عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 04-04-2024, 11:57 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,680
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الأمثال في القرآن ...فى ايام وليالى رمضان


أمثال في القرآن
(26)
مثل المنافقين


سورة البقرة
تفسير الايات
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير
أبو بكر الجزائري : جابر بن موسى بن عبد القادر بن جابر أبو بكر الجزائري (ت: 1439هـ )

مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ (١٧) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُون (١٨) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (١٩) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٠) ﴾
شرح الكلمات:
﴿مَثَلُهُمْ ١﴾ : صفتهم٢ وحالهم.
﴿اسْتَوْقَدَ﴾ : أوقد ناراً.
﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ﴾ : لا يسمعون ولا ينطقون ولا يبصرون.
الصيب: المطر.
الظلمات: ظلمة الليل وظلمة السحاب وظلمة المطر.
الرعد: الصوت القاصف يُسمع٣ حال تراكم السحاب ونزول المطر.
البرق: ما يلمع من نور حال تراكم السحاب ونزول المطر.
﴿الصَّوَاعِقِ﴾ : جمع صاعقة: نار هائلة تنزل أثناء قصف الرعد ولمعان البرق يصيب الله تعالى بها من يشاء.
١ القول السائر: مثل: أحشفا وسوء كيله؟ والصيف ضيعت اللبن
ويعرف المثل بأنه قول شبه مضر به بمورده ومضر به في الحال المشبه ومورده هو الحال المشبه بها.
٢ قوله تعالى: ﴿مَثَلُهُمْ﴾ الآيات: تضمن مثلين: نارياً: وهو المثل الأول. ومائياً: هو المثل الثاني، والمثلان وقعان من السياق الأول موقع البيان والتقرير، والفذلكة، ولذا لم تعطف جملة مثلهم لكمال الاتصال بينها وبين الجمل السابقة.
٣ ظاهرة الرعد والبرق يفسرها علماء الطبيعة؛ بأنه نتيجة اتحاد كهرباء السحاب الموجبة بالسالبة.

﴿حَذَرَ الْمَوْتِ﴾ : توقيا للموت.
﴿مُحِيطٌ﴾ : المحيط المكتنف للشيء من جميع جهاته.
﴿يَكَادُ﴾ : يقرب.
﴿يَخْطَفُ﴾ : يأخذه بسرعة.
﴿وَأَبْصَارِهِمْ﴾ : جمع بصر وهو العين المبصرة.

معنى الآيات:
مثل١ هؤلاء المنافقين فيما يظهرون من الإيمان مع ما هم مبطنون من الكفر كمثل٢ من أوقد ناراً للاستضاءة بها فلما أضاءت لهم ما حولهم وانتفعوا بها أدنى انتفاع ذهب الله بنورهم٣ وتركهم في ظلمات لا يبصرون. لأنهم بإيمانهم الظاهر صانوا دماءهم وأموالهم ونساءهم وذراريهم من القتل والسبي، وبما يضمرون من الكفر إذا ماتوا عليه يدخلون النار فيخسرون كل شيء حتى أنفسهم. هذا المثل تضمنته الآية الأولى (١٧)، وأما الآية الثاني (١٨) فهي إخبار عن أولئك٤ المنافقين بأنهم قد فقدوا كل استعداد للاهتداء فلا آذانهم تسمع صوت الحق ولا ألسنتهم تنطق به، ولا أعينهم تبصر آثاره، وذلك لتوغلهم في الفساد. فلذا هم لا يرجعون عن الكفر إلى الإيمان بحال من الأحوال. وأما الآية الثالثة والرابعة (١٩) (٢٠) فهما تتضمنان مثلاً آخر لهؤلاء المنافقين. وصورة المثل العجيبة والمنطقية على حالهم هي مطر٥


١ المثل: متحرك الوسط، الأصل فيه أنه النظير والمشابه وفيه لغات وهي: المثل بكسر الميم، والمثيل بفتح الميم وكسر المثلثة وإشباعها. ونظير المثل الشبه والبديل، ففي كل واحد ثلاث لغات ولانظير لها في اللغة، يقال: شبه وشبه وشبيه وبَدَل وبدْل وبديل.
٢ قوله: ﴿الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً﴾. مفرد وقوله: ﴿ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ﴾. جمع، فهل الذي هنا بمعنى: الذين على حد قول القائل:وإن الذي حانت دمائهم هم القوم كل القوم يا أم خالد من الجائز أن يكون الذي بمعنى الذين لوروده في فصيح اللغة، وهو من باب الالتفات لا غير.

٣ عدل عن لفظ. ذهب الله بنارهم. إلى قوله: نورهم. إشارة إلى أن الإسلام نور يهدي لا نار تحرق.
٤ يرى ابن كثير أن هؤلاء المنافقين كانوا قد آمنوا ثم بعد إيمانهم كفروا في الباطن مظهرين الإيمان في الظاهر، ويرى ابن جرير خلاف ذلك، وهو: ما آمنوا ثم كفروا، وإنما آمنوا في الظاهر لا غير، واحتج عليه ابن كثير بقول الله تعالى في سورة المنافقين: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا﴾ الآيات.


٥ هو الصيب في قوله: ﴿أَوْ كَصَيِّبٍ﴾، وأصل صيب: صيوب قلبت فيه الواو ياء وأدغمت في الياء، نظيره: سيد وميت؛ لأن الفعل ساد يسود، ومات يموت، فسيد أصلها يسود، وميت أصلها ميوت وقلبت الواو ياء وأدغمت واو في قوله: ﴿أَوْ كَصَيِّبٍ﴾ هي بمعنى الواو.

غزير في ظلمات مصحوب برعد قاصف وبرق خاطف، وهم في وسطه مذعورون خائفون يسدون آذانهم بأنامل أصابعهم حتى لا يسمعوا صوت الصواعق حذراً أن تنخلع قلوبهم فيموتوا، ولم يحذروا مفراً ولا مهرباً لأن الله تعالى محيط بهم هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن البرق لشدته وسرعته يكاد يخطف أبصارهم فيعمون، فإذا أضاء لهم البرق الطريق مشوا في ضوئه، وإذا انقطع ضوء البرق وقفوا حيارى خائفين، ﴿وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾. هذه حال أولئك المنافقين، والقرآن ينزل بذكر الكفر، وهو: ظلمات، وبذكر الوعيد، وهو: كالصواعق والرعد، وبالحجج والبينات، وهي: كالبرق في قوة الإضاءة، وهم خائفون أن ينزل القرآن بكشفهم وإزاحة الستار عنهم فيؤخذوا، فإذا نزل بآية لا تشير إليهم ولا تتعرض بهم مشوا في إيمانهم الظاهر. وإذا نزل بآية فيها التنديد بباطلهم وما هم عليه وقفوا حائرين لا يتقدمون ولا يتأخرون، ولو شاء الله أخذ أسماعهم وأبصارهم لفعل؛ لأنهم لذلك أهل وهو على كل شيء قدير١.


هداية الآيات
من هداية الآيات ما يلي:
١- استحسان ضرب الأمثال لتقريب المعاني إلى الأذهان.
٢- خيبة سعي أهل الباطل وسوء عاقبة أمرهم.
٣- القرآن تحيا به القلوب كما تحيا الأرض بماء المطر.
٤- شر الكفار المنافقون.
{يَا أَيُّهَا٢ النَّاسُ اعْبُدُوا٣ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ
١ القدير، والقادر، والمقتدر، بمعنى: واحد، إلا أن القدير أبلغ لأنه من أمثلة المبالغة، وقدرة الله تتعلق بالممكنات القابلة بالوجود والعدم، فلا يقولن قائل: هل يقدر الله على خلق ذات كذاته سبحانه وتعالى؟.
٢ ياء: حرف نداء للبعيد وينادى بها القريب تعظيماً له نحو: يا الله، يا رب، وهو تعالى أقرب من حبل الوريد. أي: صلة للتوصل بها لنداء ما فيه أل نحو: أيها الناس. ها: حرف تنبيه أقحمت بين (أي) والمنادى.
٣ أصل العبادة: الخضوع والتذلل، مشتق من قولهم: طريق معبد إذا كان موطوءا بالأقدام، وهي في الشرع طاعة الله ورسوله بالإيمان وفعل الأمر واجتناب النهي مع غاية الحب والتعظيم لهما والتذلل وحده.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.53 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.90 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.92%)]