عرض مشاركة واحدة
  #692  
قديم 27-06-2008, 05:39 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

من أسرار تعدية الفعل في القرآن الكريم





أولا-( من أسرار تعدية الفعل في القرآن الكريم ) عنوان كتاب لمؤلفه: الدكتور يوسف بن عبد الله الأنصاري، الأستاذ المشارك بقسم: البلاغة والنقد- كلية اللغة العربية- جامعة أمالقرى. والكتاب يحتوي على مقدمة، وتمهيد، وفصلين، وخاتمة.
تحدثالمؤلف في المقدمةعن ( أهمية هذا الموضوع )، وذكر أنها تعود إلى أمرين:
أولهما:ارتباطه بفقه الدلالة.. وثانيهما:دقة مسلكه، وغموضه، وخفائه على بعض العلماء .
وتحدث في التمهيد عن ( مفهوم التعدية واللزوم عند النحاة )، فذكر أن الفعل اللازمهو الفعل، الذي يكتفي برفع الفاعل، ولا ينصب مفعولاً به أو أكثر؛ وإنما ينصبه بمعونةحرف جر، أو غيره مما يؤدي إلى التعدية. وأن الفعل المتعدي هو الفعل، الذي ينصب بنفسه مفعولاًبه، أو اثنين، أو ثلاثة من غير أن يحتاج إلى مساعدة حرف جر، أو غيره مما يؤدي إلىتعدية الفعل اللازم.
وفي الفصل الأولتحدث المؤلف عن(جهود العلماء فيدراسة تعدية الفعل)، وذكر أن من أوائل الإشارات، التي تكشف عن أسرار تعدية الفعلبحروف الجر ما ذكره الإمام الخطابي في قوله:وأما( من ) و( عن ) فإنهما يفترقان فيمواضع؛ كقولك: أخذت منه مالاً، وأخذت عنه علمًا. فإذا قلت: سمعت منه كلامًا، أردتسماعه من فيه. وإذا فلت: سمعت عنه حديثًا، كان ذلك عن بلاغ .
ومن ذلك ما نقلهعن الراغب من قوله في الفرق بين تعدية الفعل( راغ ) بـ( إلى ) و( على )؛ كما فيقوله تعالى:
﴿فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ﴾(الذاريات: 26)
﴿فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ﴾(الصافات: 91)
﴿ فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ﴾(الصافات: 93)
واتكأ الدكتور يوسففي هذه الدراسة- كما قال- على الزمخشري؛ لأن كثيرًا من أئمة التفسير كانوا عالةعليه؛ ولأن كتابه ( الكشاف ) يضم بين دفتيه كثيرًا من الأسرار البلاغية لحروف الجر، التيتتعدى بها الأفعال..
ومن ذلك قوله في تعدية الفعل ( جرى ) بـ( إلى )، التي تدلعلى انتهاء الغاية، وباللام التي تدل على معنى الاختصاص؛ كقوله تعالى:
﴿وَسَخَّرَ الشَّمْسَوَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ﴾ (لقمان: 29)
﴿ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِيلأَجَلٍ مُّسَمًّى ﴾(الرعد: 2)
ومما نقله عنالرازي قوله في الفرق بين تعدية الفعل( تاب ) بـ( على ) وبـ( إلى )؛ كما في قولهتعالى:
﴿ فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ﴾(البقرة: 37)
﴿ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ ﴾(الأعراف: 143)
ومما نقله عن أبيحيان قوله في الفرق بين تعدية الفعل( أنزل ) بـ( على ) وبـ( إلى )؛ كما في قولهتعالى:
﴿ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ(العنكبوت: 51)
﴿ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ(النساء: 105)
ومما نقله عن الألوسي قوله في الفرق بين تعدية الفعل( سارع ) بـ(في )
وبـ( إلى )؛ كما في قوله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَالَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ﴾(المائدة: 41)
﴿وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ﴾(آل عمران: 133(
وفي الفصل الثانيمن الكتاب تحدث الدكتور الأنصاري عن ( أسرار تعديةالفعل في القرآن الكريم )، وذكر من الأفعال( دخل ) و( خرج ) و( جاء ) و( أتى ) و( وذهب). وفي الحقيقة أن هذا الفصل ما هو إلا تكرار للفصل الأول من حيث المضمون، ولا يكاد يختلف عنه إلا في التسمية. وفي تخلف ما جاء به من أقوال عن الأقوال، التي نقلها عن العلماء في الفصل الأول.
ثانيًا- وتعليقًا على بعض ما جاء في هذا الكتاب أقول، وبالله المستعان:
1- ماذكره فضيلته في التمهيد عن مفهوم التعدية، واللزوم عند النحاةهو المشهور في كتب النحو، وهو الذي يردده علماء النحو وطلابه إلى اليوم. وممَّاينبغي معرفته، والتنبيه إليه هنا، هو أن مصطلح:( الفعل اللازم )يطلق علىنوعين من الأفعال، خلافًا للقول السابق:
النوع الأول:أن يكون من الأفعال، التيلا تطلب مفعولاً به ألبتة. وذكر ابن هشام له علامات:
العلامة الأولى:أن يدل على حدوثذات؛ كقولك: حدث أمر، وعرض سفر.. قال ابن هشام:فإنقلت: فإنك تقول: حدث لي أمر، وعرض لي سفر. فعندي أن هذا الظرف- يعني: الجارُّ والمجرور- صفة المرفوع المتأخرتقدم عليه، فصار حالاً، فتعلقه أولاً وآخرًا بمحذوف، وهو الكون المطلق. أو متعلقبالفعل المذكور على أنه مفعول لأجله، والكلام في المفعول به.
والعلامة الثانية:أن يدل على حدوث صفة حسية؛نحو قولك: طال الليل، وقصر النهار، وخلق الثوب، ونظف، وطهر، ونجس.
والعلامةالثالثة:أن يكون على وزن: فعُل، بضم العين؛ كظُرف المرء، وشرُف، وكرُم، ولؤُم.
والعلامة الرابعة:أن يكون على وزن: انْفَعَلَ؛ نحو قولك: انكسر الزجاج، وانصرفالقوم.
والعلامة الخامسة:أن يدل على عَرَضٍ؛ كمرض زيد، وفرح، وأشر، وبطر.
والعلامة السادسة والسابعة: أن يكون على وزن: فعَل، بفتح العين. أو: فعِل.بكسر العين، اللذين وصفُهما على: فعيل؛ كذلَّ فلان فهو ذليل، وسمن فهو سمين.
قال ابن هشام:ويدل على أن ذلَّ فعَل، بالفتح، قولهم: يذِلُّ، بالكسر. وقلت فينحو: ذلَّ، احترازًا من نحو: بخل؛ فإنه يتعدى بالجار، تقول: بخل بكذا.
وقالأيضًا:فإن قلت: وكذلك تقول: ذل بالضرب، وسمن بكذا. قلت: المجروران مفعول لأجله،لا مفعول به.
النوع الثاني:أن يكون من الأفعال، التي استغني عن مفعولها،لقصد العموم. وهذا النوع من الأفعال هو الذي يعبر عنه علماء النحو بـ( أنه نُزِّلمنزلة الفعل اللازم )كالفعل( أبصر، يبصر ) في قوله تعالى:
﴿ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْوَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ ﴾(البقرة:17).
والفعل( شاء ) في نحوقوله تعالى:
﴿ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ(البقرة: 20(
فقوله تعالى:﴿لَا يُبْصِرُونَ ﴾هو فعل متعد في الأصل؛ ولكن حذفمفعوله لقصد عموم نفي المبصرات، فتنزل الفعل منزلة اللازم، ولا يقدَّر له مفعول؛كأنه قيل: لا إحساس بصر لهم.
وإلى هذا أشار الزمخشري بقوله:والمفعول الساقطمن﴿ لاَّ يُبْصِرُونَ ﴾من قبيل المتروك المُطرَح، الذي لا يلتفت إلى إخطارهبالبال، لا من قبيل المقدر المنوي، كأنَّ الفعل غير متعدٍّ أصلاً؛ نحو:﴿ يَعْمَهُونَفي قوله تعالى:﴿وَيَذَرُهُمْ فِيْ طُغْيَـٰنِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾(الأنعام: 110).
وكذلك فعلالمشيئة في نحو قوله تعالى:
﴿ لو شَاءَ اللهُ، لذَهَبَ بسَمْعِهِمْ ﴾(البقرة: 20(
فهذا فعلمُنزَّل منزلة اللازم، ولا يجوز أن يُصَرَّح بمفعوله، إلا في الشيء المستغرب؛ كما فيقول الخُرَيْمي:
فلو شئت أن أبكي دمًا لبكيته **غليك ولكن ساحة الصبرأوسع
فهنا لا يجوز حذف المفعول؛ لأنه لو حذف، وقيل:
فلو شئت أن أبكي لبكيت دمًا
فإنه يحتمل تعليق المشيئة ببكاء الدمع، على مجرى العادة، وأن ما ذكره من بكاءالدم واقع بدله من غير قصد إليه؛ وكأنه قال:
لو شئت أن أبكي دمعًا، لبكيت دمًا
فهذا المعنى محتمل، وإن كان تقييد البكاء في الجواب بالدم، يدل دلالة ظاهرةعلى أنه المراد، فإذا ذكر المفعول، زال هذا الاحتمال، وصار الكلام نصًّا في المعنى الأول.
وأما مصطلح:( الفعل المتعدي )فيطلق على كل فعل، ذكر مفعوله في الجملة؛سواء وقع عليه الفعل مباشرة، أو وقع عليه بوساطة أداة الجر، وهو أنواع ، سأكتفي بذكر ثلاثة منها:
النوع الأول:هو الذي يتعدى إلى واحد بنفسه تارة، وبالجار تارةأخرى؛ كشكر، ونصح، وقصد. تقول: شكرته وشكرت له، ونصحته ونصحت له، وقصدته وقصدت له،وقصدت إليه. قال تعالى:
﴿ وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُتَعْبُدُونَ ﴾(النحل: 114)
﴿ وََاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُتَعْبُدُونَ ﴾(البقرة: 172)
النوع الثاني:هو الذي يتعدى إلى مفعول واحد دائمًابالجار؛ كقولك:
غضبت من زيد، ومررت به، أو عليه.
النوع الثالث:هو الذي يتعدىإلى مفعولين: الأول بنفسه، والثاني بأداة الجر؛ كقوله تعالى:
﴿ قَالَ يَا آدَمُأَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ ﴾(البقرة: 33)
﴿ نَبِّؤُونِي بِعِلْمٍ إِنكُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾(الأنعام: 143)
﴿ وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْراَهِيمَ(الحجر: 51)
وقد يحذف الحرف، ويبقى المفعول الثاني. وقد يحذف كليهما لتقدمذكرهما؛ كما في قوله تعالى :
﴿ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَهَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ﴾(التحريم: 3(
2-وواضح مماتقدم أنه لا يصح أن يطلق مصطلح:(المتعدي بالحرف )على الفعل، إلا إذا كان المتعدَّىإليه بهذا الحرف مفعولاًً به في الأصل؛ كقولك: سهوت عن الصلاة، وفي الصلاة. وقولك: رغبت في الشيء، وعن الشيء. وقولك : دخلت في البيت، وإلى البيت.. وهذا ظاهر في كلالأمثلة السابقة، والأمثلة، التي نقلها الدكتور الأنصاري عن العلماء في الفصل الأولمن كتابه.
وإلى هذا نبَّه ابن هشام في قوله الذي تقدم ذكره:فإن قلت:فإنك تقول: حدث لي أمر، وعرض لي سفر.. فعندي أن هذا الظرف صفة المرفوع المتأخر تقدمعليه، فصار حالاً؛ فتعلقه أولاً وآخرًا بمحذوف، وهو الكون المطلق. أو متعلق بالفعلالمذكور على أنه مفعول لأجله، والكلام في المفعول به.
وقوله أيضًا:فإن قلت:وكذلك تقول: ذلَّ بالضرب، وسمِن بكذا. قلت: المجروران مفعول لأجله، لا مفعول به.
والملاحظ أن الدكتور الأنصاري في حديثه عن الفعل المتعدي بالحرف أنه خلط بينالمفعول به، والمفعول فيه، والمفعول لأجله، دون تمييز، فجعل كل فعل ذكر بعده أحد هذهالمفعولات، أو غيرها مجرورًا بالحرف، متعديًا بحرف الجر. ولم يكتف بذلك؛ بل جعلالظرف ( مع ) بمنزلة حرف الجر. وقد كان الكوفيون يخلطون بين الظروف، وحروف الجر، فهيكلها عندهم حروف جر .
3-وسأكتفي في بيان ذلك بالحديث عن فعلين ذكرهما الدكتورالأنصاري في الفصل الثاني من كتابه؛ وهما: الفعل( دخل ). والفعل( خرج ).


يتبــــــــــــــــــــــــــــع
 
[حجم الصفحة الأصلي: 40.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 39.71 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (1.50%)]