عرض مشاركة واحدة
  #1476  
قديم 14-12-2013, 09:12 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو


يتبـــــع الموضوع السابق (5)

إسماعيل أدهم، ذلك المغرور المنتحر



ومع ما قاله هذا المفكَّك العقل المغيَّب الذهن عن جمود الدين وتعصبه وأساطيره وخزعبلاته نجده (بعد عدة فقرات لا غير من كتابه عن "مصادر التاريخ الإسلامى") يقول عن الإسلام ما نصه: "أيقظ الإسلام العقول الجامدة من سُبَاتها وولّد فى تيار العقل الإنسانى مجرى جديدا، ولم يمض القليل حتى أخذ التاريخ يرى فى ربوع الشرق الأدنى مدنية خالدة بآثارها إلى اليوم. ولو لم يكن للإسلام إلا ما أنشأ من حضارة فى العصور الوسطى حفظت تراث الإنسانية من الضياع لكفاه فخرا إلى الأبد" (ص 3). وعبثا تحاول أن توفق بين هذين الموقفين له من الدين. ولكن هوّن على نفسك، فليس للرجل تفكير منظم ولا عقل محكم ولا موقف متبلور واضح، إنما هو كلام يأتيه عفو الساعة فيذيعه أيضا عفو الساعة بعَبَله، أو بعُجَره وبُجَره كما يقول القدماء، ولا مانع إذن أن يقول الآن شيئا، وبعده للتو واللحظة يقول عكسه. إن أمثاله يقرأون، لكن المصيبة كل المصيبة أنهم لا يهضمون ما يقرأون، فضلا عن أن يكون لهم بناء فكرى متماسك ومتناسق. ذلك أن عقليتهم ليست من المتانة والترتيب بحيث يمكنهم أن يقيموا مثل هذا البناء! يقرأون: نعم! يفهمون ويهضمون: لا وألف لا! هذا هو وضع المسألة ببساطة.
وبالمناسبة نراه، فى الصفحة الخامسة من مقدمة هذا الكتاب التافه، يقول إنه عرض على مدير المعهد الروسى للدراسات الشرقية المستشرق كازيمرسكى (فى الثلاثينات من القرن العشرين) أن ينشر له ذلك الكتاب المذكور، وهو (كما ذكر) يمثّل الفصل الأول من كتابه عن الرسول ونشأة الإسلام فقَبِل. والمعروف أن هناك كازيمرسكيًا بولنديًّا مات قبل ذلك بعشرات الأعوام، وعلى وجه التحديد فى 1865م، وكان يعيش فى فرنسا. وهذه بعض المعلومات عن ذلك المستشرق تختلف عما ذكره أدهم: "كَازِيمِرْسْكي (1780_ 1865م): "بيبرشتاين كازيمرسكي B. Kazimirski مستشرق بولوني استوطن فرنسا، ونشر فيها معجمه الكبير: "كتاب اللغتين العربية والفرنساوية" في أربعة مجلدات, ويُعْرَف بقاموس كازيمرسكي. وتَرْجَم إلى الفرنسية معاني القرآن الكريم". فمن الواضح أننا فى حديث أدهم هنا بإزاء كازيمرسكى آخر غير كازيمرسكى الذى نعرفه. هذا، وقد وجدت عدة تعليقات على البحث الذى وضعه أدهم فى أدب توفيق الحكيم ونشره له سامى الكيالى عن مطبعة مجلة "الحديث" الحلبية، وهذه التعليقات موجودة على الصفحة التى تلى مباشرةً مقدمة الكيالى للكتاب، ومنها تعليق باسم المستشرق فيسفولد كازميرسكى، كما أن هناك هامشا فى دراسة أدهم عن جميل صدقى الزهاوى يحيل إلى بحث لهذا المستشرق، أما فى بحثه عن خليل مطران فثمة إشارة إلى كتاب لنفس المستشرق بعنوان "منتخبات من الأدب العربى الحديث"، وأغلب الظن أنه هو المستشرق المقصود هنا. وبالمناسبة أيضا فقد ذكر إسماعيل أدهم فى كتابه: "لماذا أنا ملحد؟" أن له كتابا بالروسية فى الرياضيات وفلسفتها، فيا ليت من يتوفر على البحث عن هذا الكتاب وترجمته أو على الأقل التعريف به، وله من الله المثوبة والجزاء!
ولا تنتهى حكاية إسماعيل أدهم عند هذا المدى، بل هناك أشياء أخرى يحسن أن نتريث إزاء بعضها قليلا كى تتضح صورة الرجل العقلية ويتبين للقارئ من كلامه ذاته أنه كان مضطرب الفكر متحير العقل لا يستطيع أن يفكر تفكيرا سلميا متزنا برغم كل ما جاء على لسان بعض من كتبوا فى موضوع انتحاره عن نبوغه وفتوحه فى عالم الفكر. لقد روى لنا الرجل، فى مقدمة كتابه: "من مصادر التاريخ الإسلامى" (وأحسب أنه يغالى ويهوّل فى ذلك كثيرا ويجرى فى بيداء الشطح كما يحلو له)، أنه عكف لمدة غير يسيرة على السيرة النبوية وأحاديث الرسول عليه السلام وتاريخ تلك الفترة وما يليها وتتبع تقريبا كل ما كتب عنها فى التراث وفى دراسات المستشرقين بكل اللغات وفى كل المدن الأوربية والأفريقية والآسيوية، وأنه انتهى من كتابة خمسمائة صفحة فى هذا الموضوع، وقدّر أن بإمكانه الوصول بهذه الصفحات إلى رقم الثلاثة الآلاف. ثم ننظر فيما نشره الرجل من هذا كله فنجده لا يزيد على خمسين صفحة! فتأمل أيها القارئ الكريم مدى الفرق الشاسع بين شطحات الرجل المحلقة فى سماوات الخيالات والأوهام وبين واقعه التعبان. مسكين!
ثم نأخذ فيما قاله فى تلك الدراسة فنسمعه يشكك فى أن يكون اسم النبى هو "محمد"، مؤكّدًا، على الضد من ذلك، أنه كان يسمَّى: "قثما" أو "قثامة" (ص 7)، وهى بالضبط طريقة المستشرقين المداورة التى تشكك فى كل ما لا يعجبها فتذهب وراء الفروض الغريبة التى ينكرها العقل إنكارا وتتعارض مع النصوص الوثيقة تعارضا شديدا كما تعكسها "دائرة المعارف الإسلامية" حسبما بينتُ وأثبتّ ذلك بالنصوص والوثائق فى كتابى: "دائرة المعارف الإسلامية الاستشراقية: أضاليل وأباطيل". وبطبيعة الحال من حق كل واهم أو موهوم، وكل خائل أو مختال، أن يقول ما يشاء فيما يشاء على النحو الذى يشاء. لكنْ عليه، إذا أراد منا أن نلقى بالا إلى ما يقول، أن يكون هذا الذى يقوله متسقا، على الأقل، بعضه مع بعض لا متناقضا من سطر إلى سطر، ومن جملة إلى أخرى، وإلا افتقر الكلام إلى المنهجية العلمية. كيف ذلك؟ لقد صدّعَنا الرجل بتأكيده أن القرآن هو وحده المصدر الإسلامى الذى يمكن الاطمئنان له من جهة التاريخ، أما الحديث وأما السيرة فلا يصلحان على الإطلاق لاعتماد المؤرخين والدارسين عليهما. عظيم جدا جدا، فتعال إذن يا أخ إسماعيل يا نابغة (ويبدو أن كل من يهاجم الإسلام يوصَف من قديم بأنه نابغة وعبقرى)، وأجب على السؤال التالى: أنت إذن تقول إن القرآن هو المصدر الوحيد الذى يمكن الاستناد إليه والتصديق بما جاء فيه عن حوادث التاريخ الإسلامى الأول، أليس كذلك؟ بلى قلت ذلك، فهو مسجل عليك فى هذا الكتاب ولا يمكنك أن تنكر منه حرفا لا أنت ولا من يتشدد لك. فكيف فاتك إذن يا نابغة الدهر الأول والأخير، بل يا نابغة كل الدهور والعصور، أن القرآن الذى لا تطمئن إلا له قد ذكر أن اسمه عليه الصلاة والسلام هو "محمد" لا "قثم" ولا "قثامة"؟ ألم يكن العقل والمنطق وسلامة المنهج تقتضيك أن تصدّق بما أتى فى القرآن وترفض ما عداه من الروايات التى تقول إن اسمه لم يكن محمدا بل قثما أو قثامة؟ وهذا إن كانت هناك مثل هذه الرواية العجيبة. أم أنت ممن يحُلِوّنه عاما ويُحَرّمونه عاما على مقتضى نزواتهم وشهواتهم؟ ألا بئس هذا منهجا وتفكيرا!
أما إذا كنت قد رجَعْتَ عن رفضك لما عدا القرآن من مصادر التاريخ الإسلامى (وهو ما لا يمكن أن يكون، لأنك قلت ما قلت عن اسم رسول الله عقب إعلانك مباشرة أنك لا تثق بغير القرآن أىّ مقدار من الثقة)، فكيف تترك الاسم الذى تضافرت عليه الروايات ولا يعرف المسلمون سواه، اللهم إلا إن كان هناك رواية شاذة لملتاث أو مخبول يزعم أن اسمه عليه الصلاة والسلام كان شيئا آخر غير محمد؟ وهذا كله لو لم يكن هناك قرآن ينص على أن اسمه هو ذاك الاسم. وبطبيعة الحال لا يمكن أن يقال إن القرآن قد لفّقَ له هذا الاسم، لأنه لو كان هذا صحيحا ما سكت الكفار ولا الصحابة على السواء ولشنّع الأولون على القرآن وصاحبه، وأبدى الآخرون دهشتهم واستغرابهم وكان بينهم وبينه سِينٌ وجِيمٌ ولسَجَّلَتْ ذلك كلَّه الرواياتُ كالعادة. علاوة على أنك قد أعلنت وثوقك بالقرآن، وبالقرآن وحده، وثوقا مطلقا، فلا فكاك لك من أن تسلم بما قاله فى هذا السبيل! من هنا يتجلى لكل ذى عقل أن صاحبنا لا يحسن التفكير واستنباط النتائج من المقدمات ولا يستطيع أن يكون متسقًا مع المبدإ الذى وضعه هو بنفسه لنفسه.
وبسبب قول أدهم إن القرآن هو وحده المصدر الذى يعتمد عليه فى دراسة تاريخ تلك الفترة فإن بعض الباحثين يجعلونه من القرآنيين كالدكتور خادم بخش فى كتابه: "القرآنيون وشـبـهـاتـهـم حــول السنة"، وهو ما يثير دهشتى وعجبى رغم قوة بحث الدكتور بخش وسعة استقصائه ومتانة براهينه، إذ إن ذلك التركى المغرور المتعجل لم يكن يؤمن لا بقرآن ولا بسنّة، بل كان ملحدا بإقراره هو نفسه، فكيف يقال عنه: "قرآنى"، وكأنه كان يؤمن بالقرآن؟ لقد كان رد بعض الباحثين ممن قرأت لهم بأُخَرة أن المقصود هو أنه كان يعتمد على القرآن فى بحثه لتاريخ تلك الحقبة لا أنه كان يؤمن بالقرآن. لكن فات هؤلاء أن مصطلح "القرآنيين" إنما يطلق على من يقولون إنهم لا يأخذون فى أمور العقيدة والتشريع والأخلاق إلا بما جاء فى القرآن الكريم. وعلى هذا فإن تسمية أدهم بــ"القرآنى" هو استعمال للمصطلح فى غير محله ومعناه، وهو ما يميّع الأمور ويوهم القراء غير العارفين أنه كان يؤمن بالقرآن ككتاب سماوى لا كمصدر لدراسة التاريخ فحسب! صحيح أن "كثيرا" من القرآنيين، فيما أتصور، لا يؤمنون بقرآن ولا بسنّة أيضا مثله، إلا أن هناك فرقا بينه وبينهم، ألا وهو أنهم لا يعلنون كما يعلن هو أنهم ملاحدة، وهذا ليس بالفرق الهين حتى لو قلنا إنهم لا يؤمنون بإلهية المصدر القرآنى فى واقع الأمر كما يعتقد كاتب هذه السطور. وأعجب من ذلك تصنيف بعض الكتاب المسلمين لأمثال سلامة موسى وجولدتسيهر بين القرآنيين، رغم أنه لا علاقة لهم بالإسلام البتة ولا حتى من جهة الميلاد أو الاسم، كما هو الحال فى مقال "منكرى السنة" المنشور فى موقع "بلدى" لصاحبه أبو إسلام أحمد عبد الله.




يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــع




 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.37 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.77 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (2.82%)]