كل ما أذكره في رحلتي الجامعية أنني كنت أكره أن أجلس في المحاضرات
كان هذا يكلفني مسؤولية ضخمة وهي اكتشاف المادة لوحدي وتفسير غموضها بما أنني استغنيت عن خدمات المحاضر في ايصال الفهم الى عقلي المشتت وخيالي الواسع الذي لم يكن يستقر بعقلي لأركزه فيما يحاول المحاضر ان يقوله
كان عقلي ينتقل من فكرة لأخرى ومن منطق لآخر ومن صورة لأخرى بخفة ومرونة
كان أكثر ما يثقل كاهلي المختبرات العملية والتي لا يمكن أن أعوض غيابي عنها
كانت تقتلني الساعات الأربع التي أقضيها في تشريح الجراد والجرذان والفئران
لا لم اكن أدرس الطب
اكتفيت بدراسة علم الحيوان حيث من الممكن أن نعالجه
أما الإنسان فإن عالجنا أمراضه الخارجية
فأمراضه الداخلية لا يمكن أن يشفى منها أبدا
ليس ثمة شيء مهم أذكره في تلك الفترة الخيالية الا شهادتي الجامعية ،
ومحاضرة جامعية كانت أقرب الى نساء الحارات الشرقية بصوتها وزعيقها وتوبيخها المستمر
وكانت دوما عندما تغضب من احد الطلبة او الطالبات تقول له : الله يوخدك
ولطالما قالت لي ذلك ،
ولكن الله لم يستجب لها ..
ربما لأن صلاتها قصيرة مبتورة
لا تحفظ الآيات وتقرأ على هواها
تفتري على الله الكذب كما تفتريه علينا باتهاماتها المستمرة ..
انتقلت الى العمل .. ولم أكن أعلم لماذا انتقل من قسم لآخر ومن عمل لآخر
هل كان الفضول هو وراء ذلك ، ورغبتي بمعرفة الجديد والكثير ؟
أم أنني الجوكر الرابح ، المرأة الناجحة في كل مكان؟
أو ربما كنت الموظفة التي تفشل في كل مكان
لا أدري....
__________________
[/CENTER][/COLOR]
أنا لم أتغيّر !
كل ما في الأمر أني !
ترفعت عن ( الكثير ) !
حين اكتشفت أن ( الكثير )
لا يستحق النزول إليه !
|