عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21-10-2020, 01:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي زوجي مريض نفسياً

زوجي مريض نفسياً
أجاب عنها : أسماء عبدالرازق
السؤال:
أنا متزوجة منذ 12 سنة من رجل مريض نفسياً، وليس لديَّ أولاد، وحياتي في جحيم، وهو عاطل عن العمل، وأنا بالنسبة إلى المنزل أنا الرجل والمرأة، وحياتي معه كلها مشاكل، ولا أريد الطلاق والعودة إلى منزل أهلي؛ لأن المجتمع لا يرحم المطلقة، وظروف أهلي المادية صعبة جداً، والمقلق في حياتي أنه رغم تناول زوجي الدواء لكنه لا توجد له نتيجة، وفي بعض الأحيان يراودني خوف شديد منه، وبعض الأحيان لا، وهو طيب القلب جداً، ولكن لا يوجد بيني وبينه تفاهم، وهو مقصر في حقي جداً في كل شيء، ولا أعرف ما الحل؟




الجواب:
حياك الله أختنا الكريمة ومرحباً بك في موقع المسلم.
كما فهمت مشكلتك:
1. مرض زوجك النفسي وعدم استجابته للدواء.
2. كونه عاطل ومقصر في كل شيء.
3. كثرة مشاكلكم.
4. تخافين منه أحياناً.
5. وضع أهلك المادي.
6. نظرة المجتمع للمطلقة.
في المقابل:
1. زوجك طيب القلب.
2. فهمت أنك ممرضة لكن لا تعملين الآن.
أختي الكريمة، من أهم مقاصد الزواج السكن، والإعفاف، والذرية، ومما فهمته من رسالتك أن هذه المقاصد غير متحققة، فوق أنه لا ينفق عليك، وأنك الرجل والمرأة كما تقولين، وأنك تخافين منه أحياناً.
إن كان سبب خوفك منه أنه يمكن أن يضرك فأرى أن مفارقته خير لك وله، ولا تجعلي نظرة المجتمع كما تقولين هي الشغل الشاغل لك، فالفارغون في كل الأحوال لن يعدموا ما يضايقونك به.
أما بالنسبة لحالة أهلك فلا أرى أنها ستتأثر بعودتك لهم، إذ ليس عندك أطفال، وستنفقين على نفسك كما كنت تفعلين، أو سيساعدونك كما كانوا يفعلون وفي هذه الحالة سيكون العبء عليهم أخف. ولعلك إن فارقته أن يرزقك الله غيره، وربما ترزقين بالأولاد.
لكن إن لم يكن الأمر كذلك وكنت تخافين من أن تسبب عودتك لمنزل أهلك مشاكل من نوع آخر، لأنهم يخافون من كلام الناس مثلاً، وأن حالتك الآن ربما كانت أفضل فابقي مع زوجك وحددي أسباب المشاكل بينكما، وحاولي التقليل منها قدر المستطاع، ومن عرضك للسؤال يظهر أن أصلها مرضه النفسي، فنصيحتي لك أن تعملي على محورين معالجة آثار ما سببه المرض والتقليل منها ما استطعت، والمحور الآخر أصل الداء فلا تتذمري من حالته وأحسني إليه ما أمكنك ذلك، حاولي التخفيف من حدة مرضه بالتعامل اللطيف معه؛ اقرئي عليه ما تحفظين من القرآن بنية الشفاء، ذكريه بأن المرض ابتلاء والصبر عليه سبب في الفلاح في الدارين، أشعريه بأنه في تحسن، اشغليه ببرامج اجتماعية أو غير ذلك مما يناسب حالته، ابعثي في نفسه الأمل بأن المستقبل سيكون أفضل إن شاء الله، وأن عليكما أن تفعلا ما بوسعكما لتغيير وضعكما كسعيه لعمل يناسب حالته مهما كان عائده بسيطاً، وسلي الله التوفيق واحتسبي في ذلك الأجر.
حاولي أن تفهميه مشاكلك، واتفقي معه على حلها بهدوء، وتذكري أن البيوت لا تخلو من المشاكل، لكن من الناس من ينفخ في المشكلة الصغيرة حتى تكبر وتستعصي على الحل، ومنهم من يجزئ المشكلة الكبيرة ويصلح أجزاءها القابلة للإصلاح، ويتأقلم مع ما لا يمكن إصلاحه. أريد أن أقول أن طريقة التعامل مع المشكلات قد تكون هي السبب في عدم استقرار البيوت أكثر من المشكلات نفسها.
أخيرا فكري في الاحتمالات الناتجة عن الحالتين: الانفصال عنه، أو البقاء معه، وحددي أيهما أقل مفسدة، واستخيري الله تعالى، وليكن همك البحث عن ما يصلحكما لا ما يرضي الناس عنكما، فرضاهم غير ممكن، ولن ينفعكما.
استعيني بالصبر، والدعاء، وتذكري أن رحمة الله قريب من المحسنين.
أسأل الله أن يصلح حالكما، ويكتب لكما ما فيه الخير لكما، ويمن على زوجك بالشفاء.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.06 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.76%)]