عرض مشاركة واحدة
  #35  
قديم 18-02-2020, 05:14 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من مشاهير علماء المسلمين ..

الجيولوجي الدكتور رشدي سعيد


أحمد جدوع رضا الهيتي



من أبرز رجال علم الجيولوجيا العرب، ويُعتبَرُ الأبَ الروحيَّ لعلم الجيولوجيا بمصر، ولُقِّب بـ (أبي الجيولوجيا المصرية)، أحد أبرز خبراء الرَّيِّ، وأحد العارفين بأسرار نهر النيل، وكان أولَ مصريٍّ يحصل على الدكتوراه من جامعة هارفارد الأمريكية قبل أكثر من 60 عامًا، ومشروعه الأساسي الذي كرَّس له سنوات عمره هو "نهضة مصر والارتقاء بالإنسان المصري".

تولَّى منصبَ أستاذ بجامعة القاهرة، ثم تولَّى إدارة مؤسسة "التعدين والأبحاث الجيولوجية"، وساهم في الاكتشافات التعدينية التي مكَّنت مصر من التغلُّب على ما فقدته بعد احتلال سيناء، وقد كرَّمه الرئيس عبدالناصر، ثم حصل على جائزة الريادة لعام 2003 من الجمعية الأمريكية؛ تقديرًا لأعماله العلمية في مجال جيولوجيا مصر والشرق الأوسط.

التحق بكلية العلوم عام 1937، وتخرج فيها عام 1941 بمرتبة الشرف الأولى، ومن ثَمَّ عُيِّن معيدًا بالكلية، بدأ عمله بالتدريس داخل الكلية بعد عودته من بعثته العلمية بالمعهد العالي الاتحادي السويسري في زيورخ بسويسرا، وبمقابلته لعميد كلية العلوم في ذلك الوقت وافق على نقله إلى جامعة هارفارد الأمريكية؛ ليحصل على درجة الدكتوراه من هناك؛ كأول مصري يحصل على الدكتوراه من جامعة هارفارد، وهي واحدة من أعظم الجامعات في العالم.

بدأ تميُّزُه العملي عندما اتصل رئيس شركة القصير للفوسفات بالدكتور علي مصطفى مشرفة - عميدِ كلية العلوم آنذاك - لترشيح جيولوجيٍّ متخصص لرئاسة الشركة، وقد قام باختيار الدكتور رشدي سعيد، ليبدأ حياته العملية، ويعيد تنظيم إدارة الشركة ليتضاعف دخلها عدة مرات، وفي سنة 1968 رأس مؤسسة "التعدين والأبحاث الجيولوجية" في الفترة من (1968 - 1977م)، ويُعدُّ أبرزَ مَن تولَّى إدارة المؤسسة، التي تولى بِناءها من الصفر، وحوَّلها لمؤسسة تستخدم أحدث الطرق العلمية في البحث والكشف عن ثروات مصر المعدنية، بعد أن كانت من مخلفات شركات القطاع الخاص عند تأميمها، فكان له دور كبير في تنمية هذه المؤسسة، إلى جانب دوره في الاكتشافات التعدينية، التي مكَّنت مصر من التغلب على ما فقدته بعد احتلال سيناء عام 1967، وطوَّر هيئة المساحة الجيولوجية لتصبح مركزًا علميًّا، وأضاف إلى مهامها دراسةَ وبناءَ المشروعات التعدينية.

واختار الدكتور رشدي سعيد تخصصًا نادرًا، وهو جيولوجيا مصر، وأصدر مجموعة من المراجع العلمية المتخصصة نالت إعجاب علماء العالم، وأصبح مُعترَفًا بها على المستويين: المحلي، والعالمي؛ وبذلك انتقل الدكتور رشدي سعيد من الجامعة إلى المجتمع، ومن العلم إلى الثقافة، حين استطاع أن يقتحم الموضوعات المسكوت عنها؛ مثل: نظام الحكم، وعَلاقة الحكومة بمؤسسات المجتمع المدني، إلى جانب دوره في الاكتشافات التعدينية، التي مكَّنت مصر من التغلب على ما فقدته بعد احتلال سيناء.

وأُتيحت له فرصة العمل السياسي في فترة الستينيَّات والسبعينيَّات كعضو في مجلس الشعب وفي الاتحاد البرلماني الدولي.. ولم يجد أمامه طريقًا إلا تقديمَ استقالته، بعد أن تغيَّرت اهتمامات مصر، واضطر للهجرة خارج الوطن، وبَيْعِ مكتبتِه العلمية؛ ليستطيع الحياة في الولايات المتحدة، ولا يزال مشروع الدكتور رشدي الذي كرَّس له سنوات عمره - وهو "الارتقاء بالإنسان المصري" - مستمرًّا، ليس فقط من خلال أبحاثه ودراساته العلمية فحسب، بل أيضًا من خلال عالم الثقافة والتنوير، ونشر المنهج العقلاني الإنساني المتحرِّر من آفة التعصُّب والعنصرية، وهي السِّمات الأساسية في تكوين شخصيته، التي يدعو إليها بين كل المصريين.

وله إصدارات كثيرة، منها:
كتاب المنخريات في شمال البحر الأحمر Foraminifera of the northern Red Sea، كتاب جيولوجيا مصر The geology of Egypt، كتاب المسح الجيولوجي في مصر The geological survey of Egypt,، كتاب مذكرات تفسيرية مرافقة لخريطة مصر الجيولوجية Explanatory notes to accompany the geological map of Egypt، كتاب المنطقة الجيولوجية تحت سطح أرض القاهرة Subsurface geology of Cairo area، كتاب التقييم الجيولوجي لنهر النيل The geological evolution of the Nile River، كتاب نهر النيل The Nile river، كتاب الحقيقة والوهم في الواقع المصري، كتاب رحلة عمر، كتاب العلم والسياسة في مصر، له عددٌ كبير من المقالات حول التَّعْدِينِ والرَّيِّ والزراعة في مصر والمنطقة بوجه عام.

مذكرات الدكتور "رشدي السعيد" تحت عنوان رحلة عمر، اختار الجيولوجي الدكتور رشدي سعيد بلوغَه الثمانين عامًا مناسبةً لكتابة مذكراته، التي جاءت تحت عنوان: "رحلة عمر"، واتخذت لنفسها عنوانًا فرعيًّا هو: "ثروات مصر بين عبد الناصر والسادات"، ويَعرِضُ الدكتور رشدي سعيد أحد أهم جوانب مشاكل البحث العلمي في مصر، وهو: عدم القدرة على إقامة عَلاقات علمية متكافئة مع الأجانب، والجهل بأولويات البلاد، والخضوع للإغراءات، والاكتفاء بالشكلية عند إقامة مثل هذا النوع من العَلاقات بين غير الأنداد.

له العديد من الإسهامات، منها: اختار هذا العالم الفريدُ تخصصًا نادرًا، وهو "جيولوجيا مصر"، وأصدر كتابًا بهذا الاسم نال به إعجاب علماء العالم، وأصبح مرجعًا يُعترَفُ به على المستوى المحلي والعالمي، ساهم في الاكتشافات التعدينية التي مكنت مصر من التغلب على ما فقدته بعد احتلال سيناء.

تولَّى العديد من المناصب، كرَّمه الرئيس المصري في عام 1962؛ حيث سلَّمه "وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى"، حصل على جائزة الريادة لعام 2003 من الجمعية الأمريكية لجيولوجيا البترول؛ وذلك تقديرًا لأعماله العلمية في مجال جيولوجيا مصر والشرق الأوسط، التي وصفها بأنها فتحتْ آفاقًا جديدة لتطبيق هذا العلم في مجال البحث عن البترول في المنطقة.

شغَل منصب أستاذ بجامعة القاهرة في الفترة من 1950 حتى 1968، وتولَّى إدارة مؤسسة التعدين والأبحاث الجيولوجية في الفترة من 1968 - 1977، وأتيحت له فرصة العمل السياسي في فترة الستينيَّات والسبعينيَّات كعضو في مجلس الشعب وفي الاتحاد البرلماني الدولي.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.86 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]