عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 28-03-2011, 05:21 PM
الصورة الرمزية oummati2025
oummati2025 oummati2025 غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 877
الدولة : Morocco
افتراضي رد: خيوط النور.... رواية



الحلقة الرابعة:

بعنوان: التيه






- افتحوا الباب افتحوا الباب ....





قالها سعيد صارخا بأعلى صوته ففزع الجيران وخرجوا يستطلعون ما يجري من الشرف والأبواب، لكن لم يجرؤ أحد منهم على الاقتراب أو إثناء سعيد عما يقوم به ..





بدأ يطرق باب شقة أحمد بقوة ويركله برجله وهو يتلفظ بأسوإ الألفاظ وأقذع الشتائم.





وصل أحمد وزوجته بعد لحظات، فغضب لما رأى بينما اختبأت نور وراءه خوفا من سعيد.


تمالك أعصابه بصعوبة لكي لا يزيد الموقف سوءا مذكرا نفسه بأجر كظم الغيظ والحلم عند الله


ثم قال لسعيد:





- ماذا هناك يا سعيد؟ لماذا تصرخ وتضرب الباب؟





- جئت يا جاري العزيز ...أهلا أهلا ....





قالها سعيد بسخرية وهو يتمايل ولا تكاد رجلاه تحملانه ثم أردف بعد أن أمسك بقميص أحمد:





- أين زوجتي وابنتي أيها المجرم؟ تتآمرون علي لتفرقوا بيني وبين أسرتي أنتم وكل الجيران ...


تحرضون سوسن على التمرد والعصيان.





حاول أحمد تهدئته متحملا الرائحة الكريهة التي تنبعث من فمه والألفاظ البذيئة التي يصفهم بها.





- أعوذ بالله من الوسواس الخناس لا أدري كيف تتحمل زوجتك وابنتك هذه الرائحة، كان الله في عونهما وهداك إلى طريق الرشاد.





تمتم أحمد محدثا نفسه ثم اصطحبه إلى شقته بعد أن أخبره بأن زوجته في المستشفى وأن ابنته نائمة، وأقنعه بصعوبة الذهاب للنوم حتى الصباح.





عاد أحمد إلى شقته بعد أن نام سعيد وهو يهذي بكلام غير مفهوم يدل على نفسية متناقضة غير سوية.


فوجد نور قد دخلت الشقة والأولاد مجتمعين. اطمأن على أسرته فردا فردا وعلى الصغيرة وتأكد أنهم جميعا بخير، ثم نظر إلى وفاء بحنان وحضنها لعله يعوضها قليلا عن غياب أبويها ..





قالت فاطمة: المسكينة عانت اليوم كثيرا، لا أعلم كيف تعيش خالتي سوسن وطفلتها مع هذا الزوج الذي انعدم عنده الإحساس بالمسؤولية.





فاستطرد عمر: بالصبر يا أختاه، ولولا أن الله يعين عباده لما تحملوا مصائب هذه الدنيا الغرور.





أحمد: الله المستعان يا أبنائي، الدنيا دار ابتلاء ولا بد للمرء أن يتشبت بشرع الله ليمر منها بسلام نحو الحياة الأبدية بعدما يؤدي أمانة استخلافه في الأرض فيفوز بخير جزاء وينعم بلقاء رب السماء.





يوسف بتأثر: اللهم اجمعنا تحت ظلك يوم لا ظل إلا ظلك واغفر لنا زلاتنا ولا تؤاخذنا بتقصيرنا في حقك إنك أنت السميع المجيب.





أمن الجميع على دعاء يوسف الخاشع ثم قال أحمد:





- هيا يا أبنائي اذهبوا إلى غرفكم لترتاحوا فلم يبق إلا ساعتان لأذان الفجر...





دخلت البنات غرفتهن وقلوبهن لازالت ترتجف من أثر ما شهدن قبل وصول أبيهن...





بين الخوف من اقتحام سعيد للشقة والاستياء من الكلمات البذيئة الخادشة للحياء، وبين الحزن على وفاء وأمها وما تعانيانه في هذه البيئة القاتمة المعالم.





وماذا يُنتظر من شخص لا يعمل ويعيش عالة على زوجته وينام حتى العصر ثم يقوم فيشتري السجائر ثم يخرج بعد المغرب للعربدة مع رفاق السوء لينتهي به المطاف بإحدى الحانات أو المراقص الليلية ليخرج منها ثملا خاوي الجيوب مغيب العقل !!!





ضمت مريم الصغيرة إليها برفق وبدأت تصف لها الجنة بأنهارها ونعيمها بأسلوب بسيط، فاستسلمت وفاء للنوم وقد ارتاحت نفسيتها وذهب الخوف من قلبها الصغير بذكر النعيم، خصوصا وأن خيالها جد خصب لكن تواجدها في هذا الجو المكهرب يعيق اكتشاف مواهبها ويثبط كل إبداع...





بعد لحظات طرق عمر باب الغرفة ليطمئن على أخواته ووفاء فطمأنته مريم أنهن قد نمن، فخلد إلى النوم هو بدوره كإخوته. أما الوالدان فلم يغمض لهما جفن ..





قام أحمد فتوضأ وغير ملابسه ليصلي قيام الليل وزوجته كالعادة، ثم يوقظ أولاده قبل صلاة الفجر.





وعمت السكينة بيت أحمد ونور بعد هذه الليلة الشاقة على النفوس وتآلفت القلوب لترفرف في رحاب الإيمان وتسلم أمرها لخالقها فانمحى كل توتر واضمحل كل هم وانشرحت الصدور استعدادا ليوم جديد.





سلم أحمد بعد التشهد فتبعته نور في تناغم وانسياب، ثم التفت إليها باسما وقال:





- أرجو منك يا رفيقة عمري أن تسامحيني عما صدر مني اليوم ...أسأل الله أن يغفر لي ولك وأن يجمعنا في الجنة كما جمعنا في الدنيا.





ردت نور برفق ومودة:





- اللهم آمين يا رب لم يحدث ما يستوجب الاعتذار يا أحمد، لكن معك حق، فعلا علي أن أستغفر الله على تقصيري في حق الدعوة إلى الله والتي عاهدنا بعضنا على التعاون عليها منذ أول يوم اجتمعنا فيه تحت سقف واحد ... شغلتني الأسرة والأولاد فلم أستطع الموازنة بين الدورين.





أحمد: لا بأس يا حبيبتي سنتعاون على الدورين بإذن الله خصوصا مع حملك للجيل القادم الآن...





نور مازحة: الجيل القادم كله؟ وأنا أستغرب لماذا خجل الأولاد من حملي، يبدو أنهم خائفون من جيل وليس من طفل ...





بعد هنيهة طرق عمر باب الغرفة بلطف فأجابه الأب:





- ادخل يا بني.





عمر: اقتربت صلاة الفجر يا أبي، هل سنذهب إلى المسجد الآن؟





أحمد: نعم يا بني، وهل أنتم جاهزون؟





عمر: نعم يا أبي.





التفت أحمد إلى نور وقال لها: لا بد أن تنالي قسطا من الراحة يا حبيبتي فقد تعبت كثيرا اليوم ...





نور: حاضر يا أحمد سأفعل إن شاء الله.





أحمد: السلام عليكم ورحمة الله





نور: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته





ثم انصرف مع أبنائه للصلاة في المسجد





الله أكبر الله أكبر





أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله


...




ارتفع أذان الفجر مذكرا بأن الصلاة خير من النوم ومؤذنا ببداية يوم جديد وعلى عمل ابن آدم شهيد .. فسبحان فالق الإصباح وجاعل الليل سكنا والنهار معاشا لمن كرمه فاستخلفه في الأرض.





صلى الجمع صلاة الفجر أملا في رضا الله وكرمه وجزيل ثوابه ونعمه.





وما لبث أن أشرق نور الصباح فدبت الحركة في الأرجاء، وعاد أحمد وأولاده إلى البيت لتناول وجبة الفطور ثم انطلقوا إلى أشغالهم، بعدها خلدت نور للراحة في غرفتها، بينما اهتمت فاطمة بالبيت وبالصغيرة، فليس لديها محاضرات في الفترة الصباحية...





رن جرس الهاتف: ترن ترن





يتبع بإذن الله.
__________________
أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله

أختكم: نزهة الفلاح
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 25.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.75 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (2.45%)]