عرض مشاركة واحدة
  #133  
قديم 16-03-2008, 04:14 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

يتبع ... موضوع >>> حديث القرآن و السنة عن الحامض النووى فى الأمشاج

* معنى التصوير و الصورة في لغة العرب.
1. لسان العرب: المُصَوِّرْ هو الذي صَوَّر جميع الموجودات ورتبها فأَعطى كل شيء منها صورة خاصة يتميز بها على كثرتها. وقد صَوَّرَهُ صُورةً حَسَنَةً فتَصَوَّر (تشكل). و التَّصاوِيرُ : التَّماثيلُ.
2. مختار الصحاح: التِّمْثَالُ هو الصورة المصورة.
3. تاج العروس: الصُّورَةُ بالضَّمّ : الشَّكْلُ والهَيْئةُ والحقيقةُ والصِّفة. وقال المصنّف في البصائر : الصُّورَةُ ما ينتقش به الإنسان ويتميَّزُ بها عن غيره وذلك ضَرْبانِ : ضَرْبٌ محسوس يُدْركُها الإنسانُ وكثيرٌ من الحيوانات كصُورَةِ الإنْسَان والفَرَسِ والحِمارِ . والثاني : معقُولٌ يُدْرِكه الخاصَّةُ دونَ العَامَّة كالصُّورَةِ التي اخْتُصّ الإنْسَانُ بها من العَقْلِ والرَّويّضةِ والمَعَاني التي مُيِّزَ بها وإلى الصُّورتَيْن أشارَ تعالى (وَصَوَّرَكُمْ فأحْسَنَ صُوَرَكُمْ). وقد صَوَّرَهُ صُورةً حَسَنَةً فتَصَوَّر (تشكل).
* معنى التماثلُ في لغة العرب و علاقة ذلك بالتصوير.
1. في لسان العرب و تاج العروس: مِثل كلمةُ تَسْوِيَةٍ و الفرقُ بين المُماثَلةِ والمُساواةِ أنّ التساويَ هو التكافُؤُ في المِقدارِ لا يزيدُ ولا يَنْقُصُ وأمّا المُماثَلةُ فقد تكون على الإطلاق فمعناه أنّه يَسُدُّ مَسَدَّه وإذا قيل : هو مثلُه في كذا فهو مُساوٍ له في جِهةٍ دونَ جِهةٍ. وماثَلَ الشيءَ شابهه والتِّمْثالُ الصُّورةُ والجمع التَّماثيل ومَثَّل له الشيءَ صوَّره حتى كأَنه ينظر إِليه. والتِّمْثال اسم للشيء المصنوع مشبَّهاً بخلق من خلق الله وجمعه التَّماثيل وأَصله من مَثَّلْت الشيء بالشيء إِذا قدَّرته على قدره.
2. مختار الصحاح: مِثْلٌ كلمة تسوية و المَثَلُ ما يضرب به من الأَمْثَالِ و مَثَّلَ له كذا تمثِيلاً إذا صور له مثاله بالكتابة أو غيرها و التِمْثَالُ الصورة والجمع التَمَاثِيلُ
* علاقة التصوير و التمثيل بالحامض النووى و الكروموسومات
1. العلاقة بين الكائن الحي و الحامض النووي علاقة مماثله (تصوير) و ليست مساواة (نسخ) وذلك لاختلاف الحجم فهما غير متكافئين في المقدار اذ أن الحامض النووي في حجم الذر بالنسبة للكائن الحي. إلا أن الحامض النووي يحمل صوره للكائن تمثل الشَّكْلُ والهَيْئةُ والحقيقةُ والصِّفة بمعنى أنه يحمل الصفات المرئية و غير المرئية للكائن. فالحامض النووي يشبه الإنسان في جهة دون جهة.
2. الحامض النووي عبارة عن شفره وراثية مشابهه للكائن. و عليه فالحامض النووي هو اسم لشيء مصنوع مشبَّهاً بخلق من خلق الله وأَصله من مَثَّلْت الشيء بالشيء إِذا قدَّرته على قدره ويكون تَمْثيل الشيء بالشيء تشبيهاً به واسم ذلك الممثَّل تِمْثال.
3. الحامض النووي يسد مسد الكائن الحي فهو مِثلُه على الإطلاق في الصفات و بالحامض النووي يستدل على الكائن الخاص بذلك الحامض النووي اذ أن لكل كائن الحامض النووي الخاص به.
* تعريف اسم الله المصور:
هو قدرة الله على أن يجعل لكل كائن من الكائنات الحية صورة مميزة له عن الكائنات الأخرى مع أخذ صوره طبق الأصل من الصفات الشكلية للكائن على الحامض النووي بحيث يكون لكل صفه شكليه ((phenotype صفه جينية(Genotype) مقابله لها بكيفية لا يعلمها إلا الله, و بحيث يكون لكل كائن حي صورة وراثية خاصة به.
شرح آيات و أحاديث الخلق و التصوير(التقدير) الوراثي للإنسان
* يدور الكلام في هذا الباب على أربعة مراحل اساسيه:
1. خلق و تصوير آدم و حواء و الخلايا الجنسية المكونة لأمشاج الذرية
2. خلق و تصوير الأمشاج في الأصلاب
3. التلقيح و التقدير الوراثي في النطفة
4. خلق و تصوير الذرية في الأرحام
* و لكبر حجم الموضوع فسوف اكتفى في هذا البحث بشرح المرحلتين الأولى و الثانية مع ربطهما بالرابعة لتتم الفائدة, على أن يكون شرح المرحلتين الثالثة و الرابعة في بحث لاحق بإذن الله.
1- خلق و تصوير آدم و حواء و الخلايا الجنسية المكونة لأمشاج الذرية
قال تعالى عن الخلق الأول (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ) 11 الأعراف
معنى خلقناكم في الآية: (صوره 2)
خلق الجنس البشرى بالكامل ابتداء من خلق آدم بكل صفاته الشكلية المرئية و غير المرئية بما فيها الخلية الجنسية المكونة للمشيج الذكرى (Spermatogonium) في الخصية ثم خلق حواء من آدم (و خلق منها زوجها) بكل صفاتها الشكلية المرئية و غير المرئية بما فيها الخلية الجنسية المكونة للمشيج الأنثوي (Oogonium) في المبيض. و الخلايا الجنسية هي بداية خلق أمشاج الذرية في الأصلاب كما سنرى ذلك في المرحلة الثانية من مراحل التقدير الوراثي للإنسان. (صوره 2. معنى خلقناكم)
* معنى صورناكم في الآية: صورة 3
هذه الكلمة تدل على ثلاثة أنواع من التصوير الوراثي:
1. تصوير آدم : هو تصوير الصفات الشكلية المرئية وغير المرئية (phenotype)لجسد آدم على الحامض النووي في الخلية الجسدية و الجنسية بحيث لا توجد صغيره أو كبيره من صفات آدم الجسدية إلا ولها صوره طبق الأصل ممثله بعدد معين من الجينات (Genotyping).
2. تصوير حواء : وقد تم والله أعلم كتصوير آدم.
3. تصوير الذرية : بما أن كلمة صورناكم تتضمن تصوير الخلايا الجنسية لآدم و حواء و التي تمثل الأصل في تصوير أمشاج الذرية في الأصلاب, إذاّ فكلمة صورناكم تشمل تصوير الذرية في الأصلاب كما سنرى ذلك في المرحلة الثانية من مراحل التقدير الوراثي للإنسان.


(صوره 3. معنى صورناكم)
2- خلق وتصوير الأمشاج في الأصلاب (gametogenesis)

(صوره 4. شكل الكروموسوم)


* بدأ الله خلق الذرية في الأصلاب بخلق الخلايا الجنسية (Germinal cells) المكونة للحيوانات المنوية في آدم (Spermatogonium) و المكونة للبويضات في حواء (Oogonium). و الخلايا الجنسية في الخصية و المبيض تحتوى على 46 كروموسوم فردى (23 زوج) مثل الخلايا الجسدية, و كل كروموسوم يتكون من خيطين متصلين بنقطه مركزيه(centromere) على شكل حرف اكس (صوره 4), و هذه الكروموسومات تظهر في الخلية في فترات انقسامها.
يتم خلق الأمشاج من الخلايا الجنسية كالآتي:
أولا: الانقسام التضاعفي = الميتوزى(Mitosis) .
الهدف منه زيادة عدد الخلايا الجنسية و تكوين مخزون للمستقبل. في هذا الانقسام يحدث انشطار لكل كروموسوم في الخلية الجنسية إلى نصفين بحيث تتحول ال 46 كروموسوم كامل في الخلية الجنسية الى 92 نصف كروموسوم. يتبع ذلك انقسام الخلية الجنسية إلى خليتين متماثلتين تحتوى كل منهما على 46 نصف كروموسوم. بعد الانقسام إلى خليتين يتم تصوير (نسخ) كل نصف كروموسوم في كل خليه ليعطى النصف المكمل له بحيث تتحول أنصاف الكروموسومات إلى كروموسومات كاملة (صوره 5).
(صوره 5 . الانقسام التضاعفي = الميتوزى)
ثانيا: الانقسام الاختزالي = الميوزى (Meiosis).
الهدف منه تحويل الخلية الجنسية في الأصلاب إلى الأمشاج و ذلك على مرحلتين:
1. الانقسام الاختزالي الأول = التنصيفى (الميوزى الأول): (صورة 6)
يهدف إلى اختزال عدد 46 كروموسوم فردى كامل (23 زوج) في الخلية الجنسية إلى نصف العدد في الأمشاج أى 23 كروموسوم فردى كامل. و فيه تنقسم الخلية الجنسية إلى خليتين كل منهما تحتوى على 23 كروموسوم فردى كامل و تسمى الخلية المشيجيه الأولية. مع العلم بأنه أثناء الانقسام التنصيفى الأول يحدث تبادل لبعض الجينات بين كل كروموسومين من الكروموسومات الزوجية المتماثلة في الشكل و هذا ما يعرف في الوراثة باسم التصالب (كيازما) أو العبور (CHISMATA = Cross over). و يعد التصالب المسؤول الرئيسي عن تحسين النسل حيث ينشأ عنه اختلاف في صفات الأمشاج الجينية عن بعضها البعض وعن الأصل بحيث أن الأبناء لا تشابه الآباء و بحيث يختلف البشر عن بعضهم البعض. و عملية التصالب لكي تحدث تمر بالخطوات الآتية (صورة 7):
أ‌- في كل زوج من الكروموسومات الزوجية المتماثلة يحدث ميل لأحدهما على الأخر
ب‌- التعانق بين كل كروموسومين من الكروموسومات الزوجية المتماثلة في الشكل
ت‌- تكثف بعض من أجزاء الكروموسومات المتعانقه ليتكون عليها عقد (loop = Knob) قريبة الشبه من شلة الخيط (Slooped skeins) المتصله بخيط رفيع أو رأس الإنسان على عنقه.
ث‌- تثاقل العقد على أطراف الكروموسومات المتعانقة (أو تثاقل الرأس على العنق إذا مالت جانبا)
ج‌- هذا التثاقل عند أطراف الكروموسومات المتعانقة يؤدى إلى حدوث توتر عند العنق لا يزول إلا بحدوث تشققات عند العنق (Craks) ينشأ عنها تقطع أطراف الكروموسومات المتعانقة إلى قطع صغيره مع تبادل القطع بين الكروموسومات المتعانقة لكي ينشأ تغيير في صفات الأمشاج الجينية عن بعضها البعض وعن الأصل.
(صوره 7. خطوات التصالب)
(صورة 6. الانقسام الميوزى الأول)
2. الانقسام الاختزالي الثاني = المتساوي (الميوزى الثاني): (صورة 8)
يهدف إلى تضاعف الخليتين المشيجييتين الأوليتين الناتجتين من الانقسام الميوزى الأول إلى أربع خلايا مشيجيه ثانوية لها نفس التركيب الجينى للخليه المشيجيه الأولية, أي انقسام بدون تحسين وراثي. و حاصل الميوزى الثاني في الذكر هو أربع حيوانات منوية كل منها يحتوى على 23 كر وموسوم فردى كامل, أما في الأنثى فبويضة واحدة و ثلاثة أجسام قطبيه كل منها يحتوى على 23 كروموسوم فردى كامل. و خطوات هذا الانقسام هي نفس خطوات الانقسام التضاعفي (الميتوزى) السابق شرحه (صوره 5).

(صورة 8. الانقسام الميوزى الثاني)
وصف خلق و تصوير الأمشاج في القرآن و السنة
1. وصف الانقسام التضاعفي = الميتوزى (Mitosis) الذي يؤدى إلى زيادة عدد الخلايا الجنسية
* لوصف هذا الانقسام نحتاج إلى الكلمات الآتية:
أ‌- الخلق لوصف الإيجاد و الزيادة في عدد الخلايا (خليه تتحول إلى خليتين)
ب‌- التصوير لوصف تحول أنصاف الكروموسومات إلى كروموسومات كاملة كالموجوده في الخلية الأم, أي أنه تصوير بدون تحسين.
ت‌- وصف العلاقة بين الخلق و التصوير بأنهما منفصلين, فنربط بينهما ب (ثم).
* هذه المواصفات تجتمع في (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ) 11 الأعراف.
* و هذا النوع من التصوير حدث في أصلاب آدم و حواء و الذرية.
2. وصف الانقسام الاختزالي الأول = التنصيفى (الميوزى الأول) الذي ينصف الخلية الجنسية
* لوصف هذا الانقسام نحتاج إلى الكلمات الآتية:
أ‌- الخلق لوصف الإيجاد و الزيادة في عدد الخلايا (خليه واحده تتحول إلى خليتين)
ب‌- التصوير لوصف حدوث التصالب بين الكروموسومات و تبادل الجينات (وصف دقيق)
ت‌- ناتج عملية التصالب و هو حدوث تحسين في صور الأبناء عن الآباء
ث‌- وصف العلاقة بين الخلق و التصوير بالمصاحبه فنربط بينهما ب (الواو)
* هذه المواصفات تجتمع في آية {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ. خَلَقَ السَّمَاوَاتِ والأرض بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ}التغابن2, 3. و في الحديث الصحيح الموافق للآية (سجد وجهي للذي خلقه وصوره فأحسن صورته) و في رواية أخرى (سجد وجهي للذي خلقه وصوره فأحسن صوره).
* و هذا النوع من التصوير حدث في أصلاب آدم و حواء و الذرية.
* قال المفسرون (فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) أي الصورة الشكلية الحسنه. وإذا كان هذا هو المعنى فماذا نقول في القبيح و الأحدب و الذي ينقصه عضو أو يزيد عليه عضو أو تأتى أعضائه في غير مكانها الأصلي كأن يأتي القلب في اليسار مثلا وهذه الاختلافات الشكلية ليست بقليلة, فاللون الأسود تمثله أمة الزنوج و قصر القامة صفة الأسيويين. و الله يركب الإنسان في أي صوره شاء حسن أو قبيح {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاء رَكَّبَكَ}الانفطار8. و الأصل أن الله أحسن كل شيء خلقه و خلق الإنسان في أحسن تقويم بالنسبة لسائر الأجناس, و ما كان لنا أن ندرك عظمة الله في فعله إلا بوجود القبيح.
* اتفقنا على أن التصوير لا يخص الشكل الخارجي و إنما يخص الحامض النووي و التقدير الوراثي, و عليه (فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) ليس حسن الشكل. و بالرجوع إلى لسان العرب وجدت أن معنى (أَحْسَنَ) بتسكين الحاء و فتح السين و النون هو(حَسَّن) بتشديد السين بمعنى التحسين, و عليه فان الآية جاءت لتصف التصوير الوراثي المسؤول عن تحسين صور الذرية بحيث لا تشابه الآباء و الذي يحدث في الانقسام المنصف (الميوزى) الأول المشتمل على التصالب، و هذا القول تشهد له الأدلة الآتية:
1. الآية تخاطب الذرية و لا تخاطب آدم وحواء, وهذا ما لا يمكن أن يحدث في هذه الآية لأن آدم وحواء هما أصل الذرية و ليسا بصورتين يدخل عليهما التحسين, و لذا فان الخطاب في الآية صريح في كونه موجه للذرية فقط (خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ).
2. جاء الكلام عن التصوير في هذه الآية في سياق الكلام عن الخلق, فلابد أن الآية تتكلم عن التصوير أثناء عملية خلق ذرية آدم.
3. الفعل (صُوَرَكُم) على صيغة الماضي فلابد أن هذا الفعل حدث قبل الفعل (يُصَوِّرُكُمْ) المذكور في آية آل عمران (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ), و لو قال قائل بأن صيغة الماضي هذه أيضا قد تصف الجنين بعد إتمام تصويره في الرحم فنرد بأن التصوير هنا يتكلم عن التقدير الوراثي وليس عن وصف الصورة الشكلية. وطالما أن الفعل (صُوَرَكُم) سابق في الزمن للفعل(يُصَوِّرُكُمْ) فلابد أن الكلام في (صوركم) عن خلق الأمشاج في الأصلاب لأنها المرحلة السابقة للنطفة التي تتكون في الرحم.
4. كلمة (صُوَرَكُم) يلزمها وجود مصور و هو الله, و شيء يتم إعطاءه الصورة, و شيء يتم أخذ صوره منه, و الخطاب للذرية ب(صُوَرَكُم) يدل على أن الصورة سوف تعطى للذرية و بالتالي فان الصورة سوف تأخذ من الآباء. و انتقال الصورة من الآباء إلى الأبناء لا يكون إلا في أثناء خلق الأمشاج.
5. اقترن الخلق بالتصوير في الآيتين بحرف العطف الواو الذي يدل على المصاحبة و تبعهما وصف النتيجة الفورية للتصوير بقوله (فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) لتدل على التحسين الوراثي الناتج عن التصالب و كأن الآية تكون هكذا (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ ------------ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) 3,2 التغابن.
6. لا توجد كلمه على وجه الأرض لوصف أحداث عملية التصالب ككلمة (صُوَرَكُم) التي تأحذ عدة معانى يكمل بعضها بعضا من أجل وصف التصالب وصفا دقيقا لا يقدر عليه البشر. فالصورة مشتقه من الصَّوَرُ و هو الميل و ذلك ما نجده في معاجم اللغة العربية كلسان العرب و تاج العروس:
أ‌- الصَّوَرُ بالتحريك : المَيَل و صارَ الشيءَ صَوْراً : أَماله فمال وخص بعضهم به إِمالة العنق والرجلُ يَصُور عُنُقَهُ إِلى الشيء إِذا مال نحوه بعنقه و صارَ وجَهَهُ يَصُورُ : أَقْبَل به .
ب‌- ُوفي حديث عكرمة : حَمَلَة العَرْشِ كلُّهم صُورٌ هو جمع أَصْوَر وهو المائل العنق لثقل حِمْلِهِ .
ت‌- وصارَ الشَّيْءَ يَصُورُه صَوْراً : قَطَعَه وفَصَّلَه صُورَةً صُورَةً
ث‌- وفي التنزيل (فَصُرْهُنَّ إلَيْك)َ قال بعضُهم : صُرْهُنّ : وَجِّهْههُنّ و صِرْهُنّ : قَطِّعْهُنّ وشَقِّقْهُنّ.
ومجموع هذه المعاني السابقة هو ملخص التصالب الذي يحدث فيه ميل وتعانق للكروموسومات مع تشقق وتقطع لبعض أجزاءها لثقل الحمل على بعض أجزائها, ثم التحسين بتبادل الأجزاء المتقطعة بين الكروموسومات المتعانقة (صوره 5)
7. تخيل لو أن الله قال (وَصَوَّرَكُمْ) فقط ولم يقل (فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) لكان المفروض وراثيا أن تكون الأبناء صوره طبق الأصل من الآباء. ولكن لما ذكر الله (فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) دل هذا على حدوث تغيير معين في الصفة الجينية للأمشاج عن الصفة الجينية للآباء عن طريق التصالب. هذا التغيير في الصفة الجينية هو الذي يؤدى إلى الاختلاف العظيم الذي نراه في الصفات الشكلية للبشر كلهم. وهذا ما سجله العلم الحديث ليثبت عظمة القرآن وأنه ليس من كلام البشر فيقول العلم بأنه إذا فرضنا أن الخلية الجنسية تحوى زوج واحد من الكروموسومات فعند حدوث التصالب بينهما نحصل على نوعين مختلفين من الأمشاج, وإذا كانت الخلية الجسدية تحتوى على زوجين من الكروموسومات فان ناتج التصالب بينها هو أربع أنواع من الأمشاج المختلفة, و في حالة وجود ثلاثة أزواج يكون الناتج ثمانية أنواع من الأمشاج المختلفة وهكذا نسير حتى نصل إلى العدد ثلاثة وعشرين زوج من الكروموسومات وبعد حدوث التصالب بينها تكون الاختلافات بين الأمشاج الناتجة هو (232 ) وهذا العدد يقترب من ثمانية ملايين من الاختلافات بين الأمشاج ولذا فإننا ندرك عظمة قول الله (وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) فالاختلافات بين البشر بالملايين فهي لا تقتصر على الناس في زماننا ولكنها موجودة منذ أن خلق الله آدم ومستمرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ولذا نجد الخطاب في الآية (وَصَوَّرَكُمْ) موجه إلى كل ذرية آدم إلى قيام الساعة.
 
[حجم الصفحة الأصلي: 37.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 36.43 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (1.63%)]