كنت في مدرسة أمي اليومية، أنهل من عذوبتها ومن حكمتها التي صقلتها الأيام...
وبينما كانت تحكي عن تأملاتها اليومية في خلق الله وأمثلة من هنا وهناك...
قالت لي بتأمل: أتعلم يا ابني الحبيب، أن أنثى الماعز عند ولادتها ترفع عينيها إلى السماء؟
قلت باستغراب: لم؟
فقالت لي كأنها تفكر بعمق: لعلها تستنجد بخالقها...
يا ابني الحبيب من تأمل فيما نراه كل يوم رغم أنفه إن لم يخشع لخالق هذا الكون الفسيح، قدرته جلية ولكن نحن من يتغافل عنها...
قلت في نفسي: سبحان الله، لم تحتج أمي لكثير كلام عن الخشوع ولا لمحاضرات عن قدرة الله وحلاوة الخضوع له، ولا لدورات تنمية بشرية في استراتيجية التركيز والتأمل...
فقط تركت لفطرتها المجال لتريها قدرة الله في روعة خلقه..
أحسست برغبة عارمة لمعرفة المزيد من مدرسة الفطرة فجلست القرفصاء أداعب شعرها الملون بالحناء ووجهها الذي حفرت عليه السنين خطوطا لم تطفئ نوره...
وقلت بحنان: أماه ما أروع صفاء الفطرة...
ثم قلت بحماسة: هلا حدثتني عن الدجاجة....
بقلم نزهة الفلاح