عرض مشاركة واحدة
  #89  
قديم 23-12-2007, 06:51 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

يتبع .............




محمد الفاتح وفتح القسطنطينية



وفاته:
عاد الشيخ الى موطنه كونيوك بعد أن أحسس بالحاجة الى ذلك رغم إصرار السلطان على بقائه في استنبول ومات عام 863هـ/1459م فعليه من الله الرحمة والمغفرة والرضوان[117].
وهكذا سنة الله في خلقه لايخرج قائد رباني ، وفاتح مغوار إلا كان حوله مجموعة من العلماء الربانيين يساهمون في تعليمه وتربيته وترشيده والأمثلة في ذلك كثيرة وقد ذكرنا دور عبدالله بن ياسين مع يحيى بن ابراهيم في دولة المرابطين، والقاضي الفاضل مع صلاح الدين في الدولة الأيوبية ، وهذا آق شمس الدين مع محمد الفاتح في الدولة العثمانية فرحمة الله على الجميع وتقبل الله جهودهم وأعمالهم وأعلى ذكرهم في المصلحين.
أثر فتح القسطنطينية على العالم الأوروبي والإسلامي
كانت القسطنطينية قبل فتحها عقبة كبيرة في وجه انتشار الإسلام في أوروبا ولذلك فإن سقوطها يعني فتح الاسلام لدخول أوروبا بقوة وسلام لمعتنقيه أكثر من ذي قبل ، ويعتبر فتح القسطنطينية من أهم أحداث التاريخ العالمي، وخصوصاً تاريخ أوروبا وعلاقتها بالإسلام حتى عده المؤرخون الأوروبيون ومن تابعهم نهاية العصور الوسطى وبداية العصور الحديثة[118].
وقد قام السلطان بعد ذلك على ترتيب مختلف الأمور في المدينة، وإعادة تحصينها، واتخذها عاصمة للدولة العثمانية وأطلق عليها لقب اسلام بول أي مدينة الاسلام[119].
لقد تأثر الغرب النصراني بنبأ هذا الفتح، وانتاب النصارى شعور بالفزع والالم والخزي ، وتجسم لهم خطر جيوش الاسلام القادمة من استنبول ، وبذل الشعراء والادباء ما في وسعهم لتأجيج نار الحقد وبراكين الغضب في نفوس النصارى ضد المسلمين ، وعقد الامراء والملوك اجتماعات طويلة ومستمرة وتنادى النصارى الى نبذ الخلافات والحزازات وكان البابا نيقولا الخامس أشد الناس تأثراً بنبأ سقوط القسطنطينية، وعمل جهده وصرف وقته في توحيد الدول الايطالية وتشجيعها على قتال المسلمين، وترأس مؤتمراً عقد في روما أعلنت فيه الدول المشتركة عن عزمها على التعاون فيما بينها وتوجيه جميع جهودها وقوتها ضد العدو المشترك. وأوشك هذا الحلف أن يتم إلا أن الموت عاجل البابا بسبب الصدمة العنيفة الناشئة عن سقوط القسطنطينية في يد العثمانيين والتي تسببت في همه وحزنه فمات كمداً في 25 مارس سنة 1455م[120].
وتحمس الأمير فيليب الطيب دوق بورجونديا والتهب حماساً وحمية واستنفر ملوك النصارى الى قتال المسلمين وحذ حذوه البارونات والفرسان والمتحمسون والمتعصبون للنصرانية، وتحولت فكرة قتال المسلمين الى عقيدة مقدسة تدفعهم لغزو بلادهم ، وتزعمت البابوية في روما حروب النصارى ضد المسلمين وكان السلطان محمد الفاتح بالمرصاد لكل تحركات النصارى، وخطط ونفذ مارآه مناسباً لتقوية دولته وتدمير أعدائه، واضطر النصارى الذين كانوا يجاورون السلطان محمد أو يتاخمون حدوده ففي آماسيا، وبلاد المورة ، طرابيزون وغيرهم أن يكتموا شعورهم الحقيقي، فتظاهروا بالفرح وبعثوا وفودهم الى السلطان في أدرنة لتهنئته على انتصاره العظيم[121].
وحاول البابا بيوس الثاني بكل ما أوتي من مقدرة خطابية ، وحنكة سياسية، تأجيج الحقد الصليبي في نفوس النصارى شعوباً وملوكاً، قادة وجنوداً واستعدت بعض الدول لتحقيق فكرة البابا الهادفة للقضاء على العثمانيين ولما حان وقت النفير اعتذرت دول أوروبا بسبب متاعبها الداخلية، فلقد انهكت حرب المائة عام انكلتر وفرنسا، كما أن بريطانيا كانت منهمكة في مشاغلها الدستورية وحروبها الأهلية، وأما أسبانيا فهي مشغولة بالقضاء على مسلمي الأندلس وأما الجمهوريات الايطالية فكانت تهتم بتوطيد علاقاتها بالدولة العثمانية مكرهة وحباً في المال ، فكانت تهتم بعلاقتها مع الدولة العثمانية.
وانتهى مشروع الحملة الصليبية بموت زعيمها البابا واصبحت المجر والبندقية تواجه الدولة العثمانية لوحدهما؛ أما البندقية فعقدت معاهدة صداقة وحسن جوار مع العثمانيين رعاية لمصالحها وأما المجر فقد انهزمت أمام الجيوش العثمانية واستطاع العثمانيون أن يضموا الى دولتهم بلاد الصرب، واليونان والافلاق والقرم والجزر الرئيسية في الأرخبيل. وقد تم ذلك في فترة قصيرة ، حيث داهمهم السلطان الفاتح، وشتت شملهم ، واخذهم أخذاً عظيماً[122].
وحاول البابا بيوس الثاني بكل ما أوتي من مهارة وقدرة سياسية تركيز جهوده في ناحيتين اثنتين : حاول أولاً أن يقنع الاتراك باعتناق الدين النصراني، ولم يقم بارسال بعثات تبشيرية لذلك الغرض وانما اقتصر على ارسال خطاب الى السلطان محمد الفاتح يطلب منه أن يعضد النصرانية، كما عضدها قبله قسطنطين وكلوفيس ووعده بأنه سيكفر عنه خطاياه ان هو اعتنق النصرانية مخلصاً، ووعده بمنحه بركته واحتضانه ومنحه صكاً بدخول الجنة. ولما فشل البابا في خطته هذه لجأ الى الخطة الثانية خطة التهديد والوعيد واستعمال القوة، وكانت نتائج هذه الخطة الثانية قد بدأ فشلها مسبقاً بهزيمة الجيوش الصليبية والقضاء على الحملة التي قادها هونياد المجري[123].
وأما آثار هذا الفتح المبين في المشرق الاسلامي - فنقول لقد عم الفرح والابتهاج المسلمين في ربوع آسيا وأفريقيا فقد كان هذا الفتح حلم الأجداد وأمل الاجيال ، ولقد تطلعت له طويلاً وهاقد تحقق وارسل السلطان محمد الفاتح رسائل الى حكام الديار الاسلامية في مصر والحجاز وبلاد فارس والهند وغيرها؛ يخبرهم بهذا النصر الاسلامي العظيم- وأذيعت أنباء الانتصار من فوق المنابر، وأقيمت صلوات الشكر، وزينت المنازل والحوانيت وعلقت على الجدران والحوائط والأعلام والأقمشة المزركشة بألوانها المختلفة[124].
يقول ابن إياس صاحب كتاب بدائع الزهور في هذه الواقعة : فلما بلغ ذلك ، ووصل وفد الفاتح، دقت البشائر بالقلعة، ونودي في القاهرة بالزينة، ثم أن السلطان عين برسباي أمير آخور ثاني رسولاً الى ابن عثمان يهنئه بهذا الفتح[125].
وندع المؤرخ أبا المحاسن بن تغري بردي يصف شعور الناس وحالهم في القاهرة عندما وصل إليها وفد الفاتح ومعهم الهدايا واسيران من عظماء الروم، قال : قلت ولله الحمد والمنة على هذا الفتح العظيم وجاء القاصد المذكور ومعه اسيران من عظماء اسطنبول وطلع بهما الى السلطان سلطان مصر إينال وهما من أهل القسطنطينية وهي الكنيسة العظيمة باسطنبول فسر السلطان والناس قاطبة بهذا الفتح العظيم ودقت البشائر لذلك وزينت القاهرة بسبب ذلك أياماً ثم طلع القاصد المذكور وبين يديه الأسيران الى القلعة في يوم الاثنين خامس وعشرين شوال بعد أن اجتار القاصد المذكور ورفقته بشوارع القاهرة. وقد احتفلت الناس بزينة الحوانيت والأماكن وأمعنوا في ذلك الى الغاية وعمل السلطان الخدمة بالحوش السلطاني من قلعة الجبل.. [126].
وهذا الذي ذكره ابن تغري بردي من وصف احتفال الناس وأفراحهم في القاهرة بفتح القسطنطينية ما هو إلا صورة لنظائر لها قامت في البلاد الإسلامية الأخرى. وقد بعث السلطان محمد الفاتح برسائل الفتح إلى سلطان مصر وشاه ايران وشريف مكة وأمير القرمان، كما بعث بمثل هذه الرسائل إلى الأمراء المسيحيين المجاورين له في المورة والأفلاق والمجر والبوسنة وصربيا وألبانيا والى جميع أطراف مملكته[127].
[1] انظر: العثمانيون في التاريخ والحضارة، ص253.
[2] انظر: قيام الدولة العثمانية ، ص43.
[3] انظر: اوروبا في العصور الوسطى، سعيد عاشور، ص29.
[4] فتح القسطنطينية وسيرة السلطان محمد الفاتح، د.محمد مصطفى، ص36-46.
[5] المجتمع المدني الجهاد ضد المشركين، د. أكرم ضياء العمري، ص115.
[6] احمد في مسنده 4/335.
[7] المصدر السابق نفسه 4/335.
[8]ابن خلدون العبر 3/70 ، تاريخ خليفة بن خياط، ص315.
[9] خليفة بن خياط، تاريخه، ص458، تاريخ الطبري 10/69، ابن الأثير الكامل 6/185،186.
[10] قيام الدولة العثمانية، ص46.
[11] تاريخ سلاطين آل عثمان ، ص18.
[12] انظر: الفتوح الاسلامية عبر العصور ، د. عبدالعزيز العمري، ص358.
[13] انظر: الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص358.
[14] المصدر السابق نفسه، ص359.
[15] انظر: تاريخ الدولة العثمانية ، د. علي حسون، ص42.
[16] كتاب الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية، ص52 نقلاً عن تاريخ الدولة العثمانية، ص43.
[17] انظر: تاريخ الدولة العثمانية، د.علي حسون، ص43.
[18] رواه احمد في مسنده 4/335.
[19] انظر: الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص359.
[20] انظر: تاريخ الدولة العلية العثمانية، محمد فريد بك، ص161.
[21] انظر: سلاطين آل عثمان، ص26.
[22] انظر: الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص361.
[23] انظر: محمد الفاتح ، ص90، سالم الرشيدي .
[24] انظر: تاريخ سلاطين آل عثمان ، ص58.
[25] انظر: فتح القسطنطينية، محمد صفوت، ص69.
[26] انظر: محمد الفاتح للرشيدي، ص89.
[27] انظر: سلاطين آل عثمان، ص2؛ محمد الفاتح، ص96.
[28] انظر: محمد الفاتح، سالم الرشيدي، ص82؛ فتح القسطنطينية محمد صفوت، ص57.
[29] انظر: سلاطين آل عثمان، ص24،25.
[30] انظر: الفتوحات الاسلامية عبر العصور، ص364.
[31] انظر: محمد الفاتح ، ص98؛ العثمانيون والبلقان،ص89.
[32] انظر: العثمانيون والبلقاء، د.علي حسون، ص92.
[33] انظر: محمد الفاتح للرشيدي، ص120.
[34] انظر: محمد الفاتح للرشيدي، ص100.
[35] انظر: تاريخ سلاطين آل عثمان، ص58.
[36] محمد الفاتح، عبدالسلام فهمي ، ص92.
[37] انظر: الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص367.
[38] انظر: محمد الفاتح ، عبدالسلام فهمي، ص123.
[39] انظر: الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص368.
[40] انظر: محمد الفاتح للرشيدي، ص101.
[41] انظر: مواقف حاسمة، محمد عبدالله عنان، ص180.
[42] انظر: محمد الفاتح للرشيدي، ص103.
[43] المصدر السابق نفسه، ص103.
[44] انظر: محمد الفاتح للرشيدي، ص103.
[45] انظر: الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص369.
[46] انظر: السلطان محمد الفاتح، عبدالسلام فهمي، ص100.
[47] الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص370.
[48] انظر: السلطان محمد الفاتح، عبدالسلام فهمي،ص102.
[49] انظر: الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص370.
[50] تاريخ الدولة العثمانية ، يلماز أوزنتونا، ص135.
[51] انظر: محمد الفاتح، ص106.
[52] انظر: محمد الفاتح، ص106.
[53] انظر: الفتوح الاسلامية عبر العصور ، ص371.
[54] المصدر السابق نفسه، ص371.
[55] انظر: محمد الفاتح، ص116.
[56] المصدر السابق نفسه، ص106.
[57] انظر: السلطان محمد الفاتح، ص108.
[58] المصدر السابق نفسه، ص108.
[59] انظر: الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص372.
[60] انظر: السلطان محمد الفاتح، ص110.
[61] انظر: محمد الفاتح للرشيدي، ص144.
[62] انظر: السلطان محمد الفاتح، ص122.
[63] انظر: محمد الفاتح للرشيدي، ص118.
[64] انظر: الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص375.
[65] انظر: محمد الفاتح للرشيدي ، ص119.
[66] محمد الفاتح ، عبدالسلام فهمي ، ص116.
[67] الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص376.
[68] المصدر السابق، ص376.
[69] انظر: فتح القسطنطينية ، محمد صفوت، ص103.
[70] انظر: الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص377.
[71] انظر: محمد الفاتح للرشيدي، ص122.
[72] انظر: محمد الفاتح، ص122.
[73] انظر: محمد الفاتح، ص122.
[74] انظر: تاريخ الدولة العلية ، محمد فريد، ص164.
[75] انظر: تاريخ سلاطين آل عثمان ، يوسف آصاف، ص60.
[76] انظر: الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص378.
[77] انظر: محمد الفاتح ، ص125.
[78] انظر: محمد الفاتح، ص126.
[79] المصدر السابق نفسه ، ص126.
[80] المصدر السابق، ص129.
[81] محمد الفاتح ، ص129.
[82] المصدر السابق نفسه ،ص130.
[83] الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص380.
[84] المصدر السابق نفسه، ص
[85] انظر: الفتوح الاسلامية عبر العصور ، ص382.
[86] محمد الفاتح ، ص137.
[87] انظر: محمد الفاتح، ص139.
[88] المصدر السابق نفسه، ص131.
[89] الفتوح الاسلامية عبر العصور، ص383.
[90] المصدر السابق نفسه، ص384.
[91] انظر: جوانب مضيئة ، ص265.
[92] المصدر السابق نفسه، ص267.
[93] انظر: السلطان محمد الفاتح، ص134،135.
[94] انظر: جوانب مضيئة ، ص274.
[95] المصدر السابق نفسه، ص283.
[96] المصدر السابق نفسه، ص287.
[97] سبق تخريج الحديث.
[98] انظر: البطولة والفداء عند الصوفية، أسعد الخطيب، ص146.
[99] انظر: العثمانيون في التاريخ والحضارة، ص373.
[100] العثمانيون في التاريخ والحضارة ، ص373.
[101] المصدر السابق نفسه، ص373.
[102] العثمانيون في التاريخ والحضارة ، ص374.
[103] المصدر السابق نفسه، ص374.
[104] انظر: البدر الطالع 2/167.
[105] المصدر السابق نفسه 166/2.
[106] انظر: العثمانيون في التاريخ والحضارة، ص374.
[107] سبق تخريج الحديث.
[108] انظر: محمد الفاتح ، ص149.
[109] المصدر السابق نفسه، ص149.
[110] انظر: العثمانيون في التاريخ والحضارة، ص374.
[111] العثمانيون في التاريخ والحضارة، ص375.
[112] البدر الطالع 2/167.
[113] العثمانيون في التاريخ والحضارة، ص375.
[114] البدر الطالع 2/166.
[115] العثمانيون في التاريخ والحضارة، ص376.
[116] العثمانيون في التاريخ والحضارة، ص376.
[117] المصدر السابق نفسه، ص376.
[118] انظر : تاريخ الدولة العثمانية ، يلماز أوزيونا، ص384.
[119] انظر: تاريخ الدولة العلية، محمد فريد بك، ص164.
[120] انظر: السلطان محمد الفاتح ، ص136،137.
[121] المصدر السابق نفسه، ص140.
[122] انظر: السلطان محمد الفاتح، ص140.
[123] انظر: السلطان محمد الفاتح، ص141.
[124] المصدر السابق نفسه، ص142.
[125] المصدر السابق نفسه، ص142.
[126] النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة 16/71.
[127] انظر: محمد الفاتح، ص142.
 
[حجم الصفحة الأصلي: 30.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 29.89 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (1.98%)]