مجالس تدبر القرآن (29)
امانى يسرى محمد
كان الحسن البصري إذا قرأ
{كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا } [النازعات 46]
قال: ابن آدم! هذه الدنيا إنما هي غدوة أو روحة ، أما تصبر عن المعصية ؟
لا تظن أن قوله تعالى :
{ إِنَّ الْأَبْرارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ } الانفطار : 13-14
يختص بيوم المعاد فقط ، بل هؤلاء في نعيم في دورهم الثلاثة : الدنيا ، والبرزخ ، والآخرة ، وأولئك في جحيم في دورهم الثلاثة ! وأي لذة ونعيم في الدنيا أطيب من بر القلب ،وسلامة الصدر ، ومعرفة الرب تعالى ، ومحبته ، والعمل على موافقته ؟!. *ابن القيم-رحمه الله
{وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالأُولَى}
الليل ملكاً وتصرفاً، فليرغب الراغبون إليه في الطلب، ولينقطع رجاؤهم عن المخلوقين. *السعدي-رحمه الله ووالدي-
{ لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ} الانشقاق
ليس في هذه الدنيا ثبات على حال فلا تركن إليها ..
{فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا}
تعرض عليه أعماله عرضا دون نقاش وحساب .
{ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ} البروج
يعطي ويمنع ويخفض ويرفع
كم تغيرت من أحوال كم جاء يسر بعد عسر وفرج بعد ضيق..*
إذا ازدادت خشية العبد ، ارتفع في مقام الرضا،
وإذا رضي الله عنه لا يسخط أبدا:
{ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} البينة *
(الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ)
لينظر كل منا في خلقه ويحمد الكريم الذي خلق فسوى فعدل،
كم من نعم منسية في هذا الخلق؟!
بين جناحيّ الخوف والرجاء وكذا الترغيب والترهيب ترفرف أرواح المتدبرين اللهم اجعلنا من الآمنين يوم نلقاك ووالدينا، واعفُ عنا وتقبلنا .