الموضوع: مفهوم الرسالة
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 17-04-2019, 09:16 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,991
الدولة : Egypt
افتراضي مفهوم الرسالة

مفهوم الرسالة
علي بن حسين بن أحمد فقيهي



(تأملات في النفس والكون والواقع والحياة)

مفهوم الرسالة


تركز الدِّراسات الإستراتيجية والبحوث التنمويَّة على عدد من المصطلحات والمفاهيمِ الإدارية؛ كـ (الرؤية، الرسالة، الهدف، الغاية، الخطَّة، القيمة)، وتعريفاتها ومحدداتِها، وخصائصها وضوابطِها، وسُبل تفعيلها، وطُرق توظيفها في كافَّة مجالات الحياة.

يؤكِّد الفِكر الحديث - الذي قدَّمه بيتر دراكر في سبعينيات القرن الماضي - لإدارة المؤسسات والمنظَّمات على أهميَّة وجود الرسالة باعتبارها إحدى مكونات الإدارة الإستراتيجية، وأثرها الفاعِل على قيام وبقاء المنشأة، ودورها في تحديد الأهدافِ وسير العمل لتحقيق النَّجاح الدَّائم والرِّيادة المستدامة.

تُعرف الرسالة (mission) في المجال الشَّخصي بأنَّها: المهمَّة والدور الذي يعيش الفردُ من أجله، ويَسعى لتحقيقه في الحياة.

تتعدَّد الرَّسائل بتنوُّع الأهدافِ واختلاف الغايات للأعمال والمهام الحياتية؛ فهناك رِسالةُ الغاية من الوجود، ورسالةُ الوالدين، ورسالة الأولاد، ورسالة المعلِّمين، ورسالة المتعلِّمين، ورسالة الوزير، ورسالة الحاكِم، ورسالةُ المحكوم...، كلٌّ بحسب مكانه وموضعه، وواجبه ومسؤوليَّاته.

تحديد الإنسان لرسالته في الحياة في كافَّة الجوانب والمجالات له آثاره الإيجابيَّة ومنافعه الحميدة العاجِلة والآجلة، ومنها:
١- معرفة الغاية من الخلْق والحِكمة من الوجود.
٢- العيش وفق رؤية واضِحة ورسالة محدَّدة.
٣- التوازن والتكامُل بين الحقوق والواجبات.
٤- الصَّبر والمدافعة عند وقوع النوازل والأقدار.
٥- الرَّغبة والرجاء في الأجْر العاجل والثَّواب الآجل.
٦- القوة والعزيمة في القيام بالتكاليف والالتزامات.
٧- التناغُم والانسجام بين مكونات النَّفس والكون والحياة.
٨- الفاعليَّة والإنجاز للوصول للهدف وتحقيق الغاية.
٩- الاجتهاد في رِعاية الأمانة واستشعارِ المسؤولية.
١٠- سهولة وسلاسة التقويم والتعديل والتغيير والتطوير.
١١- التقدُّم المستمر والرُّقي المتواصل للأفراد والمجتمعات.
١٢- الشعور بالطمأنينة والرِّضا على صحَّة المسار وسلامة الطريق.

الخلَل التربوي والتخلُّف الاجتماعي، والفسادُ الاقتصادي والاستبداد السياسي - نابعٌ من القصور في تَوضيح الرؤية وتحديدِ الرِّسالة اللَّذَين يَرتكز عليهما الإتقان في الأداء والجودَةُ في العمل في كافَّة جوانب الحياة.

"لا تُعِر السعادةَ اهتمامًا كبيرًا، فقط قم بواجباتك وستأْتيك السَّعادة من تلقاء نفسها"؛ بيتر دراكر.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.25 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.62 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.64%)]