[زارع المحبة]

في القرية المجاورة لنا , كان أحداهم بهلولا ويتسول أيضا ...
دخل يوما لبيت , فأطعمته صاحبة البيت كالعادة .
ثم لعبت معه اللعبة المحرمة .
وعند خروجه قالت له : لا تخبر الناس .
فصار كلما مر على جماعة يسألهم : هل أنتم ناس أم لا ؟
فيجيبون : نعم , نحن ناس ...
فيمر ويتركهم ...

مرت عدة أيام والأمر هكذا , كل الناس يقولون له نحن ناس .

ذات يوم مر على جماعة وسألهم : هل أنتم ناس ؟ فأراد أحدهم أن يمزح معه فقال له : لا , نحن لسنا ناس .
فحكى لهم كل الحكاية وما جرى في ذلك المنزل , والغريب أن أخ تلك المرأة كان حاضرا في تلك الجماعة .

فكانت قضية كبيرة , وانتشر الخبر في كل مكان حتى صارت عبارة : "هل أنتم ناس؟ " مثالا يُضرب لمن يخفي شيئا .

التعليق:

مع أنها نكتة أو قصة سيئة , ولكن فيها الكثير من الفوائد منها :

1ـ وجوب منع الدخول على النساء , حتى لمن يزعم أنه بهلول أو ما يعرفش أو لا يرى أو لا يسمع ...الخ

ففي صحيح البخاري عن عروة عن عائشة قالت كان يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مخنثٌ فكانوا يعدونه من غير أولي الإربة قال فدخل النبي صلى الله عليه وسلم يوماً وهو عند بعض نسائه وهو ينعت امرأة قال إذا أقبلت أقبلت بأربع وإذا أدبرت أدبرت بثمانٍ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا أرى هذا يعرف ما ها هنا لا يدخلن عليكن فحجبوه "

2ـ ومنها أن الله قادر على إظهار أي شيئ نخفيه مهما تسترنا واختفينا وحاولنا الكتمان .
وقد قال الشاعر :
وإذا خلوت بريبة في ظلمـــــة * والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها * إن الذي خلق الظلام يراني