عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 19-11-2010, 11:02 PM
الصورة الرمزية شروق الاجزجي
شروق الاجزجي شروق الاجزجي غير متصل
مراقبة القسم العام
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 3,912
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الكتابات الحرة

كابوس منتصف الليل !!..

في ليلة كما اي ليلة ..خلدت لى النوم ..أطفأت مصباح غرفتي ..واحتميت بغطائي من برد الشتاء ..
وما هي إلا لحظات وخلدت في نوم عميق ..
أشعر بأني أدخل داخل دائرة ..
أدخل ..أدخل ..أعمق وأعمق ..
ضربات قلبي بطيئة ..شعور غريب ..
وكأنك تهوي من مكان سحيق ..لكن ببطء..
اااه ..ها أنا ارتميت من المكان السحيق ، تحسست الأرض من حولي ..إذا بها
ليست كأرضنا ..إن لها ميوعة عجيبة! ..
الجو من حولي ساخن كأني أعلى قدر
يغلي ..
لون السماء كلون نار حميم ..أحمر أم أسود أم برتقالي أو ازرق ..!!
لا أعلم ..لوحة من الألوان ..ولكنها ألوان مرعبه ..!!
لم يكن الوقت مناسبا للبكاء ...
نهضت لأبحث عن طريق العودة ..في مكان اللاعودة ..
أمشي وأمشي ..أرى شيئا ما يلوح من بعيد ..!!
هناك في الأعلى ..
كأنها أشباح!
بل كأنه دخان يتراقص في الهواء ..
أتقدم نحوها ؟!
لا ..
بل نعم ..
بل لا ..
لا أعلم ..
لا منجى من هنا ..
لابد أن أكون قوية ..
لابد من مخرج ..
نعم ..
نعم ..سأتقدم ..
تقدمت نحو تلك الاشباح ..
أكثر فأكثر ..اقتربت ..أكثر فأكثر ..
عيني شاخصة البصر..!!
قلبي يكاد يتوقف من الفزع ..!!
لا أملك أنفاسي التي
تباغتني فتأتي وفي معظم الاحيان لا اسمع لي سوى حبض ..
صوت صراخ من خلفي
اااااااااااااااااااااااااااه
صرااااااااااااااااااااااااااااااااااااخ
فالتفت من ورائي..
فاذا به شبح من هؤلاء ..
اااااااااااااه اتركني ..لا لا ..اتركني
..
يجذبني من كل ضلع ..
يجذبني بلا ايدي ..كأنه إعصار ..لا ...
أبكي فلا بكاء ينجدني ..
اصرخ..
ولا الصراخ ينجيني ..
ااااااااااااااااه اتركني ..اتركني ..اااااااااااااه ساعدوني ...!!ساعدوني ..!!
وكأن جلدي ينقشع عن لحمي ..أشعر بشدة الإعصار ..
أحاول أن أتمسك ببقايا شجرة متفحمة..
لكني أضعف من أن أصمد ..!!!

قلبي يخترق أضلاعي ويخرج من صدري ..أراه .!!.
ااااااااااااااه
وجهي ما عاد له ملامح ..
ما عاد لجلدي وجود ..لا أرى من نفسي سوى بقايا !!
بقايا أظافر مغروزة في بقايا الشجرة المتفحمة ..!!


سأستسلم ..
سأذهب مع الاعصار ..لن أستطيع أن أقاوم ..
ما عدت أقو على الصمود ..
لا خيار لي إلا الموت ..
إما أن أموت أو أموت ..
فاخترت الخيار الثاني ..



أن أموت ..



سأرحل مع تلك الكائنات المخيفة ..سأرحل الى عالم لا أعلمه ..
الى عالم أشبه بعالم الاموات ..

هو ليس عالم ما وراء الطبيعه ..هو ليس من الطبيعه في شئ ..
هو بخلاف كل مرعب وبخلاف كل مخيف ..
هو العالم الأكثر رعبا والأكثر إخافة ..
تركت الشجرة ..بقايا الشجرة ..
وآخر ما سمعت لي هناك ..
هو صوت
صوت صرااااااااااااااخ طويل ..!!!!
صرخة الرحيل ..
صرخة ما سمعها من أحد ..
صرخة ترقب مصيري في عالم الكوابيس ..




ها أنا أحرك عيني ..
أشعر ببرد في أطرافي ..
يا الهي ..أتراه كان كابوسا مزعجا ..
أم أضغاث أحلام ؟

سأنهض ..سأنهض وأنفض عن وجهي العابس بقايا الحلم الشقي ..


نهضت ..وأول ما قلت ..الحمد لله ..

نظرت حولي لاتأكد اني لا ازال في غرفتي الدافئة الصغيرة ..


اه ..تنهدت وتنفست الصعداء بعد تلك المغامرة المرعبة ..

وعمدت إلى أن أشعل مصباح غرفتي ..
وبالفعل...
ها هيا يدي تمتد الى مصباحي ..
لكن الامر ما كان ليكون بهذا الهوان
ولا بذلك اليسر ..!!!
فالصوت يعلو من حولي ..
والرعد يزلزل أرجاء المكان ..
برق وظلام ..برق وظلام ..برق وظلام ..لا تزال تلك هي الرؤية في ذلك
المكان الموحش ..
مطر يجعل كل بدنك يرتعش وبرد يجعلك تنتفض من الألم !!!!..
وقع خطوات أسمعه قريبا من غرفتي ..
تراه أحد ..أم شئ ..؟!
الخطوات تقترب ..
البرق يخترق النوافذ..
الرعد يرعب جمادات الغرفة ..
وبين كل هذا ..
قلبي يتصدع بين ضلوعي
وفجأة ..!!!
توقف كل شئ ..

لا رعد ..
لا برق ..
لا مطر ..
لا خطوات ..
وسكن القلب !!

يإلهي ..كل شئ توقف ..توقف فجأة ..
ما الذي حدث .؟!

رفعت عيني الى نافذتي علّي أرى شيئا ..
استجمعت ما تبقى من شجاعتي وسرت بخطوات ثقيلة مهزوزة نحو النافذة..
ها أنا أسير ..أقدم خطوة ..وأرجع أخرى ..
تتقدم يدي المرتجفة لتزيح ستارة
نافذتي ..
لا أقو على ازاحتها ..
أخذت أتلصص من وراء النافذة ..
فقد رفعت جانب ستارتي
واسترقت النظر بعيني اليسرى ..
وفوقها عرق يتصبب من جبيني

..اسمع صوت انفاسي يعلو ويعلو ..
ها انا ذا ..
انظر من النافذة ..
يستحيل النظر على زرقاء اليمامة في الخارج ..
فقد أسدل الليل ستاره على الأرجاء ..

أرخيت الستارة سريعا وركضت الى مكاني ...
هناك في زاوية الغرفة ..
أتمتم بكلمات غريبة ..وكأني مجذوب ..
تذكرت ذلك الكابوس المرعب ..
بكل تفاصيله ..
السقوط المرعب ..
الشجرة المتفحمة ..
وجهي بلا ملامح ..
تذكرت ..فتحسست وجهي ..
لاتاكد من اني لا أزال أنا ..
مرآتي ..نعم ..لابد أن أرى نفسي في مرآتي ..
زحفت على ركبتاي لأصل الى مرآتي في درج الخزانة ..
خزانتي لا تبعد خطوات عن مكاني في زاوية الغرفة ..
لكني قطعت الخطوات في وقت طويل ..لعلها سنوات!! ..
وصلت الى خزانتي وأنفاسي تتقطع ولا يزال جبيني يتصبب عرقا ..

يبدو ان جسدي قد أفرز الادرينالين لدرجة أني فقدت القدرة على التحكم في جسدي ..
يدي تسقط وكأنها تفاحة نيوتن الى الجاذبية ..
أعافر لأخرج مرأتي من درج خزانتي ..
تمنيت حينها لو كنت استطيع أن أحرك
بعيني الأشياء ..
وبعد كثير من الفزع والوقت ..استطعت أن أخرج مرآتي من خزانتي لأنظر إليها..
لا يشع في المكان سوى شحيح شعاع مصباحي ..
ركنت ظهري الى الخزانه ..انظر الى الأعلى وأتنفس صعداء النهاية ..

كل شئ حولي قد سكن ..
انفاسي تحاول الانتظام ..
مرآتي في يدي ..

اه ..الان افضل ..نعم الان افضل ..
لا حاجه لي في مرآتي الان ..
الوضع صار افضل ..
وضعت مرآتي على الارض وحولها وضعت كفي لاستند اليهما مع ركبتي لانهض ..
وكأني فوق مرآتي .
وانا انهض ..احاول ان اطمئن نفسي ..
لم يكن سوى مجرد حلم ...وانتهى ..نعم قد انتهى ..
احاول النهوض ..فحمّّلت ثقلي على كفي ..وانا انهض ...
نظرت في مرأتي الواقعة على الارض ..

اهه..اهه صرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااخ
اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااه
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
اين وجهي ....اين وجهي .... اين انا ؟؟؟؟؟؟
انني لست الا بقايا ..
ما عاد مني الا بقايا ..
ما عاد في عيني رصيدا للبكاء ..صوتي قُطعت حباله فلا صوت له ..
لا بكاء ..لا صراخ ..لا جسد ..
رجعت الى مكاني في زاوية الغرفة ..
وأخذت وشاحا أسودا أتخفى به من عيني ..
..
وركنت ظهري الى الشرفة ..أقضى ما تبقى من البقايا ..أرتشف قهوتي وأتمتم بتلك الكلمات ..



لا تنس ان تستعيذ كل ليلة من كابوس منتصف الليل !!

ترررررررن تررررررررررن ..
اه..ياإلهي ..إنني هنا ..أنا ..أنا كما أنا ..
فزعت الى مرآتي ..انني أنا ..!!
أتفقد يدي ..وجهي ..انني أنا ..
اجول بنظري في غرفتي ..نافذتي ..خزانتي ..
النور يملأ أرجاء غرفتي ..المنبه رن في السابعه صباحا ..
صوت زقزقة العصافير هو ما أسمع وفقط ..
أأه الحمد لله ..الحمدلله ..
تفلت عن شمالي ثلاثا واستعذت من شر هذا الكابوس المريع ..
حبيبتي ..هيا استيقظي ...
اه ..امي تناديني ..حاضر ماما ...
آتية ..فقط اتجهز امي للمدرسة ..
حاضر حاضر .._فأمي شديدة الاهتمام بمواعيد المدرسة -
حملت حقيبتي وخرجت ..
ولأني استيقظت متأخرة لم يسنح لي الوقت ان ارتب غرفتي ..
أمي حبيبتي ..هل لي ان ارتب غرفتي لما ارجع ؟ فقد تأخرت كثيرا ..
لا عليك عزيزتي ..سأرتبها لك ..
ابتسمت وركضت نحو باب البيت حتى لا أتاخر ..
أمي: انتبهي لنفسك حبيبتي ..
أأه هذه الفتاة دائما متعجلة ومتأخرة ..كم مرة علي أن أرتب لك غرفتك يا متعبة ..اووه ..
طيب لابأس ..لكن ما هذا ..؟؟ فنجال قهوة على الشرفة ؟ منذ متى وأنت تشربين القهوة يا فتاة..طيب لما ترجعين لنا حديث في هذا .. تشربين القهوة وتتركين الفنجال على الشرفة ..اووه تعبت منكم أيها الكبار الصغار ..ابنتي في الخامسة عشر من عمرها وتترك فنجال القهوة على الشرفة ..وما هذا ايضا ؟؟ وشاح ..ما هذا الوشاح الأسود الغريب؟ ااه لا شك انه لجدتها....

امي امي ..تعالي اريد الحليب ..
اووه ..حسنا طفلي آتيه عزيزي ..


.
!!!يــتــبــع!!!

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 29.02 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 28.42 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (2.09%)]