هكذا علمنا السلف
يحيى بن إبراهيم اليحيى
الجزء رقم24
أضرار المعاصي:
للمعاصي آثار في الدنيا لو وعاها أهلها لطاردوها، ذكر ابن القيم بعض أضرار المعاصي في كتابه الفوائد (ص : 47) فقال: (( قلة التوفيق، وفساد الرأي، وخفاء الحق، وفساد القلب، وخمول الذكر، وإضاعة الوقت، ونفرة الخلق، والوحشة بين العبد وبين ربه، ومنع إجابة الدعاء، وقسوة القلب، ومحق البركة في الرزق والعمر، وحرمان العلم، ولباس الذل، وإهانة العدو، وضيق الصدر، والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت، وطول الهم والغم، وضنك المعيشة، وكسف البال تتولد من المعصية والغفلة عن ذكر الله؛ كما يتولد الزرع عن الماء، والاحتراق عن النار، وأضداد هذه تتولد عن الطاعة)).
وقال في (ص : 54): (( الذنوب جراحات، ورب جرح وقع في مقتل)).
إذا عرضت نظرة لا تحل فاعلم أنها مسعر حرب فاستتر منها بحجاب قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ ... فقد سلمت من الأثر وَكَفَى اللهُ المُؤْمِنِينَ القِتَالَ.
الخروج للدعوة والإرشاد فالقاعد في بيته مرتكب لمنكر:
يقول الغزالي: (( اعلم أن كل قاعد في بيته أينما كان؛ فليس خالياً في هذا الزمان عن منكر، من حيث التقاعد عن إرشاد الناس وتعليمهم، وحملهم على المعروف، فأكثر الناس جاهلون بالشرع في شروط الصلاة في البلاد، فكيف في القرى والبوادي، ومنهم الأعراب والأكراد والتركمانية، وسائر أصناف الخلق.
وواجب أن يكون في مسجد ومحلة من البلد فقيه يعلم الناس دينهم، وكذا في كل قرية، وواجب على كل فقيه - فر غ من فرض عينه، وتفرغ لفرض الكفاية- أن يخرج إلى من يجاور بلده من أهل السواد، ومن العرب والأكراد وغيرهم، ويعلمهم دينهم وفرائض شرعهم)) إحياء علوم الدين 2 / 342
والى لقاء قادم ان شاء الله