الحلقة (479)
تفسير السعدى
(سورة ص)
من (67)الى (77)
عبد الرحمن بن ناصر السعدى
تفسير سورة ص
" قل هو نبأ عظيم " (67)
فل- يا محمد- لقومك: إن هذا القرآن خبر عظيم النفع.
" أنتم عنه معرضون " (68)
أنتم عنه غافلون منصرفون, لا تعملون به.
" ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون "(69)
ليس لي علم باختصام ملائكة السماء في شأن خلق آدم, لولا نعيم الله إياي , وإيحاؤه إلي
" إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين "(70)
ما يوحي الله إلي من علم ما لا علم لي به إلا لأني نذير لكم من عذابه, مبين لكم شرعه.
" إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين " (71)
اذكر لهم- با محمد-: حين فال ربك للملائكة: إني خالق بشرا من طين
" فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين " (72)
فإذا سويت جسده وخلقه ونفخت فيه الروح , فدبت فيه الحياة, فاسجدوا له سجرد تحية وإكرام, لا سجود عبادة وتعظيم؟ فالعبادة لا تكون إلا لله وحده وقد حزم الله في شريعة الإسلام السجود للتحية.
" فسجد الملائكة كلهم أجمعون " (73)
فسجد الملائكة كلهم أجمعون طاعة وامتثالا
" إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين " (74)
غير إبليس; فإنه لم يسجد أنفة وتكبرا , وكان من الكافرين في علم الله تعالى
" قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أأستكبرت أم كنت من العالين " (75)
قال الله لإبليس: ما الذي منعك من السجود لمن أكرمته فخلقته بيدي؟ أستكبرت على آدم , أم كنت من المتكبرين على ربك؟ وفي الآية إثبات صفة اليدين لله تبارك وتعالى, على الوجه اللائق به سبحانه.
" قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين "(76)
قال إبليس معارضا لربه: لم أسجد له؟ لأنني أفضل منه, حيث خلقتني من نار , وخلقته من طين.
(والنار خير من الطين).
" قال فاخرج منها فإنك رجيم " (77)
قال الله له: فاخرج من الجنة فإنك مرجوم بالقول , مدحور ملعون,