عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11-11-2019, 02:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 131,541
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تذكرت قول الشاعر..

تذكرت قول الشاعر..
عبدالله بن عبده نعمان العواضي




عبد الملك بن مروان وكثير عزة:
روى العتبى عن أبيه: أن عبد الملك بن مروان كان يوجه إلى مصعب بن الزبير جيشًا بعد جيش فيهزَمون، فلما طال ذلك عليه واشتد غمه أمر الناس فعسكروا ودعا بسلاحه فلبسه، فلما أراد الركوب قامت إليه أم يزيد ابنه فقالت: يا أمير المؤمنين، لو أقمت وبعثت إليه لكان الرأي، فقال: ما إلى ذلك من سبيل. فلم تزل تمشي معه وتكلمه حتى قرب من الباب، فلما يئست منه رجعت فبكت وبكى حشمها معها، فملا علا الصوت رجع إليها عبد الملك فقال: وأنت أيضاً ممن يبكي! قاتل الله كثيِّراً، كأنه كان يرى يومنا هذا حيث يقول:
إذا ما أرادَ الغزوَ لم تثنِ عزمَهُ
حَصَانٌ عليها نظمُ دُرٍّ يزينُها

ولكنْ مضى ذو مرَّةٍ متثبِّتٌ
لسُنّةِ حقٍّ واضحٍ يسْتَبِينُها[15].



الخضر والفرزدق:
قال الفرزدق: أبق غلامان لرجل منا يقال له: الخضر فحدثني قال: خرجت في طلبهما وأنا على ناقة لي عيساء كوماء أريد اليمامة، فلما صرت في ماء لبني حنيفة يقال له: الصرصران ارتفعت سحابة فرعدت وبرقت وأرخت عزاليها فعدلت إلى بعض ديارهم، وسألت القِرى فأجابوا فدخلت داراً لهم، وأنخت الناقة وجلست تحت ظلة لهم من جريد النخل، وفي الدار جويرية لهم سوداء إذ دخلت جارية.. فسألت الجارية لمن هذه العيساء -تعني ناقتي- فقالت: لضيفكم هذا، فعدلت إلي فقالت: السلام عليكم، فرددت عليها السلام، فقالت لي: ممن الرجل؟ فقلت: من بني حنظلة. فقالت من أيهم؟ فقلت: من بني نهشل، فتبسمت، وقالت: أنت إذاً ممن عناه الفرزدق بقوله:
إن الذي سمَك السماءَ بنَى لنا
بيتاً دعائمُه أعزُّ وأطولُ

بيتاً بناه لنا المليكُ وما بَنَى
مَلِكُ السماءِ فإنه لا يُنْقَلُ

بيتاً زُرَارةُ مُحْتَبٍ بفِنائه
ومُجَاشِعٌ وأبو الفَوَارِس نَهْشَلُ


قال: فقلت: نعم، جعلت فداك. وأعجبني ما سمعت منها. فضحكت: وقالت: فإن ابن الخطفي قد هدم عليكم بيتكم هذا الذي فخرتم به، حيث يقول:
أَخْزَى الذي رفَع السماء مُجَاشِعاً
وبَنى بِناءكَ بالحَضيض الأسفلِ

بيتاً يُحَمِّمُ قَيْنُكم بفِنائه
دَنِساً مَقَاعِدُه خبيثَ المَدْخَلِ[16].




الفرزدق ومضرس بن ربعي وأبيات نهشل بن حري وأبي المهوش الأسدي:
مر الفرزدق بمضرس بن ربعي وهو ينشد قوله:
تحمل من وادي أشيقر حاضره

وقد اجتمع الناس، فقال الفرزدق: يا أخا بني فقعس، متى عهدك بالقنان؟! فقال: تركته تبيضُ فيه الحُمّر!. أراد الفرزدق قول نهشل بن حري:
ضمن القنانُ لفقعس سوءاتها *** إنَّ القنان بفقعس لمعمّرُ

وأراد مضرس قول أبي المهوش الأسدي:
قَدْ كُنْتُ أحْسَبكُمْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ
فَإذَا لَصاف تَبيضُ فِيهِ الحُمَّرُ

وَإذَا يَسُرُّكَ مِنْ تَمِيمٍ خَصْلَةٌ
فَلَمَا يَسُوءُكَ مِنْ تَمِيمٍ أكْثَرُ[17]


والقنان ولصاف: جبلان. والحمر على وزن صرد- وتشدد ميمه وهو اللائق في البيت-: طائر، شبههم به في الضعف والجبن.

ابن عائشة وحميد بن ثور:
أخرج ابن النجار عن ابن عائشة قال: سَمِعني رجلٌ وأنا أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: لو عُزِّي المرءُ في حياته من الأسقام لأفناه الليل والنهار[18]. فقال: هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم؟! فقلت: قاتل الله حميد بن ثور إذ يقول:
أرى بصري قد رابني بعدَ صحّةٍ *** وحسبُك داءً أن تَصِحَّ وتسلما[19].

المنصور ويزيد بن مفرغ:
قال علي بن مخلد: كنت واقفاً على رأس المنصور وأنا غلام، فما رأيت ملكاً ولا سوقة كان أفسح منه أخلاقاً، ولا أقل ضرباً وشتماً لملك يمين، وكان ربما دعا الغلام من غلمانه لبعض ما يحتاج إليه فيسمع نداءه فلا يجيبه، قال: فسمعته يوماً يقول للربيع: ما أدري كيف أصلح غلماني وخدمي؟! أصوت للواحد منهم أصواتاً فلا يجيبني وأنا أعلم أنه قد سمع!.

قال: يا أمير المؤمنين، لنت لهم غاية اللين فلو غلظت عليهم بعض الغلظة استقاموا. فقال: ابغني سوطاً ومسماراً، فأتاه بهما فعلق السوط تجاه مجلسه، فكان إذا صاح بالخادم وافاه عشرون في لحظة، فقال: قاتل الله القائل [هو يزيد بن مفرغ]:
العبدُ يُقرعُ بالعصا *** والحُرُّ تكفيه الملامَه[20].

المأمون والأَعْوَر الشَّنِّيّ:
قال المأمون لأحد أولاده - وقد سمع منه لحناً-: ما على أحدكم أن يتعلم العربية فيقيم بها أوده، ويزين بها مشهده، ويفلَّ بها حجج خصمه بمسكتات حكمه، ويملك مجلس سلطانه بظاهر بيانه. أو يسرُّ أحدكم أن يكون لسانه كلسان عبده أو أمته، فلا يزال الدّهر أسير كلمته! قاتل الله الذي يقول [هو الأَعْوَر الشَّنِّيّ]:
ألَمْ تَرَ مِفْتاحَ الفُؤادِ لِسانَهُ
إذا هو أَبْدَى ما يَقُولُ مِن الفَمِ

وكائِنْ تَرَى مِن صامِتٍ لكَ مُعْجِبٍ
زِيادَتُهُ أو نَقْصُهُ في التَّكَلُّمِ

لِسانُ الفَتَى نِصْفٌ ونِصْفٌ فُؤادُهُ
فَلَمْ يَبْقَ إلا صُورَةُ اللَّحْمِ والدَّمِ[21].

يتبع



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.46 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (2.69%)]