عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-06-2019, 03:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,445
الدولة : Egypt
افتراضي لنسبح الله وبحمده

لنسبح الله وبحمده

. نايف بن أحمد الحمد

لذكر الله تعالى فضائل لا تكاد تحصر منزلة وأجراً، وذكره تعالى متنوع الألفاظ، متعدد الأنواع؛ تهليل وتكبير وتحميد وتسبيح وتلاوة لكتابه وغيرها، وفي هذه الورقة جمعت ما تيسر في ذكر مخصوص من هذه الأذكار، وهو «تسبيح الله بحمده»، وذلك ببيان المسبحين بحمده، وفضائل التسبيح بحمده، وأوقاته، وصفته، وذلك بإشارة يسيرة قبل كل آية وحديث، فأقول مسبحاً بحمده:

• معنى التسبيح[1]: عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن تفسير «سبحان الله» فقال: «تَنْزِيهُ اللَّهِ عَنْ كُلِّ سُّوءِ»[2].

وسئل ابن عباس رضي الله عنهما: «ما سبحان الله»؟ قال: «كلمة رضيها الله لنفسه، وأمر بها ملائكته، وفزع لها الأخيار من خلقه»[3]. «وجماع معناه بُعده تبارك وتعالى عن أن يكون له مثل أو شريك أو ند أو ضد»[4].

و«(سبحان) اسم علَم للتسبيح، يقال: سبحت الله تسبيحاً وسبحاناً، فالتسبيح هو المصدر، وسبحان اسم علم للتسبيح.. وتفسيره تنزيه الله تعالى عن كل سوء»[5].

قوله «بحمده» أي بكونه محموداً، كما قد قيل في قول القائل «سبحان الله وبحمده»، قيل: سبحان الله ومع حمده أسبحه، أو أسبحه بحمدي له، وقيل: سبحان الله وبحمده سبَّحناه، أي هو المحمود على ذلك، كما تقول: فعلتُ هذا بحمد الله، وصلينا بحمد الله، أي بفضله وإحسانه الذي يَستحقُّ الحمدَ عليه. وهو يرجع إلى الأول، كأنه قال: بحمدِنا الله فإنه المستحق لأن نحمده على ذلك»[6] «(وبحمده) قيل: الواو للحال، والتقدير: أسبح الله متلبساً بحمدي له، من أجل توفيقه. وقيل: عاطفة، والتقدير: أسبح الله، وأتلبس بحمده، ويحتمل أن تكون الباء متعلقة بمحذوف متقدم، والتقدير: وأثني عليه بحمده، فتكون (سبحان الله) جملة مستقلة، (وبحمده) جملة أخرى»[7].

• وقرن الحمد بالتسبيح؛ لأن «التسبيح يتضمن نفي النقائص والعيوب، والتحميد يتضمن إثبات صفات الكمال التي يُحمد عليها»[8]، و«سبحان الله وبحمده فيها الشكر والتنزيه والتعظيم»[9]، وفي قوله: «سبحان الله وبحمده: إثبات تنزيهه وتعظيمه وإلهيته وحمده»[10]، كما أن «في هذه الكلمات من المعرفة بالله، والثناء عليه بالتنزيه والتعظيم مع اقترانه بالحمد المتضمن لثلاثة أصول: أحدها: إثبات صفات الكمال له سبحانه، والثناء عليه. الثاني: محبته والرضا به. الثالث: فإذا انضاف هذا الحمد إلى التسبيح والتنزيه على أكمل الوجوه وأعظمها قدراً وأكثرها عدداً وأجزلها وصفاً، واستحضر العبد ذلك عند التسبيح، وقام بقلبه معناه: كان له من المزية والفضل ما ليس لغيره»[11].

و«سبحان الله وبحمده» من دعاء العبادة، وجزاؤه الإثابة.

وسبحان الله «ذكر تعظيمٍ لله لا يصلح لغيره»[12].

• تسبيح الملائكة عند بدء خلق آدم: قال تعالى: {وَإذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 30]، عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي الكلام أفضل؟ قال: «مَا اصْطَفَى اللهُ لِمَلَائِكَتِهِ أَوْ لِعِبَادِهِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ»[13].

• حملة العرش والتسبيح: قال تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْـجَحِيمِ} [غافر: 7].

• تسبيح الرعد: قال تعالى: {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْـمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْـمِحَالِ} [الرعد: 13].

• جميع المخلوقات تسبح بحمده: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإن مِّن شَيْءٍ إلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [الإسراء: 44] سُبْحانَهُ ثُمَّ سُبْحاناً نَعُوذُ به، وقَبْلَنَا سَبَّح الجُودِيُّ والجُمُدُ[14][15].

• التسبيح علامة الإيمان: قال تعالى: {إنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ} [السجدة: 15]، التسبيح قرين الدعوة إلى الله، قال تعالى: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إلَّا مَن شَاءَ أَن يَتَّخِذَ إلَى رَبِّهِ سَبِيلًا 57 وَتَوَكَّلْ عَلَى الْـحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا} [الفرقان: 57، 58].

وقال تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ 39 وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} [ق: 39، 40]، وقال تعالى: {وَاصْبِرْ لِـحُكْمِ رَبِّكَ فَإنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ 48 وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإدْبَارَ النُّجُومِ} [الطور: 48، 49].

• التسبيح قرين الصبر: قال تعالى: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى} [طه: 130][16]، وقال تعالى: {فَاصْبِرْ إنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإبْكَارِ} [غافر: 55].

• التسبيح علاج ضيق الصدر: قال تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ 97 فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ 98 وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 97 - 99].

دفع العقوبة بالتسبيح: قال تعالى: {تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْـمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِـمَن فِي الأَرْضِ أَلا إنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الشورى: ٥].

• التسبيح بعد النصر: قال تعالى: {إذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ 1 وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا 2 فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} [النصر: ١ - ٣].

• افتتاح الصلاة بتسبيح الله وبحمده: عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة قال: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ تَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ»[17]. «معناه: سبحانك اللهم وبحمدك سبحتك، ومعنى الجد العظمة ههنا»[18].

عن جبير بن مطعم رضي الله عنه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الصلاة قال: «اللهُ أَكْبَرُ كَبِيراً، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيراً، وَسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ»[19].

• أحب الكلام إلى الله: عن أبي ذر رضي الله عنه عن نبي الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إِنَّ أَحَبَّ الْكَلَامِ إِلَى اللهِ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ)[20][21].

• حبيبة إلى الرحمن وثقيلة في الميزان: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي المِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ»[22].

• بها تغفر الذنوب: عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطَايَاهُ، وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ»[23]، «ولو متفرقة وفي أثناء النهار، لكن متوالية وأوله أفضل»[24].

• علو منزلة قائلها يوم القيامة: عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ قَالَ: حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، مِائَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ»[25]، «نبه صلى الله عليه وسلم بقوله: (إلا أحدٌ عمل أكثر من ذلك) أنه جائز أن يزاد على هذا العدد فيكون لقائله من الفضل بحسابه، لئلا يظن أنها من الحدود التي نهى عن اعتدائها، وأنه لا فضل في الزيادة عليها كالزيادة على ركعات السنن المحدودة أو أعداد الطهارة»[26].

• الإكثار منها أعظم من الصدقة بجبل من ذهب: عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ هَالَهُ اللَّيْلُ أَنْ يُكَابِدَهُ، أَوْ بَخِلَ بِالْمَالِ أَنْ يُنْفِقَهُ، أَوْ جَبُنَ عَنِ الْعَدُوِّ أَنْ يُقَاتِلَهُ، فَلْيُكْثِرْ مِنْ سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فَإِنَّهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ جَبَلِ ذَهَبٍ يُنْفِقُهُ فِي سَبِيلِ اللهِ»[27].

• من غرس الجنة: عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الجَنَّةِ»[28].

• تفتح لها أبواب السماء: عن وائل الطائي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي فدخل رجل، فقال: الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً، وسبحان الله وبحمده بكرة وأصيلاً، فلما صلى قال: «مَنِ الْقَائِلُ الْكَلِمَاتِ؟» قال الرجل: أنا يا رسول الله، وما أردت بهن إلا خيراً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لَقَدْ رَأَيْتُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ فُتِحَتْ فَمَا تَنَاهَى دُونَ الْعَرْشِ»[29].

• وصية نوح عليه السلام لابنه: عن رجل من الأنصار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قَالَ نُوحٌ لِابْنِهِ: إِنِّي مُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ وَقَاصِرُهَا كَيْ لَا تَنْسَاهَا، أُوصِيكَ بِاثْنَتَيْنِ، وَأَنْهَاكَ عَنِ اثْنَتَيْنِ: أَمَّا اللَّتَانِ أُوصِيكَ بِهِمَا فَيَسْتَبْشِرُ اللهُ بِهِمَا، وَصَالِحُ خَلْقِهِ، وَهُمَا يُكْثِرَانِ الْوُلُوجَ عَلَى اللهِ، أُوصِيكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَإِنَّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ لَوْ كَانَتَا حَلْقَةً قَصَمَتْهُمَا، وَلَوْ كَانَتْ فِي كَفَّةٍ وَزَنَتْهُمَا، وَأُوصِيكَ بِسُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، فَإِنَّهَا صَلَاةُ الْخَلْقِ، وَبِهَا يُرْزَقُ الْخَلْقُ، {وَإن مِّن شَيْءٍ إلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [الإسراء: ٤٤]، وَأَمَّا اللَّتَانِ أَنْهَاكَ عَنْهُمَا فَيَحْتَجِبُ اللهُ مِنْهُمَا، وَصَالِحُ خَلْقِهِ، أَنْهَاكَ عَنِ الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ»[30].

• كفارة المجلس: عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، فَقَالَهَا فِي مَجْلِسِ ذِكْرٍ كَانَتْ كَالطَّابَعِ يُطْبَعُ عَلَيْهِ، وَمَنْ قَالَهَا فِي مَجْلِسِ لَغْوٍ كَانَتْ كَفَّارَتَهُ»[31].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «منْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ كَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ: سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ ثُمَّ أَتُوبُ إِلَيْكَ، إِلَّا غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِكَ»[32].

وعن أبي الأحوص: «وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ» قال: «إذا أراد أن يقوم الرجل من مجلسه قال: سبحانك اللهم وبحمدك»[33].

• من الباقيات الصالحات: سئل أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه ما الباقيات الصالحات؟ فقال: «هي لا إله إلا الله، وسبحان الله وبحمده، والله أكبر، والحمد لله، ولا حول ولا قوة إلا بالله»[34].

إكثار النبي صلى الله عليه وسلم من قولها: عن عائشة رضي الله عنه قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول: «سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ أَسْتَغْفِرُ اللهَ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ»[35].

وعنها رضي الله عنها قالت: ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم منذ نزل عليه إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ» يصلي صلاة إلا دعا. أو قال فيها: سُبْحَانَكَ رَبِّي وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي[36].

الإكثار منها عند دخول المنزل: عن ربيعة بن كعب رضي الله عنه قال: كنت أخدم رسول الله وأقوم له في حوائجه نهاري، أجمع حتى يصلي رسول الله العشاء الآخرة فأجلس ببابه، إذا دخل بيته أقول: لعلها أن تحدث لرسول الله حاجة فما أزال أسمعه يقول رسول الله: «سُبْحَانَ اللهِ، سُبْحَانَ اللهِ، سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ»، حتى أمل فأرجع، أو تغلبني عيني فأرقد[37].

في الركوع والسجود: عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: «سُبْحَانَكَ اللهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللهُمَّ اغْفِرْ لِي» يتأول القرآن[38].

الوصية بقولها عند الجلوس للذكر: عن جويرية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح، وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى، وهي جالسة، فقال: «مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟» قالت: نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ»[39].
يتبع



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 29.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 29.18 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (2.09%)]