عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 16-12-2019, 12:01 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أوراق متناثرة في تاريخ الصحافة الإسلامية

أوراق متناثرة في تاريخ الصحافة الإسلامية (3/6)
مبارك القحطاني


عندما تسمو الهمم، وترتقي النفوس، وتهفو الأفئدة إلى معانقة ذُرى القمم، فإن العقبات ما تملك إلا أن تتضاءل، والمصاعب ما تلبث إلا أن تتلاشى وتذهبَ جُـفاءً، وما أصدق القائل:
إذا صحّ عزم المرء فالبحر ضحضح *** وإن خـار، فالنـضح اليسيـر عـباب
وإذا ما أجال الإنسان بصره ذات اليمين وذات الشمال، ارتدّ إليه طـرْفه بِـصُـوَرٍ مشرقةٍ من الإنجازات الكبيرة التي كان وقودها ومحرّكها الأوّل: علو الهمم، وسموّ النفوس.
وما نحن بصدده من الحديث حول الشيخ المصلح الكويتي الكبير"عبدالعزيز الرشيد" رحمه الله ليس إلاّ أنموذجٌ واضحٌ، وبرهانٌ لائحٌ لهذا الصنف النادر من الرجال؛ فقد طمح هذا الشيخ الجليل إلى إنشاء مجلة في وقت كان الجهل ضارباً بأطنابه بين ظهراني دولته"الكويت"وبقية دول الخليج العربي، حتى كان من يعرف القراءة والكتابة يُعدّ أستاذاً جليلاً وصدراً مقدّماً في ذاك المجتمع البسيط الذي شَغَــلته قسوة الحياة، ومعركة الصراع من أجل البقاء عن الإشتغال بطلب العلم وتحصيله، وإنزاله منزلته الحقّة.
لكن الشيخ عبدالعزيز الرشيد صاحب الهمة العالية، والنفس الأبيّة التوّاقة والمتطلّعة لنهضة بلده ومجتمعه، لم تفتّ في عضده تلك العقبات، بل استصغرها واعتصم بحبل الله تعالى، وبذل ما لديه من أسباب متاحة، حتى كـلـّل الله جهوده بالنجاح فأنشأ أول مجلّة في الخليج العربي، وهي مجلّة:"الكويت"، مشيّداً بذلك حجر الأساس في البنيان الثقافي في دولة الكويت.

من هو الشيخ عبدالعزيز الرشيد ؟
وُلِد الشيخ الجليل عبدالعزيز الرشيد في الكويت عام 1887 م، الموافق 1305 هـ، في مِهاد أسرة متديّنة متوسّطة الحال، ولما كبرأدخله والده الكتّاب فحفظ كتاب الله تعالى.
وكان مشغوفاً منذ نعومة أظفاره بالعلم والإطلاع، فسمح لها والده بحضور حلقة علاّمة الكويت الشيخ"عبدالله خلف الدحيّان"رحمه الله العامرة بدروس الفقه الحنبلي والنحو وغيرها، فاعتنى الشيخ به غاية الإعتناء، ذلك لما رآه عليه من أمارات النجابة ومخايل الذكاء، فمكث الولد عبدالعزيز معه سنتين يغترف من هذا النمير العذب حتى اشتدّ عوده، ثم شرع في رحلته الطويلة في طلب العلم فشدّ الرحال إلى مدينة"الزبير"و"الأحساء"، ثم إلى بغداد وتلقّى العلم على يد علاّمة العراق"محمود شكري الآلوسي"وأخيه"علاء الدين"رحمهما الله، ثم إلى الشام ومصر والحجاز.
إنشاء المجلة:
من خلال هذه الرحلات اتّسعت مدارك الشيخ، واطّلع على الكثير من الأمور المستجدّة؛ وأدرك أهمية الصحافة ودورها الخطير في عملية الإصلاح والرقيّ بأحوال المسلمين، فكتب الشيخ في العديد من المجلات والصحف. ثم رأى إنشاء مجلة في الكويت تساهم في نهضة هذا البلد الذي كان حينذاك في مسيس الحاجة إلى وسائل الإصلاح وأساليب الرقيّ الحضاري.
ولكن العقبات الحائلة دون ذلك كانت كثيرة ومثبـّطة، بيد أنها بفضل من الله تعالى تبدّدت عندما عرض هذا المشروع على الشيخ الفاضل"يوسف بن عيسى القناعي"رحمه الله الذي شجّعه وشدّ من أزره، فنفخ بتشجيعه هذا روح الإصرار وقبول التحدّي في نفس الشيخ عبدالعزيز الرشيد، فبادر الأخير بعرض هذا الأمر على أمير الكويت آنذاك الشيخ"أحمد الجابر الصباح"رحمه الله، فقابله بالموافقة والتشجيع شريطة أن يُطـِلعه على أوّل عدد من هذه المجلة قبل السماح له بطباعتها، وبعد الموافقة أصدر أمراً بتعيين الشيخ الفاضل يوسف القناعي مراقباً على المجلة، وانحلّت بهذا أولى العقبات.
أما العقبة المادية فقد تجاوزها الشيخ عندما وفّـر بعض المال من تجارته الخاصة، تكفي لطباعة العدد الأوّل من المجلة، فطبع الشيخ مجلته التي أطلق عليها اسم"الكويت"في المطبعة العربية التي يملكها الأستاذ"خير الدين الزركلي"في مصر، وشُحِنت المجلة، وبعد أسبوعين وصل العدد الأول إلى الكويت عن طريق البحر، وكان ذلك في رمضان من عام 1246 هـ، الموافق مارس 1928 م.
ولم تكن المجلة تُباع أعداداً متفرّقة في السوق، بل تعتمد على نظام الإشتراكات السنوية السائد آنذاك.
موضوعات المجلة:
صدر العدد الأول من مجلة"الكويت"، وتحت عنوانها كُتِبت عبارة:"مجلة دينية تاريخية أدبية أخلاقية — شهرية"، وأفصح الشيخ في ديباجة هذا العدد عن منهجها الإصلاحي، وعن فحوى أبوابها في تعريف مختصر بكل باب وهي: الدين، وردّ الشبهات على الدين، والأخلاق، والقديم والجديد، والأدب، والتاريخ، والتراجم، والفتوى، واللغة، ومتفرقات الفوائد، والتقريظ والإنتقاد.
فاتخّذت المجلة في موضوعاتها طابعاً متنوّعاً وضارباً في كل غنيمة معرفية بسهم، حتى وصفها الدكتور محمد حسن عبدالله بقوله:"يمكن تصنيفها كمجلة ثقافية تعني بقضايا العصر بصفة عامة، فهي من نوع مجلة الهلال في مصر مثلاً، وإن كانت صلتها بالدين والتراث أكثر أصالة ووضوحاً". ا هـ.

وكان الشيخ عبدالعزيز الرشيد رحمه الله يمتاز بثقافة موسوعية، علاوةً على تمكّنه من الأساليب الكتابية الرفيعة سواء كان ذلك نثراً أم شعراً، فـيـرفد موادّ المجلة بهذا المواهب التي ظهرت آثارها جليّة على صفحاتها، لكونه هو الذي يقوم بنفسه بتحرير جميع أبواب المجلة في أعدادها الأولى، ثم ساهم معه بعض الكُتّاب لاحقاً ممن استقطبهم من العلماء والدعاة والأدباء من جميع أنحاء العالم العربي، منهم على سبيل المثال: محمد رشيد رضا، ومحمود شكري الآلوسي، وعبدالقادر المغربي، وعبدالعزيز الثعالبي، ومحمد الخضر حسين، رحمهم الله تعالى، وغيرهم كثير.
المجلّة وقضيّة الإلحاد:
تناولت المجلة الكثير من القضايا وذلك لتنوّع أبوابها واهتماماتها كما رأينا، وهنا سنركّز على أبرز القضايا التي اهتمّت بها المجلة لا سيّما تلك التي تندرج أساليب معالجتها داخل الإطار الشرعي، وعلى رأسها قضية:"الإلحاد"؛ فقد انشغلت المجلة بهذه القضية وأوْلتها أهميةً بالغةً، وهذا في واقع الأمر يعكس درجة الوعي التي كان يتمتّع بها الشيخ رحمه الله؛ إذ كان الإلحاد في ذلك الوقت في بداية سريان سمومه في جسد الأمة، عن طريق الكثير ممن طُمس على قلوبهم وأبصارهم من أبناء المسلمين، فجعلوا يشيعون هذه الجرثومة الخبيثة وينشرونها بما أوتوا من مواهب بيانية وعقلية، فكان لزاماً على المخلصين من أبناء الإسلام التصدّي لهذا المدّ الجارف بكل وسيلةٍ متاحة، وكشف عواقبها الوخيمة على الدين والأخلاق.
فنجد هنا أن الشيخ قد خصّص أوّل موضوع في المجلة لهذه القضية، وكان بعنوان:"الدين، مزاياه وكونه ضروريّاً"، ثم دأب على نشر كتاب علامة الشام جمال الدين القاسمي رحمه الله الموسوم بـ"دلائل التوحيد"في المجلّة منجّماً على حلقات، وقد تولّى القاسمي في هذا الكتاب الردّ على شبهات الملحدين وتفنيدها بأدلة كلامية جدلية.
وإلى جانب هذا خصّص موضوعاً للنقاش بعنوان:"أي العقيدتين ستنتصر في هذا العصر أعقيدة التديّن أو الإلحاد؟"فكانت الردود القيّمة من الكُتّاب والمفكّرين والعلماء تنهال عليه بما يشفي الغـليل، ويكشف زيف الإلحاد، وهشاشة مبادئه.
وفي باب رد الشبهات على الدين تطرّق الشيخ رحمه الله إلى الدفاع عن السنة النبوية ضد مطاعن المستشرقين وأذنابهم، وبخاصة ما يثيرونه حول حجّـية الحديث النبوي والتشكيك في صحّته، فناقش هذه القضية وفنّد شبهات أصحابها منبّهاً على خطورة هذه القضية ومجافاتها لروح البحث العلمي، إذ يقول:"الحديث أو السنة هي أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته، وقد أجمع علماء الإسلام على وجوب العمل بما صحّ منها، والأخذ بما ترمي إليه في كل أمر ولم يخالف في ذلك إلا من لا يُـعتدّ به من المنتسبين إلى الإسلام ظاهراً، وقد أضمر في باطنه له البغض والعداء، وما زال أمثال أولئك الشذّاذ يظهرون في كل عصر ومصر، ويجاهرون بمثل هذا الرأي السمج بدون خجل ولا حياء". ا هـ.
ثم يسوق رحمه الله شبهاتهم، ويكرّ عليها بالإبطال بحجج قوية ومتينة مستنداً على ثقافته الشرعية الثريّة، ومنهجه السلفي الواضح البيّن.
قضيّة تغريب المرأة وإفسادها:
ومن القضايا المهمّة التي تناولها الشيخ بالتحليل والمتابعة في مجلّته قضيّة:الحجاب والدعوة إلى السفور، فقد وقف بالمرصاد لمحاولات نزع حجاب المرأة المسلمة، وإخراجها من فطرتها لتزاحم الرجال فيما اختصّهم الله تعالى به، ونبذ ما قد خلقها الله تعالى لأجله من رعايةٍ للأولاد وتنشئةٍ للأجيال المسلمة.
واهتمامه بهذه القضية كان دليلاً آخر على وعيه وإحاطته بما يجري في العالم الإسلامي من مكائد ودسائس، رغم أن بلده الكويت كانت بعيدة آنذاك عن حبائل هذه الدعوة الخبيثة، إلا أن الشيخ كان يحمل همّ الأمّة بأسرها ولم ينكفئ على قضايا بلده.
ومن جهة أخرى يُحسب له هذا النذير كإحراز قصب السبق في دقّ ناقوس الخطر من بوادر تغريب المرأة الكويتية خصوصاً، والخليجية عموماً.

وهو في نقاشه لدعاة السفور ونزع الحجاب لم تكن تأخذه غُـلواء الردود وفرْط الحماس للرأي، فيفقد رجاحة العقل ومعايير الإنصاف والعدل، بل كان يُقرّر حقّ المرأة في التعلّم والتهذيب ولكن بما يتوافق مع فطرتها، وخصوصيّـتها الأنثوية، يقول:"وبعد، فنحن وإن كنا من خصوم سفور المرأة وكشف الحجاب، فلسنا من خصوم تعليمها وتهذيبها، كيف ونحن نرى العلم في الشرع الإسلامي فرضاً على كل مسلم ومسلمة، ونراه فوق هذا زينة لكلا الجنسين ؟ نعم نراه كذلك إلا أن للرجل نصيباً منه لا يسوغ للمرأة مشاركته فيه، وللمرأة منه نصيباً منه لا يسوغ لها تعدّيه. يجب عليها قبل كلّ شيء الإشتغال بما يصلح دينها وعقيدتها وما ينعم بيتها وأولادها، وما يهذّب آدابها وأخلاقها مما لا يخرجها عن طبيعتها ولا يبعدها عما خُلِقت له أو يشغلها عن واجبتها الضرورية."أ هـ.
وفي باب التقريظ والإنتقاد كان يتابع أحدث الكتب المتعلّقة بهذه القضية، ومنها على سبيل المثال كتاب"المرأة بين الماضي والحاضر"، لمحمود افندي خيرت، وكتاب"المدنية والحجاب"، لسليم افندي حمدان.
ويورد أحياناً مقالاتٍ مترجمةً لبعض رجال الفكر الغربيين وشهاداتهم في قضايا المرأة وانحرافها وما آل إليه أمرها في مجتمعاتهم.

وقد كان الشيخ رحمه الله يتبنى أسلوباً معيّناً في الردّ على المخالف المكابر، فلا يذكر في مناقشته شيئاً من النصوص الشرعية التي لا ينقاد لها المكابرون، بل يورد أقوال من هم في موضع التوقير والإحترام عند المخالف، حتى تكون الحجة أبلغ، وتقطع على الخصم سُبـُل الإلتفاف والمناورة، إذ يقول:"ولو كان من نخاطبهم اليوم في شأنهم من الإنصاف في شيء لاكتفينا معهم بسرد ما قال الله ورسوله عليه السلام وما قاله علماء الإسلام في أمرها، ولكنهم وهم لا يحترمون إلا آراء أمثال أولئك الحكماء والفلاسفة فقد رأينا من الحكمة برّاً بوعدنا السابق أن نخاطبهم بلسانهم وأن نعرض عليهم آراءهم فيما ننعـيه من آثار سيئة في الفرد والمجتمع وما تجرّه من مصائب على عشّاقها". ا هـ.
الصراع بين القديم والجديد في الأدب:
ومن القضايا التي شغلت المجلّة قضيّة: الصراع بين القديم والجديد في الأدب, وفي واقع الأمر كان الإهتمام بتلك القضية رجْعَ صدى للمعركة الدائرة في مصر، والتي انقسم حولها الأدباء إلى فريقين:
الأول: بزعامة الأديب"مصطفى صادق الرافعي"رحمه الله
والثاني: بزعامة"سلامة موسى"

فانحاز الشيخ - بطبيعة- الحال إلى صفّ مصطفى صادق الرافعي الذي يمثّل أصالة الأدب العربي والمحافظة على تراثه وعراقته، ووقف في وجه سلامة موسى ومحاولاته انتقاص الأدب العربي والحطّ من قيمته، وناقش الشيخ رحمه الله بعضاً من أدلة سلامة موسى مناقشةً موضوعيةً تنمّ عن علوّ كَعـْبٍ في قضايا الأدب والفكر مع إلمامٍ بالمتغيّرات، فمثلاً عالج قضية الحرية التي طرحها موسى كحجة في تبرير الخروج على قوانين الأدب ورسومه، فقال معقّباً على كلام سلامة موسى:"إذا كانت الحرية التي يتطلّبها للأدب هي أن يأخذ أبناؤه من كل أدب قديماً أو حديثاً وأن لا يجمد على استعمال قوانينه القديمة التي استبان عوارها لأهل البصر والفكر، وأن يتدرّجوا فيه كما يتدرّجون في شئونهم الحيوية، وأن يقتبسوا من أدب مجاوريهم ما يزيده بهاءً وجمالاً… إذا كان سلامة يريد هذا فإنا نعاهده على الدعوة إليه وعلى السير في سبيله … ولكن الذي يحزننا و(ياللأسف) أن (حضرته) يريد بالحرية للأدب ما هو أوسع مما سمعت، يريد أن يكون أدب البشر أحطّ من أدب الحيوانات العُجْم، وأن يرجع إلى الوراء خطوات واسعة لا تُحصى، يريد أن يجري الأديب لمسافة في كل موضوع بحريّة لا قيد فيها ولا شرط، فيصوّر ما يخالج ضميره من إلحاده وزندقته وآرائه المتطرّفة وأفكاره السقيمة كما يهوى ويشاء، وأن يرسم بريشة قلمه من المهازل والصور والأوصاف ما يندى له حتى جبين المعتوه عرَقاً". انتهى بتصرّف.
وإلى جانب هذا الجدل حول القديم والحديث زخرت المجلة بإبداعات شُعراء شتىّ من الكويت والخليج العربي والجزيرة العربية، نشروا الكثير من إنتاجهم الأدبيّ خلال هذا النافذة التي أشرعها لهم الشيخ عبدالعزيز الرشيد ليتعرّف العرب على الإنتاج الأدبي والعلمي لإخوانهم في هذه البلاد التي تكاد تكون معزولة عنهم، ونذكر منهم: صقر الشبيب، وخالد الفرج، محمود شوقي الأيوبي، ومحمد بن عثيمين، وعبدالله العبدالقادر الإحسائي، ومحمد الفراتي، وعبدالمحسن أبا بطين، وغيرهم الكثير ممن كانت المجلّة توثيقاً وتخليداً لأعمالهم الأدبية.
نهاية المجلة:
توقّفت المجلة بعد عامين من صدورها، وبعد أن أكملت عشرين عدداً في مجلّدين، وكان هذا التوقّف المفاجيء والمؤلم لمحبّي المجلة ومتابعيها بسبب سفر الشيخ عبدالعزيز الرشيد إلى أندونيسيا من أجل الدعوة والتدريس في تلك البلاد، ولبث الشيخ فيها يمارس أنشطة الدعوة والتدريس والصحافة حتى توفّاه الله تعالى عام 1937 م، بعد حياة حافلة وزاخرة بالعطاء الدعويّ السخيّ.
وبالرغم من قِصَرِ عُمر مجلته الكويت إلا أنها كانت ذا أثرٍ كبيرٍ وملموسٍ في مسيرة الصحافة الكويتية خصوصاً، والصحافة الإسلامية عموماً. والمُطالع لتقاريظ كبار رجال العلم والفكر والأدب المنشورة في المجلة سيلمس حقيقة حجمها الكبير، وأثرها الفاعل في العالم العربي.
فرحم الله تعالى الشيخ رحمة واسعة ورفع مكانته في عليين على ما قدّم من نصرةٍ للدين، وخدمةٍ لبلده ومجتمعه، والله تعالى وليّ التوفيق.


المراجع:
1 — أعداد"مجلة الكويت"مارس 1928 — مارس 193 م، أصدرها الشيخ عبدالعزيز الرشيد، تصوير ونشر دار قرطاس.
2 —"الشيخ عبدالعزيز الرشيد، سيرة حياته"، د. يعقوب الحجي, مركز البحوث والدراسات الكويتية، 1993 م.
3 —"صحافة الكويت، رؤية عامة بين الدوافع والنتائج"، د. محمد حسن عبدالله، منشورت مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية، 1985 م.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 28.94 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 28.31 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.17%)]