عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-09-2020, 02:18 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي شرح حديث: إن رجلا ممن كان قبلكم خرجت به قرحة

شرح حديث: إن رجلا ممن كان قبلكم خرجت به قرحة
الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح





80- وعن جُنْدَب، عَنْ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ رَجُلاً مِمَّن كَانَ قَبْلَكُمْ خَرَجَتْ بِهِ قَرْحَةٌ. فَلَمَّا آذَتْهُ انْتَزَعَ سَهْمَا مِنْ كِنَانَتِهِ. فَنَكَأَهَا فَلَمْ يَرْقَإِ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ. قَالَ رَبُّكُمْ: قَدْ حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ».



ترجمة راوي الحديث:
هو جندب بن عبد الله بن سفيان البجلي، يُكنى أبا عبد الله، سكن الكوفة ثم انتقل إلى البصرة قدمها مع مصعب بن عمير.
روى عنه من أهل البصرة: الحسن ومحمد وأنس ابنا سيرين وغيرهم.
وله رواية عن أبي كعب وحذيفة رضي الله عنهم أجمعين. [انظر أسد الغابة (1/ 360)].








تخريج الحديث:
الحديث أخرجه مسلم حديث (113)، وأخرجه البخاري في "كتاب الجنائز" "باب ما جاء في قاتل نفسه" حديث (1298).





شرح ألفاظ الحديث:



(كَانَ فِيْمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ): أي في أزمان الأمم السابقة.
(خَرَجَتْ بِهِ قَرْحَةٌ): بفتح القاف وإسكان الراء وهي حبة تخرج في بدن الإنسان.
(انْتَزَعَ سَهْمَا مِنْ كِنَانَتِهِ): الكنانة بكسر الكاف وهي جعبة النشاب التي يجمع فيها السهام، سميت بذلك لأنها تَكُنُّ السهام.
(فَنَكَأَهَا): أي خرقها وفتحها.
(فَلَمْ يَرْقَإِ الدَّمُ): أي لم ينقطع.
من








فوائد الحديث:



الفائدة الأولى: الحديث دليل على تحريم قتل النفس، وتحريم تعاطي الأسباب المفضية للقتل كما فعل الرجل الذي في حديث الباب، ومن رحمة الله تعالى بعباده حرم عليهم ذلك.





الفائدة الثانية: في الحديث الحث على الصبر على البلاء وترك الجزع والتضجر من الآلام.





الفائدة الثالثة: في الحديث التسلي بذكر أحداث الأمم الماضية والاستفادة منها ترغيبا وترهيبا.





الفائدة الرابعة: استشكل أهل العلم قوله صلى الله عليه وسلم عن ربه:" قَدْ حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ " كيف نجمع بينه وبين أن فاعل الكبيرة كقتل النفس لا يُحرم من الجنة بل مآله إليها كما هو معتقد أهل السنة والجماعة، فأجاب العلماء عن هذا الإشكال بعدة أجوبة:
قيل: هذا في المستحل، فإن استحل فعله صار كافرا، والكافر حرام عليه الجنة.
وقيل: حرمت عليه الجنة ابتداءً أي لا يدخلها مع السابقين بل يُعذَّب في أول الأمر فيُحرم الجنة ثم يكون مآله إليها.
وقيل: حرمت عليه جنة معينة وهي جنة الفردوس مثلا، فتكون (ال) في (الجنة) للعهد.
وقيل: إن هذا جزاؤه لو أراد الله عقابه، فالمراد بالتحريم هو التغليظ والتخويف.
وقيل: احتمال كون هذا شرع من قبلنا وأن أصحاب الكبائر يكفرون بفعلها قاله النووي-رحمه الله- في شرحه لهذا الحديث. [انظر شرح حديث (113)].








مستلة من إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم (كتاب الإيمان)



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.43 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.68%)]