عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 31-10-2020, 03:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,915
الدولة : Egypt
افتراضي نماذج من الشعر الملحمي الإسلامي قديمًا

نماذج من الشعر الملحمي الإسلامي قديمًا











د. محمد بن سعد الدبل






حين جاء الإسلام ذلك الحدث التاريخي الهام الذي هو وحي السماء إلى الأرض، حين جاء ظهَر على صعيده أمة ليس لها مثيل في تاريخ الأمم؛ لأنها الأمة الوسط في كل شيء، وكان لزامًا أن يُغيِّر الإنسان في مسار فِكرها وأدبها فيُخرجه مِن طلاسم الوثنية والجاهلية إلى صحة المبدأ وسلامة المصير إخراجَه لها مِن ظلام الجهل والكفر إلى نور العلم والإيمان، فحلَّ مكان البطولات والمعلقات والمسمطات والمجمهرات والحوليات قصائد إسلامية عصماء في الذبِّ عن العقيدة والمُنافحَة عن عِرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحسبُنا في ذلك بقصائد كعب بن مالك وكعب بن زهير وشِعر حسان بن ثابت ذلك الشاعر الذي قصر شِعره على الإسلام ورسول الإسلام، ومِن شِعره قصيدته التي يَعدُّها دارسو الأدب من قبيل الشعر الملحمي الذي صنَّفه النقاد في عداد المُذهَّبات، والقصيدة من شِعره في الجاهلية غير أنها تَحمل في كثير مِن أبياتها قيم أخلاقية طبَعها بطابع الإسلام، مِن هذه القصيدة المطوَّلة قول حسان - رضي الله عنه -:




لساني وسَيفي صارمان كِلاهما

ويَبلُغ ما لا يَبلغ السيفُ مِذوَدي




فلا المال يُنسيني الحيا وحفيظتي

ولا وقَعات الدهر يَفلُلنَ مِبرَدي




أكثِّر أهلي مِن عيالٍ سِواهم

وأطوي على الماء القَراح المُبرَّد








وإني لمُزجٍ للمَطيِّ على الوجا

وإني لترَّاكٌ لما لم أُعوَّد




وإني لقوَّال لدى البيت مرحبًا

وأهلاً إذا ما ريع مِن كلِّ مرصد




وإني ليَدعوني الندى فأُجيبه

وأَضرب بَيضَ العارِض المتوقِّد










ويفاخِر حسان - رضي الله عنه - بشجاعة قومه وبطولتهم، فيُخاطِب الشاعر قيسًا بنَ الخُطَيم قائلاً:




فلا تعجَلنْ يا قيسُ واربع فإنما

قُصاراك أن تَلقى بكل مُهنَّد




حسامٍ وأرماحٍ بأيدي أعزَّة

متى ترهم يا بن الخطيم تبلَّدِ




أُسودٌ لدى الأشبال تَحمي عرينها

مداعيسُ بالخطِّي في كلِّ مَشهَدِ










إلى قوله:




فغنِّ لدى الأبيات حورًا كواعبًا

وحجر مآقيك الحسان بإثمَدِ










ومن المطوَّلات ذات المعاني الإسلامية قصيدة النابغة الجعدي تلك التي صنَّفها دارسو الأدب في عداد الملاحم المُسماة "بالمشوبات"، ومنها:




خليليَّ عُوجا ساعة وتهجَّرا

ولُوما على ما أحدث الدهر أو ذَرا




ولا تَجزعا إنَّ الحياة قَصيرة

فخِفَّا لرَوعاتِ الحَوادث أو قِرا

يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.18 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.02%)]