عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 01-10-2013, 04:32 AM
الصورة الرمزية oummati2025
oummati2025 oummati2025 غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 877
الدولة : Morocco
افتراضي رد: الحب: أسرار وروائع.... تحليل وحلول

الحب: أسرار وروائع.... تحليل وحلول

الجزء الثاني من سلسلة معا نحو حياة أفضل...

الحلقة الثانية عشرة:

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين

تحدثت في الحلقة الماضية عن ليلة البناء وفصلت في الأمر وقلت أنها أول لبنة في الحب...ونظرا للفوارق الجوهرية في رؤية كل من الزوج والزوجة لهذه العلاقة تنشأ الشكوك والمشاكل، فالزوجة تظن أن زوجها يستغلها...ولأضرب مثالا لهذا الأمر، فمثلا تخاصم الزوجان وتجادلا وصار هناك شرخ معنوي... كل هذا ويأتي الزوج يطلب اللقاء الجسدي( الذي للأسف لا يؤتي ثماره المطلوبة لخلل فيه ) حينها تشتاط الزوجة غضبا (خصام ولقاء جسدي !!! فتكاد تجن ) لا تعلم أن مشاعر الحب والحنان تتجدد عنده بهذا اللقاء وأنه تصالح ضمني معها واعتذار...

وحين يبدأ اللقاء وتحاول الزوجة الاستمتاع بالرومانسية أولا، فإن الزوج يفهم أنها تمنعه عمدا من الوصول لهدفه...ويفهم أنه رفض لبق وعدم تقدير لاحتياجات جسده...وتتهم بالبرود وأنها لا تتفاعل معه...

ومع مرور السنوات تقل الرغبة عند أحد الزوجين أو كلاهما، ويظنان أنه فتور أو برود بل هو خلل في الأسلوب والذي وضحت سره فيما سبق...

فهذا اللقاء له آثار عظيمة على حياة الزوجين وعلى كل الأسرة وعلى حياتهما اليومية وسعادتهما...ويبدآن في التركيز على أخطاء بعضهما ويقل الحب شيئا فشيئا، لأن الرجل لكي يكبر جانب العاطفة داخله لابد أن يشبع الجانب الذكوري داخله أولا، والمرأة لكي يكبر جانب التناغم الجسدي مع زوجها لابد أن تشبع جانب الأنوثة داخلها...

وهذا اللقاء هبة كبيرة من الله لكل المخلوقات...فهو يسهل التفاهم بين الزوجين والتناغم يذيب حواجز الحوار وإذا أشبعت العواطف أشبع الجسد وتحقق الهدفين بحلال الله تعالى...

ودعونا نضرب مثالا لهذا الأمر، حين يعود الزوج من سفره، فإن أول شيء يفكر فيه هو اللقاء الجسدي لكن الزوجة أول شيء تفكر به هو الكلام والتعبير عن شوقها والاطمئنان عليه..والحنان أولا ...

فيثور ويتوتر ويفهم أنها لا تقدر مجهوداته ولا تقدر أن اللقاء الجسدي هو ملاذه للتخفيف من التعب والمشقة والتوتر والعياء.. وهي تفهم أنه لا يهمه سوى الجسد ولا يقدر أنها اشتاقت إليه وأنها تحتاج إلى الحديث معه والتعبير له مثل الطفلة عن كل ما فاته من أحداث وعليه أن ينصت لها...فهو يسارع باللقاء الجسدي ليصل إلى الحب الذي افتقده خلال كفاحه في الخارج في معركة لأجل لقمة العيش لذلك فلا مجال للحب والسعادة إلا تفهم الاختلاف والتعامل بتوازن مع احتياجات الاثنين ليصلا بالنهاية إلى إشباعهما معا...

ومن هنا فما يسعد الزوج لا يسعد الزوجة لاختلاف الطبيعة الفيسيولوجية والنفسية والاحتياجات.. ولكي يفهم كل من الزوجين الآخر لابد أن يضع نفسه مكانه ويصلا معا إلى نقط اتفاق لتغطية نقط الاختلاف...

ولابد هنا أن تكون الصراحة بين الزوجين وألا يكون هناك خجل في التعبير عما يسعدهما، فهما زوجين بكلمة الله.. إن خجلت الزوجة من الإفصاح على الزوج تشجيعها، وإن كان الزوج غير مهتما على الزوجة الإفصاح مع عدم اللوم وأؤكد مع عدم اللوم، بتبيان الفائدة على الاثنين وإيصال الرسالة بلطف مع جرعات من الثقة في قدراته تمر بين الكلام...

من الخطورة أن ترفض الزوجة طلب زوجها، فهذا يشعره بجرح كرامته وكبرياءه، وأيضا إن كانت غير مستعدة يمكنها أن تتفق معه على أن يتم اللقاء بطريقته السريعة لتريحه ولكي تحافظ على حبه أيضا...

ممانعته بالنسبة له عقاب له أو تحدي أو تعذيب أو ذل ومن هنا تبدأ الخيانة الزوجية أو التعدد..

في أحيان كثيرة لا تعرف الزوجة ماذا تريد، لاسيما مع مشاغل البيت والأولاد والمسؤوليات، وفرصة التواصل النفسي والمعنوي قبل الجسدي يحيي فيها احتياجاتها بتلقائية والزوج العاقل هو الذي يصبر قليلا لينال كثيرا والزوجة العاقلة هي التي تصبر قليلا لتنال كثيرا ...

ولابد أن يعلم الزوجين أن استمرار السعادة بل وتزايدها في هذا اللقاء المميز في حياتهما معا، لابد من شرط وسر تحدثت عنه في الحلقة الماضية... ولن أستطيع التصريح بهما قبل إنهاء بعض الأمور لأستفيض حينها في شرحهما لضرورتهما وأهميتهما إن كان في العمر بقية...

وبهذا أكون أنهيت كل ما يتعلق باللقاء النفسي المعنوي والجسدي

وفي الحلقة القادمة بعون الله سأبدأ في الاختلافات في التعاملات اليومية وحلول ومفاتيح كالعادة .

أسعدكم الباري ...

يتبع بإذن الله

بقلم: نزهة الفلاح
__________________
أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله

أختكم: نزهة الفلاح
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.53 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.07%)]