بداية الكون. من يفهم حقيقة المصطلح سينطلق بقوة وثبات لتصور بداية نشأة السماوات والأرض. وعلى الناحية الأخرى تمثل قضية مآل الكون لغزا سيعجز العلماء عن توصيف ذلك المآل. وهنا أيضا تبرز قضية المصطلح العلمي القرآن من فهم حقيقة الطي للسماء والقبض للأرض. ما معنى طي السماء؟.
وأسأل سؤالين أرجو الإجابة عليهما بصدق، هل نزلت آيتا فتق الرتق وطي السماء لمجرد الحفظ؟ وهل كانت قضية تلك قضية هامة تشغل عقول الذين نزل عليهم القرآن وهم أحياء, أم أنها قضية تتعلق بنبأ القرآن الذي يأتي نبأه حين؟ بالتأكيد نزلت الآيتان لتكون منارتين يهتدي يهما في فهم وتصور بداية ونهاية الكون. وأيضا من المصطلحات الكونية الهامة تكوير الشمس, وجمع الشمس والقمر, وكشط السماء, وفروج السماء, وأبواب السماء ومعارج السماء...الخ.
هنا يبرز مصطلح التكوير والكشط والانفراج والانشقاق. فى مسالة السماء أيضا يبرز مصطلح البناء واتساع السماء, والسقف المحفوظ والسقف المرفوع والسقف المحفوظ. تعالوا بنا ونحن نناقش قضايا الإعجاز العلمي في القرآن والسنة نهتم بوضوح بالمصطلح. ونفهمه في ضوء فهم اللغة العربية التي هي لغة القرآن, وفى ضوء المنظومة القرآنية التى تناولت ذلك المصطلح في كل آيات القرآن, وفى ضوء فهم علماء الأمة من المفسرين والمحدثين وألوا الألباب الذين يخشون الله, وفى ضوء ضوابط ومعايير وضعتها من قبل هيئات لها القدر الوافر من المصداقية, وأخيرا في ضوء ميزان العلم الصحيح البعيد عن الهوى والشطط. و نضيف على سبيل المثال، فلكى نفهم حقيقة رجع السماء يجب أن نحدد بدقة مصطلح الرجع بصفة عامة, ورجع السماء بصفة خاصة. وقبل ذلك نحدد مصطلح السماء بدقة.
هل السماء هنا تعنى الأغلفة التي تعلو الأرض مباشرة, أم السماء على إطلاقها؟ فإذا حدد ت السماء بالتي تعلونا مباشرة, فيلزم أن نحصر صور الرجع في الفضاء فوق أرضنا, وإذا ما حددت السماء كجنس يلزم أن نتحدث عن الرجع الكوني. وبالتالي يظهر المصطلح قضية هامة تتعلق بالرجع الكوني (ISM). أرجو أن يأخذ القارئ, خاصة العالم المتخصص, مصطلحات القرآن العلمية بقوة. خذ مثلا مصطلح مصابيح التي ذكرت في القرآن عند الحديث عن زينة السماء.
هل هذا المصطلح يعنى الكواكب أم النجوم أم ماذا؟ ما هو المصباح؟ إن التحديد الدقيق سيقودنا حتما إلى وجود مصابيح في السماء. وسنعجب إذا بحثنا عن مصابيح السماء كترجمة حرفية (Lamps of the sky) فلن نعثر على مبتغانا, ولكن لو ترجمت كمشمعات للسماء سنجد أن المصابيح مفردة كونية علمية خطيرة في أهميتها, تستخدم في رسم خريطة الكون.
عجبت مرة ثانية حينما وجدت مصطلح مصابيح السماء (Candles of the sky) التي ذكرت في القرآن تستخدم فى علم الفلك. سأعطيك مثالا آخر لدقة المصطلح القرآني وسموه على أي مصطلح علمي ينحته العلماء: ما هو الطارق؟
من القرآن هو النجم الثاقب. وهنا تبرز أهمية تحديد مصطلحات ثلاثة هي السماء, والطارق, والنجم الثاقب.
ما معنى الطارق والطرق ؟
وما معنى الثاقب و الثقب؟
وهل مصطلح النابض(Pulsar ) هو المكافئ لمصطلح النابض الذي دخل في مصطلحات علم الفلك في عام 1967. لا أشك إطلاقا في أن الأدق بل الدقيق على إطلاقه هو الطارق. وهنا أود أن أذكر بأن آيات سورة الطارق لم تنزل من السماء لكي يلف المسلمون منديلا حول رؤوسهم ليحفظوها ويكرروها وفقط دون أن يسألوا ما الطارق ؟ وكيف نسمع طرقاته؟ إن مفهوم ركوب الأطباق الذي ذكر في القرآن يلزم تحديد مصطلح "طبق عن طبق".
لو أردنا أن نتناول قضية اجتياز الفضاء فلابد أن نفهم أولا ضيق الصدر وحرج الصدر عند التصعد في السماء. وأيضا يجب أن نحدد بدقة مفهوم أقطار الشيء لنفهم أقطار السماوات والأرض, بمعنى ماذا تعنى كلمة قطر وأقطار في لغة العرب. أيضا حينما نريد أن نحدد الأخطار التي تجابه الإنسان في ارتقائه في الفضاء يلزم تحديد مصطلح شواظ.
باختصار شديد لا يمكننا الحديث عن مبادئ علم التأريخ الكوني وعلم الفلك بمعزل عن فهم مصطلحات ذكرت في هذا الشأن من مثل فتق الرتق, ودخان السماء, وبناء السماء, وقو البناء أو الأيد , ورفع السماء, وعمد السماء, واتساع السماء, وحبك السماء, ورجع السماء, وزينة السماء, وأيام خلق السماء والأرض, والسماوات السبع, والأرضيين السبع, والسماوات الشداد الطباق, والسماوات العلى, والسماء الدنيا, وحرس السماء وشهب السماء, وحجارة السماء, ومعارج السماء, وطباقية السماء, وأبواب السماء وضحى السماء, وليل السماء, وفطر السماء, وكشط السماء, وانشقاق السماء, وطي السماء, والنجم والكوكب والقمر...وغيرها من المصطلحات. حينما يصف الحق سبحانه وتعالى نفسه بأنه فالق الحب والنوى {إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ }الأنعام95, أليس من البديهي أن نحدد مصطلح فلق الشيء, ومصطلح النوى.
وقس على ذلك حينما يخبرنا الله بعلمه المحيط فى قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }سبأ3, يكون من المحتم تحديد مصطلح الذرة, وهل الذرة في القرآن هي نفسها الذرة كما يعرفها العلم؟ كانت المصطلحات التي ذكرناها هنا قبس من فيض عطاء القرآن نقدمها للعلماء حتى يضبطوا مصطلحات العلوم في ضوء لغة القرآن. ولدى أمل كبير في الباحثين المسلمين الذين يخشون الله أن يعتزوا بالمصطلح العلمي القرآني, وأن يستعملوه في محاضراتهم وكتبهم ومؤلفاتهم وأبحاثهم ومؤتمراتهم, لأن القرآن عز وشرف لأمة محمد صلى الله عليه وسلم , وصدق الحق حيث يقول في وصف القرآن:{وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ }الزخرف44 من أجل ذلك تحقيق ذلك الهدف النبيل وهو إسلام أو "أسلمة" علوم الفضاء والكون, تناولت في هذا البحث أربعة أبواب. وفى الباب الأول تناولت ألفاظ السماء والسماوات ومعانيها في القرآن الكريم, وقمت بالتركيز على المعاني ذات الصلة بعلم الفلك وعلم الكون (الكسمولوجيا).
أما في الباب الثاني,فقد تناولت فيه الإعجاز العلمي في آيات القسم في القرآن والآيات ذات الصلة.
إن أروع ما في الأقسام الكونية في القرآن الإيجاز في الوصف والشمولية في المعنى واحتواء حقائق العلم ونظريات علوم الفلك والكون. وتناولت في الباب الثالث الحديث عن زينة السماء وبيان روعة القرآن في وصف زينة السماء بمصابيح وكواكب. واتضح لي كيف تدخل مسميات الظواهر الكونية القرآنية في العوم الفلكية بنفس معاني كلمات القرآن. ولا غرو في ذلك, فالله هو الذي خلق وهو الذي أعطى الأسماء لما خلق. وفى الباب الرابع تناولت تاريخ الكون في رحلة من فتق رتق السماوات والأرض إلى طي السماء كطي السجل للكتب وقبض الأرض. وقد بينت في هذا الباب مبادئ علم التأريخ للكون وعلوها فوق النظريات الفلكية والكونية. وتم التركيز على حقيقة المصطلح الكوني القرآني الثابت في مواجهة النص العلمي المتغير. وأكدت على أن حقائق خلق الكون المطلقة لا توجد إلا في القرآن.
المؤلف 30/12/2009
يستقبل الدكتور حسني حمدان تعليقاتكم على الايميل التالي:
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.35 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (2.60%)]