عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 22-03-2009, 10:16 PM
الصورة الرمزية عاشقة فلسطين
عاشقة فلسطين عاشقة فلسطين غير متصل
مشرفة ملتقى أطياف المجد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
مكان الإقامة: _
الجنس :
المشاركات: 2,182
Cool رد: يا شيخ غزة يا إمام المجاهدين عليك سلام الله في الخالدين

المؤمن حر وإن كُبل بالحديد.. حياة الشيخ الشهيد أحمد ياسين خلف القضبان




"المؤمن حر وإن كبِل بالحديد".. صورة جمالية تعكس حياة الشيخ الشهيد أستاذ المجاهدين "أحمد ياسين" وان كانت اقل جمالا من قلبه النابض بالحياة وعزيمته التي لا تعرف الشلل ولا تكبلها قيود السجن، أفق واسع وفكر حي لا يعرف حدود غرفة ، هكذا كانت حياته في سجنه وهكذا تروي قصة يوم عاشه داخل زنزانته على لسان احد مرافقيه تفاصيل رجل يعجز عن الحركة لكنه يحرك العالم" .

يوم تحت المجهر..

المهندس فريد زيادة هو أحد الأسرى السابقين الذين رافقوا الشهيد الشيخ "ياسين" في غرفته في سجن "كفار يونا" وقال:" بدأت الحكاية عندما فتح الباب أمام أسرى "حماس" لتقديم طلبات للانتقال إلى سجن "كفار يونا" حيث كان يحتجز الشيخ المجاهد الشهيد، وأضاف: إنها فرصة للتعرف على هذه المعجزة الإيمانية عن كثب فسارعت إلى تقديم طلب للانتقال من سجن نابلس المركزي الذي كان يحتجز فيه عام 1994 إلى سجن "كفار يونا" حيث يقيم الأستاذ الشهيد"، ويضيف زيادة :"كانت المنافسة شديدة جدا، وأحباب الشيخ ومريدوه كثر، وكلهم وجدوا فيما رأيت فرصة للوصول ورؤية الشيخ الشهيد القعيد وخدمته".

كانت حركة حماس في السجون المركزية تفتح باب الترشيح بين أسراها الذين أسرهم حب شيخها ، والتسابق لنيل هذا الشرف المضاعف فمن ينجح بالوصول للشيخ يحظى بشرف خدمته ورعاية شؤونه، ووقوع الاختيار عليه يعكس ثقة تنظيمه به وبقدرته على تحمل صعاب المهام وأضاف زيادة :" في السجن تعرف معادن الرجال، "كفاريونا" سجن جنائي من السجناء الصهاينة وليس فيه من الأسرى الأمنيين العرب إلا غرفة واحدة يقيم بها الشيخ ومرافقين اثنين".
الانقطاع عن الأسرى، والبعد عن من عايشوك ومرارة سنين الاعتقال وخدمة مضنية لرجل عاجز عن الحركة كلها قضايا ثانوية لا تمنع أسرى حماس من التسابق لهذا الظرف مادام برفقة أبيهم الشيخ.

حرّ وان حبسوا الجسد..

ويرسم زيادة في حديثه الوجداني عن ذكريات الأيام السالفة برفقة الشيخ سيرة ذاتية يلتقي فيها الحب والحنين والشوق والعذاب لفرقة الحبيب وان كان للحرية شوقا وطعما آخر فقال زيادة " عندما تتحدث عن الشيخ "ياسين" فأنت تصف ظاهرة ،كان يضع لنفسه برنامجا مفعما بالحيوية لا يقوى على تحمله صحاح الأبدان ضعاف العزائم".
ويصف المهندس زيادة حياة الشيخ بالقول:" كان الشيخ الشهيد يستيقظ يوميا في الساعة الثالثة صباحا، يتوضأ ويبدأ بتلاوة القرآن الكريم إلى أن يحين وقت صلاة الفجر".

دقائق معدودة يقضيها العبد بين يدي ربه يرى الشيخ فيها ضعف السجان وضيق دنياه أمام سعة رحمة الله فيعود بعدها لتلاوة ورده من القرآن الكريم إلى أن تبزغ الشمس وتشرق الأرض بنور ربها حين يفتح السجان باب الغرفة.
إنه وقت الفورة، ولبدنك عليك حق ، يتعاون زيادة ورفيقه في إنزال قائدهم الشيخ عن درج الغرفة إلى ساحة الفورة حيث يقول زيادة:" لم يكن الشيخ مستسلما للمرض، كان يفهم أن في رياضة الجسد حياة للروح، نمسكه من تحت إبطيه ونقوم بتدريجه مشيا ، كنا نشعر انه يوجه الرسالة للمراقبين على أبراج الحراسة ولسان حاله يقول عدم قدرتي على الحركة لا يعني أني سأستسلم".

وأضاف المهندس زيادة:" كنا نقوم بعمل المساجات والتدليك لذراعي الشيخ وراحة يده وأصابعه كنا نشعر بمعنى الحياة ينبض في كل جسده"، وتمضي ساعات الفورة ويعود الشيخ ومرافقوه إلى الغرفة، حيث يتوضأ من جديد ويتفرغ لصلاة الضحى التي تطول معه إلى أن يحين موعد العلم والفائدة حيث يلتجئ الشيخ إلى مكتبته الضخمة داخل غرفته الصغيرة يطالع ويتصفح ويقرأ ما يكفي لغذاء عقله المستنير، و يضيف زيادة:" كان الشيخ شديد الاهتمام بالقراءة والمطالعة، وكان ذكيا واضح الفراسة إلى الحد الذي جعله يحفظ ما يقرأه بسهولة شديد الولع بقراءة كتاب البداية والنهاية في التاريخ وهو سلسلة من 2. مجلد وكان يطلب منا أن نمتحنه فيه فنسأله عن قصيدة أو مقولة أو أي فكرة في الكتاب فيخبرنا أنها موجودة في مجلد كذا صفحة كذا.

وعندما يحين موعد الظهر ، يتوضأ الشيخ ويصلي الظهر ثم ينام القيلولة التي تمتد لساعة أو ساعتين ثم يستيقظ فيتسلى مع مرافقيه يشاهد برامج التلفاز ويستمع إلى الراديو وبرامج الأخبار والتحليلات السياسية، وكان يحب الاستماع إلى الأناشيد الإسلامية، ثم يعود إلى مكتبته للقراءة حتى يؤذن العصر فيصليه مع مرافقيه ويعود إلى كتاب الله يتلوا منه وردا ثم يراقب مرافقيه وهما يعدان طعام الغذاء حيث كانوا لا يأكلون إلا ما يصنعون بأيديهم إلى أن يأتي موعد فورة العصر حيث يتقاسم الشيخ ورفيقاه فترة الفورة المسائية مع الأسرى الجنائيين بحيث لا يلتقي الفريقان معا في نفس الساحة.
ويعود الشيخ إلى غرفته يتوضأ ويتجهز لصلاة المغرب مع رفيقه ثم يتناول العشاء وينصرف إلى صلاة نافلة إلى ما شاء الله له أن يصلي إلى أن يؤذن العشاء حيث يساهر رفيقيه قليلا ويبدأ ورد حفظ القرآن والتسميع لدى الشيخ ثم ينام.

رجل غير عادي..
ولم تكن الرتابة والروتين لتسيطر على حياة الياسين حيث يقول زيادة:" لم يكن الشيخ يطيل السهر ولم يكن يحب شرب الشاي إلا قليلا ولا يشرب القهوة أبدا لكن مجالسته في غاية التسلية".

ويضيف زيادة:" كان الشيخ مرحا بشوشا لديه روح الفكاهة وحب الدعابة، كنا نصغر دائما أمام نفسيته التي لا تعرف الانكسار ، قليلا ما كان أقاربه يتمكنون من زيارته فلا يشعر بالضيق ولا الإحباط الذي يعانيه الأسرى عموما عند الحرمان من الزيارة وكان يواسينا عند كل الم.

ويواصل زيادة حديثه عن آلام الشيخ التي لم تهز روحه حيث يقول:" كان يعاني من التهاب في الأمعاء والأذن لذلك لم يكن يسمع جيدا، كنا نضع سماعة خاصة في التلفاز ليتمكن من السماع لكن ذلك لم يكن يؤثر عليه.

ويرى زيادة في عقلية الشيخ الفذة وشخصيته الجامعة للروحانية والهمة العالية والفهم السياسي والعقيدة الفكرية والدعوية أول دليل يقوده لبساطة العيش والتعامل مع الحياة بمرونة وسلاسة قائلا:" كان لدى الشيخ كأس خاص قديم لشرب الماء، استخففت به ذات مرة وقلت له سنحضر لك كأسا جديدا فقال :هذا الكأس هو رفيق اعتقالي الدائم ثم ضحك وهو يقول:" سعة هذا الكوب (أوقية) ماء، وأنا معتاد أن اشرب يوميا 2 لتر من الماء، لذلك لا أزيد ولا انقص في الشرب عن 8 أكواب، فقلت لا بأس نحضر لك كأسا جديدا بنفس السعة فأجاب:" ما ضرورة التجديد مادام القديم مازال يفي بالغرض.

لحظات الفراق..

وتتجلى لحظات الوجدانية في حديث زيادة عند وصوله إلى لحظة فراقه للشيخ حيث يقول:" أبلغتني إدارة السجن أن لي محكمة تخفيض الثلث (الشليش) وهي محكمة يعرض فيها الأسير على القضاء الصهيوني بعد إنهائه ثلثي محكوميته،لم أتحمس للأمر لان أسرى حماس عادة لا يحصلون على التخفيض ولاني كنت أرى أني في إقامتي مع الشيخ خيرا لي من الإفراج لكن الشيخ شجعني للذهاب .

لم يكن زيادة يتوقع أن يخفض حكمه ويفرج عنه لكنه لن يخالف رغبة لشيخه الأسير فتوجه إلى المحكمة ، وتحولت الفرحة إلي لتصيب كل أسير بإنهاء سجنه إلى دموع وألم في قلب زيادة، لقد قرروا الإفراج عنه ، سيفارق الشيخ الذي أحب، ما أصعب فراق الأحبة لكن الدنيا لا تمنحك كل ما تريد.

عاد زيادة من المحكمة إلى سجنه دامع العينيين باكي الفؤاد لكنه كالعادة وجد الشيخ مواس لجراحه، فقد سبق زيادة إلى السجن احد رجال الشرطة الصهيونية المرافقين للمحكمة وابلغ الشيخ أن رفيقه سيغادر إلى الحرية التي يرى فيها بعيدا عن شيخه سجنا وقيدا ، وبقي لموعد الإفراج حسب القرار أسبوعا اعتزم زيادة أن يستغل كل لحظة ليغترف فائدة وعلما من الشيخ الذي لم يكن يضن على مرافقيه ، لكن الفرحة تأبى إلا أن تتحول إلى الألم والحزن، فقد ابلغ بان إخلاء سبيله سيتم في اليوم التالي.

فرح الشيخ لحرية رفيقه الذي ازداد هما وكمدا ووجد إلى المماطلة في المغادرة سبيلا قائلا : " لن ارحل قبل أن يحضر مرافق جديد بدلا مني، كانت لدى زيادة آخر محاولة لاستبقاء روحه في السجن الذي عشقت لكن إدارة السجن أحضرت مرافقا آخر من سجن آخر ليقيم فرحته بلقاء الشيخ على حزن زيادة المودع.
وحانت لحظة المغادرة واستعرض زيادة أيامه مع الشيخ، كانت اللحظات صعبة على القلب، كان الشيخ في ساحة الفورة طلب زيادة الذهاب إليه لوداعه فسمح له، عانقه وقبله وانهمرت الدموع التي تبكي أول الفراق بقرار الاحتلال. ويفصل عدد من أسرى "حماس" الذين عايشوا الشيخ الشهيد في سجنه لحظات من الذاكرة الحية وهي تبكي رحيله حيث يقول محمد عوض مرعي (أبو يحيى) من قراوة بني حسان في سلفيت : " مكثت برفقة الشيخ الشهيد عاما ونصف العام , وأن نسيت فلا أنسى أن يوم لقائي به كان أجمل وأعز يوم في حياتي , غادرت معه سجن تلموند ورافقته آلامه في مستشفى سجن الرملة وحتى في العزل كنت رفيقه , كنت ورفيق اعتقاله الثاني نحميه بأجسادنا من اعتداءات الأسرى الجنائيين , وحتى ضباط السجن كانوا يقرون له بالاحترام رغم كونه العدو اللدود لهم , كانوا يقرون انه الزعيم الذي لن يهدأ لهم قرار إن مسه مكروه وهو في سجونهم .
__________________
ودي اموت اليوم وأعيش باكر.. وأشوف منهو بعد موتي فقدني..

______________

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.24 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.90%)]