عرض مشاركة واحدة
  #57  
قديم 19-04-2006, 06:13 AM
الصورة الرمزية جند الله
جند الله جند الله غير متصل
دراسات وأبحاث في الطب الروحي
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: القاهرة
الجنس :
المشاركات: 1,516
الدولة : Saudi Arabia
Arrow عمل الشيطان في الجهاز التنفسي Spiritual system

عمل الشيطان في الجهاز التنفسي Spiritual system


(الصدر Thorax):
ويعد الصدر بمحتوياته كجزء من الجهاز التنفسي مصدرًا لتجميع الطاقة السحرية داخل الجسد، وهي طاقة متجددة باستمرار، حيث يتخلص من الطاقة المستنفذة، ويستمد طاقة جديدة، كل هذا يتم داخل الصدر، وتعد من أهم مصادر الطاقة السحرية المكتسبة، هذا بخلاف الطاقة السحرية الذاتية التي يتمتع بها الشيطان، والمختزنة في أماكن مختلفة من أنحاء جسده كجني، وتكون موزعة بتناسق محكم في شتى أنحاء الجسد البشري، وبالحيلولة دون حصول الشيطان على الطاقة السحرية المكتسبة تستنفذ طاقته السحرية الذاتية تلقائيًا، حيث تشكل هذه الطاقة عامل جذب رئيسي لاكتساب الطاقة السحرية الضرورية لاستمرار فاعلية المكونات السحرية الداخلية، والتي تنقاد لها الشياطين وفقًا لقوة مضمونها ومكوناتها السحرية، فبهذه الطاقة المكتسبة يتمكن الشيطان من استمرار بسط سيطرته على سائر أعضاء الجسد، ليصير قادرًا على الاستمرار في التحكم في وظائفه العضوية وفقًا للغرض الموجود من أجله داخل الجسد، مهما كان نوع هذا الغرض والهدف منه، وبدون تفعيل المكونات السحرية يفقد الشيطان السبب الفعلي لوجوده في الجسد، وقد يكون السحر الأساسي داخل أو خارج الجسم، وهذا ينطبق على المس بأنواعه المختلفة من اللبس والسحر والنظرة، فيستغل الشيطان الوظيفة العضوية للصدر أثناء عملية التنفس فيسحب هذه الطاقة من خارج الجسد إلى داخل الرئتين عبر المسالك الهوائية، بينما يتخلص من الطاقة المستنفذة.


لاحظ انتقال الأكسجين من خلال الصدر إلى الدم ومنه إلى أنحاء الجسم

(الغرض من حركات جدار الصدر في التنفس هو سحب الهواء إلى داخل الرئتين، ثم طرده ثانية، والرئتان pulmones lungs هما زوج من الأعضاء يشغل الجزء الأكبر من باطن التجويف الصدري. وهما تشبهان قطعة الإسفنج _ أي زمر من تجويفات صغيرة عديدة، لا حصر لها، ذات جدر صغيرة _ وهما قابلتان للتمدد جدًا، وتتصل التجاويف التي بداخلها مع الخارج بطلاقة، عن طريق المسالك الهوائية، وتلك المسالك هي: 1_ الأنفnose والفم mouth 2_ والبلعوم أو الحلقوم pharynx. 3_ والحنجرة larynx. 4_ والقصبة الهوائية trachea. 5_ وزوج من الأنابيب يسمى بالشعب bronchi. تنقسم إليهما القصبة الهوائية، وتدخل كل شعبة في رئة، ثم تنقسم بداخلها إلى عدد كبير من الأنابيب الهوائية).( )


لاحظ مسار الشيطان مع حركة الأكسجين من خارج الجسم إلى داخله
حيث يعيد القلب ضخ الدم المحمل بالشياطين إلى المخ

مبيت الشيطان في الخيشوم:
يبدو أنه من المتعسر على الشيطان القيام بمهمة تجديد الطاقة السحرية أثناء استيقاظ اللإنسان، بسبب نشاطه وحركته الدائبة وذكره المتواصل لله، وإن كان هذا لا يوقف دأبه على تجديد طاقته، إلا أن النوم يتيح له فرصة هائلة كي يحقق بغيته بأمان أكثر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا استيقظ أراه أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثًا، فإن الشيطان يبيت على خيشومه( ))،( )

الخَيْشُوم من الأنف: (ما فوق نُخْرَتِهِ من القصبة وما تحتها من خشارِمِ رأسه، وقيل: الخَياشيِمُ غراضيف في أقصى الأنف بينه وبين الدماغ، وقيل هي عروق في باطن الأنف، وقيل: الخَيْشُومُ أقصى الأنف). انظر: (لسان العرب) _ مصدر سابق. صفحة (12/178).

ولا يقف مفهوم البيات عند حد النوم داخل فتحة الأنف، ولكن المقصود أنه يبيت يعمل داخل الأنف على تجميع طاقته السحرية، وذلك بدعوة الشياطين إلى دخول البيت واقتحام جسد مقرونه، لكونهم عصب الطاقة السحرية، فيزيد الملبوس تلبسًا وتخبط، ويزداد المسحور سحره قوة وبأسًا، ويزداد المعيون سوءًا، وفوق كل هذا يزيد القرين من وطأة الوسوسة على مقرونه.


الخيشوم حيث يبيت الشيطان يستجمع طاقته الشيطانية إلى داخل الجسم
لاحظ حركة الشياطين في الدخول مع الهواء (السهام الزرقاء)

فالشيطان يتخذ من الخيشوم مكانًا لعمله، وهو أقصى فتحتي الأنفي من جهة الدماغ، أي أنه جزء من أجزاء الجهاز التنفسي، حيث يبيت ليجدد طاقته، وليحجب السموم المتسربة من طاقته مع الزفير، حيث يشكل المخاط المتجمع داخل فتحتي الأنف مصفاة لحجز أي طاقة متسربة، لذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستنثار ثلاثًا تخلصًا من هذا المخاط الملوث بمخلفات السموم السحرية، وهذا المخاط نجده جميعًا بعد استيقاظنا من النوم، فأثناء النوم يعتمد النائم في تنفسه على التنفس الصدري أكثر من التنفس البطني، وهذا مما يساعد على الهدوء والاسترخاء، أكثر من التنفس البطني، ولكن هذا وحده لا يكفي كي يقوم الشيطان بتجديد طاقته السحرية بدون منغصات، لذلك يعقد على قافية رأس النائم ثلاثة عقد سحرية، فيضرب كل عقدة مكانها عليك ليل طويل فارقد، ليصاب النائم بنوع من (سحر التبلد)، فيضمن الشيطان بذلك إصابته بخباثة النفس والكسل، والرغبة في معاودة النوم كلما أراد أن يستيقظ، وهذا ضمانًا لإنهاء مهمته بلا عقبات تعطله عن عمله.

فقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب كل عقدة مكانها عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقده كلها، فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان)،( ) وهذه العقد ما هي إلا العقد السحرية التي ينفث عليها السحرة بعزيمتهم الكفرية، لقوله تعالى: (وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدْ) [الفلق: 4]، فتخفض هذه العقد السحرية من تدفق الدم إلى المخ فيصاب الإنسان بالخمول والكسل، فيستطيع الشيطان بذلك تحريك المكونات السحرية بأمان أكثر، حتى يصل بها إلى الصدر، ويبدأ في عملية تجديد الطاقة، والشيطان لكي يضمن عدم استيقاظ النائم فجأة يبول في أذنيه فيصمه عن كل المنبهات، والشاهد ما ورد عن عبد الله رضي الله عنه قال ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل نام ليله حتى أصبح قال: (ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه)، أو قال: (في أذنه)،( ) والنتيجة هي كما تبين هي تثبيط النائم عن قيام الليل.

دور القرين في اقتحام الجسد:
فعن جابر‌ قال: قال رسول الله: (إذا دخل الرجل بيته فذكر اسم الله تعالى حين يدخل وحين يطعم قال الشيطان:‌ لا مبيت لكم ولا عشاء هاهنا، وإن دخل فلم يذكر اسم الله عند دخوله قال الشيطان:‌ أدركتم المبيت، وإن لم يذكر اسم الله عند مطعمه قال: أدركتم المبيت والعشاء)‌، ( ) والواضح من ظاهر النص قول الشيطان لإخوانه (ها ههنا) بإضاف (ها)، إشارة منه لنفس المكان الذي هو فيه وهو البيت، أي أن الشيطان المتحدث يقف داخل البيت وليس خارجه، ولو كان مع المخاطبين خارج البيت لقال لهم: (لا مبيت لكم ولا عشاء هنا) إشارة للقريب، وهذا يفيد أن الشيطان المتحدث من سكان البيت، وأنه خلاف الشياطين الواقفين خارج البيت، وإذا كانت عوامر البيت من الشياطين تسكن الحمامات، إذًا فالشيطان المتحدث هو القرين الملازم للإنسان، لأنه موكل به في كل مكان وزمان، رغم ترديد الأذكار التي قد تمنع عمله، لكنها لا تمنع ملازمته للإنسان، وإلا فقد صفته كقرين موكل من الله به، فعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن) قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: (وإياي، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير)،( ) وعلى هذا؛ فمن أهم وظائف القرين، أنه يفتح الباب لدخول الشياطين إلى البيت، وإلى جسد مقرونه بهدف التسلط عليه.

الشياطين تغير مبيتها كل يوم:
وهذا يدل على أن الشياطين تغير مبيتها كل يوم، فالمجموعة التي تبيت اليوم خلاف الذين يبيتون في اليوم التالي، أي أن المدد السحري يتغير كل يوم، وغير قاصر على عدد ثابت ومحدود من الشياطين، وقد يخاطبهم القرين محذرًا إياهم من الدخول، لأن صاحب البيت ذكر اسم الله حين دخل وحين طعم، فيقول لهم: (لا مبيت لكم ولا عشاء هاهنا)، ولو كانت هذه الشياطين التي تريد الدخول من عمار البيت لما لزمهم أن يكونوا خارجه، لأن الشياطين من عمار البيت لا يسكنون إلا في الحمامات فقط، فعن زيد بن أرقم‌ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:‌ (إن هذه الحشوش محتضرة، فإذا أتى أحدكم الخلاء فليقل:‌ أعوذ بالله من الخبث والخبائث)،( ) فلا يساكنوا أهلها، وعمارها من الجن المسلم، أو غيرهم من الملل، فعمار كل بيت على ملة أهله، فعدم دخول الشياطين من غير العوامر قاصر على بيوت المسلمين الذاكرين لله.

الشياطين تعمل في جماعات:
والشيطان هنا يخاطب عددًا من الشياطين بصيغة الجمع، فيقول: (لا مبيت لكم)، (أدركتم المبيت)، (أدركتم العشاء)، وهذا يؤكد أن الشياطين لا يتحركون فرادى، بل في مجموعات يدعم بعضها بعضًا، لذلك تتحرك الشياطين على هيئة سرايا، تعمل جميعًا تحت إمرة إبليس وأعوانه، فقد صح عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن إبليس يضع عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئًا، قال: ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه ويقول: نعم أنت)، قال: الأعمش أراه قال: (فيلتزمه)،( ) أملاً في القرب منه والترقي في رتب السحر، وتتويج رأسه بالتاج السحري.

ومن المفاهيم الشائعة أن فلان عليه شيطان واحد، وربما عدة شياطين، وللأسف ثبت بالتجربة العملية وطبقا للحديث السابق أن هذا مفهوم خاطئ، لأن الشياطين تعمل في مجموعات وسرايا، أي أن أعدادهم غفيرة، وأنها تعمل تحت إمرة قائد لهم، وهو من يلبسه إبليس التاج، فقد يحضر جني وينطق على لسان الإنسي، ولكن في الحقيقة هو معه جيوش كلها تعمل بأمره، وتنتهي بموته ليشفى بعدها المريض تماما، ووجود هذا الكم الغفير من الشياطين هو السبب دائما في طول فترة العلاج من المس والسحر، ولا يجب أن نلتفت إلى من يزعمون أنهم يخرجون الجني في جلسة واحدة، أو أن لديه وصفة عجيبة مدهشة تنجز العلاج في أيام معدوات، فقد ثبت أن هذا الزعم هو من جملة الخرافات والأباطيل، فإن جاز في كم كبير من الحالات، فإنه لا يجدي بتتا في الغالبية العظمى من الحالات.

الشياطين تبيت في البيوت لتفسد معيشة أهلها:
ولأن الشيطان لا يستطيع العمل منفردًا، لذلك فهو بحاجة دائمًا للحصول على المدد السحري، وهم الشياطين الذين يدعوهم ويحضهم على دخول البيت بقوله: (أدركتم المبيت)، وهم أعضاء المدد السحري الجدد، والذين يريدون دخول البيت ليس طلبًا النوم والخلود إلى الراحة، فأين راحة الشيطان في بيت مسلم؟‍ ولكن ليعيسوا في البيت فسادًا، وأول المفاسد الدخول إلى أجساد النائمين لتقوية ودعم الوسوسة والمس بفروع اللبس والسحر والنظرة، وهذا هو المدد السحري، وإلا لبطل السحر، وشفي الملبوس والمعيون، فعن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أصبح إبليس بث جنوده، فيقول: من أضل اليوم مسلمًا ألبسته التاج، قال: فيخرج هذا فيقول: لم أزل به حتى طلق امرأته، فقال: أوشك أن يتزوج، ويجيء هذا فيقول: لم أزل به حتى عق والديه، فيقول: يوشك أن يبرهما، ويجيء هذا فيقول: لم أزل به حتى أشرك، فيقول: أنت أنت! ويجيء هذا فيقول: لم أزل به حتى قتل، فيقول: أنت أنت ويلبسه التاج).( )

فلكي يفرق الشيطان بين المرء وزوجه لابد أن يدخل البيت أولاً، ثم يلج في أجسادهم، فلا يزال بالرجل يثيره على زوجته، وبالزوجة ينفرها من زوجها حتى تنحرف أخلاقهما أو يتفرقا، فلو استقر كيده عند حد الوسوسة لكان أرحم، فعن ابن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أحدث نفسي بالشيء، لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتكلم به، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة)،( ) ولكن الشيطان يبذل قصارى جهده للإيقاع بالإنسان في شتى أصناف المهالك، إذًا فالإفساد هو هدف مجموعة العمل التي يفتح القرين لها باب البيت وجسد مقرونه، وهم الطاقة السحرية الفاعلة التي يبثها إبليس لتجعل أمر التكليف نافذًا، وهذا يعني أنهم سحرة يعبدون الشيطان، ولا وجود لما يروج له من أن السحر يفعل الأعاجيب، ولكن الذي يفعل هذا هو الطاقة السحرية، وما هي إلا إبليس وجنوده.

عمار البيت ينتفعون بصالح أعمال أصحابه:
وهذه الأحاديث تشير ضمنيًا إلى أن الجن المسلمين من عمار البيت ينتفعون بصالح أعمال أهل البيت، ويتضررون من جراء تقصيرهم وإهمالهم ذكر الله، فهم يشاركونهم بيوتهم، فعن أبي سعيد الخدري قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن بالمدينة جنًا قد أسلموا، فإذا رأيتم منهم شيئًا فآذنوه ثلاثة أيام، فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان). وفي رواية أخرى قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لهذه البيوت عوامر، فإذا رأيتم شيئًا منها فحرجوا عليها ثلاثا، فإن ذهب، وإلا فاقتلوه فإنه كافر)،( ) فالجن المسلم يشاركون الإنس المسلمين ما ذكر اسم الله عليه من طعامهم وشرابهم، فعن ابن مسعود‌ رضي الله عنه قال: قال رسول الله: (لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحمًا، وكل بعرة علف لدوابكم، فلا تستنجوا بهما، فإنهما طعام إخوانكم)،( )

فنسيان ذكر الله وإهماله يفتح الباب على مصراعيه للشياطين كي يحتلوا البيت وأجساد أهله من الإنس، فيجعلوا البيت من بعد عمار خراب، أما ما تفعله الشياطين بالجن المسلم فحدث ولا حرج، فيقتلون ويؤسرون وتستباح حرماتهم، إلا أن يمن الله عليهم فيفروا من البيت وأهله، فينزحون إلى عمارة المسجد الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أئمن الأماكن لهم من الشياطين على وجه الأرض، لذلك فكلما أسلم جني فتسأله؛ إلى أين ستذهب؟ فيقول لك: مكة أو المدينة، فأغلب بيوت المسلمين لم تعد عامرة بذكر الله، وصارت وكرًا لإيواء الأبالسة والشياطين، بسبب ما ملئ جنباتها من فسق وفجور، إلا ما رحم ربي، فالجن المسلم صاحب العقيدة الصحيحة والتقي النقي غير مكلف بالدفاع عن بيت أهله فسقة وفجرة، رزقهم من السحت والربا، حتى لو ذكروا اسم الله عليه فلن ينتفع به الجن المسلم، وبيوتهم موطئًا لكل فاجر عربيد، سواء من زوار البيت، أو من خلال ما يبثه التلفاز، فصار الأب ديوث، والأم قوادة، والشياطين تعشش في كل ركن من البيت، بل الجن المسلم مأمورين بالتبرأ من أمثال هؤلاء، وهجرهم حتى يعودوا إلى الله، فإن عادوا حفظهم الله والجن المسلم من كيد الشياطين، وأيدهم بالنصر عليهم ببركة الذكر الذي يردده أهل البيت المسلمين.

فضل آية الكرسي في حفظ النائم من الشيطان:
أما في حالة قراءة آية الكرسي، فلا يستطيع أن يقرب النائم شيطان حتى يصبح، ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: .. فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما فعل أسيرك البارحة)، قلت: يا رسول الله زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله قال: (ما هي؟)، قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم الآية (اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ) وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، وكانوا أحرص شيء على الخير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة؟)، قال: لا قال: (ذاك شيطان)،( ) والحافظ هو ما يحفظ فيه الشيء من حافظة أو كيس أو حافظة، وقد قمنا بتحصين المرضى مرارًا وتكرارًا، فدعونا أن ينزل الله عليهم حافظًا ببركة آية الكرسي، ظنًا منا أن هذا الحافظ ملكًا موكل من الله، وكانت المفاجأة، فقد وصف لنا أكثر من مريض أنهم رأوا كيسًا فضيًا شفافًا ينزل عليهم من السماء فيغطيهم تمامًا، وكان عدد هذه الحوافظ يزداد كلما كررنا الداء وقراءة آية الكرسي، وفي إحدى الجلسات كان حاضرًا على جسد فتاة مارد شديد القوة، فطلبت منه ساخرًا أن يغادر جسدها ويتلبس بي، فقال: لو أستطيع، فقلت له: وما الذي يمنعك من التلبس بي؟ فمد يديه بالقرب من جسدي على بعد شبر، وقبض على شيء خفي بيديه، ثم فغر فاه، وأخذ ينهش بأسنانه وهو يزمجر من شدة غيظه، فرأيته وكأنه كان ممسكًا بغلاف حول جسدي يحاول تمزيقه بأسنانه، ولكن بدون جدوى حتى يأس وكل، وهذا يدل على أن بركة آية الكرسي تفيد النائم والمستيقظ على حد سواء.

الطاقة السحرية الذاتية:
وهي الطاقة السحرية التي يحتفظ بها الشيطان لنفسه، بغرض التقوية والحماية الذاتية، وإكسابه المناعة اللازمة ضد كل ما يجد من النوازل غير المتوقعة، وهي التي تمنحه شخصيته امام أقرانه، لذلك فهذه الطاقة تختلف من شيطان إلى الآخر، حسب مكانته بين الشياطين، ملك أو ساحر أو خادم سحر أو من أحد الأعوان، وقوته كجني مارد أو عفريت، ووظيفته التي يقوم بها، ورتبته السحرية، والأهم من ذلك مدى قربه أو بعده من إبليس، فلا يشترط أن يتكرر تواجدها مع كل شيطان، ولكن هناك عناصر ثابتة لا يستغني عنها أي شيطان، ومنها ما يتحلى به الشيطان من حلي ومجوهرات خاصة الماس والذهب والياقوت، والتي لها خواص طبيعية ومزايا ، فهي وإن كانت في ظاهر الأمر بغرض الزينة، إلا أن لها خواص طبيعية وسحرية تتعلق بالجن أنفسهم، حيث يوزعها الشيطان في جميع أنحاء جسده، فالماس معروف بشدة صلابته، والذهب ببريقه لونه الأصفرالجذاب، والتاج الذي يعلو رأسه إن كان ملكًا وهذا التاج تحرسه حية تلتلف حول التاج، وغالبًا تتخفى داخله، وكذلك ما يحمله في يديه من عصاة سحرية، أو شعلة نار، وكذلك العرش الذي يجلس عليه والذي قد تمتد قواعده إلى أعماق الأرض، ليستمد قوة شيطانية تثبت أركانه، وهذه الطاقة الخفية هي أهم أنواع الطاقة الشيطانية وأخطرها لسبب أنها خفية غير مدركة، حيث أن أغلبها مكدس داخل جسده، لأن فقدها يعني أن خسر حياته،

الطاقة السحرية المكتسبة:
وهي الطاقة المضافة إلى الطاقة الذاتية للشيطان، والتي يكتسبها للقيام بمهمته داخل الجسد، فهو لا ينتفع بها بصورة مباشرة كما ينتفع بالأسحار الذاتية، ولكن إذا فقدها عجز عن أداء مهمته الموكل بها، وهنا يمكن أن يضحي بقوته الذاتية ويتنازل عنها رغمًا عنه، لكنه لا يملك أن يتنازل عن أمر التكليف الذي قد يكلفه حياته، وتنقسم الطاقة المكتسبة إلى نوعين من الطاقة (الطاقة السحرية)، و(الطاقة الحيوية).


لاحظ بالتفصيل دخول الأكسجين وخروج ثاني أكسيد الكربون داخل الحويصلات الهوائية
ومع حركة الدخول والخروج إلى الدم ومنه تنتقل الشياطين إلى أجسادنا

وأثناء عملية التنفس يجري الشيطان مع حركة الدم حاملاً معه المكونات السحرية حتى يصل إلى الرئة، ليلفظ الدم حمض الكربون ويمتص الأوكسجين، فيتخلص الشيطان من مخلفات الطاقة القديمة ويمد المكونات السحرية بطاقة جديدة، وبعد تغذية الدم بالأكسجين يعود إلى القلب ليتم ضخه من جديد في الشرايين إلى جميع أنحاء الجسد، (يوزع لكل رئة شريان رئوي واحد، وهو يعبر أمام شعبة الجذع أثناء مروره خلال جذر الرئة، وهو ينزل في باطن الرئة خلفيًا وحشيًا لشعبة الجذع، وبين فروعها البطنية والظهرية، وهو يعطي فروعًا تقابل للشعب الفصية والشدفية وتوزع معها _ على طول أسطحها الخلفية أساسًا، وعندما تنتهي الفروع النهائية للشعب (الشعيبات bronchioles) في المسالك الحويصلية، تنتهي التفرعات النهائية للشرايين في شعيرات تكون شبكة وعائية دموية بين جدر الحويصلات (الأسناخ)، وتحمل الشرايين الرئوية الدم الوريدي من البطين الأيمن من القلب إلى الرئتين، حيث يعطي الدم الزائد لديه من غاز حمض الكربون، حين يجري خلال الشعيرات التي على علاقة بجدر الحويصلات، يعطيه للهواء الموجود في الحويصلات ويتلقى الأكسجين منه .. وتحمل الأوردة الرئوية الدم (المحمل بالأكسجين) من الرئتين إلى الأذين الأيسر من القلب، ومن هناك ينتقل إلى البطين الأيسر ثم يوزع بعدئذ بواسطة الأورطي إلى جميع أنحاء الجسم).( )


الحويصلات الهواية حيث تتبادل الشياطين الدخول والخروج مع الأكسجين الداخل وثاني أكسيد الكربون الخارج

والشيطان يستغل هذه الوظيفة العضوية فيتجه بالمكونات السحرية من مكمنها إلى الرئتين عبر الجهاز الدوري، مرورًا بشبكة الأوعية الدموية حتى يصل إلى القلب، ومنه يندفع إلى الرئتين حتى يصل إلى الحويصلات الهوائية ليتخلص من الطاقة البائدة، وليحصل على الطاقة السحرية المفاعلة للمكونات السحرية اللازمة لاستمراره في أداء عمله الموكل به، وبعد حصوله على ما يريد يردف عائدًا إلى القلب، ومنه يتوجه إلى موقع كل وحدة من المكونات السحرية داخل الجسد، فيضع الوحدة السحرية في مكانها محملة بالطاقة الجديدة، لتواصل العمل من جديد، حسب وظيفتها المدونة في أمر التكليف، وكل هذا يتم في حالة الخفاء في عالم الجن في أغلب الأحوال.

الطاقة السحرية:
وهي طاقة غيبية غير منظورة، وهي عبارة عن الشياطين التي تنفذ أوامر التكليف والأسحار قصرًا، إذًا فبدون الشياطين تصير أوامر التكليف معطلة الفاعلية، فالشياطين تدخل إلى الجسد عن طريق المسالك الهوائية، بدءًا من الأنف والفم إلى الصدر، ثم ينتشر بعد ذلك في الجسد حيث شاء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا استيقظ أراه أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاثًا فإن الشيطان يبيت على خيشومه)،( ) وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده فإن الشيطان يدخل)،( )

فالطاقة السحرية في حقيقتها ما هي إلا الشياطين التي تنقاد للأقسام المغلظة والتعازيم الكفرية في المكونات السحرية المختلطة بالدماء البشرية داخل جسد الإنسان المصاب بالمس، وتخضع في نفس الوقت للطاقة السحرية الذاتية التي تمنح الشيطان القوة التي يقهر بها العناصر المكتسبة تحت سلطته، فلا يوجد شيطان يستطيع أن يدير مملكة الجسد البشري وحده، فمجرد ذكر الله يحرقه وينتهي أمره، لكن لا بد من توافر عناصر تكاملية في صورة طاقة متجددة لدعم هذه الإدارة العضوية، لذلك يتردد الشيطان كثيرًا في التفكير قبل اختيار لحظة محاولة اقتحام جسد غريمه، فدخول الجسد إن كان سهلاً على قدرات الجن، إلا أنه يفتقد لعنصر الأمان مع الشيطان المعتدي، فالأمر يعد مغامرة مكلفة جدًا، ربما يدفع حياته ثمنًا لمجرد محاولة غير مأمونة العواقب، سواء إذا ذكر الإنسان الله عند لحظة الاقتحام، أو في حالة الاستسلام عند لحظة والخروج من الجسد ذليلا صاغرًا، والتي تعني نزول العقاب به من أسياده نتيجة تخاذله، كل هذا يضعه الشيطان في حساباته قبل بدأ مهمته الموكل بها، وربما قبل الموافقة عليها وقبوله القيام بها، لذلك هو يتحمل العذاب ويقاوم حتى آخر لحظة يفقد في كل طاقته الذاتية والمكتسبة.

فدماء المصابين بالمس محملة بالمكونات السحرية، والوحدة منها عبارة عن أمر تكليف مقروء عليه الطلاسم السحرية والعزائم والأقسام، والتي تحتوي على بعض النجاسات والمخلفات، ووظيفتها إعداد الجسد للمهمة الموكل بها الشيطان، لذلك فهي تنتشر في جميع أنحاء الجسد من خلال الدم، فإذا أجريت الحجامة الرطبة لأحدهم وجدت دمائه قاتمة اللون جراء اختلاطها بهذه المكونات السحرية النجسة، وهذه المكونات والأخلاط الرديئة يمكن تنقلها خلال الدماء، فكلما مات أو كل أو مرض عدد من الشياطين الموكلة بهذه المكونات السحرية فقد الشيطان طاقته العاملة، وصار بحاجة ماسة إلى عناصر منفذة جديدة، وإلا خسر المعركة أو مات، وبذلك يتعرض للعقاب من الشيطان الساحر الذي وكله وأمده بهذه الأسحار، فيخرج الشيطان المكونات السحرية من مكامنها ليسربها إلى الدماء المتدفقة في الشرايين والأوردة لتجري معها خلال الدورة الدموية حتى تصل إلى الرئتين، فتقوم هذه المكونات السحرية بجذب الشياطين الداخلة إليها مع الشهيق متأثرة بشدة الأقسام المغلظة والعزائم الكفرية التي تليت عليها، وبهذا تكتسب المكونات السحرية فاعليتها مجددًا، ثم تعود هذه المكونات السحرية بخدامها الجدد وهي أكثر فاعلية من ذي قبل، وبهذا تتحول الرئتين إلى مصيدة لاقتناص الشياطين رغم أنفهم وتحت وطأة القهر والعذاب وليس بمحض إرادتهم، لذلك تنتقم الشياطين من الممسوس شر انتقام، وهذا هو مفهوم الطاقة السحرية، لتكتسب الأسحار القوة الفاعلة لها.

.
__________________




موسوعة دراسات وأبحاث العلوم الجنية والطب الروحي
للباحث (بهاء الدين شلبي)
 
[حجم الصفحة الأصلي: 33.20 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 32.57 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.89%)]