عرض مشاركة واحدة
  #103  
قديم 12-06-2019, 04:39 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,947
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

شرح سنن النسائي
- للشيخ : ( عبد المحسن العباد )
- كتاب الطهارة
(86)





شرح حديث أبي هريرة في بزق النبي في ثوبه وهو يصلي
قال المصنف رحمه الله تعالى: [أخبرنا محمد بن بشار عن محمد حدثنا شعبة سمعت القاسم بن مهران يحدث عن أبي رافع عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا صلى أحدكم فلا يبزق بين يديه ولا عن يمينه، ولكن عن يساره أو تحت قدمه، وإلا فبزق النبي صلى الله عليه وسلم هكذا في ثوبه ودلكه)].هنا أورد النسائي حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا صلى أحدكم فلا يبصق بين يديه ولا عن يمينه، وليبصق عن شماله أو تحت قدمه، وإلا فبزق رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا في ثوبه ودلكه)، هذا الحديث دال على ما دل عليه حديث أنس بن مالك المتقدم، وهو أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فعل هذا الفعل، الذي هو كونه بصق في ثوبه وفي ردائه، ودلكه عليه الصلاة والسلام، ولكنه أرشد إلى أن الإنسان لا يبصق عن يمينه ولا بين يديه، وإنما يبصق عن شماله أو تحت قدمه، وإن لم يفعل هذا ولا هذا، فإنه يبصق في ثوبه كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا هو محل الشاهد، أي: كون النبي صلى الله عليه وسلم بصق في ثوبه ودلكه، فهذا هو المقصود من إيراد الحديث في الترجمة، وهي باب: البزاق يصيب الثوب، يعني: أنه طاهر، ولهذا حصل هذا في الصلاة، ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك في ثوبه، ولو كان ذلك نجساً ما وضعه في الثوب، ولا حصل منه في الثوب، لكن لما حصل هذا وهو في الصلاة دل على طهارة البصاق والبزاق.

تراجم رجال إسناد حديث أبي هريرة في بزق النبي في ثوبه وهو يصلي
قوله: [أخبرنا محمد بن بشار].وهو الملقب بندار، وهو ثقة، من صغار شيوخ البخاري؛ لأنه توفي قبل وفاة البخاري بأربع سنوات، أي: في سنة 252هـ، وقد وافقه في الوفاة في تلك السنة اثنان من شيوخ أصحاب الكتب الستة، وهم: محمد بن بشار، ومحمد بن المثنى، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي، فإن هؤلاء الثلاثة ماتوا في سنة واحدة، وهي سنة 252هـ، أي: قبل وفاة البخاري رحمه الله بأربع سنوات، ومحمد بن بشار هذا لقبه بندار، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة، بل هو شيخ لأصحاب الكتب الستة جميعاً.[حدثنا محمد].ومحمد هذا غير منسوب، ولكنه محمد بن جعفر الملقب غندر، فإنه إذا جاء يروي عن شعبة وهو غير منسوب، فإنه يحمل على محمد بن جعفر الملقب غندر، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[عن شعبة].وهو شعبة بن الحجاج أحد الثقات الأثبات، الموصوف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، أي: أنه ممن ظفر بهذا اللقب الرفيع، وهذا الوصف العالي، وهو التلقيب بأمير المؤمنين في الحديث، الذي حصل لعدد قليل من المحدثين، الذين برزوا واشتهروا وصاروا قمة في الثقة والعدالة، وهم عدد قليل منهم شعبة بن الحجاج وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.[سمعت القاسم بن مهران].وهو القيسي، وهو خال هشيم بن بشير، وهو صدوق، خرج له مسلم، والنسائي، وابن ماجه ، أي: واحد من صاحبي الصحيح، واثنان من أصحاب السنن الأربعة.[عن أبي رافع].وهو نفيع الصائغ المدني، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[عن أبي هريرة].أبو هريرة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أكثر الصحابة على الإطلاق حديثاً، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة، وقد مر ذكره كثيراً.
بدء التيمم


شرح حديث عائشة في بدء مشروعية التيمم
قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب بدء التيمم.أخبرنا قتيبة عن مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، حتى إذا كنا بالبيداء، أو ذات الجيش، انقطع عقد لي، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه، وأقام الناس معه، وليسوا على ماء وليس معهم ماء، فأتى الناس أبا بكر رضي الله عنه فقالوا: ألا ترى ما صنعت عائشة؟ أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالناس، وليسوا على ماء وليس معهم ماء؟ فجاء أبو بكر رضي الله عنه ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام، فقال: حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس، وليسوا على ماء وليس معهم ماء؟! قالت عائشة: فعاتبني أبو بكر، وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعن بيده في خاصرتي، فما منعني من التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح على غير ماء، فأنزل الله عز وجل آية التيمم، فقال أسيد بن حضير: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر، قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه، فوجدنا العقد تحته)].هنا أورد النسائي رحمه الله: باب: بدء التيمم، أي: بدء مشروعيته، وكونه شرع بداية تشريع هذا الحكم الذي هو التيمم عند فقد الماء، والذي يحصل به التطهر، وهو أحد الطهارتين الذي هو عوض عن الماء، أي: بدء مشروعيته، ومتى حصل، وكيف حصل، وقد أورد النسائي في هذه الترجمة حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره)، وكان ذلك في غزوة بني المصطلق، (حتى إذا كنا بالبيداء، أو ذات الجيش)، يعني: فكانوا في ذلك المكان، وقد فقد عقد لـعائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها، فبقي الرسول صلى الله عليه وسلم في البحث عنه وفي طلبه، وأمر بعض أصحابه أن يبحثوا عنه، فجعلوا يبحثون عنه، ثم إنه لم يكن معهم ماء، ولم يكونوا نازلين على ماء، يعني: على بئر، وليس معهم ماء يحملونه يكفيهم، فعند ذلك جاء الناس إلى أبي بكر رضي الله عنه، وأخبروه بما حصل من عائشة، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم جلس بسبب عقد لها، فجاء أبو بكر، وعاتبها ولامها، وجعل يطعن في خاصرتها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم نائماً على فخذها، وكانت تتجلد وتتصبر، ولا تتحرك لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم منها، وكونه نائماً على فخذها رضي الله تعالى عنها وأرضاها، حتى أصبح الناس وليس معهم ماء، فأنزل الله آية التيمم فتيمموا، وعند ذلك قال أسيد بن حضير وهو من الأنصار رضي الله عنه وأرضاه: (ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر)، ثم إنهم أثاروا الجمل الذي كانت تركب عليه عائشة، وإذا العقد تحته.وهذا الحديث الذي أورده النسائي واضح الدلالة على بدء فرض التيمم ومشروعيته، وأنهم كانوا في تلك السفرة، وأنه لا ماء معهم، وليسوا على ماء، ولما جاء وقت الصلاة، وليس معهم ما يتوضؤون به، أنزل الله تعالى آية التيمم: فَتَيَمَّمُوا [النساء:43]، فصار هذا بدء مشروعية هذه الطهارة، التي هي عوض عن طهارة الماء إذا فقدت.وقوله: (انقطع عقد لي، فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه، وأقام الناس معه).وفي هذا دليل على المحافظة على المال، وعلى عدم إضاعته؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم والناس جلسوا في ذلك المكان في البحث عن العقد، ولم يستهينوا به ويتركوه ويمشوا، وإنما فعلوا الأسباب التي تمكنهم للوصول إليه، وذلك في البحث عنه، والبقاء من أجله.وقوله: (بالبيداء أو ذات الجيش)، ما أدري هل هو شك من الراوي أو غيره؟(فجاء أبو بكر رضي الله عنه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام، فقال: حبست رسول الله صلى الله عليه وسلم، والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء؟!). فيه دليل على أن والد المرأة المزوجة له أن يعاتبها، وله أن يؤدبها ولو كانت مزوجة، فإن أبا بكر رضي الله عنه وأرضاه، عاتب عائشة، وحصل منه ما حصل من الطعن في خاصرتها، وهي ذات زوج، فدل هذا على جواز مثل ذلك، وأن للوالد حقاً في مثل هذا، أي: من المعاتبة والتأديب لابنته، ولو كانت ذات زوج.قوله: (قالت عائشة: فعاتبني أبو بكر، وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعن بيده في خاصرتي، فما منعني من التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذي).وعائشة رضي الله عنها عبرت بقولها: قال أبو بكر، وما قالت: أبي، وكان المناسب أن الإنسان عندما يتحدث عن أبيه ما يسميه، وإنما يذكره بالأبوة، لكن لما كان المقام مقام غضب عليها، وكونه عمل معها ما عمل، أتت بهذا اللفظ الذي هو إظهار اسمه، أو إظهار ما اشتهر به، ولم تقل: أبي حصل منه كذا وكذا.قوله: (فأنزل الله عز وجل آية التيمم، فقال أسيد بن حضير رضي الله عنه: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر).أي عند ذلك قال أسيد بن حضير لما شرع الله التيمم بهذه المناسبة، وبهذا الانحباس الذي حصل بسبب البحث عن العقد، وأن سبب ذلك هو عائشة رضي الله عنها وأرضاها، قال: ما هذا بأول بركتكم، يعني: فضل التيمم، وكون التيمم حصل بهذه المناسبة التي كانت عائشة هي السبب في ذلك، وليس هذا بأول بركة بل هي مسبوقة ببركات وبأسباب طيبة حصلت من هذا البيت المبارك، وهو بيت أبي بكر الصديق، ومن له به علاقة رضي الله تعالى عنه وأرضاه، وبمن كان سبباً في الخير، فإن هذه الكلمة من أسيد بن حضير تدل على هذا.وقوله: (ليست بأول بركتكم) يعني: أنها مسبوقة بأن حصل منكم قبل هذه أمور فيها خير وبركة للناس، ثم هذا الذي حصل مع كراهية الناس لهذا الأمر، وهو التأخر والانحباس بسبب هذا العقد، ترتب عليه هذه المصلحة وهذه الفائدة، فكان هذا الذي كرهوه حصل نتيجة له ولمجيء وقت الصلاة وليس عندهم ماء أن فرض الله لهم التيمم، فكان هذا الذي كرهوه ترتب عليه خير كثير، وكان الأمر كما قال الله عز وجل: فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا [النساء:19]؛ لأنهم كرهوا هذا البقاء وهذا الجلوس، ولكن الله تعالى جعل فيه الخير والبركة، وهو أن شرع لهم هذه الطهارة التي هي طهارة التيمم عندما يفقد الماء.ثم قالت عائشة رضي الله عنها: (فبعثنا البعير الذي كنت عليه)، يعني: الذي كانت تركبه، فوجدوا العقد تحته، وهذا الذي حصل في هذه القصة من كون العقد يفقد، والرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم عن مكانه، ويحصل الجلوس والانحباس بسببه، ويرسل جماعة من أصحابه يبحثون عنه، وهو لا يعلم مكانه رسول الله عليه الصلاة والسلام، مع أن العقد موجود تحت البعير الذي كانت عائشة تركبه، في هذا دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب، وأن الذي يختص بعلم الغيب هو الله عز وجل؛ لأن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم كان العقد حوله، وكان قريباً منه، وقد جلس هو وأصحابه هذه المدة، وأرسل جماعة من أصحابه يبحثون عنه، ومع ذلك كان العقد تحت البعير، ولم يكن يعلم الرسول صلى الله عليه وسلم مكانه، فالرسول عليه الصلاة والسلام لا يعلم من الغيب إلا ما أطلعه الله عليه، ولو كان يعلم الغيب، وأنه لا يخفى عليه شيء، لما جلسوا هذه الفترة ينتظرون الحصول على العقد بل لعلم مكان العقد، وأنه تحت البعير، وقال: العقد تحت البعير، خذوه وامشوا، لكن كل ذلك لم يحصل، فهذا الحديث واضح الدلالة على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب.ومثله أيضاً ما حصل لـعائشة في قصة الإفك، فإنها لما رميت بالإفك، ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم الحقيقة، وما كان يسأل عنها، وكان يستشير الناس في طلاقها، بل كان يأتي إليها ويعظها وينصحها، ويقول: (يا عائشة! إن كنت ألممت بذنب فتوبي إلى الله عز وجل، واستغفريه)، ولو كان يعلم الغيب ما حصل هذا الكلام كله، ولقال لما جاءه الناس وتكلموا في عائشة وقالوا: إنها كذا وكذا، لقال: أنا أعلم الغيب، هي ما حصل منها هذا الشيء، لكنه حصلت منه هذه الأمور المتعددة التي تدل على عدم علمه بالغيب.والرسول صلى الله عليه وسلم أمره الله بأن يقول: أنه لا يعلم الغيب، فقال: قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ [الأنعام:50]، وقال: قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ [الأعراف:188].

تراجم رجال إسناد حديث عائشة في بدء مشروعية التيمم
قوله: [أخبرنا قتيبة].وهو ابن سعيد الذي يأتي ذكره كثيراً في سنن النسائي، وهو من شيوخ النسائي الذين أكثر الرواية عنهم، وأول حديث في سنن النسائي من رواية النسائي عن شيخه قتيبة هذا، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة، وهو من الثقات الأثبات.[عن مالك].وهو ابن أنس إمام دار الهجرة، المحدث الفقيه، صاحب المذهب المشهور، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن عبد الرحمن].وهوعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وهو ثقة فاضل، قال عنه ابن عيينة: كان أفضل أهل زمانه، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن أبيه].وهو القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وهو أحد الفقهاء السبعة في المدينة المشهورين في عصر التابعين، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[عن عائشة].يعني والقاسم بن محمد يروي عن عمته عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها، وهي الصديقة بنت الصديق المنزلة براءتها من عند الله عز وجل في آيات تتلى من كتاب الله عز وجل، وهي الصحابية التي عرفت بكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي أحد السبعة المكثرين من رواية الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ستة من الرجال وواحدة من النساء هي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها.
الأسئلة


فائدة دراسة علم الحديث والرجال
السؤال: ما هي الفائدة من دراسة الحديث والرجال؟الجواب: الفائدة من دراسة الحديث أن يعلم كلام الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي هو وحي أوحاه الله عز وجل على رسوله، وقال عنه: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم:3-4]، ولأن هذا هو من مصادر التشريع (الكتاب والسنة)، والحق والهدى لا يعرف إلا عن طريق الكتاب والسنة، فدراسة الحديث منه يؤخذ الحق والهدى، وبه يسار إلى الله عز وجل على بصيرة.وكذلك دراسة الرجال، ومعرفة رواة الأحاديث، ومعرفة من يكون ثقة ومن يكون ضعيفاً، ومن يكون حديثه مقبولاً، ومن يكون حديثه غير مقبول، هذه هي الفائدة، وهذا في الحقيقة سؤال عجيب! فلا تترك الدراسة وتنطلق في الدعوة، بل يتسلح بسلاح العلم والمعرفة من كتاب الله وسنة رسوله حتى يكون الإنسان أهلاً للدعوة، أما إذا لم يعرف الحديث، ولم يعرف السنن، فإلى أي شيء يدعو الناس، فلابد من العلم، والدعوة تكون مبنية على علم، والعلم هو كتاب وسنة.العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة هو أولو العرفان

حكم التشهير بالحكام وفضحهم على الملأ
السؤال: يا شيخ! يقول البعض: لا ينبغي مدح الدولة بالمحاضرات، بل يجب التشهير بهم وفضحهم حتى يعتدلوا، فما رأيكم؟الجواب: هذا من قلة الفهم وعدم الرفق، وعدم الأخذ بالطرق التي ينبغي الأخذ بها، ومن المعلوم أن النصح والدعاء مطلوب لولاة الأمور، وأن كون الإنسان يدعو لولاة الأمور وينصح لهم، فهذا هو الذي أرشدت إليه السنة وأرشد إليه الرسول الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه، ومن المعلوم أن النتائج والثمرات الطيبة إنما تترتب على النصح، ولا تترتب على التشهير وعلى الكلام الذي يكون فيه إيذاء لهم، وإنما تكون بالنصح لهم وبالدعاء لهم، وكون الإنسان ينصح لهم، ويبين لهم الشيء الذي يحصل منهم من الخطأ، ويرشدهم إلى طريق السلامة وإلى طريق النجاة، ويذكرهم بما هم قادمون عليه، وما هو الذي أمامهم عندما يغادرون هذه الحياة وينتقلون إلى الدار الآخرة، ولا ينفعهم عند ذلك إلا ما يقدمونه من أعمال صالحة، فالتذكير والتنبيه على الخير، والتعاون على البر والتقوى، هذا هو المنهج القويم، وهو المسلك الذي تحصل من ورائه الفوائد، وتحصل من ورائه النتائج الطيبة.
معنى (صدوق يتشيع) و(صدوق يهم) ومدى تأثير ذلك على الحديث
السؤال: ما معنى: صدوق يتشيع، وصدوق يهم؟ وهل يؤثر على إسناد الحديث؟الجواب: كلمة (صدوق) معلوم أنها أقل من ثقة، لكن من يكون وصفه بذلك فحديثه يحتج به، ويقبل حديثه. ومعنى كلمة (يتشيع) أي: أنه ينسب إلى التشيع، ومن المعلوم أن التشيع يتفاوت، فهناك تشيع لا يؤثر، مثل تفضيل علي على عثمان، فإن هذا يقال له: تشيع، وينسب إلى جماعة من أهل السنة ذلك الشيء، وذلك لا يؤثر في قبول الروايات، فمثل هذا النوع من التشيع لا يؤثر.وأما (صدوق يهم)، فمعناه أن له أوهاماً، أو أحصي عليه شيء من الأوهام.
مدى شمولية النهي عن البزاق عن اليمين في الصلاة وفي غيرها
السؤال: بالنسبة لحديث (إذا صلى أحدكم فلا يبزق بين يديه ولا عن يمينه)، هل هذا خاص بالصلاة أم خارج الصلاة؟الجواب: الحديث جاء في الصلاة، لكنه يشمل حتى في غير الصلاة، وعليه فلا يبصق أمامه، ولا يبصق عن يمينه، وإنما يبصق عن شماله.
مدى ثبوت صلاة الأوابين بين المغرب والعشاء
السؤال: صلاة الأوابين بين المغرب والعشاء، هل ثبتت في السنة؟الجواب: لا أعلم ثبوت شيء بين المغرب والعشاء بالنسبة لصلاة الأوابين، وإنما الذي ورد في صلاة الأوابين في صحيح مسلم صلاة الضحى: (صلاة الأوابين حين ترمض الفصال)، يعني: أن أولاد الإبل الصغيرة تشتد عليها حرارة الرمضاء فتتأذى بذلك، فالمعنى: أن صلاة الأوابين تكون في وقت اشتداد الشمس، هذا هو الذي جاء في صحيح مسلم، أما كونه يكون بعد المغرب فلا أعرف عنه شيئاً.مداخلة: إذا لم يثبت هل نستطيع أن نمنع المصلين بين المغرب والعشاء؟الشيخ: نرشد الناس إلى اتباع السنة، أولاً: نبحث عن هذا الذي ذكر، هل هو ثابت أو غير ثابت؟ وإذا كان غير ثابت نرشدهم إلى ما هو ثابت.
حكم الكلام في المشايخ الذين عرفوا بالخير والصلاح
السؤال: يا شيخ! ما رأيكم فيمن يتكلم في أعراض المشايخ، والذين عرفوا بالخير والصلاح والدعوة إلى الله، واتهامهم بأنهم خوارج، وبأنهم أهل بدع؟الجواب: الكلام في أعراض المسلمين مطلقاً هو مذموم بلا شك، وهو من الغيبة، وآحاد الناس إذا تكلم في أعراضهم بغير حق، فإن هذا إيذاء لهم، وهو داخل تحت الغيبة المذمومة، وإذا كان هذا في حق آحاد الناس فكيف يكون في حق من يكون له اشتغال بالعلم وله عناية بالعلم، ولا شك أن هذا داخل تحت هذا الذم من باب أولى، فالإنسان سيحاسب عليها، وسيسأل عنها، فإن الكلام في المشايخ لا شك أنه من باب أولى أشد ضرراً، والواجب هو العدل والإنصاف، ومعرفة الحق لأهل الحق، ومن عرف من أحد منهم خطأ، فإنه يبين له خطأه، وأيضاً ينبه على الخطأ حتى لا يغتر به، إذا كان الأمر واضحاً، أما إذا لم يكن شيء من ذلك، فإن هذا كما هو معلوم مما يسعى الإنسان فيه إلى ضرر نفسه، ولا يضر غيره شيئاً.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 41.67 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 41.04 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.51%)]