عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 26-10-2019, 11:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,850
الدولة : Egypt
افتراضي المهارات العشر لوقاية الفكر (2) التأسيس

المهارات العشر لوقاية الفكر (2) التأسيس
د. جمال يوسف الهميلي




مؤسِّس برنامج الموهوبين في السعودية (عبدالله النافع) سمعته يقول: "كانت بداية دخول ابني المدرسة في أمريكا حيث أدرس، وبعد سنوات قليلة تخرجتُ وعدت إلى البلد، وطبعًا معي ابني، وذهب إلى المدرسة، وبعد أيام قليلة جاءني متذمِّرًا، ولأول مرة في حياته يقول: لا أريد المدرسة، فقلت: لماذا؟ قال: الأستاذ يريدني أن أحفظ القرآن دون أن أفهم معناه، وحين تكلمتُ معه وطال النقاش قال: "احفظ بدون ما تفهم"، هذا المطلوب، وأنا يا أبي تعلمت هناك أن أفهم مع الحفظ، وبعد جلسة معه عاد إلى المدرسة، وأبشِّركم بعد أشهر أصبح يَحفظ بدون ما يفهم".







من أعظم نعم الله على الإنسان نعمة العقل، ومِن صور كُفرِها إهمالُها وتعطيلها، اقرأ معي هذه الآية: ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾ [القمر: 17]، يعني: هَوَّنَّا قراءته، وقال السدي: يسَّرنا تلاوته على الألسن، وقال الضحاك عن ابن عباس: لولا أن الله يسَّره على لسان الآدميين، ما استطاع أحد من الخَلق أن يتكلَّم بكلام الله عز وجل، ويقول ابن سعدي: "أي: ولقد يسَّرنا وسهلنا هذا القرآن الكريم؛ ألفاظَه للحفظ والأداء، ومعانيَه للفهم والعلم"، هذا النص تكرر أربع مرات في سورة واحدة "إنما كرَّر هذه الآية عند ذكر كل قصة بقوله: ﴿ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾؛ لأنَّ "هَل" كلمة استفهام تَستدعي أفهامهم التي ركِّبت في أجوافهم، وجعلها حجة عليهم"[1].







ومِن هنا كانت أهمية المهارة الثانية وهي مهارة" الفهموهي تحريك الذهن وإعماله لكل ما يكون حولك من أقوال وأفعال وأحداث خاصة وعامة، إنها طرد لنظرية الببغاوات والترديد بدون تحريك، فهي تستدعي معرفة المعلومة، ثم استدعاءها، ثم دراستها من جوانب عديدة لمعرفة أبعادها.







من الجميل الحِرص على تزويد الجيل بالمعلومات الصحيحة والموثوقة، والأجمل منه أن نكسبه مع ذلك مهارة الفهم السليم؛ حتى لا يقع ضحية تحويل معلومات إلى أعمال غير مرْضية بسب الفهم الخاطئ لما علَّمْناه وحفَّظْناه.







ومِن أهم وسائل تنمية "الفهم":



1- السؤال المباشر لما فهمه من معلومات ومناقشته فيها.



2- تدريبه على ربط الحفظ مع الفهم: "حدثَنا الذين كانوا يُقرئوننا القرآن أنهم كانوا لا يتَجاوزون عشر آيات حتى يعلموا ما فيهن من العلم والعمل"[2]، ومن المعلوم أن الإنسان لا يُحسن العمل إلا بعد الفهم.



3- تَدريبه على إعادة المعلومات وشرحها بطريقته الخاصة، ومِن مُفرداته، وقد قيل: "مَن أراد فهم ما يقرأ، فليَشرحه لغيره".



4- تجربته في بعض المفاهيم غير الصحيحة مما يَعرفه، وتبيين الوجه الصحيح فيها بعد المناقشة (طريقة الفهم المغلوط).



5- اطلب منه أن يُلخِّص معلوماته في جُمَل قصيرة.




وهكذا تدخل المعلومة من ملاحظة سليمة، ثم تُوضع في مَوقِعها الصحيح، وفهمها السليم؛ لتُساهم في البناء القويم.







[1] تفسير القُرطبي.




[2] التابعي الجليل أبو عبدالرحمن السُّلمي.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.15 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.52 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.66%)]