عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-06-2019, 02:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: طفولتي الفيسبوكية

طفولتي الفيسبوكية (2)
أميرة محمود عبدالله



كل جديد له بهجته ودهشته ورهبته، كنت سعيدة جدًّا بتلقِّي الإشعارات وقراءة المنشورات، وأدهشتني كثرة الأفكار وتجدُّد المواضيع عند البعض، خاصَّة الصديقة الأولى التي أخذتْ على عاتقها نشْر كل ما هو مفيد ونافع؛ أدعية، وتفسير، وسلسلة أسماء الله الحسنى، وآداب الطعام والشراب، ومقالات هادفة، جعله الله عز وجل في ميزان حسناتها.

أولًا: الإعجاب:
عندما نُعجب بحديث شخص أو إنجازه نقول: ما شاء الله، أحسنتَ، ونرفع من معنوياته إن كان مبتدئًا، ونطلب منه مزيدًا من المثابرة لتحقيق أهدافه، ونصفِّق للمبدعين بحرارة إعجابًا بإبداعاتهم، أما على الفيس بوك فالإعجاب يكون بكبسة زرٍّ.

لكلِّ فرد منا ميول؛ فالمنشورات الدينية تُعجبني (آيات من القرآن الكريم أو أحاديث نبوية، وما يتعلق بهما من تفسير وأحكام)، وأتذوَّق الأدب، ولي اهتمامات أُخرى.

حرصت على قراءة ما يَصلني بتمعُّن وروية؛ لأُقرِّر بعد ذلك الإعجاب من عدمه.

تتنوع اهتمامات الأصدقاء وميولهم، وما هي إلا فترة وجيزة حتى أصبح لديَّ معرفة بأُسلوب بعض الأصدقاء واهتماماتهم، وتوقُّع ما سينشرونه في بعض المناسبات.

في بداية اشتراكي ظننتُ أن الإعجاب يعني الحفظ؛ فكنت أُعجب بالمنشورات الطويلة (التاريخية أو العلمية) التي تحتاج إلى تركيز أثناء القراءة، وأعود إليها لاحقًا عن طريق مراجعة النشاطات، تنبَّهت فيما بعد إلى الطريقة السليمة، وهي الحفظ واختيار (أنا فقط).

ظهرت لي كما ظهرت لغيري منشورات تَطلب ممَّن تصل إليه أن يُبدي إعجابه إن كان يُحب الرسول صلى الله عليه وسلم.

أبديتُ إعجابي بداية؛ لظني أنها نادرة، لكنها ظهرت مرارًا، فأقلعت عن الإعجاب بها؛ ليَقيني بأن الحب اتِّباع للحبيب المصطفى والدفاع عن سنَّته؛ لقول الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ﴾ [آل عمران: 31]، فالحب أسمى من كبسة على زر الإعجاب.

إعجاب صاروخي!
أثناء تصفُّحي للفيس بوك وصلني إشعار يفيد بأن إحدى الصديقات قامت بالنَّشر، فما أن فتحت المنشور حتى انطلق إليه إعجاب صاروخي، ربما كان من صديقة حقيقيَّة على أرض الواقع، تَثِق بصديقتها ثقةً عمياء، استفسرت عن المقصود بمنشورها؛ لأنه بدا وكأنه اختلط بكلام آخر، فقامت بتعديله، وكان كلامًا طيبًا أعجبني بعد أن قرأتُه.

الفيس بوك وسيلة سريعة للتواصل وإعلام الناس بالمناسبات السعيدة والحزينة، والإعلان عن محاضرات ورحلات وأمور كثيرة، والإعجاب يعني العلم بالخبر.

ثانيًا: التعليق:
التعليقات تكون عادةً للتهنئة، والدعاء بالتوفيق للصديق، أو للمواساة، أو تصحيح معلومة، أو للاعتراض أحيانًا، أو الاستفسار.
لديَّ شغف شديد بقراءة التعليقات، وأُعجبُ بما يحمل أفكارًا قريبة من أفكاري، تعليقات طيبة كشفت لي إبداعات كتابية ودعوية رغَّبتني في طلب الصداقة.

في بداية اشتراكي لفت انتباهي تعليق البعض بالقهقهة وتكرير حرف الهاء مرارًا وكأنه أمام مُهَرِّج وأُغمي عليه من كثرة الضحك، يقولون: (عندما يزيد الشيء عن حدِّه، ينقلب إلى ضدِّه).

عشرات التعليقات على منشور بكلمة واحدة أو جملة فيها تلميح لسلوك الغير، تُشبه إلى حدٍّ ما حركات طلاب المدارس في الهمز واللمز، استنتجت أنهم يُكمِلون ما بدؤوه في الصباح، حيثما كانوا - في أعمالهم أو مدارسهم أو جامعاتهم - لكنها على الملأ، فالمنشور لغز لا يفهمه إلا الأصدقاء على أرض الواقع، وأنا لست منهم، فكنتُ أتخطَّاه.

تتحوَّل التعليقات على بعض المنشورات إلى ما يُشبه حلقة نقاشية ممتعة مليئة بالفوائد بين صاحب المنشور ومتابعيه، تعكس فهم القارئ ونباهة الكاتب وحسن إدارته للنقاش.

التعليق بحروف لاتينية وتُنطق بالعربية (الإنجليزي المعرب)، أمر مُقلق ومؤلم لكل عاشق للعربية وغيور عليها، يحضرني قول الشاعر يخاطب اللغة العربية:
لو لم تكن أمُّ اللغات هي المنى
لكسرتُ أقلامي وعفتُ مِدادي

لغةٌ إذا وقعتْ على أسماعنا
كانت لنا بردًا على الأكبادِ

ستظلُّ رابطةً تؤلِّف بينَنا
فهي الرجاء لناطقٍ بالضادِ

وتقارُب الأرواح ليس يَضيرُه
بين الديار تباعُدُ الأجسادِ


الرد على التعليقات من صاحب المنشور أو إعجابه بالتعليق أمرٌ طيِّب.

ثالثًا: المشاركة:
المساهمة في نشر علم نافع أو خبر سار أمرٌ طيب، في بداياتي ساهمت بنشر ما يروق لي من معلومات رأيت فيها فائدةً، ثم توقفتُ بعد فترة وجيزة، واكتفيت بإيصاله لأفراد أُسرتي، وأحيانًا نناقشه معًا في جلساتنا.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.31 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]