عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 29-10-2009, 10:39 AM
الصورة الرمزية الفراشة المتألقة
الفراشة المتألقة الفراشة المتألقة غير متصل
مراقبة قسم العلوم الإسلامية
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
مكان الإقامة: في جنة الفردوس ولن أرضى بالدون .. سأواصل لأصل هنااك بإذن الله
الجنس :
المشاركات: 6,544
افتراضي رد: قصة طفلة حافظة لكتاب الله

وبدأت صغيرتي في إستغلال وقتها في المراجعة والحفظ ، رغم أن الحزن بادٍ على وجهها الطفولي .

ومرت الأيام ، إلى أن جاء موعد الإمتحان ، ويا لها من ليلة

اتفقت أنا وابنتي أن يبقى أمر الامتحان سرا بيننا لأن جميع أفراد العائلة كان ينتظر هذه اللحظة ، ولحاجة في نفسي أردت أن أخفيها فلا أختي ولا إخواني ولا جدها ولا جدتها ولا عماتها ولا عمها لم يكن لهم عِلم ، وحتى زوجي لسفره أخبرته بأني أريد أن أذهب للجمعية لأمر مهم وأخذت إذن بالخروج ، لكن أخفيت سبب ذهابي عنه ، حتى لا ينشغل باله وتكون مفاجأة رائعة له ، فقط التي علمت بالموضوع هي أمي لأنها كانت في منزلي ، كانت تشاهدني وأنا أراجع لإبنتي لكن لم يخطر في بالها شيء إلا أنني أخبرتها في ليلة الامتحان فشاطرتني همي طوال تلك الليلة.

في صباح يوم الإثنين أيقظت ابنتي باكرا لتراجع حفظها استعدادا قبل الذهاب ، وأمي لم يكُف لسانها عن الدعاء لها بالتوفيق ، وصدف أن أختي اتصلت على هاتف المنزل -حيث لم تظهر الجوالات في تلك الفترة - في ذلك الصباح تريد أن ترسل لنا إفطارًا، وسألت أمي عني فأخبرتها بأنني خرجت ولقلق أمي أخبرت أختي بكل شيء ، وعلِمت أختي بالسر الذي أخفيته عنها وبدورها بدأت تجهز لنا مفاجأة

طريقة الإختبار في الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن:
يكون أمام المتقدم للإختبار ثلاث شخصيات ، معهم الملف الذي جهزته الجمعية ، محتواه عبارة عن الأرقام من 1 إلى 40 ، كل رقم يحتوي على 20 مقطع ، المقطع عبارة عن ثلث صفحة .

يختار المتقدم للإختبار أي رقم من (1 الى 40 ) والرقم الذي يختاره يكون منه إختباره ، وعلى المتقدم مراعاة أحكام التجويد كاملة لأنه محاسب عليها.

بقيتُ أنا في غرفة إنتظار المرافقات ، ودخلت صغيرتي الإختبار ، وأنا طوال الساعتين لم أتمكن من الجلوس ، بقيت أدور في كل أرجاء الغرفة من شدة قلقي وقلبي يدعوا لها بالتوفيق ، وعندما رأتني إحدى صديقاتي من العاملات هناك ، جلست معي تُسليني وتخفف عني.

مرّت الساعتان وكأنها سنتان ، وخرجت بعدها طفلتي يعلو وجهها نور ربـّاني ، وإحدى المعلمات اللاتي كن معها خرجت معها فصافحتُها وقالت لي:بنتك ممتازة جدا ربي يحفظلك هي ، بس ليش طول الوقت تبكي ، تبكي أكتر مما تقرأ ، لما أسألها زعلانة ، ول خايفة ؟ تقول زعلانة وأبغا بابا ، أبوها متوفي؟ ، قلت لها :أشكرك لطيب قلبك ، كل الأمر إنه أبوها مسافر من أسبوع ويومين فابتسمت عندما عرفت السبب وذهبت تكمل عملها ، أما أنا فلم تسعني الفرحة وقتها ، ضممتها لي وأنا أكاد أطير من الفرح بمهجة فؤادي.

علِمت بعد السؤال ، بأن نتيجة الإمتحان ستظهر يوم الأربعاء - أي بعد يومين من الإختبار- فعُدت إلى المنزل ، لأطمئن أمي ، وطلبت مني أن أطمئن أختي لأنها قلقة وتنتظر الخبر .

اتصلتُ بأختي الكبرى الوحيدة أطمئنها بما وصلت إليه ابنتي ، فرحت أشد من فرحي بإبنتي ، وعزمتنا على الغداء عندها .

ذهبت أنا وأمي وأطفالي لبيت أختي ، وما إن دخلنا حتى بدأت أختي بالإحتفال بابنتي ، فألبستها تاج هو من صنع يدها ، وأنشدت لها ، ثم قطعت الكيكة التي صنعتها .

حفلة بسيطة ولكنها أدخلت الفرح لقلوبنا جميعا.

وانتظرنا يوم الأربعاء بفارغ صبر ، واتصلت بي المسؤولة في الجمعية تبشرني بأن نتيجة ابنتي هي 99 ونصف ، لم أسمع ما قالت بعدها لأني سجدت لله شُكرا.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.31 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (3.84%)]