عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-09-2019, 04:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي الصّوتيات عند ابن جني في ضَوء الدراسات اللغوية العربية والمعاصرة

الصّوتيات عند ابن جني في ضَوء الدراسات اللغوية العربية والمعاصرة
عبد الفتاح المصري

أ-المقدمة:‏

ب-الصوتيات العربية قبل ابن جني:‏

1-البدايات.‏

2-جهود واتجاهات في الدرس الصوتي.‏

3-أسباب العناية بالصوتيات.‏

4-الأصالة والسبق.‏

ج-الصوتيات عند ابن جني.‏

1-اللغة أصوات.‏

2-علم الأصوات.‏

3-جهاز النطق.‏

4-الصوت والحرف.‏

5-الأصوات مفردة وتصنيفاتها‏

الصوامت والصوائت – مخارج الأصوات – الأصوات المجهورة والمهموسة – الشديدة والرخوة والمتوسطة – تصنيفات وصفات أخرى.‏

6-الأصوات في بنية الكلمة:‏

تأليف الحروف – التغيرات الصوتية.‏

7-الأصوات والدلالة:‏

الفونيم – النبر والتنغيم.‏

د-نظرة عامة.‏

هـ-خاتمة المطاف.‏
المقدمة:‏

*لعل من أبرز التطورات التي شهدها العلم في مطلع هذا القرن، ظهور علم جديد جنح إلى دراسة اللغة – هذه الظاهرة البشرية المتميزة – دراسة علمية، ونظر إليها على أنها ظاهرة طبيعية يمكن أن تخضع لما تخضع له ظواهر الطبيعة الأخرى من اختبار علمي ينتهي إلى قوانين ثابتة، ونعني به علم اللسانيات(1).‏

*لكن هذا العلم لم يظهر في ميدان العلوم الإنسانية، ويزاحمها، ليحتل مكان الصدارة دونما مقدمات فلقد كانت له جذوره الضاربة في أعماق الماضي، فنجد بدايته عند الهنود واليونان ثم العرب. وإذا كان من مؤرخي هذا العلم من غفل أو تغافل عن دور العرب في بناء صرح علم اللسانيات الحديث، وإذا وجد اليوم من يزعم ويردد أن هذا العلم وليد الحضارة الغربية، في أحضانها نشأ، وفي أرضها ترعرع حتى استوى عوده، فإن هذا أو ذاك لا ينفي حقيقة واقعة تؤيدها النصوص الثابتة، تقول: إن للعرب فضل السبق في بحث جوانب في علم اللسانيات، وصلوا فيها إلى نتائج يحق لهم أن يفاخروا بها الأمم.‏

*وهذه الدراسة محاولة لبيان بعض صنيع العرب في جانب توليه اللسانيات الحديثة عناية كبيرة حين تدرس لغة ما، هو الجانب الصوتي، فلقد بات من المعروف أن اللغة – أي لغة – تدرس اليوم من جوانب أربعة هي:‏

1-جانب الأصوات: Phonology-Phonetics.‏

2-جانب بناء الكلمة: Morphology.‏

3-جانب بناء الجملة: Syntax.‏

4-جانب الدلالة: Semantics.‏

والجانب الصوتي هو الأول والأهم، وعليه العمدة في دراسة الجوانب الثلاثة الأخرى، ويدور حوله معظم الدراسات اللسانية المعاصرة، ولأهميته مظاهر لسنا بصدد بيانها، إلا أن الذي يعنينا في هذا المقام هو أن العرب تنبهوا قديماً على قيمة الصوتيات الكبيرة في الدرس اللغوي، وكان لهذا التنبيه مظاهر متعددة سنذكر أبرزها، كما يعنينا أن نقول: إن بين العرب علماء لغويين أفذاذاً، لا يقلون في الأهمية عما يعرف الغرب وغيره اليوم من علماء أمثال سوسير وتشومسكي وجكبسون، بل قد يفوقون هؤلاء في ميادين مختلفة من البحث اللغوي العلمي، ولعل في طليعة من نفاخر بهم العالم ابن جني الذي من أجله صنعنا هذه الدراسة، فلقد كانت لهذا الرجل صولات وجولات في ميادين لغوية شتى، ما تزال تذكر له بعد ما يزيد على عشرة قرون.‏

*والذي يهمنا الآن أن نتحدث عما كتبه في الصوتيات خاصة، بقصد بيان موقعه من الدراسات اللغوية العربية السابقة عامة، ومن دراسات اللغويين الأجانب المحدثين خاصة، في سبيل إيضاح ما ذكرنا من فضل للعرب، ولهذا نرى أن نبدأ برصد أبرز ظواهر العناية بالصوتيات عند العرب، فإذا جلوناها استطعنا أن نعرف مدى تأثر ابن جني بمن سبقه، حين نقف عند مظاهر عنايته بالصوتيات وقفة فيها بعض الطول، نتبين فيها من طرف آخر موقع دراساته الصوتية من الدراسات اللغوية المعاصرة عن طريق الربط أو المقارنة، فإذا تم لنا ذلك كله انتهينا إلى خلاصة دراستنا ونتيجتها.‏

ب-الصوتيات العربية قبل ابن جني‏

1-البدايات:‏

*عناية العرب بالصوتيات قديمة تعود إلى اليوم الذي بدأ فيه اللحن، فأصاب العربية في أصواتها كما أصابها في نحوها وصرفها ودلالاتها، فالرواية التي تقول أن أعرابياً قرأ الآية القرآنية الكريمة (إن الله بريء من المشركين ورسوله( بكسر لام رسوله بدلاً من ضمها، يفهم منها أن لحن الأعرابي كان لحناً صوتياً مس حركة اللام، وهي صوت، فنشأ عن هذا خطأ في الدلالة، وهو لحن كان مع أمثال له حافزاً لأبي الأسود الدؤلي (-67هـ) على أن يضع نقط الإعراب.‏

*ثم إن قوله للكاتب، وهو يتلو عليه (إذا رأيتني قد فتحت فمي بحرف فانقط نقطة على أعلاه، وإذا ضممت فمي، فأنقط نقطة بين يدي الحرف، وإذا كسرت فمي فاجعل النقطة تحت الحرف، فإن اتبعت شيئاً من ذلك غنة (تنويناً) فاجعل النقطة نقطتين)(2) إنما يدل على أن أبا الأسود لاحظ أثر الشفتين في نوعية الصوت الذي يسميه المحدثون بالصائت (Vowel)، فحين سمى الحركات القصيرة فتحة وضمة وكسرة اعتمد على شكل الشفتين ووضعيهما عند النطق، وفي هذا إشارة إلى خاصة مهمة من خواص الحركات، ثم إن هذا الأساس في التنقيط عضوي فيزيولوجي يعتمده الدرس الصوتي الحديث(3). فصنيع أبي الأسود إذن، إن كان يهدف إلى المحافظة على لغة القرآن، فهو صنيع متصل بالصوتيات أوثق الصلة، كما أن نقط الإعجام الذي قام به من الدوافع إليه المحافظة على أصوات العربية سليمة.‏

*اعتماداً على ما سبق يمكننا أن نقول أن نشأة الصوتيات العربية قديمة كانت في أحضان لغة القرآن الكريم.‏

2-جهود واتجاهات في الدرس الصوتي:‏

*لعله من المفيد أن نعرض أبرز جهود العرب في الدراسات الصوتية، وقبل هذا نذكر أن العرب لم يعالجوا الأصوات وحدها، إنما كانت معالجتهم لها مع قضايا لغوية أخرى، وكان لها قيمة تاريخية وعلمية، وهذه المعالجة أخذت اتجاهات متعددة فهي عند أصحاب المعاجم والنحاة والبلاغيين والمعنيين بإعجاز القرآن، وعلماء التجويد والقراءات القرآنية.‏

*أما أصحاب المعاجم، فهم أقدم من تحدث عن الصوتيات من العرب، والناظر في معجم العين – وهو أول معجم في اللغة العربية، ينسب إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي (-175)- يرى أن معجمه هذا من أهم الدراسات الصوتية، وخاصة مقدمته التي تنم عن حس لغوي دقيق، فلقد أحسّ الخليل بكثير من جوانب المشكلة الصوتية، إذ تحدث عن مخارج الحروف وصفاتها من همس وجهر وشدة ورخاوة ونحوها، وعما يحدث للصوت في بنية الكلمة من تغيير يفضي إلى القلب أو الحذف أو الإعلال أو الإبدال أو الإدغام، وذكر عدداً من القوانين الصوتية، وعدداً من المسائل الصوتية واللهجية والقراءات.‏

*ولعل أهم ما يستوقف النظر في صنيع الخليل ترتيبه معجمه على أساس صوتي، وهو صاحب الفكرة الرائدة في ترتيب الحروف حسب مخارجها، وقد رتبها على النحو التالي:‏

ع ح هـ خ غ – ق ك – ج ش ض – ص س ز – ط د ت – ظ ذ ث – ر ل ن – ف ب م – و ا ي ء.‏

*لقد خالف الخليل في ترتيبه هذا ترتيب نصر بن عاصم الهجائي الذي يقوم على تشابه الحروف في صور الكتابة، ويهمل الجانب النطقي. إذ أنه عرف بحسه الدقيق أن اللغة منطوقة قبل أن تكون مكتوبة، وهذا أمر تتفق فيه اللغات جميعها، ولذا رتب الحروف على أساس نطقي نظر فيه إلى مخارج الأصوات في جهاز النطق، واعتمد على تذوقه للحروف، وذلك بأن يصدر كلاً منها بألف مهموزة يتبعها الحرف المقصود بالترتيب ساكناً، وقد بحث عن أعمق الأصوات في المخرج، فوجده الهمزة، والأمر كذلك في اللغات كلها، ولكنه لم يبدأ بها لأنها متقلبة لا تستقر على حال، ولا صورة ثابتة لها في النطق أو الكتابة، ثم قارن بين العين والحاء فوجد أن العين أنصع أي أوضح في النطق السمعي، فبدأ بها، ثم وضع بعد العين أختها وهي الحاء، ثم أتى بالهاء(4) وعلى هذا النحو مضى يرتب الحروف ترتيباً يثير تساؤلات في مواضع بعض الحروف إذا ما قارناه بالترتيب الحديث، كموضع الواو والألف والباء ثم العين والهاء، فليس لحروف العلة مخرج محدد، كما أن العين ليست هي الأسبق، وليست الهاء أخت العين في المخرج، ولكن الترتيبين، مع ذلك، يتفقان في الأساس الصوتي الذي يقومان عليه.‏

*وقد قسم الخليل الحروف إلى طوائف، وأعطى كلاً منها اسماً خاصاً، فالعين والحاء والخاء والغين حلقية لأن مبدأها من الحلق، والقاف والكاف لهوية لأن مبدأها من اللهاة، واعتمد في وصفه للأصوات على ما يحسه بنفسه من اختلاف في أوضاع أعضاء النطق معها، وعلى العملية العضوية التي يقوم بها المرء عند صدور كل صوت، وعلى وقع هذا الصوت في أذن السامع دون أن يكون لديه شيء من الإمكانات الحديثة من آلات تسجيل أو تصوير أو معرفة بنظريات التشريح(5)، وغير خاف، بعد هذا، أن درس الخليل الصوتي يدل على عبقرية صاحبه ويدعو إلى الإقرار بفضل السبق والريادة فيه، وإن كان للمحدثين مآخذ عليه، ومن المفيد أن نشير هنا إلى أن ترتيبه للحروف سار عليه طائفة ممن جاء بعده من أصحاب المعاجم كالأزهري في تهذيب اللغة، وابن سيدة في المحكم، والقالي في البارع.‏

*ونصل إلى النحاة لنرى أنهم عنوا بالصوتيات بوصفها مدخلاً لدراسة الصرف من إدغام وإعلال وإبدال، ونحو ذلك، فهذا سيبويه (-180 هـ) يتحدث في باب الإدغام عن عدد حروف العربية ومخارجها وصفاتها، ثم يقول في نهاية الباب(6) (وإنما وصفت لك حروف المعجم بهذه الصفات لتعرف ما يحسن فيه الإدغام، وما يجوز فيه، وما لا يحسن فيه ذلك، ولا يجوز فيه، وما تبدله استثقالاً كما تدغم، وما تخفيه، وهو بزنة المتحرك) (وقد فصل النحاة القول في وصف مخارج الحروف وصفاتها فرادى، ثم تناولوا بالدراسة ما رواه فيها داخلاً في حيّز الإدغام، كما فهموه، وذلك مثل إدغام المتماثلين مخرجاً والمتقاربين مخرجاً والمشتركين في طرف اللسان، ثم الإدغام بالصفة مثل إدغام المجهور والمهموس معاً بأن يصيرا معاً إلى الجهر أو إلى الهمس وبعض أمثلة القلب، وبعض الأمثلة الشاذة)(7).‏

*ولعل خير من يمثل النحاة في حديثهم عن الأصوات أصدق تمثيل، سيبويه صاحب الكتاب المشهور الذي يعده كثيرون المصدر الأول لعلم الأصوات العربي، وقد يضعه بعضهم بعد كتاب العين في المرتبة، وفيه لخص سيبويه آراء أستاذه الخليل بدقة وأمانة في آخر الكتاب، وقد ورث عنه، فيما ورث وصفاً دقيقاً لأصوات العربية في مخارجها وصفاتها.‏

*أما عن ترتيب سيبويه للحروف، فقد خالف فيه ترتيب أستاذه الخليل في بعض المواضع، فكان على النحو التالي:‏

ء ا هـ ع ح غ خ ك ق ض ج ش ي ل ر ن ط د ت ص ز س ظ ذ ث ف ب م و.‏

وجعل لهذه الحروف ستة عشر مخرجاً، للحلق منها ثلاثة، وفي كل منها صوتان دون القصد إلى ترتيبهما كما يفعل المحدثون، وخصص لأصوات الفم ثلاث مناطق في أقصاه وأدناه ووسطه، وحدد لكل صوت أو مجموعة من الأصوات مخرجاً معيناً، ووصفه وصفاً دقيقاً، وميز بين الشديد والرخو، وبيَّن المجهور والمهموس على خلاف في بعض الحروف مع ما تقره الدراسات المعاصرة، فهو، مثلاً يعد الضاد رخوة، وهي شديدة، ويعد القاف والطاء مجهورين، وهما مهموستان.‏

*وإذا كان سيبويه قد درس اللغة بادئاً بالجملة ثم الكلمة ثم الصوت، على عكس ما يفعل المحدثون، وإذا كان وصفه للأصوات في آخر كتابه دليلاً على أن النحاة لم يكونوا يقدرون العلاقة العضوية التي تربط بين الأصوات والنحو حق قدرها، كما يرى بعضهم(8)، فإن هذا أو ذاك لا ينال من قيمة الكتاب، ومن كون دراسة سيبويه للأصوات دراسة متميزة، فقد حصر اللغة مع أستاذه الخليل، ووصفاها بدقة، وأسساها على قواعد جعلت طائفة من اللغويين ممن أتى بعدهما تترسم خطاهما، وتسير على آثارهما، كالمبرد في المقتضب والزمخشري في المفصل والزجاجي في الجمل، كما أن لما فعله هذان العالمان الكبيران قيمة كبيرة تبدو على نحو واضح حين يقارن بتفصيل ودقة مع ما نعرف اليوم من دراسات مماثلة.‏

ومن الذين تنبهوا على ظواهر صوتية الأديب والناقد المعروف الجاحظ (255 هـ)، إذ عرف بعض الأمراض اللغوية، ونجد في كتابه (البيان والتبيين) خاصة معالجة علمية دقيقة للأصوات التي تدخلها اللثغة(9)، وتحدث عن أوصاف هذا المرض ومراتبه الاجتماعية، واقترح بعض العلاجات الطبيعية على نحو ما يعالج في أمريكة اليوم(10) وقد أدرك الجاحظ صلة الأمراض اللغوية بالمجتمع، فدرس التلعثم على ثلاثة مستويات اجتماعية هي مستويات الفصحاء والعوام والأعاجم، وعرف اختلاف اللهجات، ودرس التبدلات الصوتية للغة العربية عند الأعاجم، وهذا ما تنبهت عليه الدراسات الحديثة، كما أشار إلى اقتران الحروف فرأى مثلاً أن (الجيم لا تقارن الظاء ولا القاف ولا الطاء ولا الغين بتقديم ولا بتأخير، والزاي لا تقارن الظاء ولا السين ولا الضاد ولا الذال بتقديم ولا بتأخير)(11).‏

*ونمضي خطوة أخرى، نتصفح كتب التراث العربي فنجد المؤلفين في إعجاز القرآن قد اعتنوا بمخارج الحروف، وعرفوا صلة هذه المخارج بتلاؤم الحروف وتنافرها، ولعل من أشهر هؤلاء أبا الحسن الرماني (- 386 هـ) الذي رأى أن التلاؤم نقيض التنافر، وضرب أمثلة له، وأشار إلى أن الفائدة منه (حسن الكلام في السمع وسهولته في اللفظ. وتقبل المعنى له في النفس لما يرد عليها من حسن الصوت وطريق الدلالة)(12)، كما ذكر أن (مخارج الحروف مختلفة، فمنها ما هو من أقصى الحلق، ومنها ما هو من أدنى الفم، ومنها ما هو في الوسائط بين ذلك(13)، ثم تحدث عن فواصل القرآن، ورأى أنها على وجهين أحدهما على الحروف المتجانسة والآخر على الحروف المتقاربة، وضرب أمثلة لذلك.‏

*إلا أن الذين عنوا بالصوتيات عناية قد تفوق عناية غيرهم هم العارفون بتجويد القرآن الكريم وعلماء قراءاته، فأما الأولون، فلا يخلو كتاب لهم من كلام عن مخارج الحروف وطريقة نطقها(14)، وقد اعتنوا بالإدغام عناية خاصة، وأفاضوا فيه، يدفعهم إلى ذلك كله حرصهم على إتقان ترتيل كتاب الله وتجويد نطقه، وعنايتهم بالأصوات أدت إلى ظهور مراتب التجويد من ترتيل وتدوير وحدر، وظهور مصطلحات صوتية مهمة في وقت مبكر كالإشمام والروم والاختلاس والإمالة والتخفيف والتفخيم(15).‏

*وأما علماء القراءات، فقد أعانهم على العناية بالجانب الصوتي أن قراءات القرآن الكريم كانت متواترة بالتلقي الشفوي، ويطول بنا القول إذا تحدثنا عن الصوتيات عند من ألف في القراءات، لذا سنكتفي بمثل واحد يشير إلى عنايتهم بها ننقله عن ابن خالويه (- 370)(16) قوله تعالى: (فيه هدى( يقرأ بالإدغام والإظهار، فالحجة لمن أدغم مماثلة الحرفين لأن الإدغام على وجهين مماثلة الحرفين ومقاربتهما، فالمماثلة كونهما من جنس واحد، والمقاربة أن يتقاربا في المخرج كقرب القاف من الكاف، والميم من الباء واللام من النون، وإنما وجب الإدغام في ذلك لأن النطق بالمتماثلين والمتقاربين ثقيل، فخففوه بالإدغام، إذ لم يمكن حذف أحد الحرفين..).‏
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 25.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 25.22 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.43%)]