عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 25-08-2022, 05:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,074
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شعر الشتات الشركسي المعرب والعربي

شعر الشتات الشركسي المعرب والعربي (3)


د. إيمان بقاعي





... كانت أهدافه سامية، وكانت أهداف الآخرين سياسية لا تمتّ إلى السّمو بصِلة، فتمزق الألق وكبر القلق وصارت الحياة ذات عنوان مأزوم يؤرقها الغموض حينًا ويرهقها الوعي حينًا فيكبر الاغتراب:
زُرِعْتُ في الدّروبِ .. والثُّغورِ.. والنُدوبْ،
تجتاحني الرّياحُ والسّيوفُ والرّماحُ والهبوبْ،
تستلُّ مِن حقوليَ... الطّيوبْ،
تستافُ مِن عذابيَ الذّنوبْ
أقولُ يا غفّارْ:
"أصْلِحْ لنا القلوبْ"
وأرْتَجي الجوابْ،
"فلتصْلُحِ القلوبْ"


ويقص الشّاعر قصة المكان الّذي زُرع فيه المهاجِر الحامل قضية مباركة، أو المكان الّذي هُجر إليه مرة ثانية وثالثة فكان اللا استقرار قدَرَه.


إن ارتباط الشّاعر بالمكان ارتباط وثيق قوي، فهو ارتباط حب بُنيَ بالعرق والدَّم والأمل والألم عبر الزَّمن المارِّ مكرسًا وطنًا جديدًا في انتظار عودةٍ إلى الوطن الأم لا تُمَلّ:
وشق الزّرعُ أكنافًا
بوادي السّير في ناعورَ[1] في عمانْ[2]
وفي حِمصٍ .. وفي حلبٍ .. وفي الجولانْ[3]
وماءُ النِّيلِ كم رويَتْ
جذوري منه والأفنانْ
وجبْتُ بدفقِهِ مصرا[4]
وجلْتُ حدائقَ السُّودانْ[5]
وذقْتُ المُرَّ والأحْزانْ
فلسطينًا ... وسيناءَ... وجولانًا
مع العدوانْ


ويتابع الشّاعر حبطوش إرهاصات الشَّتات، فيعدّ الضّربات الّتي وجهت إليه في الحروب الّتي اجتاحت هذه الأماكن إذ تبدو الحرب حاثَّة سيرها وراءه أينما سارَ؛ ومع ذلك فقد شارك الشّركسي في الدِّفاع عن الوطن الجديد وفي التَّمازج مع آلام مواطنيه.

قاتل كما كان يقاتل في وطنه الأم:
حصيدًا كنتُ إذْ دالتْ،
ربوعُ الطُّهْر ِ... للغُربانْ
ففي الجولانِ ... تحرقُني،
خيولٌ .. دونما فرسانْ
وفي عمانَ ...لي غمٌّ ،
بِقُدْسٍ ... غالها العدوانْ
وفوقي ... طارَ طائِرهُمْ،
يُنقِّبُ يطْحنُ البُنيانْ
جريحًا كنتُ في قُدسي،
وقُدسي دمعةُ الحرّانْ
شهيدًا كنتُ، لا كفنًا،
ولا تشييعَ ... أو ترتيلَ للقرآنْ
ولكن في ثرى قدسي،
نجيعُ الدَّم لي أكفانْ
وفي سينا فقدتُ الفرحْ،
بكيدٍ كادَهُ الطُّغيانْ


ويتابع الشّاعر رحلة الحروب الملاحقة أبدًا إياه والمتفاعل أبدًا معها:
وعُدتُ مكبّرًا أرجو،
لقاءَ اللهِ والرّضوانْ
وجُزتُ قناتَنا[6] لهبًا،
وسدًّا شادَهُ الفتَّانْ
غرسْتُ برملِنا علمًا،
فضاء الرَّملُ بالوجدانْ
لَثمتُ الحبّةَ الظَّمأى،
لِتبرُدَ في الحشا النّيران ْ


كان الاعتماد، إذن، على الله دائمًا؛ فكان النّصر إذ كان الاعتماد قويًّا والإرادة قوية:
وفي السُّودانِ.. كنتُ يدًا،
تُشارِكُ.. تعلو بالعُمرانْ
وفي نجدٍ .. إذا رُمتَ،
تراني ، أو رُبى وهرانْ
وفي بغدادَ، في اليمنِ،
وفي الخُلجانِ، في الشُّطآنْ


وبعد أن يعدد شاعرنا المناطق الّتي سكنها الشّراكسة فحاربوا فيها ومن أجلها وعمروها أيام السّلم، يخلص إلى نتيجة تلخص إيمانه وسبب عطائه وتفانيه، ألا وهو الحلم بالوصول إلى الأفضل.

نعود لنجد ألفاظ التّألق الإيجابية: "الشّمس"، "الضّوء"، "الغد"، "الحلم".
رخيصٌ في الهوى عُمري،
لحُلمٍ ٍ يزدهي فتّانْ
لشمسِ الغد باهِرةً،
تُضوّءُ دُرّةَ الأزمانْ


أن يجتاز المرء كل المصاعب ويظل يحلم بالأفضل ويظل يجد السَّير حثيثًا للوصول إلى الإشراق، يعني أنه إيجابي؛ وقد عرف عن القوم - منذ القدم - الإيجابية والشَّجاعة والمتابعة وعدم اليأس والبؤس؛ فهم - في طبيعتهم - قوم يحبون الوصول إلى الأفضل، فلا يستسلمون بسهولة، وقد زادهم الإسلام قوة فصارت أهدافهم عملية - إيجابية في آن.

كانت الرحلة شاقة وكان طريقها صعبًا، مليئًا بالألغام الّتي فككها سائر الدَّرب حينًا وانفجرت به حينًا آخر.

لكنه تابع السَّير فارسًا بالفعل قبل القول.

اقتُلع الشّركسي مِن تربته وزُرع في تربة جديدة، فإذا به يعطي ويعطي، وكأن العطاء يحتوي الزَّمان والمكان، وكأن العطاء لا يدقق كثيرًا في الجغرافيا.

لكن هذا العطاء كان - في أحيان كثيرة - يصطدم بالصَّخر الجامد، فيرد للمُعطي بدل الشُّكر صفعةً وبدل الاهتمام رفضًا وبدل الاحتضان نفورًا[7]، فيقف هذا المُعطي متمزقًا مِن جديد، حائرًا، مفتشًا عن سبيل للانتماء:
زُرِعتُ ... فأينعَ الثَّمرُ،
زُرِعتُ... ومائيَ الكَدَرُ
واسمي لم ْ يزلْ لحنًا،
نشازًا عنهُ عبَروا
ورسمي صورةٌ خَرُسَتْ،
بلاءٌ .. إن بها نظروا


يعود شاعرنا لاستجلاب ألفاظ الشَّتات وما بعد الشَّتات: "الغُربة"! إنها اللَّفظة الأكثر تعبيرًا عما يجري، فهي مولودة الشَّتات البكر. إنها الأكبر والأشد قسوة.

يقف الشّاعر ممزَّقًا في الغربة المريرة محاولاً أن يكسرها بالمشاركة كما يَفترِض وكما يُفتَرَض، لكنه يُبعَد ويعلق على صدره لقب غريب:
غريبٌ لم أزلْ أبني،
ويُنكِرُ كديَّ الحجَرُ،
غريبٌ لستُ من أهلٍ،
إذا فاؤوا أو انتصروا
شقيقًا كنتُ .. لا آلو،
جهادًا ضدّ مَن عبروا....


إنها قضية الانتماء أو عدمه، قضية الهوية أو فقدانها، قضية أن يشعر المرء أنه - رغم محاولاته في التقدم نحو الآخر - وفي مد يد صادقة وخيرة أوقات المحنة وأوقات عدم الاستقرار وأوقات الحروب، يشعر أنه غريب لا منتمٍ، ويعامل على أنه غريب لا منتم.


تتضاءل الأحلام وتتقزم.
يخف الضَّوء.
تصبح المعاناة - الّتي كان هناك أهداف سامية يعمل من أجلها - ضئيلة.


تصبح المعاناة أكبر، أقسى؛ لأنها تأتي من الجزء الّذي يعتقد المرء أنه منه أو يعمل على أن يكون منه فلم يكن!


لكن، وكما دائمًا، تبقى هناك قوة أكبر مِن العبد بضعفه وردات فعله.


تبقى هناك قوة شرط لهذا الانتماء الضَّائع تحميه مِن تسلل الفساد إليه، تحميه من السَّطحية، تحميه من التلاشي، فتعمقه، تعززه، تبعد عنه الهشاشة، فيصمد من جديد.

يبقى هناك "الله" الكبير الّذي يرعى الإنسان بمحبة في أوقات المحنة، فيشعر بتلك الطَّمأنينة الّتي يعطيها الإيمان.

وينسى المصفوع بالغربة، المتمزق بالوجع، المفتش عن سقف وجدار ونبع ماء، ينسى التَّفاصيل المغروسة في خاصرته ليلتفت إلى اليد الحانية الشّاملة الّتي تعطي الفرح وتمنح الدّفء فتصبحَ وحدَها المأوى:
فيا اللهُ..
اِحفظنا من التَّزييفِ... إن مكروا،
ويا اللهُ، رُحماكَ ...
بأنْ يصفو لنا القدَرُ
ويا اللهُ سُقياكَ ...
ليغسلَ حُزننا .. المطرُ.



وإذ تنتهي القصيدة الموجِعةُ بهذه الطّريقة الإيمانية، نجد الشَّاعر يحوم في الأجواء ذاتها في قصيدة أخرى بعدها تؤرخ (مأساة التَّهجير الشّركسية)[8] نشرها عام 1998 ، ونشر بعدها - في العام نفسه - قصيدة فرحةً يتغزل من خلالها بالوطن الأم نشرت في نيسان في مجلة (نارت) في العدد 62، بعنوان: (وطني) إلى أن لاحَ في الأفق طريقٌ يبدو أنه طريق يسلكه أو سوف يسلكه كثير من الشَّراكسة الذين هُجِّروا، وهو الطَّريق إلى الوطن الأم؛ فإذا - بعد رحلة الوجع والانتماء أو اللا انتماء - ينبثق سؤال ممزوج بحلم هوى كبير عن العودة إلى القفقاس في قصيدةٍ له تحمل اسم الوطن: (القفقاس) كتبت سنة 2005، أي بعد نشر قصيدته (أحزان شركسية) بثلاثة عشر عامًا يقول فيها ما لا حاجة معه إلى التَّعليق:
يا ذُرى القفقاسِ! يا مثوى الجُدود ْ!
ياسنا القفقاس! يابرقَ الرعود ْ!
يا سُهولاً! يا نُهورًا! ياشُطوطْ!
يا وَريفَ الغابِ! يا رحْمَ الأُسودْ!
أيّها القفقاسُ يا حلمي الكبير!
يا شُموسًا بضياء ٍ لي تجودْ!
أيّها القفقاسُ يا بدْرَ الدُّجى!
إنْ دهاني الدَّهرُ في ليلٍ يسودْ!
أنتَ نبْضُ القلبِ، أحلامُ الهوى!
أنتَ خِدْنُ الروحِ يا سِحرَ الوجود ْ!
كلّما قالوا: هواكُمْ يَنْقَضي!
يجْرحُ القلبَ بأسيافِ الصّدودْ!
يُطْفئُ الأشواقَ يمْضي هاجِرًا،
ثُمّ ينْأى ، كيف َينْأى ؟ سيعودْ!
فإذا الجرحُ التئامٌ كُلُّهُ .
وإذا الأشواقُ نارٌ في صُعودْ .
وإذا النأيُ خيالٌ واهِمٌ .
وإذا الصدُّ عِناقٌ وعُهودْ.
وإذا البَيْنُ لِقاءٌ دائِمٌ .
وإذا العيشُ هناءٌ وسُعودْ [9].





[1] مناطق في الأردن سكنها الشّركس.
[2] عمان: من أقدم العواصم في العالم وكانت مزدهرة جدًّا في القرن الرّابع عشر قبل الميلاد. لجأ إليها الملك داوود، وقتل (أريا) ملك الحثيين ضربًا في معاقلها. كما استولى عليها الاسكندر المقدوني عندما غزا بلاد الشّرق ثم استولى عليها الرومان ودخلت ضمن المدن العشرة (الديكا بوليس) وسميت (فيلادلفيا). وفي العهد الإسلامي، ازدهرت خاصة في عهد الأمويين، ولكنها أهملت عندما أصاب الضّعف الخلافة الإسلامية وبقيت مهملة حتى جاء الشّراكسة وسكنوا في أروقة المدرج الروماني والكهوف الكثيرة المتوفرة في أودية عمان. أتوا إلى واد غير ذي زرع ففكروا تفكيرًا جماعيًّا فنظموا حياتهم ومعيشتهم وشقوا الأرض بمحارث خشبية من صنعهم وزرعوها. وقد جعلوا من قراهم (عمان - وادي السير - صويلح - جرش - الرصيفة) قرى عامرة غنية بالأشجار المثمرة والكروم واندمجوا مع المجتمع بكل إخلاص وشرف ورجولة، وكانوا من أوائل من استقبلوا مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية الملك عبدالله بن الحسين، وكذلك حافظوا على سلامة الخط الحديدي الحجازي، الشّام تبوك - المدينة المنورة، وكان قوامه 300 من الفرسان الشّراكسة، وأخمدوا حركات العصيان بقيادة ميرزا باشا وحافظوا على حياة الأمير عبد الله بن الحسين وحموه وحفظوا أمنه وسلامه، وبات الزائر لإحدى القرى الشّركسية "يرى حفلات الرّقص والولائم وسباق الخيل ورحلات الصيد"، أي: أعادوا سابق حياتهم في القفقاس .كما طوروا الزراعة وتربية النحل والحدادة والنجارة والصياغة وطوروا صناعة الجلود والعربات الّتي تجرها الثيران والخيول، وجلبوا معهم إلى الأردن الشاي العادي و"قالمق شاي"، وهو نبات الحميض بعد أن ينشف ويغلى ويضاف إليه الحليب والقشدة والملح والفلفل الأسود وجلبوا "البرغل"، [انظر التفاصيل: محمد خير حغندوقة، الشّركس أصلهم. تاريخهم عاداتهم وتقاليدهم، ص33 - 72].
[3] جاء الشّركس مع من جاء مشردين ليستقروا في القنيطرة وما حولها في الجولان حوالي عام 1874، وقد استوطنوا في منطقة القنيطرة وقد كانت الجولان كما عمان ملائمة لصحة الشّراكسة أكثر من غرها لذلك ازدهرتا ونمتا. عام 1878 بلغ عدد الشّراكسة 300 - أو 400 نسمة وخلال "أقل من عشرة أعاوام فيما بعد، وكان الشّركس يمتلكون اثنتي عشرة قرية كبيرة مزدهرة مثل القنيطرة نفسها"، وقد اختار العثمانيون للشَّراكسة القنيطرة "لموقعها الاستراتيجي بين جبل الدروز والقرى الدرزية في جبل الشيخ"، وقد قامت عدة معارك بين الخيالة الشّركس مع الخيالة الأكراد ودروز مجدل شمس أكبر القرى الدرزية الواقعة على السفوح الجبلية الشّرقية لجبل الشيخ، ولكنهم لم يتمتعوا بتطور سلمي فيها فقد هرب خمسة وعشرون ألفاً من الشّركس من مساكنهم في القنيطرة والقرى الشّركسية حولها في الجولان أو طردوا منها حين احتل الإسرائليون الجولان خلال حرب عام 1967م واتجهوا جمعيهم - تقريباً - إلى دمشق" أو هاجر قسم منهم إلى الولايات المتحدة بمساعدة جمعية "تولستوي" وخاصة إلى مدينة باترسون في ولاية نيو جرسي [نورمان.ن.لويس، البدو الرحل والمستوطنون - في سوريا والأردن، (بريطانيا: مطبعة كمبريدج/1800 - 1980)، الفصل السّادس الشّركس والشيشان، تر: أحمد عبد الرزاق هاكوز، الإخاء، ع: 30، 1990، ص22 - 26. بتصرف. وعنوان الكتاب الأصلي: Nomads and settelers Lewis. In Syria and Jordon 1800 – 1980 – Nor man N. الأهمية الاقتصادية للجولان، (دمشق: النشرة الثّقافية جمعية المقاصد الخيرية الشّركسية، 1994)، ع: 7، ص105 - 113. انظر أيضًا: انظر: محمد خير فوزي بن إسماعيل(حبسوغ)، وهو كاتب اهتم بتاريخ الشراكسة عامة والجولان خاصة، وله: 1 - دليل الأنساب: 1996 (2) (بريقة) بين الأمس واليوم: 1997 (3) دليل العائلات الشركسية 1998 (4) دليل الشركس 2006. انظر أيضا: عدنان قبرطاي، وله: (1) صفحات مطوية - تاريخ القنيطرة والجولان، 2005 (2)أوراق شركسية منسية، 2006، آخر كتائب الفرسان الشركسية، 2007، الجولان في المراسم والقرارات (1918 - 1937)، 2008.انظر أيضًا: عدنان شكري يوسف (غش) في قصته (الجولان) التي نشرت كاملة في (الموقف الأدبي) في السبعينيات ونشرت مقتطفات منها وقررت للتدريس في منهاج اللغة العربية للشهادة الإعدادية. وكذلك: عصام وجوخ في: (يوميات جولاني)، (جولان يا ألمي)، (الخروج من دائرة الوهن)، (قراءات في أسفار التّاريخ) (دمشق: النشرة الثّقافية، جمعية المقاصد الخيرية الشّركسية، 1994)، ع: 7، (يوم للحزن أيام للفرح القادم)، (مجلة ألبروز، العدد: 25، 2009).
[4] إشارة إلى ما قام به الشّراكسة أثناء حكمهم المزدهر في مصر أيام المماليك البرجية وقد لمست أسماء شركسية أخرى في سماء مصر بعد المجزرة الرهيبة الّتي قام بها محمد علي باشا الكبير ضدهم. فلمع اسم محمود سامي البارودي شاعراً ووزيراً عام 1882 وقد شكل (92) شركسياً في مصر وزارات منذ 1878 إلى 18 يوليو 1952 أي بنسبة 12.3%ٍ وانخرط العديد معهم في تنظيم الضباط الأحرار بعد ثورة 23 يوليو 1952 بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر أمثال وجيه أباظة والأخوين صلاح وجمال سالم (من عائلة غوناروك) وزكريا يحي_ى الدّين وخالد محي الدّين وكان لهم دور إيجابي بدا في إسمهمُّهم في حركة الثورة العرابية ونبغ العديد من الأدباء الشّراكسة وردت أسمائهم في فصل البارودي [فيصل حبطوش خوت أبزاخ الشّراكسة في مصر منذ عهد محمد علي باشا، ص25 - 27].
[5] دخل الشّراكسة الخرطوم اضطراريًا هربًا من بطش جيوش محمد علي باشا الكبير بعد مذبحة القلعة الّتي جرت يوم (1 مارس آذار) عام 1811م قضى فيها على حوالي ألف من أمراء الشّراكسة. ثم كان دخولهم الثّاني ضمن الحملات العسكرية المرية المختلفة إلى شتى أنحاء السودان فكانوا يصطحبون عائلاتهم لتستقر في السودان متخذين إياه وطناً لهم، وقد بنى الشّراكسة عاصمة السودان الخرطوم إذ بدأ بناؤها بالقلعة الّتي أنشأها عثمان جركس باشا (البرنجي) في ديسمبر 1824م ثم تطورت ونمت وصارت على ما عليه اليوم وكذلك بنوا مدينة كسلا الّتي أسسها حاكم السودان المشهور أحمد باشا جركس المشهور بأحمد باشا أبو ودان، وكذلك مدينة فامكة الّتي بناها هو نفسه وقد أقام الحكام الشّراكسة في السودان العديد من المصانع والمنشآت الحكومية. من مشهوريهم: عثمان شركس باشا البرنجي، أحمد باشا شركس، عبد اللطيف باشا شركس، علي باشا شري، علي شركس باشا حسن بك سلامة الشّركسي. الفريق جعفر صادق باشا (جنكات) إسماعيل أيوب باشا [فيصل حبطوش خوت أبزاخ، الشّراكسة في السودان (عمان: الإخاء، 1992)، ع: 39 - 40، ص13 - 16].
[6] قناة السويس.
[7] كحملات التَّشهير ضد سلاطين الشّراكسة الّذين دافعوا عن الشّرق ضد الصّليبيين وجموع التّتار والمغول بإيمان وإخلاص مِن دون أن ينالوا التقدير المناسب خاصة مِن دارسي ومؤرخي الأدب والتّاريخ.
[8] .. أحبّتي على الدروبِ من فَرُوقْ\!! أحبّتي ، نشيجنا يفيض ُ بالأساةِ في البحار والسهولْ\ ننساقُ مُرغمينَ، كالحُطامِ، كالدريسْ\ لنرتوي ، كذائبَ الوعودْ\ في جنّةِ المنفاةِ والتغريبِ والشّرودْ\ تَلْفِظُنا أزِقّةُ المدينةِ النكودْ\ للبيدِ والوباءِ والعِداءِ والجُحودْ ....[ألقيت بمناسبة إحياء ذكرى يوم الحداد الشّركسي 21 أيار/ 1998مفي الجمعية الخيرية الشّركسية في عمان] انظر القصيدة كاملة في [مجلة (نارت) الشّركسية الصادرة عن الجمعية الخيرية الشّركسية في عمان/ العدد63م السنة 27/ أيلول 1998م]

[9] فيصل حبطوش خوت أبزاخ: (القفقاس)، عمان، ك1: 2005، مجلة (نارت)، ع: 86




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 36.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 35.96 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.72%)]