عرض مشاركة واحدة
  #968  
قديم 11-11-2013, 07:33 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

من حقائق علم تأريخ الكون في رحاب القرآن بين عبقرية المفسرين وآراء العلماء - 2 -

صورة لسديم Crab_Nebula
الدكتور حسني حمدان الدسوقي
أستاذ علوم الأرض في جامعة المنصورة ـ باحث إسلامي
الحقيقة الثانية :دخان السماء والبينية وظلمة السماء
The Second Principle: Dokhanesamaa and Darkness
يقول تعالى : (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم) (فصلت 11-12)
وجهان للإعجاز في الآية: تشير الآية السابقة إلى وجهين عظيمين من وجوه الإعجاز العلمي تجليا في عصر العلم. والوجهان هما إشارة القرآن إلى الأصل الدخاني للسماء والإشارة إلى تسجيل صدى قول السماوات والأرض " قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ". ويندرج تحت الآية إعجازان آخران يتعلقان بظلمة السماء وما بين السماء والأرض من خلق. وتلك الوجوه الأربعة تكون محور المبدأ الثانى الوارد في عنوان هذا المبحث: وفيما يلى تناول هذه الوجوه المعجزة من الناحية التفسيرية والعلمية .
وأبدأ بالمحور الأول:
أولاً: الأصل الدخاني للسماء:
1- مختصر تفسير الآية:
في الجلالين: استوى" قصد "إلى السماء وهي دخان" بخار مرتفع
في مختصرابن كثير: وَقَوْله تَبَارَكَ وَتَعَالَى " ثُمَّ اِسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَان" وَهُوَ بُخَار الْمَاء الْمُتَصَاعِد مِنْهُ حِين خُلِقَتْ الْأَرْض". "
في القرطبي: وَفِي قَوْله تَعَالَى لَهُمَا وَجْهَانِ" قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ": أَحَدهمَا أَنَّهُ قَوْل تُكُلِّمَ بِهِ, الثَّانِي أَنَّهَا قُدْرَة مِنْهُ ظَهَرَتْ لَهُمَا فَقَامَ مَقَام الْكَلَام فِي بُلُوغ الْمُرَاد ; ذَكَرَهُ الْمَاوَرْدِيّ
في حين أن القرآن الكريم تحدث منذ ما يزيد على 1400 سنة عن الأصل الدخاني للسماء , فإن غبار مابين النجوم لم يكتشف إلا حينما صنع الألمان أجهزة كشف الغبار. واليوم ترسم خرائط للأوساط بين الكواكب والنجوم والمجرات (شكل: 2 )
إن الأقاليم بين النجوم كتلك التي في مجرة درب التبانة لهى أبعد كل البعد من أن تكون فارغة, بل هى في الحقيقة مملوءة بالغاز والغبار والمجالات المغناطيسية والجسيمات المشحونة. وتعرف تلك المناطق بالوسط البيننجمي (interstellar medium). ويشكل الغاز 99% من ذلك الوسط , بينما يمثل الغبار ال 1% المتبقية. وتبلغ الكتلة الكلية للغاز والغبار 15% من كتلة مجرة درب اللبانة. ويمثل الأيدروجين 90% من وزن الغاز , والبقية ممثلة بغاز الهيليوم. ويظهر الغاز على شكل سحب باردة وأيدروجين مؤين. وتعد السحب المادة الخام لتكوين النجوم.
أما عن الغبار بين النجوم, فقد اكتشف العلماء أن عالمنا هو عالم ترابي ( (Our universe is a very dusty place. والغبار الكوني الحالي ليس سوى جزء متبقي من دخان السماء. وحتى الآن يحار العلماء في وصف حبيبات الغبار البيننجمي (بين النجوم). والغبار الكوني (Cosmic Dust) هو جسيمات تمثل تجمعات من جزيئات قليلة في الفضاء تصل أحجام حبيباتها إلى 1 من مائة من المليمتر. ويتميز الغبار على حسب مكان توزيعه في الفضاء؛ فهناك الغبار بين النجوم, وبين الكواكب والغبار الكوني, والغبار المحيط بالكواكب..إلخ. ويتكون الغبار من صفائح رقيقة أو جرافيت إبرى الشكل (كربون) وسليكات عصوية الشكل محاطة بماء متثلج. ولا يعرف العلماء حتى اليوم طبيعة وأصل الغبار بين النجوم.
شكل (2): غبار ما بين الكواكب (Courtesy of E.K., Münster, and Don Brownlee)
وحبيبات غبار ما بين النجوم في حالتها المثالية لا تزيد أحجامها على كسرمن الميكرون, وهي غير منتظمة الشكل وتتكون من الكربون والسليكات. وحينما يمتص الضوء بواسطة هذا الغبار تظهر مناطق كبيرة مظلمة في مجرتنا وفي المجرات الأخرى, وتسمى تلك السحب السدم السوداء مثل تلك التي تجاور سديم رأس الحصان(شكل 2). Interstellar) الإظلام
ورائع حقاً أن يقترح العالم جـ . مايو جرينبرج (J. Mayo Greenberg) نموذجاً أسماه نموذج الغبار الموحد (Unified dust model), يرى وفقاً له أن الغبار بين النجوم يعد مصدراً رئيسياً للمعلومات عن ولادة النجوم والكواكب والمذنبات. حيث تمثل سٌحٌب الغبار "السٌدٌم " بيوت حضانة نجمية, فيها تحجز حبيبات الغبار الإشعاع داخل السحب الغازية, وهذا يسهل انهيار تلك السحب وتشكيلها للنجوم. ومن الأصح أن يستخدم جرينبرج اللفظ القرآني" الدخان" بدلاً من الغبار البيننجمي (بين النجوم), خاصة أنه ذكرأن أكبر حببيبات الغبار تشبه " دخان السيجارة". وقد استنتج جرينبرج أن أصل مجرتنا درب التبانة غبار. ولن يعتبر الفلكيون بعد اليوم الغبار بين النجوم أمراً مزعجاً, بل مصدراً رئيسا للمعلومات عن ولادة النجوم والكواكب والمذنبات, وقد يكون حاملاً لدلالات عن أصل الحياة ذاتها. وهكذا تحكي لنا حبة الغبار قصة تاريخ السماء
ثانياً: صدى "أَتَيْنَا طَائِعِينَ":
كيف تكلمت السماء والأرض؟ تأتى الإجابة على لسان عالم الفلك Mark Whittle في جامعة فرجينيا. الذي قام بتحليل إشعاع خلفية الكون(Cosmic Microwave Background radiation (CMB) التي ولدت في ال 400,000 سنة الأولى في عمر الكون بعد حادث "الانفجار الأعظم". يقول هذا العالم أنه مندهش من أنه لم يصل أحد من قبله إلى كشف السر الذي توصل إليه. وقد توصل مارك هويتل إلى أن آخر سجلات التموجات (Ripples) المصاحبة لإشعاع خلفية الكون التي تأتى مباشرة بعد التضخم الأعظم (Big Inflation) تشبه الأمواج الصوتية المنسابة عبر الكون. إن هذه التموجات (Subtle Ripples) تعكس تأرجحات في كثافة مادة الكون الأولية ناشئة من أمواج صوتية, وقد بلغ عرض تلك الموجات 30,000 سنة ضوئية, و55 أوكتاف تحت ما يمكن للبشر سماعه..
وحينما تم استيضاح هذه الموجات أمكن سماع ضجيج مخاض الكون (the cry from the birth of the cosmos can be heard)
. وأنا بدوري أقول إن هذا الصراخ ما هو إلا الصوت المصاحب لفتق الرتق وصدى قول السماوات والأرض بالطاعة لأمر الله
(( ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ)) . وهذا هو النص باللغة الإنجليزية الذي ترجم فحواه.
Mark Whittle of the University of Virginia has analyzed the so-called cosmic background radiation that was born 400,000 years after the Big Bang. He said: "I was a little surprised that someone had not done it before. He took the latest data about the Cosmic Microwave Background radiation (CMB) which comes from an era just after the Big Bang. Ripples in the radiation are like sound waves bouncing through the cosmos. Over the first million years the music of the cosmos changed from a bright major chord to a somber minor one. They show ripples in the CMB which are subtle variations in the density of matter which can, in one sense, be thought of as sound waves. These cosmic sound waves are 30,000 light-years wide and are 55 octaves below what humans can hear. But when they are shifted to regions of the audible spectrum, the cry from the birth of the cosmos can be heard.
ثالثاً: المادة المعتمة(Dark matter):
ظلمات الكون: وردت كلمة "ظلمات" في القرآن الكريم 23 مرة. وتشير الكلمة إلى معان معنوية متعلقة بالضلالة في كثير من المواضع, كما تشير إلى معان حسية ترتبط بظلمات السماء, وظلمات الأرض, وظلمات البحر اللجي, وظلمات البر والبحر, وظلمات متراكبة, وظلمات بطن الحوت الذي التقم نبي الله يونس عليه السلام, وظلمات الخلق في بطون الأمهات. وحينما يقترن ذكر الظلمات والنور نجد أن الظلمات تأتى بصيغة الجمع بينما يأتي النور بصيغة الإفراد, وأيضا تتقدم الظلمات على النور. ويعنينا هنا الأيات التي تتحدث عن ظلمات الكون والتي يمكن ذكرها على النحو الآتي:
1- الظلمات على إطلاقها في قوله تعالى:
((الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ)) (الأنعام:1).
2- ظلمات من السحاب في قوله تعالى:
((أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاء فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصْابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ واللّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ)) (البقرة:29).
3-ظلمات الأرض في قوله تعالى:
((وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ(( (الأنعام:59).
4- ظلمات البر والبحر كما في قوله تعالى:
((أَمَّن يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَن يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) (النمل:63).
5- ظلمات البحر في قوله تعالى:
((أوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ)) (النور:40).
المعالجة العلمية: تسبح الطيور في جو السماء, وتسبح كائنات البحار في الماء, وتسبح كائنات الأرض معها حول الشمس .وتسبح جميع أجرام السماء في وسط لا نبصره. ويسود الاعتقاد بين علماء الفلك بأن ذلك الوسط يتكون من مادة مرئية, وطاقة ومادة غريبتين أطلقوا عليهما الطاقة السوداء أو المعتمة والمادة السوداء أو المعتمة. هي شىء ما هناك في مكان ما. ولو استطعنا رؤية المادة المعتمة لبدت مجرة درب اللبانة مكانا مختلفا تماماً؛ حيث يبدو قرصها ملتفاً بضباب كثيف من جسيمات تلك المادة المعتمة.
ومن العجيب أن علماء الفلك يؤكدون على أن النجوم ومجراتها وأسوارها الأعظمية وأجرام السماء على اختلافها لا تمثل سوى 1% من كتلة الكون. وأن الغاز الكوني مع أشكال المادة العادية تمثل أقل من 5%. ومعرفة طبيعة كتلة الكون المتبقية والتي تبلغ 95 % معلق على رصد تلك المادة المعتمة. ويطلق العلماء على الجسيم المكون لتلك المادة النيوترالينوNeutralino. وليس ذلك الجسيم أبيبا (بروتونا) ولا كهربا (إلكترونا) ولا المتعادل (النيترون) ولا الجسيم الخفيف الحر الطليق (النيوترينو). ولكن ذلك "الساحر الأسود" ما هو إلا جسيم بارد ثقيل مستقر, لا شحنة له, إنه جسيم شديد التحفظ عزوف عن التصادم, ومن ثم تسبح في مادته كل الأجرام. والنيوترالينوهات متجانسة فائقة التناظر.
وتسبح الشمس في المادة المعتمة بسرعة 220 كيلومتر في الثانية قاطرة معها أفراد أسرتها كريشة في مهب الريح. وهذه المادة وفيرة جداً في الكون؛ حتى أن العلماء يقدرون بليوناً من جسيماتها متدفقاً عبر كل متر مربع في الثانية الواحدة. ولن نجد تعبيراً أدق من وصف القرآن لها [إنها الوسط الذي يسبح فيه كل شىء ((كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ))(الأنبياء:33) . ولم يكن الوصف القرآني سابقاً على اكتشاف تلك المادة فقط؛ بل مخبراً بوجودها, علماً بأن العلماء لم يتمكنوا من رصدها حتى هذه اللحظة. وسبحانه وتعالى يقسم بما يشاء, سواء أبصرناه أو لم نبصره, يقول تعالى: ( فلا أفسم بما تبصرون * وما لا تبصرون* إنه لقول رسول كريم)(الحاقة:38-40).
كيف سترصد الماد المعتمة؟ لم تر تلك المادة حتى الآن لسببين؛ لأنه لم يكتشف أثرها في المادة المعتمة, أو بسبب الضجيج (التشويش) الناجم عن النشاط الإشعاعي الطبيعى والأشعة الكونية. ويعتمد رصد المادة المعتمة على رصد النبضات الضوئية والحرارية الناتجة من اصطدام مكوناتها مع أنوية المادة العادية. ويترقب العلماء الكشف عن التأثير الضوئي والحراري الناتج بفعل مرور جسيمات المادة المعتمة في المادة العادية. ويتم ذلك عن طريق كشافات التلألؤ الضوئي والكشافات فائقة التبريد. وللتغلب على ضجيج الأشعة الكونية المربكة؛ توضع الكشافات في أماكن عميقة تحت سطح الأرض بعد تغليفها بدروع خاصة, بجانب تنقية مادة الكشافات لخفض التلوث الإشعاعي.
وإنني ألمح الكثير من الإشارات القرآنية تشير إلى وجود تلك المادة المعتمة, منها:
1- إشارة القرآن إلى سباحة الأجرام , حيث أن السباحة تحتاج إلى وسط يسبح فيه. ((كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ )) (الأنبياء:33).
2- إشارة القرآن إلى خلق مابين السماوات والأرض في قرابة عشرين موضعاً. وأحسب أن أسرار ((وما بينهما)) التي ترد في القرآن في معرض خلق السماوات ستكون الشغل الشاغل لعلماء الفلك والكونيات في الخمسين سنة المقبلة.
3- القسم القرآني بما لا نبصر: ((َ فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ *وَمَا لَا تُبْصِرُونَ)) (الحاقة:38-39).
إن كشف المادة السوداء يعتمد على التأثير الناتج من لقاء المادة المظلمة مع المادة العادية بعد إزالة الضجيج الكوني, ويا حبذا لو كان الملتقى تحت الثرى. وأحسب والله أعلم أن اللقاء قد حدث فعلاً في أقدس مكانين على الأرض عند الكعبة المشرفة بمكة أم القرى, وفي الروضة الشريفة عند قبر الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة المنور. فقد أظهرت الصور الحديثة للأرض التي التقطتها وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" حيث بدت الأرض مظلمة إلا في بقعتين منيرتين هما الكعبة المشرفة والمسجد النبوي الشريف. إن بعض جسيمات نور جسد الرسول صلى الله عليه وسلم المسجى تحت الثرى في قبره ربما قد تآزرت مع جسيمات المادة المعتمة فنتج عنها ومضات ضوئية أضاءت صورة الأرض المظلمة.
رابعاً: ظلمة الكون:
أولاً-السبق القرآني: تشير آيات القرآن إلى ظاهرة ظلام الكون التي لم يكتشفها العلم إلا مع غزو الإنسان للفضاء في نهاية الستينات من القرن العشرين. وتلك الآيات هى قول الحق تعالى:
1-(( فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ(( (الأنعام:96).
2-((وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاء فَظَلُّواْ فِيهِ يَعْرُجُونَ *لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ)) (الحجر:14-15).
3-((وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ)) (يس:37).
4- ((أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا *رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا *وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا)) (النازعات:27-29).
5- ((هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ)) (يونس:67 ).
ثانيا- الإعجاز العلمي القرآني في ظلمة الكون أصابت الدهشة رواد الفضاء من عدم الإبصار في أجواز الفضاء؛ وذلك بسبب الظلام الذي يحيط بجميع الأجرام السماوية من نجوم وكواكب وأقمار تسبح وسط هذا الظلام الشامل. وهذا مشهد جديد في السماء لم يألفه الإنسان في جو الأرض. وحينما انطلق رواد الفضاء في غلاف الأرض المضيء, ماهي إلا ثوان معدودات حينما اخترقوا الفضاء حتى وجدوا تلك القشرة المنيرة من الغلاف الجوي تتحول تدريجيا من اللون الأزرق الفاتح لقبة السماء إلى اللون الفيروزي ثم الأزرق الغامق ثم البنفسجي وتصبح حالكة السواد على ارتفاع حوالي مائتي كيلومتر من سطح البحر. ويحدث هذا مع وجود الشمس التي تمثل السراج الوهاج. وهنا يتبين وجه الإعجاز في قوله تعالى: ((لَقَالُواْ إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا)) حيث لا تبصر العين في وجود الظلام الحالك. ثم إن الجزء المضيء من غلاف الأرض والذي لا يتعدى المائتي كيلومتر لو قسم على المسافة بيننا وبين الشمس والمقدرة بحوالي 150 مليون كيلومتر لم تكن نسبة الجزء المنير إلى الآخر المظلم شيئا مذكوراً. ويعبر عن ذلك بالفعل(نسلخ) في قوله تعالى: -((وَآيَةٌ لَّهُمْ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ)). حقا إن الغلاف المضيء للأرض سلخة في ظلام الكون. ولكن كيف يخرج النهار المضيء من ليل السماء الغطش. والحقيقة أن ضوء الشمس يسافر في الفضاء دون أن يرى لانعدام التبعثر أو التشتت الضوئي, نظراً لتخلخل الجو وعدم احتوائه على الذرات الكافية لإحداث الانعكاس والتشتت للأشعة بالدرجة التي تجعلنا ندرك النور غير المباشر الذي نشعر به فقط في جو الأرض. وهنا يتجلى إعجاز قرآني آخر في ((وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا)) في قوله تعالى- ((هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ))؛ حيث يمثل الذر عيون النهار التي تبصر ضوء الشمس.
خامساً -البينية في خلق السماوات والأرض:
أولاً: البينية في القرآن:
خلق الله السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام. وفي ثلاثة آيات يذكر (( وما بينهما )) في قوله تعالى: (( الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ )) ( الفرقان : 59 ) وقوله تعالى (( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ )) ( السجدة : 4 ) وقوله تعالى (( وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ )) ( ق : 38 ). وقد ذكرت السماء مفردة في موضعين (( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ )) ( الأنبياء : 16 )، وقوله أيضاً: (( وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا )) ( ص : 27). ويضاف موضع ثالث يحدد فيه موضع السحاب في قوله تعالى( .. وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ )) ( البقرة : 164 ).
كلمتان في القرآن الكريم ستكونان هما الشغل الشاغل لعلماء الكون والفلك في العقود الأولى من القرن الحادى والعشرين. هاتان الكلمتان هما" وما بينهما " اللتان تذكران في معرض حديث القرآن عن خلق السماوات.
ثانياً- البينية في العلم:
ماذا تعني البينية السابقة في ضوء العلم الحديث؟ قد تعني أولاً طبقات الغلاف الجوي الممتد من سطح الأرض حتى الفضاء الخارجي التي سبق ذكرها، وهذا صحيح. وقد تعني غلاف الكواكب الأخرى غير كوكب الأرض. والمثير حقاً أن البينية أشمل وأعم وتعني الغلاف البينجمي وغلاف المجرات وأى غلاف في السماء. فلم يعد الفراغ بين النجوم والمجرات فارغا، بل تميز بوجود غلاف بينجمي وغلاف مجري يشبهان الغلاف الجوي للأرض في درجة تعقيده.
ومنذ عدة سنوات فقط صار معروفاً أن هناك غلافاً جوياً رقيقاً جداً يدعى الوسط البينجمي يغلف مجرتنا ويملأ الفضاء بين بلايين النجوم (شكل3). ويتكون هذا الغلاف من الهيدروجين على هيئة ذرات وجزيئات وبلازما من أيونات الهيدروجين.
شكل (3 ): دورة الغاز في المجرة (عن مايو جرينبرج. أسرار الغبار النجمي. مجلة العلوم-المجلد 17- العددان 8/9- 2001_ ص.60).
وللغاز بين النجوم دورة تشبه دورة الماء في الطبيعة حيث يتكاثف الغاز بين النجوم (البينجمي) فتتكون النجوم التي بدورها تتبخر. وتتبادل المجرات المواد مع الفضاء بين المجرات فتفقد المجرات جزء من كتلتها في الوسط البينجمي، وفي الوقت نفسه يغذي الوسط المجرات ( شكل:3). وهكذا أصبح الوسط البينجمي يحظى بأهمية تفوق ما كان يظنه العلماء في الماضي وأدركوا أنه ممتلئ بنوافير جبارة من الغاز الحار، وفقاقيع هائلة تحدثها النجوم المتفجرة. ويصل نصف قطر الفقاعة من 50 – 100 فرسخ فلكي، وتبدو الشمس ضمن فقاعة حارة، وكلما تكشفت أسرار جديدة عن الفراغ بين النجوم والمجرات تأكد العلماء أن ما بين السماوات والأرض خلق عظيم.
وهنا تلعب البينية التي أشرنا إليها دوراً إيجابياً في تكوين السماء. بمعنى أن خلق ما بين السماوات والأرض عملية مكملة ومتلازمة مع خلق السماوات والأرض, توثر إحداهما في الأخرى. ومن هنا ندرك أن خلقهما تم في ستة أيام معاً. وفي آيات يتم التركيز على خلق السماوات والأرض في ستة أيام, وفي آيات أخرى يتم التركيز على خلقهما وما بينهما في نفس الستة أيام., الأمر الذي يجزم بعظم البينية.
والفضاء الخاوي في النهاية ليس خاوياً . وما يزال الجزء الأعظم من كوننا مظلماً لا يؤخذ في الحسبان. وخلال العقد القادم، سوف تستمر الأبحاث عن المادة المظلمة وذلك من خلال تجارب حساسة تجري تحت الأرض في المقام الأول. وتلك المادة المسماة بالمادة الخفية المعتمة Black Matter, يعتقد العلماء وجودها مع أن أحدا لم يرصدها بعد، وما تزال طبيعتها لغزا، وصدق تعالى حيث يقول:" فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ " ( الحاقة : 38 - 40 ).
الحقيقة الثالثة: إتساع السماء
The Third Principle: The "Etsaessamaa
(وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) (الذاريات-47)
مختصر التفسير:
مختصر تفسير ابن كثير: يَقُول تَعَالَى مُنَبِّهًا عَلَى خَلْق الْعَالَم الْعُلْوِيّ وَالسُّفْلِيّ" وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا " أَيْ جَعَلْنَاهَا سَقْفًا مَحْفُوظًا رَفِيعًا " بِأَيْدٍ " أَيْ بِقُوَّةٍ قَالَهُ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَقَتَادَة وَالثَّوْرِيّ وَغَيْر وَاحِد " وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ " أَيْ قَدْ وَسَّعْنَا أَرْجَاءَهَا وَرَفَعْنَاهَا بِغَيْرِ عَمَد حَتَّى اِسْتَقَلَّتْ كَمَا هِيَ.
تفسير الجلالين: وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ" بِقُوَّةٍ "وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ" قَادِرُونَ يُقَال : آدَ الرَّجُل يَئِيد قَوِيَ وَأَوْسَعَ الرَّجُل : صَارَ ذَا سِعَة وَقُوَّة
تفسير الطبري: في تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: وَالسَّمَاء رَفَعْنَاهَا سَقْفًا بِقُوَّةٍ. عَنِ ابْن عَبَّاس, قَوْله: { وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ } يَقُول: بِقُوَّةٍ. عَنْ مُجَاهِد, قَوْله: { بِأَيْدٍ } قَالَ: بِقُوَّةٍ. عَنْ مَنْصُور أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَة: { وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ } قَالَ: بِقُوَّةٍ. قَالَ ابْن زَيْد فِي قَوْله: { وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ } قَالَ: بِقُوَّةٍ. عَنْ سُفْيَان {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ } قَالَ: بِقُوَّةٍ. وَقَوْله: { وَإِنَّا لَمُوسِعُون} يَقُول: لَذُو سَعَة بِخَلْقِهَا وَخَلْق مَا شِئْنَا أَنْ نَخْلُقَهُ وَقُدْرَة عَلَيْهِ. قَالَ ابْن زَيْد فِي قَوْله: { وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ } قَالَ: أَوْسَعَهَا جَلَّ جَلَالُهُ.
ٍ"والكون" يتمدد بسرعات هائلة, فالمجرة التي تبعد عنا بنحو 650 مليون سنة ضوئية تبتعد عنا بسرعة 15000 كم في الثانيةالواحدة ، بينما تتراجع المجرات وأشباهها (الكوازرات) المتواجدة في أطراف الكون بسرعة تصل إلى 270 ألف كم في الثانية. حقاً, إنه توسع رهيب؛ ففي أقل من ثانية تتراجع المجرات التي تقع في أطراف الكون لمسافة تعدل عشرين ألف مرة قدر قطر الأرض.


يتبــــــــــــــع

 
[حجم الصفحة الأصلي: 38.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 37.89 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (1.57%)]