عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-12-2020, 11:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي زوجي يتهمني بالغرور والعناد

زوجي يتهمني بالغرور والعناد
أ. سحر عبدالقادر اللبان



السؤال

ملخص السؤال:
فتاة متزوِّجة ولديها طفلٌ، تشكو زوجَها صاحبَ العلاقات غير الشرعيَّة، وتسأل: هل أطلب الطلاق منه؟ وهما يعيشان في الخارج.

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة مِن عائلةٍ مُتوسطة الحال، متزوِّجة ولديَّ طفل عمرُه سنة وأعيش خارج بلادي، زوجي مِن عائلة مَيسورة الحال، أثناء الخطبة كان يُبدي مُرونةً شديدةً، ويُحِّقق مَطالبي، وبعد الزواج أعطيتُه بطاقتي البنكية، وأصبح مالي بِيَدِه، ولا يُعطيني منه إلا القليل!


أصبح شديدًا كثيرَ التهديد بالطلاق، ندمتُ كثيرًا على زواجي منه، تغيَّر فلمْ يَعُدْ يُصَلِّي في المسجد، وساء خُلُقُه كثيرًا، وكان يُخبرني بأنه يُخرج أسوأ ما فيه لعنادي وغُروري!


بدأ يُعَلِّق على شكلي، وأخبرني أنه لو رآني جيدًا قبل الزواج ما كان لِيَتَزَوَّجني، لكنه قَبِلني لأنه لم يُرِدْ أن يكسرَ خاطري!


علاقتُنا الخاصَّة كانتْ ممتازةً حتى مرور ثلاثة أشهر مِن الزواج، ثم بدأتْ تَسوء تدريجيًّا!


اكتشفتُ أنه يَخُونني بعلاقاتٍ غير شرعية، فانْهَرْتُ ولَم أُواجِهه، بل بدأتُ بإصلاح نفسي.


أراد أن يُسافر لمقابَلة فتاة بينهما علاقة محرمة، فأصررتُ على عدم السفر، فطَلَّقني طلقةً رجعية، وأعادني ولَم يَقربني بعدها، ثم عرفتُ أنه استأجر غرفةً في فندق ضخم لمقابلة فتاة ليل، فانهرتُ وأصبتُ باكتئاب، وعدتُ لأهلي.


أعادني إليه، وتوقفتُ عن التجسُّس راحة لأعصابي، ولا أعلم هل ما زال في علاقته الآثمة أو توقَّف؟


ترَك العمل والدراسة، وساء خُلُقه جدًّا، وأصبح منفعلاً كثير الغضب، يُحب السيطرة، لكنه ضعيف الثِّقة بالنفس، كَسول، مُخادع.

فأخبروني هل أطلب الطلاق أو أصبر عليه؟

الجواب

الأخت الفاضلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرَحِّب بك عزيزتي في قسم استشارات شبكة الألوكة، وبعدُ:
فأسأل الله تعالى أن يُفَرِّجَ عنك، ويهديَ لك زوجك، ويُوفقك لما يحبُّ ويرضى.


سأبدأ معك عزيزتي من بداية رسالتك، ونقف معًا على أهم ما فيها.


قلتِ: إنَّ زوجك كان معك في أيام الخطوبة والعقد والأشهر الثلاثة الأولى مِن الزواج رائعًا، ثم تغيَّر!


عزيزتي، أريد منك أن تقفي مع نفسك وقفة مُصارحة، وتسأليها: لِم كان زوجُك معك في تلك الفترة رائعًا؟ وما الذي جَعَلَهُ يَتَغَيَّر؟



أبْعِدي عن فِكْرِك كلامه عن شكْلِك، فهو إن لَم تُعجبيه ما كان ليستمرَّ في مسألة الزواج بعد العقد، وكذلك ما كانتْ لعلاقتكما أن تكونَ رائعةً في الأشهر الأولى من الزواج، وهي الأشهرُ التي يتعرَّف فيها كلٌّ مِن الزوجين على الآخر، ولا بد أن يكونَ هناك سببٌ جَعَلَهُ يبتَعِد عنك، وأنتِ وحدك مَن تستطيع معرفة السبب وإصلاحه.


قلتِ: إنه يقول لك: إنه يُخرج أسوأ ما عنده بسبب عنادك وغُرورك!


فهلاَّ توقفتِ أمام هاتين النقطتين: العناد والغرور؟ لِمَ يتَّهمك بهما؟ وهل أنتِ تُعاندينه أو تتعالين عليه؟


عزيزتي، إطاعةُ الزوج واجبة على الزوجة إنْ لَم يكنْ في معصيةٍ، والرسولُ صلى الله عليه وسلم قال: ((ما ينبغي لأحدٍ أن يسجدَ لأحدٍ، ولو كان أحدٌ ينبغي له أن يسجدَ لأحدٍ لأَمَرْتُ المرأةَ أن تسجدَ لزوجها؛ لِما عظَّم الله عليها مِن حقِّه))، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إذا صَلَّتِ المرأةُ خَمْسَها، وصامتْ شَهرها، وحَفِظَتْ فرجها، وأطاعتْ زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئتِ)).


عزيزتي، لم تخطئي في مساعدة زوجك ماليًّا، ولكن أخطأتِ في تسليمه زمام أمرك ماليًّا، وهو راتبُك ولا حق له شرعًا فيه، أنتِ إنْ أردتِ مُساعدته فساعديه مما تريدين، وبالقَدْر الذي تريدينه، ويعتبر صدقة لك، ويمكنك أيضًا أن تعتبريه من الزكاة لو كان زوجُك فقيرًا، ولك عبرةٌ في قصة زينب زوجة عبدالله بن مسعود رضي الله تعالى عنهما، عندما سألتِ الرسول صلى الله عليه وسلم قائلة: "يا نبي الله، إنك أمرتَ اليوم بالصدقة، وكان عندي حُلي لي، فأردتُ أن أتصدَّق به، فزعم ابن مسعود: أنه وولده أحقُّ مَن تصدَّقتُ به عليهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((صدق ابن مسعود، زوجك وولدك أحق مَن تصدَّقتِ به عليهما)).


أما أن تُسَلِّميه بطاقتك البنكية، ويُصبح المتحكم فيها، ويعطيك منه ما يريد وأنت متضرِّرة متضايقة، فهذا لا يجوز، وعليك استِرجاع البطاقة أو تغييرها، وهو أمرٌ ليس بالعسير، ولا يحقُّ له أن يرفضَ، أما لو كنتِ موافقةً وراضيةً عن طيب نفس، فلا ضرر، وعليك ألا ترفقي إحسانك له بمنةٍ أو تعالٍ أو أي تصريح مِن قريبٍ أو بعيدٍ؛ لأنه يجرح الزوج ويُشعره بقلة رجولته؛ لأنه المُكَلَّف بالإنفاق على الزوجة، وليس العكس.


عزيزتي، أنت في بلد يحترم المرأة، ويحافظ على حقوقها ويحميها وأولادها إن أرادت الانفصال عن زوجها، فلم تخافين منه ومن غضبه؟


إن قرَّرتِ الانفصالَ عن زوجك، فأنصحك بعدم ترْك البلد الذي أنت فيه إن كنتِ تأمنين على نفسك وعلى ابنك، والاحتفاظ بعملك وابنك حتى الحصول على الجنسية، واستفيدي من إقامتك ما استطعتِ في الدراسة والعمل، ولكن ليس معنى هذا أني أنصحك بالطلاق والانفصال، فمِثْلُ هذا القرار أنت وحدك من يمكنك أخْذُه؛ لأنك المتضررة الأولى والمستفيدة الأولى في قرار البقاء أو البُعد والطلاق، وأنت تعرفين نفسك أكثر مِن غيرك، فإن كان بإمكانك فتْحُ صفحة جديدة مع زوجك، وإعطاء حياتكما معًا فرصة ثانيةً فافعلي، ولكن مع التغيير، أما البقاء دون تغيير فالنتيجة ستكون نفسها.


التغييرُ عزيزتي لا بُدَّ أن تبدئي به أنت، غيِّري من نفسك، فالرجلُ يُحب الزوجة الطيِّعة اللينة الهادئة، فكُوني هكذا، ابتَعِدي عن النِّقاش والجدال والعِند، وافقي على ما يُريد ما دام الأمرُ ليس فيه مَعصية لله تعالى، أوجدي دائمًا تغييرًا في لبسك وشعرك، وكذلك في ترتيب أثاث البيت، تعلَّمي طُرُق الدَّلَع والدلال، والإغراء والصد.


أما مالك فأَفْهِميه أن لا حقَّ له فيه، وعيشي معه على قدْر إمكاناته دون تأفُّف، واصبري حتى يُنهي الدراسة.


عزيزتي، حاولي فَقَد تَجدين تغيُّرًا فيه وفي حياتك، مع اللُّجوء الدائم إلى الله تعالى أن يهديه، وأن يصلحَ بينكما ويوفقكما لما فيه خيركما في الدنيا والآخرة.


والله الموفِّق


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 25.78 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 25.15 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.44%)]