[معاذ العبيدي]

قال شقيق البلخي لتلميذه حاتم الاصم كم صحبتني؟
قال: 63 عاما
قال ماذا تعلمت؟
قال ثمان مسائل
الاولى نظرت الى الخلق فرأيت كل واحد يحب محبوبا فهو محبوبه الى القبر فاذا وصل ال القبر فارقه فجعلت الحسنات محببوبي فاذا دخلت الى القبر دخل محبوبي معي
الثانية نظرت الى قوله عز وجل واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى فتعلمت ان قوله تعالى هو الحق فأجهدت نفسي في دفع الهوى حتى استقرت على طاعة الله تعالى
الثالثة اني نظرت الى هذا الخلق فوجدت كل من معه شيء له قيمه ومقدار رفعه وحفظه ثم نظرت الى قوله تعالى ما عندكم ينفذ وما عند الله باق فكلما وقع معي شيء له قيمه وجهته الى الله ليكون عند الله محفوظا
الرابعة اني نظرت الى هذا الخلق فوجدت كل واحد منهم يرجع الى المال والى الحسب والشرف فنظرت فيها فاذا هي لا شيء ثم نظرت الى قوله تعالى ان اكرمكم عند الله اتقاكم فعملت بالتقوى حتى اكون عند الله كريما
الخامسة اني نظرت الى الخلق وهم يطعن بعضهم في بعض ويلعن بعضهم بعضا واصل هذا كله الحسد ثم نظرت الى قوله تعالى نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا فتركت الحسد واجتنبت الخلق وعلمت ان القسمة عند الله فتركت عداوة الخلق عني
السادسة نظرت الى هذا الخلق يبغي بعض ويقاتل بعضهم بعضا فرجعت الى قوله تعالى ان الشيطان لكم عدوا فاتخذوه عدوا فعاديته وحده واجتهدت في اخذ حذري منه لان الله تعالى شهد عليه انه عدو لي
السابعة نظرت الى هذا الخلق فوجدت كل واحد منهم يطلب هذه الكبيره فيذل فيها نفسه ويدخل فيما لا يحل له ثم نظرت الى قوله تعالى وما من دابة في الارض الا على الله رزقها فعلمت اني واحد من هذه الدواب فاشتغلت بما لله تعالى علي وتركت مالي عنده
الثامنه نظرت الى هذا الخلق فوجدت ان كلهم متوكلون على مخلوق هذا على ضيعته وهذا على تجارته وهذا على صناعة وهذا على بدنه وكل مخلوق متوكل على مخلوق مثله فرجعت الى قوله تعالى ومن يتوكل على الله فهو حسبه فتوكلت على الله عز وجل فهو حسبي
قال شقيق هذا علم لايدركه الا علماء الاخرة