عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 16-06-2009, 08:20 AM
الصورة الرمزية أم عبد الله
أم عبد الله أم عبد الله غير متصل
مراقبة الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
مكان الإقامة: أبو ظبي
الجنس :
المشاركات: 13,884
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الترقيم وعلاماته في اللغة العربية

ومن قد رأى ما قد كتبناه دارسًا ∗ أعاد عليه بالمداد أو الحبر
5] إنها ، فسبحان ربنا الأكرم! {الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم} [العلق: 4
لآية عجيبة، وصناعة شريفة!
وقد حدثني أبو المظفر بن فيروز بن عبد الله الجوهري (رحمه الله) عن الشعبي
سألنا المهاجرين: من اين تعلمتم الكتابة؟ فقالوا: من أهل الحيرة. وسألنا » : قال
« أهل الحيرة: من أين تعلمتم الكتابة؟ فقالوا: من أهل الأنبار
وأكيدر دومة هو الأكدر بن عبد الملك الكندي، ...» : قال أبو بكر بن أبي داود
وأخوه بشر بن عبد الملك هو الذي علمه أهل الأنبار خطنا هذا. فلما تزوج
الصهباء بنت حرب، علم هذا الخط سفيان بن حرب. وكان عمر بن الخطاب
«. (رضي الله عنه) ومن بمكة من قريش تعلموا الكتاب من حرب بن أمية
فلما كان كل من أراد إبقاء حكمة وتخليد علم أو فضيلة لا يجد لذلك أقوى من كتبه
ولا أوثق من رسمه؛ وكان كتاب الله (عز وجل) أولى بذلك من كل كتاب.،. وأحق
به من كل خطاب، كتب سلف هذه الأمة (رضي الله عنهم) لخلفها من أئمة يقتدى
بها ويرجع إليها، ويرتفع الخلاف معها والنزاع عندها. ثم كانت الهيئة التي كتب
عليها أولئك الأئمة، والهجاء الذي لها أولى ما اهتم به المهتمون؛ لأن فهمها إنما
«. يتأذى به ويصح مع معرفته... إلخ
المثال الثاني
كان أردشير بن بابك ، آخر ملوك الفرس، يقول : حق على الملك الحازم، إذا وجه
رسو ً لا إلى ملك ، أن يردفه بآخر ؛ وإن وجه برسولين ، أتبعهما باثنين ؛ وإن أمكنه
أن لا يجمع بين رسله في طريقٍ، فعل...
وقد حكي أن الإسكندر وجه رسو ً لا إلى بعض ملوك المشرق . فجاءه برسالة شك
الإسكندر في حرف منه ا. فقال له : ويلك ! إن الملوك لا تخلو من مقوم ومسدد إذا
مالت. وقد جئتني برسالة صحيحة الألفاظ ، بينة العبار ة؛ غير أن فيها حرًف ا
ينقضها. أفعلى يقين أنت من هذا الحرف أم شاك فيه؟
فقال الرسول: بل على يقين أنه قاله.
فأمر الإسكندر أن تكتب ألفاظه ، حر ًفا حر ًفا، ويعاد إلى الملك مع رسول آخر ؛
فيقرأ عليه، ويترجم له.
فلما وصل الرسول الثاني إلى ذلك الملك ، وقرأ عليه ما كتب إليه به الإسكندر في
أمر ذلك الرسول ، أنكر ذلك الحرف الذي أنكره الإسكندر . وقال للمترجم :ضع
يدك على هذا الحرف . فوضعه ا. فأمر أن يعلم بعلامة . وقال : إني أجل ما وصل
عن الملك أن أقطعه بالسكين، ولكن ليصنع هو فيه وفي قائله ما شاء.
وكتب إلى الإسكندر : إن من أس المملكة صحة فطرة الملك ؛ وأس الملك صدق
لهجة رسوله: إذ كان عن لسانه ينطق، وإلى أذنه يؤدي.
فلما عاد الرسول إلى الإسكندر ، دعا برسو له الأول ، وقال : م ا حملك على كلمة
قصدت بها إفساد ما بين ملكين ؟ فأقر الرسول أن ذلك كان منه ، لتقصير رآه من
الملك. فقال له الإسكندر : فأراك لنفسك سعيت لا لن ا! فلما فاتك بعض ما أملت مما
لا تستحقه على من أرسلت إليه ، جعلت ذلك ثأ رًا توقعه في الأنفس الخطيرة
الرفيعة.
ثم أمر بلسانه، فنزع من قفاه.
وكأنه رأى إتلاف نفس واحدة أولى من إتلاف نفوس كثير ة، بما كان يوقعه بين
الملكين من العداوة وكثير من الإحن وضغائن الصدور.
(عن كتاب التاج للجاحظ وعن صبح الأعشى)
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.24 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.22%)]