عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 14-08-2022, 07:13 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي القلب والإبدال والتصاقب

القلب والإبدال والتصاقب
د. سيد مصطفى أبو طالب






بعض الظواهر المقحمة على الاشتقاق[1]










القلب والإبدال والتصاقب











هناك بعض الظواهر اللغوية المقحمة على الاشتقاق، وعدَّها كثيرٌ من اللغويين نوعًا منه، مثل: (القلب - الإبدال - التصاقب...).








وتوضح السطور التالية الفرق بينها وبين الاشتقاق.



أولاً: بين القلب والاشتقاق:



القلب: هو تقديم بعض حروف الكلمة على بعضها[2] وذلك كجبذ وجذب، وما أطيبه وما أيطبه، وصاعقة وصاقعة....



يقول ابن فارس: ومن سنن العرب القلبُ. وذلك يَكون في الكلمة، ويكون في القِصَّة: فأمّا الكلمة - فقولهم: جَذَبَ وجبَذَ وبَكلَ. ولبَكَ [3].







والفرق بين القلب والاشتقاق كما يأتي:




القلب

الاشتقاق

1- أن الكلمة في القلب هي ومقلوبها كلمة واحدة.

1- يكون في كلمتين.

2- على صيغة واحدة.

2- على صيغتين مختلفتين.

3- لهما معنى واحد.

3- المعنى مختلف فيهما، ولو في معنى الصيغة فحسب.

4- تنطق أو تؤدى بطريقتين من حيث تغيير وترتيب حروفهما فيهما.

4- بترتيب الحروف فيهما دون تقديم أو تأخير.

5- أنه يتم في حدود الوارد عن العرب، أي ليس لنا أن نوقع القلب في كلمة لم توقعه العرب فيها، فالقلب سماعي يقصر القول به عل ما ورد عن العرب.

5- ما زال يجري إلى الآن كشفًا لعلاقته.

6- هذا القلب تولد لفظ عن لفظ إلا أنه تولد شكليٌّ لا يضيف معنى جديدًا، وإنما جاء تلقائيًا لتخفيف النطق فحسب، أو للتفنن فيه.[4]

6- الاشتقاق جهد مقصود يولد كلمة جديدة مستقلة ذات صيغة ومعنى خاصين بهما.








ثانيًا: بين الإبدال والاشتقاق:



الإبدال: إقامة حرف مقام حرف آخر في الكلمة[5]، مثل: رِفَلّ ورِفَنّ، والأَيّم والأَيْن = (الحية)، ومرت الخبز في الماء ومرده، وهَرَت الثوب وهَرَدَه، إذا خرقه.[6]



والفرق بين الإبدال والاشتقاق كما يأتي:




الإبدال

الاشتقاق

1- في الإبدال يكون المبدل والمبدل منه كلمة واحدة.

والاشتقاق يخالف

الإبدال في ذلك كله

كما سبق في الموازنة بين

الاشتقاق وبين القلب

2- بصيغة واحدة.

3- بمعنى واحد.

4- تنطق بطريقتين من حيث إقامة حرف مقام آخر في الكلمة.

5- يقتصر فيه عن الوارد عن العرب.

ليس فيه توليد، وإنما هو تولُّد ويكون التولد شكليًّا لا يضيف معنى جديدًا.








ثالثًا: بين التصاقب والاشتقاق:



فكرة التصاقب قائمة في الأساس على الإبدال وقد سوّى القدماء بينهما، وسموهما معًا الاشتقاق الأكبر، وهناك فرق بين الإبدال والتصاقب فضلاً عن أن هناك فارقًا بين التصاقب والاشتقاق.



1- الفرق بين الإبدال والتصاقب:




الإبدال

التصاقب

1- الكلمتان في الإبدال كلمة واحدة في الحقيقة.

1- في التصاقب يكون هناك كلمتان مختلفتان من تركيبين مختلفين.

2- لهما نفس الصيغة.

2- لا يشترط أن تكونا على صيغة واحدة، فقد تكونان كذلك، وقد تختلفان في الحركات والسكنات، بل من حيث التجرد والزيادة ومن حيث نوع الكلمة بأن تكون
إحداهما اسمًا والأخرى فعلاً

3- لهما نفس المعنى.

3- لكل منهما معنى خاص بها متميز عن مصاقبتها، لكنه مع ذلك يقاربه.

4- لكنها تنطق بطريقتين مختلفتين من حلول بعض الحروف محل بعض في النطق.

4- حروف كل منهما الأصلية تقارب حروف الأخرى إما بتماثل بعضها وتجانس الباقي أو تقاربه، وإما بتجانس الحروف جميعها أو تقاربها كلها.

5- يسير هدا النطق وفقًا لما نطقت به العرب، وما ورد عنهم.

5- يتم الإبدال تبعًا لما نطقته العرب، أما في التصاقب فيلحظه دارسو اللغة والمتفقهين فيها ويلتقطونه ويبرزون عناصره، ولم تنبه العرب على ذلك؛ لأن العرب كانت تتكلم به على سجيتها وعلى فطرتها وشاء فضل الله أن تكون اللغة التي هُدُوا إليها يتحقق فيها هذه الظاهرة.

6- وإذا نظرنا أن فيه توليد كلمة جديدة، فالحقيقة أنه تولد لا توليد؛ لأن العربي يقع منه الإبدال وقوعًا تلقائيًا غير مقصود، ومع ذلك فهو تولد شكلي؛ لأن الكلمة الجديدة ليست ذات معنى جديد ولا قالب جديد.









2- الفرق بين التصاقب والاشتقاق:



يحسن أولاً ذكر أمثلة للتصاقب حتى يتضح بعد ذلك الفرق بينه وبين الاشتقاق.



جاء عن العرب قولهم: خضم وقضم، والخضم يُعَبَّر به عن أكل الشيء الرطب، كالبطيخ والقثاء وأكثر الفواكه، والقضم يُعَبَّر به عن: أكل الشيء اليابس كقضم الدابة الشعير، وقضم الإنسان الخبز اليابس، وطحنه الحلوى الصلبة بأسنانه، وهكذا فالمعنيان متقاربان؛ لأن كلا منهما تعبير عن عملية الأكل مع فرق بين العملية في هذا وفي ذاك، والكلمتان متقاربتان في أصواتهما.



وكذلك: جلف وجرف معناهما متقاربان يعبران عن قطع جزء كبير من شيء، وبينهما فرق يسير هو أن الجَرْف يعبر عن أن الجزء المقتصع متسيب، والجَلْف يعبر عن أن الجزء المقتطع متماسك، وهما متقاربان في اللفظ، فالفاء واللام في كل منهما تماثل نظيرها، والعين في أحدهما راء وفي الآخر لام، واللام مجانسة للراء.








والآن فإن هناك من يظن أن في ذلك اشتقاق، وليس كذلك، فإن شرط الاشتقاق الأساسي هو توليد كلمة من أخرى مع زيادة في المعنى وترتيب الحروف، وفي التصاقب فإنه لا تولد أصلاً، فنحن هكذا وجدنا ألفاظ اللغة مستعملة لمعانيها المتعامل بها والمسجلة في المعاجم، وليس لنا أدنى فضل في توليد لفظ من لفظ ليكون متصاقبًا له، وإنما نكشف ما وقع من تصاقب بين الألفاظ التي ولَّدَتها العرب واستعملتها، ولا نخترع ألفاظًا، أما الاشتقاق فهو مجال التولد والاختراع للألفاظ أخذًا من ألفاظ واستعمالات موجودة قبلاً ولمعان تناسب معاني هذه لموجودة قبلاً، فإدخال التصاقب ضمن الاشتقاق خطأ كبير.[7]







رابعًا: بين التقاليب والاشتقاق:



المقصود بالتقاليب: جمع المادة ومقلوباتها حول معنى عام واحد
يتبع




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 24.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.32 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.52%)]