عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 03-02-2011, 08:22 PM
الصورة الرمزية الشيخ أبوالبراءالأحمدى
الشيخ أبوالبراءالأحمدى الشيخ أبوالبراءالأحمدى غير متصل
إسأل ونحن نجيب بحول الله تعالى
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: برمبال القديمة ــ منية النصر ــ المنصورة
الجنس :
المشاركات: 2,684
الدولة : Egypt
Lightbulb جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذى أنزل الكتاب والحكمة ، وأرسله للعالمين رحمة ، فمن قبلها فيالها من نعمة ، ومن ردها وبدَّلها صارت الرحمة نقمة .
أحمده أن جعلنا من خدام السنة ، القائدة لخادمها إلى سبيل الجنة ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، وحبيبه ، وخليله ، سيد ولد آدم فى الدارين ، ورسول الله إلى الثقلين ، المبعوث من الحرمين إلى مابين الخافقين ، خاتم النبيين ، وإمام المتقين
وبعـــــــــــــــد
فإنه من مقاصد شريعتنا حفظ النفس والمال والعرض والأرض ، وإنه من المُسلَّم به شرعا أن الأمور بين الحاكم والمحكوم تسير وفق مطالب العدل والمساواة ، وحيث أن الشعب قام ونفر ليطلب ذلك فبها ونعمت ، أما وقد حدث تخريب وقتل وترويع للآمنين وسرقة ، فليس هذا من مقاصد شريعتنا ، ومن هنا أصبح الأمر فى حاجة إلى إعادة النظر فى أن يلتحم كل أطياف الشعب ليساعدوا على أمن واستقرار بلادهم ويدافعوا عن بنيتها التحتية حتى لا تتلقفها أيادى الغدر ممن يريدون الإضرار بها وبشعبها .
فيا أيها الحبيب الرشيد وياأيتها الأخت الرشيدة
ياشباب مصر وشباتها ، ويا أهل المحروسة بكل أطيافها
من الثابت فى دين الله سبحانه وتعالى أن المسلم إذا حظى بأمور ثلاثة عاش وكأنه حيزت له الدنيا بحذافيرها فقال صلى الله عليه وسلم : " من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا " . رواه أبو داود وابن ماجة من حديث عبيد الله بن محصن الخطميبسند حسنه شيخنا العلامة الألبانى .
ياأهل مصرنا الحبيبه أما وإنه قد انعدم فى مصر الأمن والأمان وعمَّت الفوضى والفتن فلابد أن يكون لنا هديا نهتدى به ، ورشَدا نسترشد به ولا بد أن يكون هدينا من كتاب ربنا وسنة نبينا ، ولابد أن نقرر هنا بما يلى :
أولا : رايتنا هى راية الإسلام والتوحيد فيحرم على كل مسلم أن يناصر راية عصبية لا تدعوا للسِّلم ناهيك عن دعوتها للفساد والإفساد .
فكما عند مسلم من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه " .
ثانيا : عندما يتعصب المرء لابد وأن يتحلى بالمنطق الحسن حيث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث الأمة على أن حال المسلم مع أخيه ولو كانا على خلاف وشُقة أن يتعفف كل عن القول الفاحش والبذئ فكما عند الترمذى بسند صححه شيخنا العلامة الألبانى من حديث عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء " .
ثالثا : أوجه تحذيرا شديدا لمن يظن أنه يريد الإصلاح بهذا الانفلات الأمنى الذى حدث فى مصر ويستمر ويساعد فى استمراره فيدمر الديار والاقتصاد فيُصبح سربنا بلا مأمن وقوت يومنا أو الحد الأدنى منه ليس عندنا ولن نوفره فى المستقبل لهذه الأموال التى خسرناها بسبب هذا الانفلات ، وأهيب بكل عاقل أن يكون سببا فى حفظ الأمن كى يعم الأمان طالما أن الاستجابات قد بدت والتغيير قادم ، قال الله تعالى : " قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106) " . سورة الكهف
وأخيرا فإنى مع الطموح والتغيير ولكنى مع الاستقرار وحفظ الأمن والأمان وحفظ حرمة أرض مصر وديارها ونسائها وأموالها فهى الباقية الموروثة لجيل بعد جيل فحتى لا تتهمنا الأجيال القادمة بقصور الفهم وضيق الأفق وأننا أردنا الإصلاح ففعلنا ماجرَّ على بلادنا الفقر والخراب لسنوات طويلة ، لابد وأن نحقن الدماء ولا نمكن منا عدونا .
حيا الله مصر لأجل أنها صمام أمن أمة الإسلام ، وقلب العروبة النابض ، ومنها تنطلق راية الخلافة الراشدة على منهاج النبوة .
حيا الله شعب مصر شبابها وشيبها محافظا على سلامة دياره ووطنه وحرماته .
حيا الله كل شريف على أرض هذا الوطن يدعوا للهدوء طالما أن رياح التغيير قد لاحت وصوت الأمة قد سُمع وأن الشعب قد استرد عزته وكرامته .
وبارك الله فيكم
__________________
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53) سورة الزمر
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.27 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]