عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 16-08-2019, 04:13 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مجالات البحث في التراث النحوي -وأولوياتها

مجالات البحث في التراث النحوي -وأولوياتها
- د. رشيد بلحبيب


ب - نقد المحدثين للنحو العربي وتقويمه :


لم يتعرض أي من جوانب اللغة العربية للنقد والاتهام كما تعرض النحو العربي فقد هوجم علماؤه ، وسفهت قواعده ، ووصمت كتبه بأقبح الصفات !
فقد اضطلعت لجان وزارية ومجامع لغوية في القاهرة ودمشق وبغداد والأردن والرباط بجهد في النقد والإصلاح لا بد من استيعابه وتقويمه ، وذلك من خلال الجلسات العلمية الساخنة التي كانت تعقدها لمدارسة هذا الموضوع ، ومن خلال مئات البحوث والمقالات المنشورة على أعمدة مجلاتها ، أو مجلات رائدة عصرئذ كالمقتطف والرسالة والأزهر والهلال والمجلة ... كما نادى عدد غير قليل من الباحثين بضرورة تجديد النحو العربي ، من أمثال رفاعة الطهطاوي ، وجرجس الخوري ، وعلي مبارك وقاسم أمين ، ويعقوب عبد النبي ، وطه حسين ، وأحمد المرصفي ، وعبد الله فكري ، والشيخ المرصفي ، وحفني ناصف ، وعلي الجارم ومصطفى أمين ، وإبراهيم مصطفى ، وأحمد برانق ، وأمين الخولي ، وشوقي ضيف ، وإبراهيم أنيس وتمام حسان ...
فقد عزا الدكتور شوقي ضيف عجز العربي وقصوره في لغته إلى " النحو الذي يقدم للناشئة ، والذي يرهقها بكثرة أبوابه وتفريعاته (26)
ورمى إبراهيم مصطفي النحويين بأنهم جنوا على النحو ، إذ ضيقوا حدوده ، وسلكوا به طريقا منحرفا إلى غاية قاصرة ، وضيعوا كثيرا من أحكام الكلام وأسرار تأليف العبارة (27)
وذهب عبد العزيز فهمي إلى أبعد من ذلك حين جعل مشقة دراسة النحو العربي تحمله " على الاعتقاد بأن اللغة العربية من أسباب تأخر الشرقيين ، لأن قواعدها عسيرة ودرسها مضلل (28)
كما تمنى طه حسين - بعد أن وصف الإعراب بأنه مخيف جدا - أن يبرئه الله من عقابيل رفع الفاعل بالضمة ، وبنائه على السكون ، يوما ما(29)
ورأى أن هذا النحو لابد أن يتغير (30) لأنه من الخطأ - في رأيه - أن نأخذ عقول الشباب بتعلمه ، والخضوع لمشكلاته وعسره والتوائه(31)
كما رأى آخرون أن هذا النحو لم يوضع بطريقة علمية صحيحة ، ولم َيتّبع فيه العلماء القدامى المنهج العلمي الذي يرون أن الالتزام به كان أدعى إلى الدقة والضبط .
وكتب زكريا أوزون كتابه " جناية سيبويه : الرفض التام لما في النحو من الأوهام "
وكتب أحمد درويش كتابه " إنقاذ اللغة من أيدي النحاة "
ورأى المعتدلون ضرورة المراجعة ، يقول أحمد حسن الزيات : " وأول ما يجب على المجمع أن ينظر فيه ، هو توجيه القائمين على تعليم العربية إلى إصلاح الطريقة التي تعلم بها اللغة ، فإنها لا تزال تعلم باعتبارها ألفاظا مفردة وقواعد مجردة ، لا تتصل بالعقل ولا بالنفس ولا بالحياة " (32)
ورأى محمد عبده طريق اكتساب اللغة العربية شاقا فـ " ما أحوج العربي إلى تعلم ما يحتاج إليه من لغته ، لكن ما أشق العمل ، وما أوعر الطريق وما أكثر العقبات في طريق العربي الساعي إلى تحصيل ملكة لسانه ، يُفنِي عمره وهو لا يزال يضرب برجليه في أول الطريق(33)
إذن ، هناك إجماع من المشتغلين بالدرس النحوي والقائمين على شؤون التعليم على أن في النحو العربي صعوبة وجفافا يحول دون التعلم السليم ... على الرغم من الجهود الجبارة التي يبذلونها ، أفرادا ومؤسسات .
لقد كان لهذه الحملات التي شنت على النحو العربي - بغض النظر عن طبيعتها وأهدافها – أكبرُ الأثر في توجيه الإصلاح النحوي في العصر الحديث .
أما مضامين التجديد ، فقد تراوحت بين الإلغاء والاستبدال الاصطلاحي والترميم الجزئي ، في إطار النظرية النحوية العربية ، وبين استثمار النظريات الحديثة لإعادة بناء النحو العربي على أسس شبيهة بما بنت عليه اللغات الطبيعية أنحاءها ، كما تراوحت بين العلمية والموضوعية وبين العدائية والانفعالية ، وقد جمعت حقا وباطلا ، وهوجم النحو بما فيه وبما ليس فيه ، وحملت عليه أوزاره وأوزار غيره .
فقد اقترح حسن الشريف إلغاء الممنوع من الصرف ، والتسوية بين العدد والمعدود في التذكير والتأنيث ، كما اقترح أن يظل نائب الفاعل منصوبا وأن يلزم المنادى والمستثنى حالة واحدة ، فيكونان مرفوعين دائما ، أو منصوبين ... (34)
واقترح جرجس الخوري المقدسي نصْبَ المنادى المعرب مطلقا ، وجعْلَ ضميري الجمع المذكر والمؤنث واحدا ، ونصب جمع المؤنث السالم بالفتحة ، ورفع الاسم والخبر في جميع النواسخ ...(35)
واقترح إبراهيم مصطفى جعل الخبر من التوابع ، وحذف النعت من التوابع ، وحذف الفتحة من علامات الإعراب ...(36)
واقترح شوقي ضيف إلغاء ثمانية عشر بابا ، واعتبرها من الزوائد الضارة ، وهي : باب كان وأخواتها ، وباب كاد وأخواتها ، وباب الحروف العاملة عمل ليس ، وباب ظن وأخواتها ، وباب أعلم وأرى وباب التنازع ، وباب الاشتغال ، وباب الصفة المشبهة ، وباب اسم التفضيل ، وباب التعجب ، وباب أفعال المدح والذم ، وباب كنايات العدد ، وباب الاختصاص ، وباب التحذير ، وباب الإغراء ، وباب الترخيم ، وباب الاستغاثة ، وباب الندبة (37)
ومع أن بعض هذه المقترحات يمكن دراسته ، إلا أن أغلبها - مع تلبسه بالعلمية - كان يجمع بين الإثارة والغرابة ، ولم يكن قائما على أسس علمية ودراسة متفحصة للواقع اللغوي .
إن من أولويات الدرس النحوي البحث في هذه المشاريع التي ملأت الدنيا وشغلت الناس خلال ما يقرب من قرن من الزمان ، قصد وضعها في موضعها والاستفادة مما يمكن أن يفيد ، وإبعاد ما لا طائل تحته .

4 - أولويات في مجال التحديث والتطوير :

أ- الاستفادة من النظريات اللسانية المعاصرة في البحث :

لقد أصبح من المعلوم أن القواعد هي طريقة لفهم آلية اللغة ، ووسيلة لامتلاك أساليب التعبير ، وللقواعد المعيارية فائدة تعليمية كبرى... لكنها ليست خلقا بل وضعا ، ولذا يمكن تعديلها وتبديلها ، كما أنها استنتاجات عامة لمتن اللغة ، ولذا يمكن إخضاعها لعمليات الاصطفاء والانتقاء ، ويمكن منهجتها بشكل أنسب (38)
وقد تحول الأمر في وقتنا من وضع القواعد النحوية للغات إلى دراسة نظام النحو ذاته ، ومن المحسوس إلى المجرد ، ومن الخاص إلى العام ، ومن الظاهر إلى الباطن (39)
و اتضح أن نظام النحو في أساسه ما هو إلا وسيلة لتوصيف اللامحدود اللغوي وتفسير مظاهره ، وذلك برد العدد غير المحدود من تجلياته إلى عدد محدود من المقولات أو المكونات والأنماط والعلاقات والقيود .
كما اتضح أن النظرية النحوية الحديثة تسعى منذ البداية إلى استخلاص الكليات اللغوية مع مراعاة مفهوم الوسائط ، وصياغة أوجه الاختلاف بين اللغات بدلالة عدد محدود من العوامل ، وتأخذ هذه العوامل قيما محدودة لتوليد نحو لغة معينة ، بصورة تشبه في أساسها عملية التعويض في عوامل المعادلات الرياضية الشاملة لتحديد دلالة بعينها ( 40)
كما أدى الحوار المكثف بين النحويين التحويليين واللغويين الحاسوبيين إلى ظهور نظريات نحوية حديثة قائمة بذاتها ، وحدث تفجير في الدراسات النحوية جعلتها تتلاقى مع علوم المنطق ونظرية الإدراك المعرفي وعلوم الحاسوب والرياضيات وعلم النفس ... وهكذا أصبح للحديث النحوي منبران : منبر اللغويين ومنبر الحاسوبيين .
لكن نحونا العربي ما زال يتخبط بين اجترار بعض أهله ، وارتماء الآخرين في أحضان المجهول ، إن من مظاهر أزمة الدراسات النحوية :

* غياب النموذج النظري الشامل لتحديث النحو العربي ، فقد تركزت معظم الجهود على الجوانب الفرعية ، وقد كان هناك محاولات لتحديث النحو العربي في بداية القرن الماضي – تقدمت الإشارة إلى بعضها – لم يكتب لها النجاح لغياب الأساس النظري و المنهجي .

* تجاهل النظريات النحوية الحديثة ، فقد التزم معظم نحاتنا الصمت تجاه النظريات النحوية الحديثة ، وربما كان السبب وراء ذلك هو عدم توفر العُدة المعرفية والنظرية من رياضيات متقدمة ومنطق حديث ، ناهيك عن الإغفال شبه التام للغويات الحاسوبية وإنجازاتها الباهرة من معالجة النحو آليا ، وما أدت إليه من كشف كثير من الأسرار النحوية . لقد أغفلت جامعاتنا ومجامعنا ومعاهدنا اللغوياتِ الرياضية واللغوياتِ الحاسوبية والإحصاء اللغوي وبناء النماذج اللغوية ، وتلك بمثابة الهياكل الأساسية للتنظير النحوي الحديث ! (41)

* الخلط بين التنظير للغة وأمور تعلمها : هناك خلط واضح بين متطلبات تعليم النحو العربي ومقومات التنظير له ، يقول نبيل علي : " ودعني أسرف القول قليلا لأزعم " أن تعليمنا تنظير ولغوياتنا تربويات " ففي محاولاتهم لتيسير تعلم نحو العربية هاجم البعض مبادئ أساسية في صلب كيان النحو العربي ثبتت صحتها على ضوء النظريات النحوية الحديثة كالإعراب التقديري والاستتار وإعراب المحل ... (42)

ولعل من المنطلقات المقترحة لتحديث النحو العربي :

* الانطلاق من مبدأ النحو العام ، واستغلال ظاهرة التوسط النحوي للعربية وذلك من خلال الاهتمام بالدراسات المقارنة والتقابلية .
* التحليل المنهجي لعلاقة النحو بالصرف وبالدلالة .
* دراسة النحو كمنظومة متكاملة ، والاهتمام بالعلاقات البينية التي تربط آلياته المختلفة ، والخروج بقائمة متكاملة للسمات الصرفية- النحوية .
* الانطلاق من مدخل الدلالة ( المعنى بشكل عام ) حيث يساعد هذا المدخل على إضافة العمق النظري لكثير من الظواهر النحوية .
* ضرورة تنويع مظاهر التنظير النحوي للغة العربية ، وعدم الانحياز المسبق لبعض المدارس النحوية الحديثة ، إن تعريض نحو العربية لتيارات تنظيرية متعددة بل ومتعارضة أيضا هو الكفيل الوحيد لكشف جوانبه المتعددة ، والإسراع من حركة الإصلاح النحوي وترشيدها
* استغلال الحصاد النظري الهائل الذي يتم على صعيد اللغات الأخرى خاصة الإنجليزية والإسبانية والروسية واليابانية والفلندية والعبرية...
* استخدام الحاسوب في إقامة النماذج النحوية للإسراع في عملية التحديث النحوي .
*إدخال مناهج اللسانيات الرياضية والحاسوبية والإحصائية في أقسام اللغة العربية بالجامعات والمعاهد العربية (43)

إن هذا الاتجاه يمثل أولوية من أولويات البحث في نحونا العربي ، ويجب أن نميز هنا بين النحو التعليمي الذي نُدرّسه ، وبين مجالات البحث العلمي التي تمكن من المشاركة في التطور العام للتصورات اللغوية ، مما يتيح الاستفادة منها في إصلاح أحوالنا اللغوية .

ب - الاستفادة من النظريات المعاصرة في طرق التدريس :

كثير من الذين انتقدوا النحو العربي ، ربطوا تخلفنا اللغوي بطرق تدريس النحو وتركيزها على الشاهد الذي لا أثر له في الواقع الاستعمالي، أو الشعر الذي ينفرد بلغته الخاصة ، أو الجزئيات والتفريعات التي لا تخدم العلم ولا تراعي مستوى المتعلم ، وحمَّلوا مُدرس النحو بعض الأوزار وجزءا من مسؤولية التخلف العام !
لقد تطورت طرق التدريس وذهبت أشواطا بعيدة في مراعاة طبيعة المادة العلمية ، ومستويات المقصودين بالعملية التعليمية ، ويمكن القول : إن التدريس أصبح علما مستقلا يتمثل في الدراسة العلمية لطرق التدريس وتقنياته ، ولأشكال تنظيم مواقف التعلم التي يخضع لها المتعلم قصد بلوغ الأهداف المنشودة ، سواء على المستوى العقلي أو الوجداني ، و يركز علم التدريس أيضا على نشاط كل من المدرس والطلاب وتفاعلهم داخل الصف ، وعلى مختلف المواقف التي تساعد على حصول التعلم ...(44)
كما تَحوّل مجال الاهتمام في العملية التدريسية من المُدرس إلى الطالب ، فبعد عقود ظل فيها محور العملية التعليمية هو المدرس ، بهندامه وحركته ومعلوماته وإيديولوجيته وميوله … وظل الطالب متلقيا لا حق له في المشاركة ، يسمع ويعي ويعيد ما سمعه في الامتحان ، إن وعاه ، أصبح الطالب اليوم هو محور العملية التعليمية ومن أجله ُبنيت المؤسسات ولأجله ُوظف المدرسون ، يشارك في العملية التعليمية منتجا ومحاورا ومعلقا ومنتقدا ...
كما تطورت تقنيات التدريس بشكل ملحوظ ، إذ شمل التقدم التكنولوجي جل مظاهر الحياة الاجتماعية بما في ذلك الحياة المدرسية والجامعية ، وأصبح الحاسوب يوفر إمكانيات هائلة ، وتعددت مجالات استخدامه كهدف تعليمي ، أو كعامل مساعد في العملية التعليمية ، أو كمساعد في الإدارة التعليمية (45)
لقد اتسعت تطبيقات الحاسوب التعليمية وبخاصة في مجال تعلم اللغات ، وتتراوح البرامج اللغوية بين ألعاب الكلمات بغرض تنمية الحصيلة اللغوية لدى المتعلم والمناهج المتكاملة لتعليم قواعد النحو والصرف واكتساب مهارات القراءة والكتابة .
إن استخدام الحاسوب - والقاعات الذكية - في تعلم العربية بفروعها المختلفة سيزيد من سرعة العمل العلمي ، ويحقق من َثم المنهجية والموضوعية والدقة كما يساعد في عمليات التقويم المستمر وتصحيح استجابات المتعلم أولا فأول .
وتؤكد الدراسات والأبحاث في هذا الشأن أن الحاسوب دخل في تعليم اللغة العربية ، وقد استخدم في تعداد الكلمات والحروف والتحليل الكمي والتصنيفي للنص اللغوي ، فضلا عن تعليم الأبجدية ، وأقسام الكلم ، وإعراب الجمل ، واستخلاص الجذور، وتصريف الأفعال ، بالإضافة إلى التدريب على تكوين جمل قصيرة ( 46) واستخدام معالج النصوص في تخزين القرآن الكريم في ثلث حجمه الأصلي ، وفي استرجاع الآيات وفق الموضوعات أو الكلمات ...
وأصبحت البرامج العربية المُحوسبة تضم اليوم بنوكا للمصطلحات والمعاجم اللغوية وبرامج للتحرير والمراجعة اللغوية (47)
كما استخدم في مجال الإحصاء اللغوي لبعض الخواص النوعية للغة كمعدلات استخدام الحروف، والكلمات والموازين الشعرية وأنواع الأساليب النحوية ... ومثال ذلك المعدل النسبي لاستخدام علامات التشكيل في النص القرآني (48) :

الحركة المعدل النسبي
الفتحة القصيرة 43،92%
الكسرة القصيرة 17،89%
الضمة القصيرة 13،90%
ألف المد ( الفتحة الطويلة 14،76%
الياء الساكنة ( الكسرة الطويلة ) 4،24%
الواو الساكنة ( الضمة الطويلة ) 5.39%


يوضح هذا النموذج حقيقة حُكم علماء اللغة المسلمين على الفتحة " بأنها أخف الحركات " كما يوضح إلى أي حد تفيد الاستعانة بالحاسوب في عمليات البحث والتدريس على حد سواء .
لقد أصبح من الواجب التسلح ، في بحث اللغة ، بكل المناهج والوسائل العلمية والتقنية التي تمكن من درس اللغة وفقهها وكشف أسرارها ، وتسهم في ردم الهوة بين الفصيح والعامي ، عن طريق تعليم فعّال وحديث ومضمون النتائج ، وبذلك يكون تعليم اللغة بإمكانه أن " يحدث ما سماه - أحمد حسن الزيات - آثاره الثلاثة :

أثره العقلي بربط الفكر باللغة
وأثره النفسي ببعث اللذة من تذوق الأدب
وأثره العلمي في خلق القدرة على القراءة والكتابة

وإذا استطاع الشاب أن يقرأ فيفهم ، ويكتب فيُحسن ، ويفكر فيُصيب ، استطاع أن يجد السبيل إلى كل علم ، والدليل إلى كل غاية .
أما تعليم الفصحى بالعامية ، وتحفيظ القواعد ليقرأ الطالب بها كتاب المطالعة دون أي كتاب ، ويكتب بها موضوع الإنشاء دون أي موضوع ، ويدرس الأدب على أنه سجلُ ولادات ووفيات ، وديوانُ حوادث وروايات ، فذلك هو الذي كرّه الدارسين في اللغة ، وزهّد الناشئين في الأدب ، وصرف أدباء الشباب إلى آداب غيرهم...(49)
غيرأن تبني أي نظرية والتحمسَ لأي نموذج ، لا ينبغي أن يكون على حساب خصوصياتنا الثقافية ، فمثلا ينبغي ألا تكون سيطرة التوجه العقلاني في التعليم وهيمنة النماذج التكنولوجية التي تدعو إلى الضبط والفعالية سببا في إفراغ التعليم من محتواه الأخلاقي ومن بعده الإنساني ، ثم إن الجري وراء المردودية وهوس الدقة والإجرائية ، والذي عادة ما يسقط فيه المتحمسون للنماذج التكنولوجية الحديثة ، ينبغي ألا يكون على حساب مبادئنا ومقوماتنا الروحية والثقافية ، وعلى حساب النظرة الشمولية لقضايا التعليم ولأهدافه ، على أن التحفظ من كل جديد والتشكيك في كل ما يفد علينا ، قد لا يعني في بعض الأحيان سوى ترسيخِ النزوع نحو الاستكانة والجمود (50)

ج - آفاق البحث والمعالجة الآلية لمنظومة اللغة العربية :

إن معالجة منظومة النحو العربي آليا موضوع متعدد الجوانب دقيق المسالك ، يصب فيه نتاج كثير من النظريات النحوية الحديثة ، وأساليب الذكاء الاصطناعي المتطورة ، ويعد أولوية من أولويات دراسة النحو التي يجب أن تصرف لها الجهود .
لقد ظلت وظيفة النحو منحصرة في تقويم اللسان وضبطه ، وكونه وسيلة من وسائل الفهم عن طريق تفكيك البنى التركيبية للنصوص ، ومع تقدم المعلوميات وانفجار المعرفة الحاسوبية وتطور علم البرمجيات ، أصبح النحو أساسا من أسس المعالجة الآلية لا يمكن تجاوزه ، وسأحاول في عجالة الوقوف على بعض التطبيقات التي يطمح إليها العمل الحاسوبي مرتكزا على النحو :

1- الترجمة الآلية :
2- القراءة الآلية للنصوص :
3- التحليل النحوي والتشكيل الآلي :
4- المصحح الآلي للأخطاء النحوية :
5- تعليم النحو بواسطة الحاسوب : 1-

1- الترجمة الآلية :

تعد الترجمة الآلية إحدى الغايات النهائية التي تصب فيها معظم روافد نظم التحليل والتركيب اللغويين ، لذا ، وبجانب كونها تطبيقا قائما بذاته ، ينظر البعض إليها كنموذج آلي شامل للمنظومة اللغوية ، يمكن استخدامه كمعمل للاختبارات والتجارب اللغوية ، وقاعدةٍ فعالة للمعارف اللغوية بالنسبة لبحوث اللسانيات المقارنة والتقابلية (51)
لقد نشأت الحاجة للتحليل النحوي الآلي مع ظهور الترجمة الآلية ، وفي البداية ساد الاعتقاد بعدم الحاجة للتحليل النحوي والاكتفاء بتمييز النمط التركيبي للجملة بمقارنته بأنماط جمل معيارية يتم تخزينها في قاموس خاص ، بحيث تغطي الحالات التركيبية المختلفة التي يتعامل معها نظام الترجمة الآلية ، وكان لابد لأسلوب الأنماط أن يفشل ، حيث يتناقض في جوهره مع لانهائية التركيبات اللغوية ، وهو بالقطع لا يتناسب مع العربية نظرا لمرونتها النحوية ، وما يتبعها من تعدد التنويعات النحوية بصورة يتعذر معها حصر الأنماط (52)
يقوم المحلل النحوي الآلي في الترجمة الآلية من العربية إلى اللغات الأخرى بتحديد بنية الجمل العربية تهيئة لتحديد المكافئ لها في لغة الهدف ... وتعد الترجمة الآلية ما بين العربية والإنجليزية أهم مجالات تطبيقها بالنسبة للمستخدم العربي ، ونظرا للاختلاف الجوهري في نظام اللغتين النحوي ، يتطلب ذلك صياغة رسمية ودقيقة لقواعد " نحو التحويل " أو " نحو النقل " بينهما(53)
تواجه الترجمة الآلية كثيرا من المشكلات اللغوية والفنية من أهمها : التباين في طبيعة تراكيب الجمل بين مختلف اللغات ، وبخاصة تلك التي تنتمي إلى فصائل لغوية متباينة كالعربية والإنجليزية مثلا ، ويمكن أن تذلل معظم هذه المشاكل عن طرية تطور الأبحاث النحوية ، وقواعد البيانات والمعارف .

2- القراءة الآلية للنصوص :


تمثل القراءة الآلية للنصوص الشق التحليلي ، ويقصد بها القدرة على تمييز أنماط حروف الكتابة آليا إذ يتم تكبير هذه الحروف ومسحها إلكترونيا باستخدام معدات القراءة الضوئية ، وذلك لاستخلاص ملامح أشكالها ، ثم مقارنتها بتلك المخزنة بمختلف أنماط الحروف ، ويمكن تصنيف نظم تحليل الكتابة إلى النظم الخاصة بتمييز الكتابة المطبوعة والنظم الخاصة بتمييز الكتابة بخط اليد(54)
ويتعلق الأمر بتطوير نظام يتعرف المحارف ، والهدف منه إكساب الحاسوب مهارة القراءة الصحيحة للمحارف سواء منها المطبوعة أو المخطوطة ، وتستخدم هذه التقنية عددا كبيرا من خوارزميات التعرف تتعلق في مجملها بتقنية معالجة الصور، و لهذه التقنية نتائج كبيرة على أكثر من صعيد إذ ستمكن من توثيق جميع النصوص التي دونت على مر العصور، كما ستمكن من تقديم خدمة كبيرة لمحققي النصوص العربية الذين يعانون كثيرا من تفريغ المخطوطات على الورق قبل إدخالها للحاسوب ، ولا يخفى أثر هذا العمل إذا نجح على تراث الأمة الذي ما نزال نعاني من قراءته بسبب وضعه المخطوط (55)
ويتصل بهذه التقنية الإملاء الآلي باللغة العربية ، والتحقق من هوية المتكلم ، والترجمة الفورية ، والحوار المباشر مع الآلة بدل استخدام لوحة المفاتيح في الحاسوب أو التلفون المحمول ...

3- التحليل النحوي والتشكيل الآلي :


لا شك أن الأمور المتعلقة بتشكيل الكتابة العربية هي أكبر المعضلات أمام نظم معالجتها الآلية ، وحتما هي في أمس الحاجة إلى دراسة مستفيضة ومتعمقة ،لا تقف عند حدودها التربوية دون سواها كما فعلت معظم الدراسات السابقة ، فما زالت معظم جوانب هذا المشكل اللغوي غامضة ومشتتة وذلك نظرا لوقوعها في منطقة التشابك بين نظم الكتابة والصرف والإعراب ومنهجيات تعليم اللغة العربية (56)
ويرتبط بمسألة التشكيل ، الإعراب الآلي / التحليل ، إذ فيه تمتد مهمة النظام الآلي لتشمل تحديد بنية الجملة من حيث هيكليةُ مكوناتها ووظائفُ عناصرها ، وكذا تحديد مواضع التقديم والتأخير والحذف واستنباط ما حذف والتعويض عن المفهوم سلفا ... إن على المحلل النحوي الآلي في وضعه المثالي توفيرَ جميع المعطيات اللازمة للتحليل اللغوي الأعمق ، ونقصد به عملية الفهم الأوتوماتيكي لمضمون الجمل والسياق ، فضلا عن الحكم على الجمل بالصحة النحوية أو عدمها .
تمثل عملية التوليد النحوي أحد المقومات الرئيسية لتوليد النصوص آليا ، وهو أحد التطبيقات التي تتعاظم أهميتها مع التوسع في استخدام أساليب الذكاء الاصطناعي ونظم قواعد المعارف (57)

4- التصحيح الآلي للأخطاء النحوية :


من المعروف أن التصحيح الآلي للأخطاء الإملائية يتم باستخدام المعالج الصرفي الآلي، وقد أثبت عدم كفايته لاكتشاف جميع الأخطاء التي ترد في النصوص ، خاصة بالنسبة للغة كالعربية تتميز بحدة التآخي النحوي الذي يربط بين كلمات الجملة ، وهو يعمل على مستوى الكلمة ، ولذا لا يمكنه اكتشاف أخطاء مثل " المواطنون السلبيين يوكل مصيرهم إلى واضعون القوانين " ففي هذا المثال أخطاء نحوية لا يمكن للمصحح الإملائي أن يكتشفها ، حيث لا يهمه إلا صحة الكلمات المفردة (58)
أما المصحح الآلي للأخطاء النحوية فإنه يقوم باكتشاف الخلل النحوي ، وهذا يتطلب إضافةَ إمكانياتٍ جديدةً للمعالج النحوي ، ليتمكن من التعامل مع حالات الخطأ المختلفة ، وربما تطلب ذلك وضع مجموعة من القواعد لتوصيف الحالات الشائكة للخطأ النحوي ، وفي أغلب الظن سيتم وضع هذه القواعد على أساس تلك الخاصة بالسلامة النحوية ، حيث معظم الأخطاء النحوية ما هي إلا انحراف طفيف عن النمط السليم للجمل، وعلى الباحثين اللغويين والحاسوبيين مهمة وضع نظام قواعد للانحراف النحوي في العربية المشكولة وغير المشكولة (59)

5 - تعليم النحو بواسطة الحاسوب :


يعد المعالج النحوي الآلي للغة العربية مقوما أساسيا لتعليم اللغة العربية ، وذلك لقدرته على إكساب عملية التعليم المذكورة طابع المرونة والتجدد والحوار ، فيمكن للطالب أن يدخل جملا للنظام الآلي ليقوم المحلل بتحليلها أو الحكم على صحتها ، أو يقوم المولد الآلي بتوليد جمل من قاعدة معارف أو قاعدة بيانات ليقوم الطالب بإعرابها ، ويمكن استخدام المصحح النحوي الآلي كذلك لتصويب الأخطاء الشائعة لدى الطلاب وحصر أخطائهم النحوية .
إن ثالوث المعالج الصرفي الآلي والمعالج النحوي الآلي والمعجم العربي المميكن ...هو بمثابة القاعدة الأساسية التي يمكن إقامة سلسلة من البرامج التعليمية " الذكية " عليها ، لتعليم اللغة العربية باستخدام الحاسوب ، وبتوفير هذه الأدوات يجب على التربويين العرب استغلال إمكانياتها العديدة في التصدي للمشكلة المزمنة لعزوف الكثيرين عن تعلم لغتهم وإتقانها .
إن هذه الاستخدامات والطموحات المغرية ، في حاجة إلى جهود مضنية من قبل اللغويين عموما والنحويين خصوصا ، ولاشك أن في تحقيقها الخير العميم والنفع الكبير والخدمة الجبارة للغة القرآن الكريم ، ولعل من المشاكل التي تواجه هذه التطبيقات و يعد البحث في حلولها من الأولويات :

- غياب صياغة رسمية للنحو العربي
- إسقاط علامات التشكيل في معظم النصوص العربية
- تعدد حالات اللبس النحوي وتداخلها الشديد
- المشاكل الناجمة عن المرونة النحوية للعربية
- حدة ظاهرة الحذف النحوي
- قصور المعجم العربي نحويا ودلاليا
- تعدد العلامات الإعرابية وحالات الجواز والتفضيل
- عدم توفر الإحصائيات النحوية (60)

ومع كل ذلك ، فإن قدرة اللغة العربية على استيعاب تقنيات الحاسوب ، أمرلا يحتاج اليوم إلى دليل بعد أن أثبتت الدراسات النظرية والتطبيقية الأخيرة أن العربية لا تختلف عن اللغات العالمية في التعامل مع كل جديد في مجالات الثورة الحاسوبية المتطورة .
وقد كان أولى بنا أن نقود هذه الثورة النحوية - بدلا من أن نظل أسرى استرخائنا الفكري ننظر إليها من مقاعد المشاهدين - لتحديث النظرية النحوية العربية ، حتى نتمكن من مواجهة طغيان الأساس الإنجليزي واكتساحه لتقنيات الحاسوب والمعلوميات ، ابتداء من تصميم لغات البرمجة ، إلى تصميم أساليب تخزين المعلومات إلى صناعة البرامج التعليمية والترفيهية ، إلى إعداد الإصدارات من مصادر ومراجع ودوريات
خلاصة رحلة الأولويات ، وترشيد البحث العلمي في الدراسات النحوية
وختاما، فإن الحرص على التفكير في الأولويات وترتيبها ، دليل على النضج المنهجي والرؤية السديدة لطبائع الأشياء ، وهو من السنن التي أصبح العالم المتحضر ينهجها لتحقيق الأهداف بأيسر الطرق وأسرعها .
إلا أن وضع الأولويات من المفروض أن يكون من اختصاص علماء الأمة ومؤسساتها مجتمعين ، ضمانا للتنفيذ الجيد والمحكم ، وتيسيرا لأمر المتابعة .
ويمكن للجامعة أن تؤدي دورا فاعلا في المحافظة على التراث العربي والإسلامي ، وتضمن للأمة تجانسها الفكري والعلمي ، وتسهم في ترتيب أولويات البحث الذي يجب أن تضطلع به .
و في غياب الأمة والمؤسسات في مجتمعاتنا، يجتهد المتخصصون فرادى في تسطير الأولويات َوفق ثقافتهم وميولهم العلمي
كما يختلف ترتيب الأولويات باختلاف التصورات والخلفيات الثقافية والعلمية والإيديولوجية لواضع الأولويات، ولذلك قد يكون ما أراه من الأولويات مهملا لا قيمة له عند غيري ، والعكس صحيح !
ثم إن محاور الأولويات تتنوع في الحقل الواحد ، لصعوبة الترتيب الميكانيكي ، بل واستحالته أحيانا ، ولذلك لا مانع أن يكون للأمر الواحد أكثر من أولوية ، ولا تعارض ولا مشاحة في ذلك ، حتى لا نسقط في التعطيل والانتظار ، انتظار تحقق الأولوية الأولى بشروطها و استكمال تنفيذها قبل الانتقال إلى غيرها .
----------------------------
الهوامش والإحالات :

(1) التراث والتنمية العربية - د/ جلال أحمد أمين ص 767 ن بحث في سلسلة : التراث وتحديات العصر في الوطن العربي - مركز دراسات الوحدة العربية ط 1 1985 م .
(2) البحث السابق .
(3) التراث في ضوء العقل - د/ محمد عمارة ص 12- دار الوحدة ، بيروت - ط1 1980م .
(4) بعض ملامح الاجترار في التراث النحوي الأندلسي - د/ رشيد بلحبيب ص 6 مجلة آفاق الثقافة والتراث - العدد 12 ، ديسمبر 1996 م
(5) أولويات الحركة الإسلامية - د/ يوسف القرضاوي ص26 - مكتبة وهبة ط4 1992 م
(6) التراث في ضوء العقل ص 19
(7) مقدمة ابن خلدون 3/ 1237- 1240 - تحقيق د/ علي عبد الواحد وافي ، دار النهضة بمصر ط3 1981 م .
(8) لقد تم التصرف في عبارة ابن خلدون بالاختصار ، والأمثلة المذكورة لكل مقصد من وضع صاحب البحث .
(9) مقدمة ابن خلدون 3/ 1240.
(10) التراث في ضوء العقل ص 18 .
(11) الدور الحضاري للعربية في عصر العولمة ، عيسى باطاهر ص 23 جمعية حماية اللغة العربية ، ط1 - 2001 م .
(12) المرجع السابق .
(13) الورقة المقدمة لمركز زايد ، ص1 .
(14) انظر النكت في تفسير كتاب سيبويه للأعلم الشنتمري 1/95- 96 ، تحقيق : رشيد بلحبيب ، مطبعة فضالة 1999م
وانظر سيبويه إمام النحاة لعلي النجدي ناصف ص 159 ، وفي إصلاح النحو العربي د/ عبد الوارث مبروك - دار القلم ، الكويت ط1 1985م .
(15) إنباه الرواة للقفطي ص 248، تحقيق محمد أبو الفضل بدران - دار الكتب المصرية - القاهرة 1973
(16) في إصلاح النحو العربي ص 27
(17) شرح الأشموني 2/8 .
(18) مقدمة في النحو لخلف الأحمر ص 34 .
(19) عن : صيغة الفصحى المخففة ، محمد شوقي أمين ص 60 مجلة مجمع اللغة العربية - مجلد 40/ 1977م
(20) الرد على النحاة لابن مضاء ص 87- 88 - تحقيق شوقي ضيف - دار المعارف 1947م
(21) الضروري في صناعة النحو لابن رشد ( المقدمة ص 4) تحقيق منصور علي عبد السميع ، دار الفكر العربي ط1 / 2002م
(22) الضروري في صناعة النحو لابن رشد ( المقدمة ص 4) وانظر التجديد في النحو بين ابن مضاء وابن رشد ، لمحمد عابد الجابري ص 5 ، مجلة فكر ونقد عدد49/50- 2002 المغرب
(23) صيغة الفصحى المخففة كما يراها الدكتور محمد كامل حسين ، محمد شوقي أمين ص 61 .
(24) تيسير النحو التعليمي ، شوقي ضيف 13 دار المعارف 1986م
(25) اللغة والنحو بين القديم والحديث عباس حسن ص 71 وانظر في إصلاح النحو العربي ص 22
(26) تيسير النحو التعليمي قديما وحديثا ، ص 3
(27) إحياء النحو لإبراهيم مصطفى ، المقدمة
(28) تاريخ الدعوة إلى العامية نفوسة زكريا ص 20 وانظر الخلفية الاستشراقية للدعوة إلى العامية ، رشيد بلحبيب ص 68 مجلة الفيصل ع250- سبتمبر 1997م
(29) مشكلة الإعراب ، طه حسين ص 90 مجلة مجمع القاهرة ، مجلد 11/ 1959م
(30) مشكلة الإعراب ، طه حسين ص 97
(31) البحث السابق ص 99
(32) لغتنا في أزمة ، أحمد حسن الزيات ص 47
(33) تاريخ الأستاذ الإمام 2/481، وانظر نحو التيسير دراسة ونقد منهجي ، أحمد عبد الستار الجواري ص 9 - مطبعة المجمع العلمي العراقي 1984م
(34) تبسيط قواعد اللغة العربية ، حسن الشريف - الهلال مجلد 46 ، ص 1110
(35) العربية وتسهيل قواعدها- المقتطف مجلد 29/ ص342
(36) إحياء النحو ص 115- 116
(37) تيسير النحو التعليمي لشوقي ضيف ص 56 و 140
(38) اللغة العربية وتحديات العصر ص 97
(39) اللغة العربية والحاسوب ، د/ نبيل علي ص 361 ، منشورات تعريب 1988م
(40) المرجع السابق ، وانظر : من قضايا اللغة العربية والحاسوب ، للباحثة نزهة بلخياط ص 133 وما بعدها ، مجلة : فكر ونقد عدد 29 / 2000م ، والفكر الرياضي والنحو العربي د / محمد كشاش ص 35 وما بعدها - مجلة اللسان العربي العدد 41 سنة 1996.
(41) اللغة العربية والحاسوب ص 372
(42) المرجع السابق ص 373
(43) المرجع السابق 377
(44) مدخل إلى علم التدريس ( تحليل العملية التعليمية ) د / محمد الدريج ص 15، دار الكتاب الجامعي ط1- 2003 م .
(45) المرجع السابق ص 177 .
(46) اللغة العربية والحاسوب ص 146 .
(47) الدور الحضاري للعربية ص 24 .
(48) اللغة العربية والحاسوب ص 131
(49) لغتنا في أزمة ، أحمد حسن الزيات ص 48 - مجلة مجمع القاهرة ، مجلد 10/ 1958 م .
(50) مدخل إلى علم التدريس ص 17- 18 .
(51) اللغة العربية والحاسوب ص 145
(52) المرجع السابق 389 ، و اللغة العربية والحاسوب : قراءة في الهندسة اللسانية محمد الحناش ص 9
(53) المرجعان السابقان ص 419 ، و ص 15
(54) اللغة العربية والحاسوب 137
(55) اللغة العربية والحاسوب ، محمد الحناش ص 9
(56) اللغة العربية والحاسوب ، نبيل علي ص 206
(57) المرجع السابق ص 390
(58) المرجع السابق ص 416
(59) المرجع السابق ص 417 ومحمد الحناش ص 9
(60) المرجع السابق 419

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 39.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 39.28 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.57%)]