عرض مشاركة واحدة
  #115  
قديم 19-01-2021, 10:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(114)



مراتب القدر

أولاً: العلم:

وهو الإيمان بأن الله تعالى يعلم بالأشياء قبل نشوئها وخلقها، ويعلم حالتها الحاضرة وما تؤول إليه في المستقبل، لقوله تعالى: {وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ}(1)، وقوله تعالى: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}(2).

ومن أنكر هذه المرتبة من العلم فهو كافر لأنه بذلك يطعن في كمال الله تعالى، لأن غياب أي شيء عن علمه جل شأنه يعني الجهل بذلك الشيء وسبحان الله عن ذلك علوًا كبيرًا، يقول تبارك وتعالى على لسان موسى عليه السلام حين سأله: {قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَىٰ . قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ ۖ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى}(3).

ثانيًا: الكتابة:

هي الإيمان بأن الله تعالى كتب ما علمه بعلمه القديم في اللوح المحفوظ، يقول عليه الصلاة والسلام: «إن أول ما خلق الله القلم فقال له اكتب فجرى بما هو كائن إلى الأبد«(4).

ويقول الله تبارك وتعالى في تأكيد هذه الحقيقة: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}(5).

ثالثًا: المشيئة:

هي الإيمان بأن كل ما في الكون يجري بمشيئة الله وإرادته لقوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا}(6). وقوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}(7).

رابعًا: الخلق والإيجاد:

هو الإيمان بأن الله تعالى وحده خالق كل شيء وموجده، فهو الخالق الأوحد وكل ما دونه مخلوقات من صنعه جل شأنه، وكل ما ينتج من هذه المخلوقات من آثار وأفعال هي أيضًا مخلوقات لله جل وعلا، يقول تبارك وتعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}(8).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ



(1) [يونس: 61]



(2) [الأنعام: 59]



(3) [طه: 51-52]



(4) أخرجه الترمذي (ص757، رقم 3319) كتاب التفسير، باب سورة ص. وأحمد (1/307، رقم 2804). والحاكم في المستدرك (2/540، رقم 3840). وهو صحيح.




(5) [الحديد: 22]



(6) [الإنسان: 30]



(7) [هود: 118]




(8) [الرعد: 16]


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 25.00 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.37 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.51%)]