عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 04-10-2019, 12:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,300
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله)

حيـــــــــاة الســــــعداء
الدكتور فالح بن محمد بن فالح الصغيّر
(26)



آثار الاستقامة (1-2)
للاستقامة آثار عظيمة ونتائج جمة، يلمسها الإنسان المستقيم قبل أي شخص، ويعيش عمره كله في ظلال معانيها السامية التي تجاوزه لتشمل المجتمع والأمة بأسرها، ومن أهم تلك النتائج والآثار ما يلي:
1- الاطمئنان القلبي:

إذا استقام الإنسان مع الله تعالى وسار على دينه ونهجه في الأوامر والنواهي، فإنه يكسب سعادة روحية واطمئنانًا نفسيًا في جميع الأوقات، لإحساسه بأنه في ميدان العمل وأداء المهمة التي أوكلها الله إليه، فهو يسير بنور الله تعالى لا يخشى الظلمات التي قد تعتريه في الطريق، ولا يخشى وساوس الشيطان وهمزاته بتخويفه من الفقر أو المرض أو المخاطر الأخرى التي يُبتلى بها الإنسان، يقول تبارك وتعالى: {أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىظ° نُورٍ مِّن رَّبِّهِ غڑ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ غڑ أُولَظ°ئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}(1).{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ}(2).
بل يشعر الإنسان حينها أن رحمة الله قريبة منه تلقي في روعه السكينة والرضى، في الشدة والرخاء، يقول عليه الصلاة والسلام: «عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له«
(3)

2- تحقيق عبودية الله في الأرض:
ومن أعظم آثار الاستقامة أن الله تعالى يحفظ هذا الدين لأهله إلى يوم القيامة {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}(4)، كما يسهل عليهم أداء فرائضه وإقامة أحكامه وتشريعاته، ودعوة الناس إليه، وبذلك يتحقق مبدأ العبودية لله تعالى في أرضه، يقول تبارك وتعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىظ° لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا غڑ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا غڑ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَظ°لِكَ فَأُولَظ°ئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}(5).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
(1)
[الزمر: 22]

(2)
[الفتح: 4]

(3)
أخرجه مسلم (ص1295، رقم 2999)

(4)
[الحجر: 9]

(5)
[النور: 55]

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.68 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]