عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27-11-2020, 05:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,974
الدولة : Egypt
افتراضي تخاف من أهل زوجها

تخاف من أهل زوجها


أ. شروق الجبوري




السؤال



ملخص السؤال:

فتاة لديها صديقةٌ متزوجة تَعْرِض حالتها مع أهل زوجها، الذين يُعامِلُونها معاملةً سيئةً، ويهزؤون بها، ولا تستطيع مواجهتهم وزوجها يقف في صف أهله، وتريد بعض النصائح التي تُوَجِّهها لها؛ بحيث تستعيد حالتها النفسية.



تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زوج صديقتي من عائلة معروفةٍ بتسلُّطِها على الزوجة، وعدم احترامها، ويصل حدُّ التعامُل إلى الضَّرْب أحيانًا، كما يُجبِرها على فعلِ أشياء لا تريد فعلها، بل وفيها ضرر عليها؛ فمثلًا: يُجبِرها على زيارة أهله مدة امتحاناتها، ويأمرها أن تَلحَق به ويكون الوقت متأخرًا!




أمَّا ابنُها فإنْ أرادتْ أن تُرَبِّيه كما تُريد فإن والده يتدخَّل ويمنعها، كما أن الولد يسبُّ أمَّه كثيرًا، أعانها الله عليه وعلى أبيه.




أخطر ما في الأمر - والذي هو بيت القصيد، والذي كتبتُ مِن أجْلِه هذا الموضوع - هو مرضُها النفسي، أو على أقل تقدير: عقدتها النفسيَّة؛ فقد وعدتُها بأنْ أبحثَ لها عنْ حلٍّ؛ لأنَّ زوجَها يُجبِرُها على طاعة أمه وأخواته، وفي المقابل لا تجد منهنَّ الاحترام، بل يُسْمِعنَها الكلامَ الجارحَ، والحقدَ والتعالي عليها وعلى أهلها، وزوجها ليس في صفِّها، علمًا بأن فيه بعض الصفات الجيدة؛ مثل: سماحه لها بإكمال دراستها.




أصبحتْ إن قابلتْ أحدًا مِنْ أهلِه يتحوَّل وجهها إلى اللون الأحمر، وتضطرب وتتلعثَم في الكلام، وترتجف مِن الخوف، والكل يُلاحظ عليها هذه العلامات، ويسألونها: لماذا أنتِ هكذا؟! ويستهزئون بها.




حاولتُ أن أساعدها وأخبرها بأدعية تقرؤها إن هي رأتْهم، وحاولتُ أن أعزِّز ثقتها بنفسها، وحاولتْ هي جاهدةً التخلُّص من هذه الحالة، لكنها لم تستطع التخلُّص منها.




فأرجو أن تساعدوني بطرح بعض النصائح التي أُوَجِّهها لها؛ بحيث تستعيد حالتها النفسية



وجزاكم الله خيرًا


الجواب



أختي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

يُسعِدنا أن نرحِّب بكِ في شبكة الألوكة، سائلين المولى القدير أن يُسَدِّدنا في تقديم ما ينفعكِ وينفع جميع المستشيرين.




كما أودُّ أن أُحيِّي حبَّكِ ووفاءكِ لصديقتِكِ، وحرصكِ على سعادتها؛ آملة أن تستثمري هذه السمات الإيجابية في تحرِّي السبُل الصائبة لمساعدتها، وهذا ما لمستُه فيكِ أيضًا.




إنَّ ما تواجهُه صديقتُكِ مع زوجها يعدُّ مِنَ المشكلات الزوجية الشائعة الانتشار في مجتمعاتنا العربية؛ فكثير من الزوجات يشتكين قلَّة احترام، وسوء تعامل الأزواج وأهلهم، وقلة إنفاقهم، وغير ذلك.




ولأنَّ هذا النوع مِنَ المشكلات شائع جدًّا، فيكون مِنَ الأسلم ألا تفسِّر الزوجة - (والنساء عمومًا) - تلك المشكلات بمبالغةٍ تَشعُر معها أنها تُواجِه تلك الآلام بمفردِها، بينما تتمتع غيرُها بالسعادة؛ فطبيعة التنشئة في أغلب مجتمعاتنا تأخذ للأسف بعاداتٍ وتقاليدَ لا تَمُتُّ بصلةٍ للإسلام ولسنة النبي - عليه الصلاة والسلام - وتعامله مع الزوجة.




ولذلك فإني أنصح الزوجةَ عمومًا - وصديقتَك خصوصًا - بالتعاطي مع هذا الأمر بحكمةٍ وعقلانيةٍ، مِنْ خِلال اجتهادها قدْر الإمكان في التقليل مِن تلك المواقف السلبية، ويكون ذلك بقيامِها بمراجعة فكرية للأسباب التي تُثِير غضبَ الزوج، فقد تكون الزوجةُ أحيانًا على حقٍّ في موقفٍ ما، ولكن رد فعلِها يكون سببًا في إثارة غضب الزوج، ولو أخذ هذا الردُّ شكلًا آخر لكان أكثر تأثيرًا في نفسه، ولتجنَّبتْ معه ما يَسوءُها، وبتقليل مثل تلك المواقف - وإطالة الزمن بينها - سيجد الأزواج صعوبة بعد ذلك في إبداء غضبِهم على هذا النحو، خاصة إذا ما استثمرتِ الزوجةُ تلك الفتراتِ في التودُّد إلى زوجها، وإظهار صفاتها الجيدة وميزاتها الشخصية، التي قد تَغِيبُ عنه في ظل تلك المهاترات، والأمر ينطبق أيضًا في التعامل مع أهل الزوج، بالإضافة إلى اعتمادها التغاضي والتجاهل - نفسيًّا وظاهريًّا - لكثيرٍ من التعليقات ونحوها.




كما أنصح صديقتكِ بإدخال ما يسرُّ نفسَها إلى حياتها بشكلٍ دوري؛ كممارسة رياضة تميل إليها، أو حضور لقاءات ثقافية، أو غير ذلك؛ لتكون عاملًا تصرف من خلاله ضغوطاتها النفسية، كما أنها تسهم في إيجاد مشاعر انتظار وأمل إيجابية.




كذلك عليها الحرص على مُواصَلة تعليمها، والاجتهاد في تفوُّقها فيه، ولتستثمر سماح زوجِها لها بذلك رغم ما تواجهه مِن مَصاعِب؛ فهو أمرٌ يُحسَب له أتمنَّى منها أخذه في الحسبان؛ حيث لا يَسمَح كثيرٌ من الأزواج بذلك لزوجاتهم، فإن مواصلتها التعليم سيرفع تدعيمَها النفسي، وشعورها بالرضا الذاتي، وثقتها بنفسها، والتي ألمس حاجتها لذلك في ظِلِّ ظروفها الحالية.




أما عن تعامُلها مع ابنها، فلا بدَّ لها مِن إعادة بناء علاقتها معه على أساسٍ من الحبِّ والحنان، وحواره بما يتناسبُ مع سنِّه في أخطائه، والثناء عليه عند ترْكِه لأي سلوك سلبي مهما كان يسيرًا؛ فإن ذلك سيُقَرِّبها منه، ويجعله يأخذ لاحقًا ما تعلَّمه بإقبال واقتناع.




وأخيرًا، أختم بدعاء الله تعالى أن يُصلِح شأن صديقتكِ وزوجها وابنها، وأن ينفع بكم جميعًا





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 23.30 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.62%)]