عرض مشاركة واحدة
  #435  
قديم 21-01-2021, 11:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )

تفسير قوله تعالى: (وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج ...)
يقول تعالى: وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ [النساء:20].تزوجت زليخة ثم بدا لك أن تطلقها وتتزوج غيرها، ما دام المال متوفراً وأنت في خير أردت أن تستبدلها، ماذا تصنع؟ تضايقها؟ تضغط عليها حتى تملك وتقول: اتركني وأعطيك كذا؟ لا لا.. لا يحل أبداً، فقط تقول: إن شئتِ بقيتِ في بيتك وأريد أن أتزوج، تأذنين؟ البيت بيتك وأنت أنت وأنا أخوك، ولكن أردت أن أتزوج.في هذه الحال إذا قالت: طلقني، وتزوج، طلقها ولا تأخذ من مهرها شيئاً ولو كننت قد مهرتها قنطاراً لا تأخذ منه جراماً واحداً، وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ [النساء:20] بالهاء محذوفة لأن الأصل زوج بدون هاء، لماذا؟ لأنها أصبحت بك زوج، وبها أصبحت أنت زوج، فأنتما جنس واحد، عجب!هل أن ترضى أن تضر جسمك؟ هذا نصفي، لا إله إلا الله.ما كنت زوجاً أنت والله إلا بها، ولا كانت هي زوجة إلا بك، أنتما شيء واحد، كيف إذاً تؤذيها أو تؤذيك؟ وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا [النساء:20] التعبير بالقنطار فيه ما يفهم أنه يجوز رفع المهور إلى القناطير، انتبهتم؟ مائة كيلو فضة، لكن ليس هذا هو المطلوب، من باب إن أعطيت قنطاراً، ما فيه أن نعطي قنطاراً، على فرض إن أعطيتها قنطاراً لا تأخذ منه جراماً واحداً، أعطها مهرها كاملاً وسرحها وطلقها. وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا [النساء:20]، وهنا لا ننسى أن النبي صلى الله عليه وسلم رغب في المهر القليل: ( أكثر النساء بركة أقلهن مهوراً )، ( أيسرهن مئونة )، كلما كان المهر قليلاً كانت العاقبة أحسن، كلما كان المهر أكثر كانت العاقبة أسوأ، وهذا واقع ملموس ما يختلف، فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا [النساء:20].ثم قال: أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [النساء:20].هذا الاستفهام للإنكار: (أتأخذونه بهتاناً) كيف بهتاناً؟ لأنك بهتها: هاه أنت تتصلين بفلان، أنا شاهدتك كذا، أنا سمعت شريط في كذا، يكذب عليها يبهتها، ماذا تصنع هي؟ هيا اذهبي عني أعطيني كذا، هذا بهتان وإثم مبين، أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [النساء:20]. وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ [النساء:21].دلوني. وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ [النساء:21].أفضى الرجل إلى المرأة والمرأة إلى الرجل كالجسم الواحد، كتلة واحدة من اللحم، أمع هذا الالتصاق وهذا الالتحام تكذب عليها وتفتري وتتهمها بالفاحشة الباطلة من أجل أن تطلقها وتأخذ منها شيئاً من مهرها؟! آمنا بالله، القائل هذا هو خالق العقول وإلا لا، وغارز الغرائز وإلا لا؟ إذاً فلا يخطر ببالك أن يكون شيئاً من هذا غير واقع. وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا [النساء:21].أخذ الأزواج من أزواجهن العهد والميثاق وهو العقد، ما هو عقد بالمحكمة وإلا لا؟ ومن جملة العقد: فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ [البقرة:229]، زوجني يا فلان ابنتك فلانة، تقول: زوجتكها على مهر قدره كذا إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، إما أن تمسكها بالمعروف الذي أمر الله، وإما أن تسرحها بإحسان، ما هو بالسب والشتم والتعيير، أو بالتهم وأخذ المال، فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ [البقرة:229]، تسريح من الراحة وإلا لا؟ إن كنت تعبت منها، أو تعبت منك استريحا .. استرح أنت وتستريح هي. إذاً: وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا [النساء:21] هذا العقد وإلا لا؟ من مواد العقد: فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ [البقرة:229] وافقت على هذا أنت ووقعت، لم تخون إذاً؟
المهر حق للمرأة بكامله بمجرد الدخول بها والإفضاء إليها
وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا [النساء:21].معاشر المستمعين! هيا نتلو الآيات بالتأني بدون تجويد، بعض طلبة العلم يقولون: هذا الشيخ ما يجود، نحن نريد أن نفهم كلام الله عز وجل بدون غنة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا [النساء:19] يدخل في هذا اليهود والنصارى والمجوس؟ لا. بل المقصود فقط المؤمنون الأحياء الذين شرفهم الله بالإيمان فناداهم فزادهم في شرفهم، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا [النساء:19] نقول: لبيك اللهم لبيك، مر نفعل وانه ننته. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا [النساء:19].امرأة أبيك إذا مات والدك تعتد في بيتها، وإذا انتهت عدتها تأخذ مالها إن كان لها مال، تأخذ بقية مهر إن كان لها بقية، تأخذ حصتها من الإرث، ترث الزوج لأنها زوجته. بهذا أمرنا الله عز وجل، أما أن تحبسها وتقول: أنت زوجة أخي ومات أو أبي أنا أزوجك وآخذ المال الذي دفعه أبي، لا هذا عصر الظلمات، ظلمات الجهل وإلا لا؟ إن ظلماتنا اليوم والله لأعظم من تلك الظلمات، أبعد أن يعقدوا للذكر على الذكر في المحكمة بقي شيء؟ مسخ وسوف تنزل بهم، أين الله؟ لَبِالْمِرْصَادِ [الفجر:14]، وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ [الرعد:31]، ولعل حرباً ذرية تقضي على وجودهم، موجودة الذرة وإلا لا؟ محتفظون بها وإلا لا؟ لأمر أراده الله، علمنا الله إذا كثر الخبث وهبطت ينسفها الله. وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ [النساء:19].ماذا فهمتم من هذه الجملة؟ ما معنى: (ولا تعضلوهن)؟ العضل ما هو؟ الحبس: لا تخرجي ولا أطلقك حتى تعطيني ما في يديك ورجليك من الذهب، أو حتى تتنازلي عن بقية المهر، يجوز هذا؟ وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ [النساء:19]، اللهم إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ [النساء:19] لا غبار عليها ولا شك، فهنا تعاقب بأن تسترد بعض المهر والمهر كامل ويطلقها؛ لأنها ارتكبت فاحشة ما يبقيها الزوج في بيته، إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ [النساء:19] أي: ظاهرة واضحة.ثم قال تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19].أيها الفحول! أيها الرجال! عاشروا النساء المؤمنات بالمعروف، عاشرها وهي تعاشرك، ولو كانت لفظة أخرى ما تدل على المعاشرة بين اثنين، هي تعاشرك وأنت تعاشرها وتتم العشرة والسلامة بينكما، وَعَاشِرُوهُنَّ [النساء:19] بماذا؟ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19]، المعروف ما عرفه الله من الحق.. من العدل.. من الإحسان، بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19]. فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ [النساء:19].لأمر ما اصبر، اصبر ما تطلق، اذكر الله، حاول أن تصلح مما رأيت من المكروه كذا وإلا لا؟ لم؟ عسى أن تكره شيئاً وفيه خير لك، إذا كنت لا تعلم الغيب.ومعنى هذا: أن الله عز وجل يدعو عباده المؤمنين من أمثالنا إذا شاهدوا شيئاً في المرأة أن يصبروا، لا يعالج بالطلاق: أنت طالق اذهبي، قد يطلق وهو لا يجد مثلها ويندم، إذاً: ما دام كره منها خلقاً في أخلاقها ما يرضيه ، لكلمة الرسول الخالدة: ( لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر )، وقد بينا إذا صبر عليها قد يرزقه الله منها أولاداً يسعدونه طول حياته ويدخلونه الجنة بدعائهم وصلاتهم وحجهم واعتمارهم، صبر، هذا الذي أراد أن يطلق لما شعر بالغنى والمال قد يسلب منه في يوم من الأيام ويصبح فقيراً وتحتضنه هي وتتحمل معه، قد يمرض ويلصق بالأرض فيجدها هي التي تعالجه وهي التي تمرضه، هذا تعليم سيدنا ومولانا الذي يحبنا فيشرع لنا هذه الهداية، ومع الأسف جهلناها وعدلنا عنها.ثم قال تعالى: وَإِنْ أَرَدْتُمُ [النساء:20].على فرض. وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ [النساء:20].هذا يقع وإلا لا؟ فماذا تصنع؟ وَآتَيْتُمْ [النساء:20].الزوجة التي أردت أن تطلقها وأن تأتي بأخرى، آتيتها قنطاراً من الذهب أو الفضة فاحذر أن تأخذ منه شيئاً، أردت أن أتزوج ما رضيت بالزوجة: اذهبي إلى أهلك وخذي بضاعتك.. سلعتك.. دينك.. أموالك، وأستودعك الله وأنا أتزوج، حسن هذا. أما التقبيح والتعيير والشتم والتعالي والدفع.. و... و...، هذا لا يتم أبداً.إذاً: وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ [النساء:20] أعطيتم، إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا [النساء:20] وإن قلَّ.ثم يقول: أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا [النساء:20].وأنتم أولياء الله وعباده الصالحون، كيف تكذبون عليها وتبهتوها بالأقوال الباطلة: فعلت كذا وعملت كذا، من أجل أن تختلع منك؟ كيف تفعلون هذا؟ ما يليق بك. وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ [النساء:21].سبحان الله العظيم! وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ [النساء:21] دلونا بينوا لنا. وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ [النساء:21].تعرفون الإفضاء وإلا لا؟ الرجل يلبس امرأته وتلبسه: هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ [البقرة:187]، هذه التي تلصق بك وتلصق بها وتصبحا جسماً واحداً، هذه تؤذيها؟ يمشي معك إنسان في سفر فقط ويخدمك تحبه طوال حياتك وما تؤذيه، فكيف بالتي تلصق بها وتلصق بك أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ [النساء:21]؟ هذا أولاً. وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا [النساء:21].كيف تنقضون المواثيق وتحلون العقود، أيجوز هذا وأنتم الأحياء المؤمنون؟ نسيت لما قال القاضي: فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ [البقرة:229]، لو قال لك: لا. أنا حر، هل يعقد لك العاقد؟ ما يعقد، فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ [البقرة:229].أسمعكم الآيات مرة أخرى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ [النساء:19] أي: النساء، وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا [النساء:19]، وكم من إنسان أبغض زوجته أو غاظته شهرين.. ثلاثة.. عام وعاد الصفا والحب والولاء، كم وكم، والقائل هو الله: فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا [النساء:19]. وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا [النساء:20] واضح هذا البيان وإلا لا؟ أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا * وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا [النساء:20-21] هل يجوز نقض الميثاق والعقد المربوط بالأيمان كالحبل؟ كيف تحلوه؟ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا [البقرة:177]، وَلا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ [الرعد:20].
قراءة في كتاب أيسر التفاسير

هداية الآيات
قال: [ من هداية الآيات:أولاً: إبطال قانون الجاهلية القائم على أن ابن الزوج يرث امرأة أبيه ].هذا فهمناه من الآية وإلا لا؟ أولها ماذا؟ لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا [النساء:19].[ ثانياً: حرمة العضل من أجل الافتداء بالمهر وغيره ].العضل حرام وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ [النساء:19] العضل من أجل ماذا؟ يعضلها لتفتدي منه بالمهر أو غيره وهذا حرام، أليست اللام ناهية: وَلا تَعْضُلُوهُنَّ [النساء:19].[ ثالثاً: الترغيب في الصبر ].هل في الآية الترغيب في الصبر؟ ما هو؟ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا [النساء:19] معناه: اصبر على هذه المؤمنة لقبح في وجهها أو لسلاطة لسانها أو لكذا شيئاً فشيئاً، ويجعل الله في ذلك خيراً كثيراً، نتيجة الصبر وإلا لا؟ من صبر ظفر.[ رابعاً: جواز أخذ الفدية من الزوجة بالمهر أو أكثر أو أقل إن هي أتت بفاحشة ظاهرة لا شك فيها كالزنا أو النشوز ].والترفع عن الزوج وكراهيته، وتقول له: لا أريد أن أبقى معك، حاول جاهد ما استطاع، أعطينا النفقة وخذي روحك، من أين أخذنا هذا؟ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ [النساء:19] سبحان الله![ خامساً: جواز غلاء المهر؛ فقد يبلغ القنطار غير أن التيسير فيه أكثر بركة ].من أين أخذنا جواز؟ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا [النساء:20]لما كان عمر يخطب يوم الجمعة فدعا إلى التيسير في المهور، قال: لا ينبغي أن تزيدوا على أربعمائة درهم، لما نزل قالت سيدة من النساء: أيعطينا الله وتمنعنا يا عمر ؟ أما قال الله: وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا [النساء:20]؟ فعاد إلى المنبر وقال: صدقت امرأة وأخطأ عمر، كل الناس أعلم منك يا عمر ، وحصل هذا عندنا في حكومتنا القرآنية منذ حوالي ثلاثين سنة أرادوا أن يحددوا المهر -أظن- بأربعمائة ريال، وشجع ذلك طلبة العلم وكذا، وبعد نظر أهل العلم قالوا: أين يذهب بعقولنا أيعطيهن الله ونمنعهن؟ عمر على جلالته كذب نفسه وخطأها وفتحوا الباب، وإلا كادوا يجعلونه في المحكمة.قال: [خامساً: جواز غلاء المهر فقد يبلغ القنطار غير أن التيسير فيه أبرك]، المهر أكثره قنطار وأقله ربع دينار، وهذا الذي عليه جمهور الفقهاء؛ لأن ربع دينار تقطع فيه يد السارق، انتبهت؟ وبذلك ما يفتض الفرج إلا بمثله، ربع دينار.[ سادساً: وجوب مراعاة العهود والوفاء بها ]. من أين أخذنا هذا من الآية؟من قوله: وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا [النساء:21]، فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ [البقرة:229].وصل اللهم على نبيك محمد وآله وصحبه أجمعين.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 26.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 25.60 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.39%)]