الموضوع: سد الذرائع
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-01-2021, 09:51 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,873
الدولة : Egypt
افتراضي سد الذرائع

سد الذرائع
أبو الحسن هشام المحجوبي ووديع الراضي



بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله مُعلِّم الأصول، والصلاة والسلام على خير رسول، وعلى آله وصحبه أهل العلم والقلب العقول، واللسان السؤول، إلى يوم البعث والنشور.

يعتبر أصل سد الذرائع من الأصول المختلف فيها، وحقيقة اختلاف الأصوليين والفقهاء في هذا الأصل اصطلاحية لا حقيقية، فمنهم من يجعله أصلاً منفرداً ومنهم من يُدخله في الكتاب والسنة، ويعتبر المذهب المالكي أكثر المذاهب الفقهية استعمالاً لهذا الأصل.

الذريعة لغة هي السبب أو الوسيلة، وفي اصطلاح الأصوليين يعني أصل سد الذرائع منع ما هو مباح لإفضائه إلى الحرام، ومن أمثلة ذلك في الكتاب والسنة، قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا ﴾ [البقرة: 104]، نهى تعالى عن هذه اللفظة، ومعناها أَرْعِنا سمعَك يا رسول الله، لأنها تعني عند اليهود: اسمع لا سمعت، سدا لذريعة الاستهزاء بالنبي عليه والصلاة والسلام. وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ [الأنعام: 108]، أي نهى تعالى عباده المؤمنين عن سب أصنام المشركين حتى لا يكون سببا في سب المشركين لله. وقال تعالى: ﴿ قُل لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [النور: 30-31]، أي حرّم سبحانه وتعالى النظر إلى النساء الأجنبيات لأنه سبب في الزنى، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يَحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا ومعها ذو مَحرم)، أي حرّم النبي صلى الله عليه وسلم سفر المرأة وحيدة من غير مَحرم عاقل بالغ، لأن ذلك ذريعة مفضية إلى الزنى أو تعرضها للاعتداء.

ولا بد من بيان أن هذا الأصل له شرطان:
الشرط الأول: أن يُقطع بإفضاء السبب إلى الحرام أو يَغلب على الظن، أما إن كان الظن بإفضائه إلى الحرام مرجوحاً فلا يجوز منعه.
الشرط الثاني: أن يكون ما يُفضي إليه المباح حراماً، لأن السبب مُنع اتقاء الوقوع في الحرام.

ونقول في الأخير، وضع الشارع الحكيم هذا الأصل ليكون حاجزاً بين المؤمن والحرام، وليتخذ المؤمن منهاج الأخذ بالأحوط في أمور دينه، عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الحلال بينٌ وإن الحرام بينٌ، وبينهما أمور مشتبهاتٌ لا يعلمهن كثيرٌ من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدِينه وعِرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه...).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.48 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.85 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.81%)]