عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 21-11-2014, 01:39 PM
الصورة الرمزية فريد البيدق
فريد البيدق فريد البيدق غير متصل
مشرف ملتقى اللغة العربية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2010
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 873
افتراضي رد: حروف الخط العربي .. التطور في الرسم والترتيب

(3)
هذا عن نقط الإعجام وتطوره، فماذا عن نقط الإعراب الذي بدأه أبو الأسود؟
يقول عبد الفتاح إسماعيل شلبي نقلا عن مقدمة تحقيق كتاب "الطراز في شرح ضبط الخراز" ص48: "وربما كان يحيى بن يعمر يقوم بنقط المصاحف لمن أراد من الناس كما فعل لابن سيرين". وقد ذكر الدكتور الفرماوي نقلا عن الكتاب نفسه ص49: "لعاصم دوران في النقط: الأول: تعميم نقط أبي الأسود على جميع حروف الكلمة...".
يقول الخطاط محمد طاهر صاحب كتاب "تاريخ الخط العربي وآدابه" ص ص 77- 78: "واخترع أهل المدينة علامة للحرف المشدد على شكل قوس طرفاه إلى أعلى يوضع فوق الحرف المفتوح وتحت الحرف المكسور وعلى شمال الحرف المضموم، وكانوا يضعون نقطة الفتحة في داخل القوس ونقطة الكسرة تحته ونقطة الضمة على شماله. ثم استغنوا عن النقطة وقلبوا القوس مع الكسرة والضمة.
ثم زاد أتباع أبي الأسود علامات أخرى في الشكل، فوضعوا للسكون جرة أفقية فوق الحرف منفصلة عنه سواء كان همزة أم غير همزة، ولألف الوصل جرة في أعلاه متصلة به إن كان قبله فتحة وفي أسفله إن كان قبله كسرة وفي وسطه إن قبلها ضمة".
ثم جاء الخليل بن أحمد الفراهيدي فطور - كما ورد ص ص55- 56- نقط أبي الأسود وما عممه نصر بن عاصم على كل حروف الكلمة فأبدل به هذه الحركات المختصرة من الحروف فكان على الوجه التالي: "جعل الفتحة ألفا صغيرة توضع مبطوحة أي مبسوطة وممدودة من اليمين إلى اليسار، وجعلت مبطوحة وصغيرة؛ ليكون الفرع دون الأصل؛ إذ لا بد للأصل من المزية على الفرع. وجعل الضمة واوا صغيرة توضع فوق الحرف المتحرك أو أمامه أو وسطه، وجعل الكسرة ياء صغيرة مردودة إلى خلف توضع تحت الحرف المتحرك بها، وتجعل صغيرة لئلا تشتبه بصورة الياء التي أخذت منها.
قال ابن نجاح: إلا أن الذين جاءوا بعد الخليل اختصروا رأس الياء والواو فحذفوهما، فبقيت مطة الكسرة والخفض تشبه سمة الفتحة الواقعة فوق الحرف وبقيت الضمة تشبه الراء".
ثم يقول الدكتور أحمد بن أحمد شرشال في تقديم تحقيقه كتاب "الطراز في شرح ضبط الخراز" ص57: أقول: "اتفق الجميع على حذف رأس الياء وبقيت تشبه الفتحة، أما الضمة فذهب أهل المشرق إلى الإبقاء عليها دون حذف، وذهب أهل المغرب بحذف رأسها وتبقى معوجة كالدال هكذا "د". ومما تابع الخليل فيه أبا الأسود علامة التنوين؛ فجعل أبو الأسود علامة التنوين نقطتين أي من علامة الحركة نفسها، فكذلك فعل الخليل فجعل علامة التنوين من علامة الحركة نفسها".
ثم يتابع ص58 قائلا: "من العلامات التي أضافها الخليل على ما وضعه أبو الأسود أن جعل علامة السكون الشديد وهو ما يصاحب الإدغام رأس شين بغير نقط ولا تعريق، يراد به الحرف الأول من كلمة "شديد" ... ومن العلامات التي أضافها الخليل بالوضع أن جعل للسكون الخفيف رأس خاء بلا نقط هكذا "حـ" فوق الحرف الساكن الذي يقرعه اللسان، وأراد بذلك الحرف الأول من كلمة "خفيف" ... ومما وضعه الخليل علامة الهمز، ولم تكن لها قبل ذلك صورة مميزة بل كانت ترسم لها صورة ألف وتكتب بما تؤول إليه عند التخفيف ... ومما وضعه الخليل علامة ألف الوصل وهي رأس صاد "صـ" توضع فوق ألف الوصل دائما مهما كانت حركة ما قبلها.
ومن العلامات التي ابتكرها الخليل علامة المد، وهي ميم صغيرة مع جزء من الدال ... ومما ينسب وضعه إليه علامتا الإشمام والروم.
والحاصل أن مجموع ما ابتكره الخليل من علامات سواء بالتجديد أو بالوضع عشر علامات، وهو ما كب له الثبوت والاستقرار، وهو الذي عليه الناس حتى الآن ما عدا تحسينات قام بها أصحابه".
وأشار إلى هذه التحسينات صاحب كتاب "تاريخ الخط العربي وآدابه" ص ص82-83 بقوله: "وقد تفنن أتباع الخليل بحذف جزء من رأس الياء المجعول علامة على الكسرة، وحذف رأس الميم من علامة المد، وأجازوا في الضمتين التتابع أو رد الثانية على الأولى، وأن توضع كسرة الحرف المشدد تحت الشدة فوق الحرف أو تبقى تحت الحرف مع وجود الشدة فوقه، وفي الهمزة المكسورة أن توضع مع كسرتها تحت الألف أو توع الهمزة من فوق والكسرة من تحت".
ويشير الدكتور غانم قدوري الحمد في كتابه "رسم المصحف .. دراسة لغوية تاريخية" ص ص 529- 530 إلى تلخيص تاريخ استخدام شكل الضبط الخليل ونقط الإعراب الأسودي قائلا: "ويتبين من العرض السابق لتاريخ تمثيل الحركات أن ابتداء أبي الأسود نقط المصاحف لا يعني أن النقط قد استعمل دائما منذ ذلك التاريخ، ولا أنه شمل كل حركات الكلمة. كذلك فإن اختراع الخليل لعلامات الحركات لا يعني أنها استعملت مباشرة في ضبط المصاحف؛ فقد مضت مدة طويلة حتى بدأ إدخالها في المصاحف، وقد لاحظنا أن أهل الأندلس والمغرب ظلوا يستعملون طريقة النقط المدور إلى عصر الداني - ت 444هـ - حيث شاع استعمال علامات الخليل في تمثيل الحركات بعد تلك الفترة".
وكرر كثيرا تجاور شكل الخليل الذي كان يلقب بنقط الشعر ونقط أبي الأسود.
ويورد الدكتور غانم قدوري الحمد في كتابه "رسم المصحف .. دراسة لغوية تاريخية" قول ابن درستويه الذي يظهر أن هناك من كان ينقط الحروف المهملة ص555:"والنقط على ضربين: نقط محض كنقط الباء والتاء والثاء والياء والنون، وضرب قد يجري مجرى النقط كرقم الحاء والراء والسين والصاد والطاء والعين".
ثم أورد ص565 قول ابن درستويه الذي يشرح قوله السابق: "اعلم أن من الكُتَّاب من ينقط على كل مشتبهين من الحروف لا يغفل واحدا منهما كنقطهم الراء والسين والصاد والطاء والعين من تحت لأن نظائرها ينقطن من عل، والجمهور على غير ذلك".
ثم مضى الدكتور يعرض من خلال الروايات التي تحمل أقوال العلماء صور ذلك الرقم غير المشهور.
(4)
ثم جاء تطوير رسم الحروف.
كيف؟
يقول كتاب "تاريخ الخط العربي وآدابه" ص ص 68-71: "ثم لما جاء عصر بني أمية اشتغل كثير من الناس بالعربية، وفي عهدهم أخذ الخط يسمو ويرتقي ويتحسن أكثر مما قبل، وفي أواخر أيامهم اشتهر بحسن الخط رجل يقال له: قطبة المحرر، وهو الذي بدأ في تحويل الخط العربي من الشكل الكوفي إلى ما يقارب الشكل الذي هو عليه الآن.
ثم جاء أبو علي محمد بن مقلة المتوفى 328هـ، فأتم ما بدأ به قطبة المحرر من تحويل الخط عن شكله الكوفي إلى الشكل الذي هو عليه الآن، وهو أول من هندس الحروف وقدر مقاييسها وأبعادها بالنقط وضبطها ضبطا محكما. ثم جاء أبو الحسن علي بن هلال البغدادي المعروف بابن البواب المتوفى 413هـ فأكمل قواعد الخط وهندسته واخترع عدة أقلام.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.65 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (3.55%)]