عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 27-11-2020, 04:56 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ثمرات الدعوة إلى الله تعالى في المرحلة الثانوية

ثمرات الدعوة إلى الله تعالى في المرحلة الثانوية

الثمرات الإيمانية (5)


هند بنت مصطفى شريفي



سادساً: تزكية النفس بالطاعات والمداومة عليها، وكراهية المعاصي والنفور منها:
فالإيمان بالله وتحقيق العبودية له - عز وجل - والقيام بأنواع العبادات والطاعات المفروضة والمندوبة، والبعد عن المعاصي والمخالفات الشرعية؛ يزكي النفس البشرية، ويطهرها من الذنوب والآثام، ويسهّل عليها قبول الحق والانقياد للشرع، (ولا شيء مثل العبادات بأنواعها المختلفة يزكي النفس ويهيئها لاكتساب الأخلاق الطيبة والتخلص من الأخلاق الرديئة)[1].

والواجب على الطالبة المبادرة إلى فعل الواجبات، و الإكثار من الطاعات والنوافل التي تقربها من الله تعالى، وتسمو بروحها إلى مراتب الكمال، وتكسبها حب الرحمن وتأييده وحفظه، لأن (من تولى الله بالطاعة والتقوى؛ تولاه الله بالحفظ والنصرة)[2]، قال النبي - صلى الله عليه وسلم: ((إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعيذنه))[3].

فتؤدي نوافل الصلاة والصيام وتكثر من تلاوة القرآن وحفظه وفقه معانيه، كما تحافظ على أورادها من الذكر والدعاء، وتغتنم الأوقات الفاضلة التي تضاعف فيها الأجور، وتغفر فيها الذنوب، وتجود بنفسها وتسخو بمالها في دروب الخير، فتبني لها قصورا في الجنة بفضل الله وتوفيقه لها.

إن مداومة الطالبة على أداء العبادات- فروضها ونوافلها- يعظم في نفسها أمر الإخلاص لله، والشعور بعظمته، والانقياد لأمره تعالى، كما يكسبها الطمأنينة والسكينة، فلا تستثقل شرائع الدين، أو يضيق بها صدرها، بل تعيش معاني العبادة لله بمعناها الواسع، الذي يشمل جميع جوانب حياتها، فتتوجه بجميع أعمالها لله، بتحسين نيتها في سائر أمور معاشها، وتبتغي وجه الله في ذلك، فتصبح عابدة لله حيثما توجهت، وتصبح العبادة هي صلتها الدائمة الوثيقة بينها وبين ربها، فتعيش في معية الله تعالى، وتتقلب في رحمته وتوفيقه وإعانته، وهو أعظم ما تظفر به[4]، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يقول الله - عز وجل -: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، إن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ، ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب مني شبرا، تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي، أتيته هرولة))[5].

إن الطالبة المؤمنة الصادقة في محافظتها على الطاعات، تتميز بامتلاك حاسة إيمانية دقيقة مرهفة، تنبسط وتنشرح لفعل الطاعات التي تصلها بربها، وتنقبض وتضيق لفعل المعاصي والسيئات التي تقطعها عن ربها، وقد وضح النبي - صلى الله عليه وسلم امتلاك المؤمن لهذه الحاسة والميزان الدقيق بقوله: ((من سرّته حسنته، وساءته سيئته فذلك المؤمن))[6]، وهذا الميزان لا يكون إلا لصادق الإيمان، المخلص البعيد عن صفات النفاق، (لأن المنافق حيث لا يؤمن بيوم القيامة استوت عنده الحسنة والسيئة)[7]، فلا يبالي هل اكتسب السيئات أم خسر الحسنات.

والطالبة المؤمنة تكره المعاصي وتنفر منها، فتحفظ جوارحها من الحرام، فلا تنظر أو تتحدث أو تسمع إلى ما يغضب الرحمن، وتكون أبعد ما تكون عن مواطن الريبة والشبهة، وتربأ بنفسها أن تتخلق أو تتشبه بأهل الفسق والفجور، وتحفظ عرضها أن يُمس، وتستبرئ لدينها أن يُثلم، فتتقي الشبهات بأنواعها، فحالها كمن (برأ دينه من النقص وعرضه من الطعن فيه، لأن من لم يُعرف باجتناب الشبهات لم يسلم لقول من يطعن فيه... ولا يخفى أن المستكثر من المكروه تصير فيه جرأة على ارتكاب المنهي في الجملة، أو يحمله اعتياده ارتكاب المنهي غير المحرم على ارتكاب المنهي المحرم إذا كان من جنسه)[8]، وتجعل بينها وبين الحرام حاجزا عظيما من تقوى الله ومراقبته، وهذا كله لا يكون إلا بصلاح قلبها ونقائه، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((الحلال بيّن والحرام بيّن، وبينهما مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى المشتبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه، ألا إن حمى الله في أرضه محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب))[9].

إن تزكية الطالبة لنفسها بالمداومة على الطاعات وتجنب المعاصي؛ يغرس فيها تعظيم الله تعالى والخشية منه والخوف من عذابه، فلا تحتقر المعاصي، ولا تغفل عن أثرها وشؤمها على قلبها وحياتها، وهذا حال المؤمن، كما وصفه ابن مسعود[10]- رضي الله عنه - قال: (إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه؛ وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرّ على أنفه فقال به هكذا، قال أبو شهاب بيده فوق أنفه)[11].

والسبب في ذلك (أن المؤمن يغلب عليه الخوف، لقوة ما عنده من الإيمان، فلا يأمن العقوبة بسببها، وهذا شأن المسلم أنه دائم الخوف والمراقبة، يستصغر عمله الصالح، ويخشى من صغير عمله السيئ... وإنما كانت هذه صفة المؤمن لشدة خوفه من الله ومن عقوبته، لأنه على يقين من الذنب، وليس على يقين من المغفرة، والفاجر قليل المعرفة بالله، فلذلك قلّ خوفه واستهان بالمعصية)[12].

سابعا: التوجه للدار الآخرة:
إن الإيمان باليوم الآخر والحساب والجزاء، وما أعده الله للمؤمنين من النعيم، وللكافرين من العذاب، يشكل دافعا قويا للعبد في هذه الحياة، لأن مناط الفوز والنجاة يوم القيامة -بعد فضل الله ومنته- هو الحسنات والسيئات، ومنه يتوجه الإنسان إلى الجنة أو النار، فمن حسُن عمله في الدنيا زاد توجهه إلى الله والدار الآخرة؛ ومن ساء عمله انقطع عن الله وخاب وخسر، لذلك ينبغي توجيه الطالبة المسلمة إلى هذا الأمر، حيث إن هذه الثمرة تنبع من عميق إيمانها بالله واليوم لآخر وحبها للقائه تعالى، قال - عز وجل -: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ﴾[13].

كما توقن بالحكمة الإلهية من خلقها وتشعر بالمسؤولية، كما قال تعالى: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ﴾[14].

إن لفت نظر الطالبة إلى هذا الأمر، يثمر عندها معرفة حقيقة الحياة الدنيا، وزوال نعيمها، وكبدها ومشاقها، فلا تفرح بها، وتطمع في النعيم الخالد في الآخرة، وقد قال تعالى: ﴿ وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ ﴾[15]، فلا تركن إليها أو تنشغل بها عن الآخرة، حيث حذر الله من ذلك في قوله:﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[16].

والطالبة المؤمنة تسعى للفلاح والنجاة والسعادة في ذلك اليوم بتقديم الأعمال الصالحة خالصة لوجهه الكريم، كما قال تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾[17]، قال الحافظ ابن كثير- رحمه الله -: (فمن كان يرجو لقاء ربه: أي ثوابه وجزاءه الصالح فليعمل عملا صالحا، وهو ما كان موافقا لشرع الله، ولا يشرك بعبادة ربه أحدا: وهو الذي أراد به وجه الله وحده لا شريك له، وهذان ركنا العمل المُتقبل)[18].

وإن توجُه الطالبة للآخرة وتصديقها بذلك اليوم، يعكس آثارا إيجابية على سلوكها، فلا تكاد تسمع أمرا لله أو لرسوله - صلى الله عليه وسلم يذكرها بالآخرة ويعدها بحسن الثواب، إلا أصغت له سمعها، وبادرت بامتثاله، فتراها توالي الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين، وتعادي أعداءه وتتبرأ منهم، اتباعا لقوله تعالى: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ[19]، وتحسن خلقها وتتحلى بآداب الإسلام الرفيعة في تعاملها مع جيرانها وأهلها وضيوفها، اتباعا لأمره - صلى الله عليه وسلم - في قوله: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت))[20].


وتضبط سلوكها وتلتزم بأوامر الإسلام في بعض الأمور الخاصة بالنساء، كأمرها بالاحتجاب عن الرجال في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ﴾ [21] وحثها على غض البصر في قوله: ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ﴾[22].

(إن ارتباط السلوك البشري في الحياة الدنيا باليوم الآخر ثوابا وعقابا؛ يعد من أعظم وسائل تقوية الإيمان بيوم القيامة، فإذا علم المكلّف أنه ُمجازى بعمله في الآخرة، كان ذلك حافزا له لاستحضار ذلك اليوم في نفسه، ومساعدا له على تحسين العمل وموافقة الشرع)[23].

إن الطالبة المؤمنة المتوجهة بقلبها للآخرة، والتي ترجو لقاء ربها، تسعى جاهدة في تسخير ما أنعم الله عليها لطاعة ربها، وتجعل هموم الدنيا همّا واحدا: همّ الفوز والنجاة في ذلك اليوم، فتستحق البشارة التي وعد بها النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((من كانت الآخرة همّه، جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همّه، جعل الله فقره بين عينيه، وفرّق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له))[24].


[1] أصول الدعوة: د. عبدالكريم زيدان ص 99، مؤسسة الرسالة ومكتبة القدس، بيروت ط:2، 1407هـ/1987م.




[2] فتح الباري 11/343.



[3] صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب التواضع، ح6502 ( فتح الباري 11/340).



[4] ينظر: منهج الإسلام في تزكية النفوس: د. أنس أحمد كرزون 1/ 321 دار نور المكتبات، جدة، ودار ابن حزم، لبنان ط:2، 1418هـ/1997م، والدور التربوي للوالدين في تنشئة الفتاة المسلمة في مرحلة المراهقة: حنان عطية الطوري الجهنّي 2/28-40، المنتدى الإسلامي، ط:1، 1322هـ/2001م.



[5] صحيح مسلم، كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب الحث على ذكر الله تعالى 4/2061 ح 2675.



[6] سنن الترمذي، كتاب الفتن، باب ما جاء في لزوم الجماعة 4/466 ح 2165، وقال: هذا حديث حسن صحيح، ومستدرك الحاكم، كتاب الإيمان 1/13 وقال: صحيح على شرطهما، ووافقه الذهبي.



[7] تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: الإمام الحافظ أبو العلى محمد بن عبدالرحمن بن عبدالرحيم المباركفوري 6/385، مطبعة المعرفة، القاهرة، ط:2، 1383هـ/1963م.



[8] باختصار: فتح الباري 11/127.



[9] متفق عليه: صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب فضل من استبرأ لدينه، ح52 ( فتح الباري 1/126) واللفظ له، وصحيح مسلم، كتاب البيوع، باب أخذ الحلال وترك الشبهات 3/1219 ح 1599.



[10] عبدالله بن مسعود الهذلي حليف بني زهرة،من السابقين الأولين ومن النجباء العالمين، هاجر الحهرتين، وشهد بدرا، أول من جهر بالقرآن بمكة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -، كان يشبه النبي - صلى الله عليه وسلم - في هديه وسمته وقال عنه - صلى الله عليه وسلم -: ((من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ على قراءة ابن أم عبد)) مات بالمدينة سنة 33هـ رحمه الله. ينظر: سير أعلام النبلاء 1/461، الإصابة في أسماء الصحابة 2/368.



[11] صحيح البخاري، كتاب الدعوات، باب التوبة، ح6308 ( فتح الباري 11/102).



[12] باختصار: فتح الباري 11/105.



[13] سورة النساء: آية 87.



[14] سورة المؤمنون: آية 115.



[15] سورة الرعد: جزء من آية 26.



[16] سورة هود: الآيتان 15-16.



[17] سورة الكهف: جزء من آية 110.



[18] تفسير ابن كثير 5/200.



[19] سورة المجادلة: جزء من آية 22.



[20] متفق عليه: صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ح6018 (فتح الباري 10/445) واللفظ له، وصحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب الحث على إكرام الجار والضيف ولزوم الصمت إلا عن الخير وكون ذلك كله من الإيمان 1/68 ح 47.



[21] سورة الأحزاب: جزء من آية 59.



[22] سورة النور: جزء من آية 31.



[23] أسس تربية الفتاة في الإسلام: عدنان باحارث ص 115.




[24] سنن ابن ماجه، كتاب الزهد، باب الهمّ بالدنيا 2/1375 ح 4105، وسنن الترمذي، كتاب صفة القيامة، باب 30، 4/642 ح 2465، وسكت عنه الإمام الترمذي، وصححه الشيخ الألباني في صحيح سنن الترمذي 2/300 ح 2005.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 31.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 31.19 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.97%)]